محمد طلعت حرب في الموصل

محمد طلعت حرب في الموصل
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
نائب رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين

محمد طلعت حرب ، اقتصادي وطني مصري ، ما أن يذكر اسمه حتى يتوارد إلى الذهن بنك مصر ، وطيران مصر، وشركة مصر للتمثيل، وغير ذلك من المشاريع الاقتصادية الرائدة التي أنشأها هذا الرجل الكبير .. يشبه فيما عمله مصطفى الصابونجي في الموصل ،ونوري فتاح باشا في بغداد، وعبد الحميد شومان في فلسطين والأردن .
ولد ( محمد طلعت حسن محمد حرب) بقصر الشوق بحي الجمالية بالقاهرة في 25 تشرين الثاني 1867 وتوفي في 21 أب-اغسطس 1941 . التحق بالكتاب وحفظ القرآن وأتم دراسته بالمدرسة الخديوية في القاهرة، وبعدها دخل مدرسة الحقوق في آب 1885 وأتاحت له المدرسـة ( الكلية) تعلم اللغة الفرنسية وإجادتها إلى جانب دراسته للقانون .. وبعد تخرجه اتجه للعمل التجاري وفتح محلا للبقالة والألبان بحي العباسية ،واكتسب خبرة في مجال البيع والشراء وفي عام 1910 دخل مجال الشركات وأسس مع عدد من التجار شركة التعاون المالي .
وبعد عشر سنوات أسس بنك مصر وعدد من الشركات التي تخصصت بتقديم القروض للمشاريع الصناعية ، وكان هدفه تخليص الاقتصاد المصري من أيدي الإنكليز واليهود ، ويعد أول من وضع حجر أساس للنهضة الاقتصادية المعاصرة في مصر . وكان له دور سياسي وطني إذ عمل مع قادة الحزب الوطني ومنهم مصطفى كامل ، ومحمد فريد . وقد حرص على تقوية علاقات مصر بالدول العربية الأخرى، وتركز ذلك في إقامة بعض المؤسسات المالية وقد جعل من بيته أواخر الثلاثينات من القرن العشرين ( صالونا أدبيا وثقافيا) زاره الكثير من الشخصيات العربية .
ألف عددا من الكتب منها كتابــه : ( فصل الخطاب في المرأة والحجاب) عام 1910 ،وقد ارتبط بصداقات وثيقة مع المثقفين والسياسيين العراقيين، وزار الموصل لمناقشة ما يمكن أن يفعله لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والعراق .
وقد نشرت جريدة فتى العراق بعددها الصادر يوم 20 نيســان-ابريل 1936 ( العدد 217) خبر زيارته الموصل، واستقبال أعضاء نادي الجزيرة له والحفاوة التي حظي بها . وقد جرى خلال تلك الزيارة الاطلاع على مجهودات الرجل الاقتصادية والمساعي التي بذلها لإقامة اقتصاد وطني بعيد عن تأثيرات الرأسماليين الأجانب وقد أعجب أعضاء النادي بذلك خاصة وأنهم كانوا ، منذ أن أسسوا ناديهم الوطني والقومي الاتجاه، في الأول من كانون الأول-ديسمبر 1935 ، يعملون في الاتجاه نفسه . بوركت تلك الأيام فقد كانت أيام جد وكبرياء .