الاثنين، 11 يناير 2010

صديق الياس (1928-2000 )..المربي والانسان


صديق الياس (1928_2000).. المربي والإنسان
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية_جامعة الموصل

انشغلت بالأستاذ صديق الياس (1928_2000)، رحمه الله منذ زمن طويل مع انه لم يدرسني، وسبب الانشغال ماكنت أسمعه عنه من تلاميذه، وطريقة تدريسه للتاريخ وعشقه وحبه للتاريخ اولاً، ولاطلاعي ، في يوم من الأيام ، وقبل سنوات عندما كنت رئيساً لقسم التاريخ بكلية التربية_ جامعة الموصل (1980_1995) ،على ملاحظات له مدونة عن( الإعدادية المركزية تاريخها ودورها)، فلقد كلفت احد طلابي في بحث التخرج للكتابة عن هذه المدرسة العريقة، فاجتهد الرجل واتصل ببعض المدرسين وجاءني بما يشبه البحث التاريخي عن هذه المدرسة ولما سألته عن مصدرها قال أن الأستاذ صديق الياس هو الذي كان قد دونها وهي بعنوان :(تاريخ الاعدادية المركزية)، وزودتني بها فامتدحته. وكما اتذكر استفدت منها في إحدى مقالاتي عن هذه المدرسة.
المهم إن احد أبنائه وهو الدكتور نزار، زارني قبل أيام لشغل له يتعلق ببحث يود نشره في مجلة مركزنا مركز الدراسات الإقليمية، وهو يعمل مدرسا في كلية الإدارة والاقتصاد وعندما علمت بانه ابن الأستاذ صديق الياس امتدحت والده وماقدمه في مجال التربية والتعليم، وكعادتي في توثيق أعمال الرجال الذين خدموا هذه المدينة، بادرت للكتابة عنه ،وتذكير الأجيال الجديدة من أبنائنا وأحفادنا به وبمجهوداته..
ولد الأستاذ صديق الياس في محلة باب النبي جرجيس سنة 1928 ،واسمه الكامل صديق اليأس محمد القهوجي وهو بالترتيب الابن الثاني لوالده من بين خمسة أولاد وبنات.. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في الموصل بتفوق، وقد توفى أباه وهو لم يكمل دراسته الثانوية، فاضطر للعمل والتزم بمعيشة والدته وإخوانه وأخواته خير التزام.
تهيأت له الفرصة، رغم ظروفه المادية الصعبة لإكمال دراسته الجامعية بتأثير والدته، رحمها الله، واستعدادها لتحمل شظف العيش من اجل ذلك ، فسافر إلى بغداد ودخل (قسم العلوم الاجتماعية) بدار المعلمين العالية سنة 1946 وتخرج فيها وحصل على (ليسانس درجة الشرف الثانية) سنة 1950. وكما هو معروف فان قسم العلوم الاجتماعية كان يضم فرعي التاريخ والجغرافية.. وقد تلقى خلال دراسته الجامعية مواداً مهمة، ساعدت في تنمية ثقافته من قبيل الاقتصاد، وعلم الاجتماع، والتربة ،وعلم النفس .
عين في إحدى المدارس الثانوية في محافظة نينوى.. ومن المناطق التي درس فيها راوندوز وتلعفر ، ثم أعيد إلى الموصل ونقل إلى المتوسطة المركزية وبعدها في متوسطة أم الربيعين ثم في الإعدادية المركزية والثانوية الغربية وسمي عندئذ (المدرس الأول) ونظرا لتميزه في التدريس اختارته المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى مدرساً للعلوم الاجتماعية في (معهد إعداد المعلمين) وهناك حصل على لقب (المربي الفاضل) لمواقفه التربوية والإنسانية تجاه الطلبة وبرعايته لهم.
وبناء على طلبه أحيل سنة 1980 على التقاعد، واتجه للعمل الخيري والاجتماعي والوطني فقد عرف عنه انه كان وطنيا من غير حزبي’ ، وكان مبدأه في الحياة يقوم على حب الله ثم الوطن قبل كل شيء.
عدت إلى (موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين) للأستاذ الدكتور عمر الطالب والتي طبعها مركز دراسات الموصل سنة 2007، فلم أجد عن الأستاذ صديق الياس غير (21) كلمة فقط وهي أن الأستاذ صديق الياس ((خريج دار المعلمين العالمية 1951.. عين في السنة نفسها مدرسا للتاريخ ،وتنقل في عدة مدارس منها أم الربيعين والإعدادية الغربية و الإعدادية الثانوية))،
سالت عنه مساء يوم 10 كانون الثاني 2010 زميله الأستاذ نزار محمد المختار، المربي والإداري المعروف فقال: (( أن الأستاذ صديق الياس كان مدرساً ناجحاً، حريصاً ،طيب القلب ، متواضعا، مسالما، بسيطا، يحبه طلابه)).
ربى الأستاذ صديق الياس أولاده وبناته تربية عربية وإسلامية جيدة وصالحة ومما يؤكد ذلك أن جميع أبناءه تخرجوا في كليات معروفة فولده علاء الدين مهندس ميكانيكي وولده الآخر عمار مهندس ري وبزل وولده بسام (رحمه الله) مهندس الكتروني، وابنه مازن (مهندس مدني / بيئة وابنه اشرف طبيب بيطري، وابنه نزار دكتوراه في الإدارة والاقتصاد.
عندما توفى للأستاذ صديق الياس ولده بسام سنة 1993 ، حزن عليه كثيرا وتردت صحته وتراجعت ،ومن جراء ذلك توفى رحمه الله سنة 2000 كان في حياته مواظبا على ذكر الله ، راضيا بقدره ، شاكرا لنعمته ومع انه غادرنا إلى الحياة الأخرى فان ذكره لايزال قائما، فالرجل، رحمه الله، استكمل مسيرته التدريسية والعلمية والاجتماعية، وأدى الامانة لنفسه ولأهله ولوطنه .. ومن الطبيعي أن نردد بان الذكر للإنسان حياة ثانية له.
*المصدر : wwwallafblogspotcom.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...