الجمعة، 15 يونيو 2018

كلمة التاريخ في تنوع حكام العراق في العصر الحديث 




كلمة التاريخ في تنوع حكام العراق في العصر الحديث 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
أُريد ان ارد على تساؤل احد الاخوان عن خلفية حكام العراق في العصر الحديث واعتبارا من سنة 1921 وحتى لحظة كتابة هذه السطور . واقول ان العراق بلد عريق وشعبه يتألف من قوميات واديان ومذاهب وتوجهات سياسية مختلفة .. وهذه سمة قوة لاسمة ضعف ؛ فالوحدة العراقية الحقيقية هي في التنوع السياسي والاجتماعي والديني والمذهبي ، وهذه حقيقة لابد من معرفتها والبناء عليها من اجل النهوض.
والمتخصص والقارئ والمتتبع لتاريخ العراق الحديث والمعاصر يجد ان كل ابناء العراق من عرب وكورد وتركمان اسهموا في بناء العراق وتكوينه ونهضته منذ ما يقارب ال100 سنة وهم لايزالون كذلك .
وقد ظلت هذه الخصيصة واضحة للعيان ان كان ذلك على المستوى القومي أو المستوى الديني او المستوى المذهبي ..وإن كان ذلك في العهد الملكي 1921-1958 أو في العهد الجمهوري الاول 1958-1963 أو العهد الجمهوري الثاني 1963-1968 أو العهد الجمهوري الثالث 1968-2003 وحتى ما بعد الاحتلال الاميركي في 9 نيسان 2003 وحتى اليوم .
ولقد راعى كل حكام العراق ومنهم فيصل الاول ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم ومن بعدهم هذه الحقائق فعلى سبيل المثال ، اذا ما استعرضنا تاريخ العراق الملكي 1921-1958 نجد ان ثمة رؤساء وزراء ووزراء ونوابأ ومسؤولين يمثلون كل الوان المجتمع العراقي ولدي من الامثلة الكثير الكثير .
وعندما قامت ثورة 14 تموز سنة 1958 وسقط النظام الملكي وتأسست جمهورية العراق اسهم الجميع في ادارة العراق ، ويخطئ من يظن ان ثمة تجاوز جرى لاحد ولدي الكثير من الامثلة منها مثلا مجلس السيادة الذي كان يضم سنيا وشيعيا وكورديا .
وبعد ذلك اذا ما استعرضنا اسماء رؤساء الوزارات والوزراء والمدراء العامون وقادة الجيش ورؤساء الجامعات وغير ذلك من مؤسسات الدولة العراقية نجد ان كل القوميات والاديان والمذاهب ممثلة وقد اسهم الجميع في ادارة العراق وحسب كفاءتهم وقدراتهم وامكانياتهم .وها نحن اليوم نجد الجميع ايضا يساهمون لذلك لابد ان يعلم الجميع ان لافائدة من اقصاء احد او تهميش احد فالعراق (شدة ورد ) والعراقيون من شمال زاخو الى جنوب الفاو مؤمنين بوحدة بلدهم وبقوته وبعودته الى ان يأخذ مكانه تحت الشمس .
دعوة مخلصة للجميع اي لجميع العراقيين ان يعوا هذه الحقيقة ويتفاعلوا معها بكل صدق وان يقرأوا تاريخهم بحرص ودقة وان لاينساقوا وراء من يريد شرا بالبلد .وانا على يقين ان العراق سينهض ويعود قويا عندما نعي جميعا دوره ومكانته عبر التاريخ.
*صورة اعضاء مجلس السيادة الفريق الركن محمد نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة والعقيد الركن خالد النقشبندي والشيخ محمد مهدي كبة عضوي مجلس السيادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...