لا يزال الحديث في الشارع الجزائري متوهّجا عن الرئيس الراحل هواري بومدين بعد مضي أكثر من37 سنة على وفاته، ولا تزال الأسئلة نفسها حول الرئيس وفترة حكمه تبحث عن إجابات، ولربما أفضل مجيب هو مرافقه ومستشاره الخاص الوزير الأسبق محي الدين عميمور، الذي أصدر كتابا جديدا عن الرئيس الراحل أسماه "الموسطاش" وتعني "الشوارب" في إشارة إلى شارب الرئيس هواري بومدين (واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة) الذي يرمز إلى دلالات كثيرة أبرزها الموقف السيادي للدولة الجزائرية وتدخلها في حل أشد القضايا الدولية تعقيدا.
يؤكد محي الدين عميمور، مؤلف "الموسطاش"، لـ"العربية.نت" أن كتابه "محاولة لتقديم مجموعة من الإجابات على أسئلة تراود عقول الشبيبة الجزائرية في هذه المرحلة بالذات"، وتناول "الموسطاش" حسب عميمور "أهم المحاور التي تهم الرأي العام، مع أن بعض تلك الإجابات تخيف الراغبين في التطرق إليها".
ولعلّ أبرز الأسئلة، حسب مستشار الرئيس الراحل، قضية القبائل (الأمازيغ) وقضايا الاغتيالات السياسية آنذاك، وتتمثل بـ"لماذا كان بومدين يكره سكان منطقة القبائل (الأمازيغ)؟ وما هو دور نظام بومدين في اغتيال كريم بلقاسم؟(تقلد عدة مناصب وزارية في حكومة الجزائر المؤقتة وتم اغتياله في 18 أكتوبر 1970 في فندق بألمانيا)".
ولا يملّ عميمور من الحديث عن الراحل هواري بومدين بذكر مواقفه الكبرى وتفاصيل فترة حكمه الدقيقة. وللإجابة عن مقارنة بين فترة حكم بومدين ورؤساء الجزائر الآخرين يقول عميمور: "لا يمكن أبداً أن أقارن بين بومدين ورؤساء الجزائر، لا مجال أبدا للمقارنة، لأنه الأفضل دوما"، لكن ماذا عن بوتفليقة؟.. يجب عميمور: "أكتفي بالتحفظ".
ويُعتبر "الموسطاش" تكملة لكتاب آخر أصدره ذات المؤلف يحمل عنوان "أيام مع الرئيس هواري بومدين"، وبحسب محي الدين عميمور فإن "هذه الإصدارات تأتي في إطار تسجيل الحقائق التاريخية، فنحن عايشنا التاريخ ومن واجبنا توثيقه أنا أحمل في رصيدي 16 كتابا يوثق ما حدث في الماضي". لكن البعض يسأل مؤلف الكتاب على أي أساس استند في الإجابات بدل الرئيس، فيرد عميمور: "استندت إلى ما أعرفه وسمعته أو شاهدته من الأصل والمصدر الأول والموثوق. وقارئ الكتاب سيجد نفسه بين الرأي والحكم والخبر وهو وحده من يتخذ القرار النهائي".

هذه أطرف حادثة وقعت للرئيس الراحل هواري بوميدين

وبما أن عميمور كان مستشارا للرئيس هواري بومدين سألته "العربية.نت" عن أطرف حادثة وقعت للرئيس الراحل، فأجاب: "هذه الحادثة رواها لي سائق الرئيس هواري بومدين واسمه الطيب، حيث يقول إنه في إحدى المرات تم اختطاف ابن مدير بنك وعلى إثر تلك الحادثة تم وضع عدة حواجز أمنية. وبينما كان موكب الرئيس يتقدم تفاجئ بحاجز أمني يدردش فيه دركي مع فتاة تقود سيارتها. ولأن سائق سيارة الرئيس شاهد ذلك طلب من الدركي إخلاء الطريق، لكن الدركي الذي ظهرت عليه أعراض النرفزة أراد توبيخ السائق ومن معه فتفاجئ بالرئيس ينظر إليه بنظرته الثاقبة حينها سقط الدركي مغشيا عليه في الحال".
______________________________________________________________________
*_http://www.alarabiya.net/

*