الخميس، 18 مارس 2021

محمد حسين مرعي ...بلبل الحدباء 1933-1982................ابراهيم خليل العلاف

                                                         الفنان الموصلي الكبير محمد حسين مرعي
 


محمد حسين مرعي ...بلبل الحدباء 1933-1982

 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

ومحمد حسين مرعي رحمة الله عليه احد رموز الموصل واليوم نحتفي به ومن حقنا الاحتفاء به لما قدمه من منجزات فنية على صعيد التعليم والتربية والغناء والموسيقى .الاستاذ محمد حسين مرعي واحد من ابرز الفنانين الموصليين الذين حافظوا على الارث الغنائي العراقي والموصلي بألوانه العديدة .

كان – بحق – سادنا لهذا التراث الفني ومطورا له لهذا لقب ب(بلبل الحدباء ) .وهذا اللقب اطلق عليه كما اطلق من قبل على شاعر موصلي نهضوي تنويري هو المرحوم الشاعر الاستاذ داؤد الملاح ال زيادة .

ومما اريد قوله انني – كمؤرخ – لا أريد ان ادخل في تفاصيل المنجزات الفنية التي حققها الاستاذ محمد حسين مرعي لكن فقط اريد ان اضعكم في صورة سيرته الذاتية والفنية وخاصة للشابات والشباب الذين لم يعرفوه .

محمد حسين مرعي من الفنانين الذين حافظوا على الارث الموسيقي والغنائي الموصلي  فهو من مواليد محلة (رأس الجادة) سنة 1933 وهو متخرج في معهد الفنون الجميلة ببغداد قسم الموسيقى – فرع العود  سنة  1958 .

ومن حسن الحظ ان الموسيقار والملحن المعروف المرحوم الاستاذ زكي ابراهيم كتب عنه بضعة اسطر في كتابه (الاغاني الشعبية الموصلية ) والذي صدر سنة 1999 وقال انه من المطربين الذين اشتهروا في الموصل في الخمسينات والستينات وهو مطرب اصيل له دراية بالانغام والمقامات وغنى جميع الوان الغناء من المقام العراقي والغناء الريفي والموشحات واشتهر كثيرا في اداء الاغاني الموصلية الشعبية وله تسجيلات كثيرة في تلفزيون واذاعة بغداد وتلفزيون الموصل .

كما كتب عنه استاذي الاستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعته (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) وقال ان  الفنان محمد حسين مرعي دخل الإذاعة العراقية ببغداد سنة 1958 باسم مستعار  وهو (سمير كامل)، وأول أغنية غناها (يا حامل الورد) ألحان الأستاذ روحي الخماش. ويبدو ان الظروف الاجتماعية  في الخمسينات من القرن الماضي ، وما كان سائدا آنذاك من تقاليد في الموصل وخاصة في محلته (رأس الجادة ) جعلته اول الامر يتخفى وراء اسم مستعار خاصة وانه كان يستعد للتعين معلما للتربية الفنية في المدارس .

دخل الوظيفة الحكومية  سنة 1959 معلما للتربية الفنية  في قضاء خانقين، من ثم تنقل بين أقضية نواحي عديدة حتى جاء إلى الموصل، عمل في مدارس عديدة منها (الخالدية-الأوس-باب البيض) .ونظرا لسمعته الطيبة وتمكنه من ادوات عمله وخاصة في الجانب الفني فقد تم اختياره   ليعمل في ( مديرية النشاط المدرسي ) ، وهو ممن اسهم في تأسيس هذه المديرية ومن خلال عمله في مديرية النشاط المدرسي اسهم في إعداد وتهيئة العديد من ( الأناشيد المدرسية)  التي كان لها دور كبير في تطوير مادة التربية الفنية في المدارس والاهم من ذلك في تنمية الوعي الوطني والقومي بين التلاميذ والطلبة .

كان  الاستاذ محمد حسين مرعي (أبا بيات) واحداً من الذين ساهموا في تأسيس احتفالات مهرجان الربيع في الموصل ومنذ المهرجان الاول سنة 1969  . كما له دور في فتح فرع في الموصل لنقابة  الفنانين وتعزيز نشاط النقابة وكذلك نادي الفنون في ميدان  التلحين والغناء والتمثيل أيضاً.

سجل العديد من الأغاني في إذاعة بغداد وكركوك والموصل وعلى مختلف الأطوار. (المقام-البوذية- الأغنية الفلكلورية-والأغاني الوطنية-والقصائد..). شارك في العديد من المؤتمرات والتجمعات الموسيقية داخل العراق  وخارجه. وأخيراً عمل مشرفا تربويا فنيا حتى وفاته رحمة الله عليه اثر مرض عضال سنة  1982 .

 كان له حضور طاغ في مجال الاغنية البدوية والغناء الفلكلوري الموصلي  والابوذية والاغنية الوطنية ، ولحن له  الاستاذ زكي إبراهيم أكثر من (12)  إثنتي عشرة أغنية وهي  كما هو معروف مسجلة في تلفزيون بغداد وتلفزيون الموصل .

 ومما يؤكده نقاد الموسيقى ان الفنان محمد حسين مرعي  يتمتع بصوت جميل مقتدر واسع المساحة، وأداؤه جيد وقد خدم فن الغناء في مدينته خدمة كبيرة. كان مستقيما ذو خلق قويم لهذا حظي باحترام وتقدير الموصليين . أول أغنية له هي (يا حمل الورد) شعر محمد سعيد الحبوبي وألحان روحي الخماش ومن اشهر اغانيه  (ابو الكراميل ) و(  ياويل ويليا  ) و و(عايل يا الاسمر ) و ( صاح القطار ) و(مستاهل ياكلبي ) و ( يا عين مولييتن) وجاء فيها :

يا عين مولييتن يا عين مولي                 أهل الهوى بالهوى والناس افضوليا

وتقول ما أريدو وتقول ما أريدو                لو ملكوني حلب والشام ما أريدو

أروح للملايجي أركع وأحب إيدو                وأقول يا ملايجي شايب وآني بنيه

من فوق تل موسى من فوق تل موسى            اتعجبوا يا خلق تذبح بلا موسى

والله إن ما إنطاني هلي بالفين جاموسي           والفين عبده وعبد والفين كرجيه

من فوق تل جله من فوق تل جله                  ومحزمه للمقود تحوش باجله

يا ريت أبوك يعمى وأمك العله                    وأني اطوير السعد يلقط حواليه

وتقول صابوني وتقول صابوني                   مروا عليه العدا بالعين صابوني

لو قطعوني قطع والواح صابوني               ما أجوز عن عشرتك يا نور عيني

فاتت وأنا اصلي فاتت وأنا اصلي              والزلف عثق النخل على الخد مدلي

والله الما انطاني ابيج ودهج وولي                واسكن ديار بكر سنين اهلاليه

تلقط حنطتنا تلقط حنطتنا                       كسرت روس السنبل لعبت بخلقتنا

لمن خلص الحصاد راح ودوخنا               يا حيف ذاك التعب ما صابنا شيئا

اطلعت فوق الجبل والقيت عرموطة             وشفت حلوه وحلو باحبال مربوطه

يا ربي نسمة هوى أطير الغوطه                 وبين دق الخضر نكش الأعميديه

يا نجمه الحدرت رب السما فوكج                 سنين خادم هلج كل لاجل شوكج

والله الما نطاني أبيج ونزل وانا أبوكم             والكان حسوا هلج كولي حراميه

يا ويل ويليا

يا ويل ويا ويليا                          حال العدو حاليا

غزال حبي شرد                         با الله اجبروا بحاليا

يا ويل ويلي هلج                        يا من عدمت هلج

لا رحل وجاو هلج                      سنتين بهواكي

يا الرايحين الحضر                     ادعوا لنا بالخضر

جيش المحنى نذر                       يوم التجي الغاليا

يا راكبين الفرس                        وانشق ثوب الطلس

نحنا جبنا الفرس                         ونزلت الغاليا

ولم يكن محمد حسين مرعي مطربا فقط بل كان ملحنا لحن عددا من الاغاني منها (اغنية يازائر الحي) وهو من لحن اغنية (عايل الاسمر عايل ) وهي من نغم البيات وقد اخبرني ولده الاستاذ بيات ان من كتبت هذه الاغنية شاعرة موصلية لم يفصح عن اسمها وليس صحيحا ماذكره الاستاذ زكي ابراهيم في كتابه المشار اليه وهو ان مؤلفها وملحنها مجهولان .ومن الطريف ان الفنان الكبير كاظم الساهر أداها سنة 2009 بصوته مع تغيير بعض كلماتها .

رحم الله الاستاذ محمد حسين مرعي وجزاه خيرا على ماقدم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...