الشيخ بشير الصقال 1907 – 1986 وحركة النهضة الإسلامية المعاصرة في الموصل
أ .د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –العراق
قلناها ونقولها دائما .. نحن جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، قد كنا محظوظين عندما عاصرنا طليعة من رواد عراقيين بارزين في حقل اللغة ، والأدب ، والتاريخ ، والطب ، والجغرافية ، والفن.. والصحافة والتعليم والاقتصاد والجيش ...تعرفنا على بدر شاكر السياب، ومصطفى جواد، وجواد سليم، وإبراهيم شوكت، ومهدي المخزومي، وكمال السامرائي. وفي مدينتنا الموصل كان لنا شرف معرفة رشيد الخطيب، وصالح الجوادي، وبشير الصقال، وعبد الرحمن صالح، واحمد الصوفي، ومحمد صديق الجليلي وداؤد الجلبي، وفيصل دبدوب وعبد الباسط يونس ،وسعيد الديوه جي رحمهم الله جميعا.. ومن لم نذكرهم كثيرين، فأرض العراق معطاء وولودة، وأبناء العراق بناة حضارة ورواد أمجاد، واليوم حين نستذكر في هذا المقال المقتضب شيخا جليلا، وعالما جهبذا ، وهو الشيخ بشير الصقال، فان هدفنا ان نضع أمام أبنائنا صورة لرجل نذر نفسه، وأوقف جهده لخدمة الإسلام وحسنا فعل تلميذنا النجيب (مجول محمد محمود جاسم) حين كتب رسالته للماجستير بأشراف الدكتور نمير طه ياسين عن علماء الدين الاسلامي في الموصل ومواقفهم اتجاه أبرز القضايا الوطنية والقومية (1921-1958) ومنهم الشيخ الصقال ونوقشت مؤخرا في قسم التاريخ بكلية التربية (2001) وكان لنا شرف رئاسة لجنة المناقشة.
ولد الشيخ بشير بن احمد بن عز الدين الصقال في مدينة الموصل سنة 1907. ومنذ طفولته أظهر رغبة شديدة في التوجه نحو كتاب الله العزيز ودراسته. وكان من أساتذته الشيخ الشيخ محمد الحمدان وكان مدرسا في جامع خزام والشيخ صالح الجهادي، والشيخ داؤد الوضحة، والشيخ عبد الله النعمة. وقد أجيز وأقيمت حفلة أجازته في دار المجاهد الوطني والقومي محمد رؤوف الغلامي. وبعد حصوله على الاجازة عين مدرسا في جامع نبي الله يونس سنة 1933، كما عمل مدرسا في المدرسة الفيصلية الوقفية، وكذلك في المدرسة الاحمدية وتولى مهمة خطبة الجمعة في جامع الاغوات. عرف الصقال بنشاطه السياسي الوطني واسهم في مقاومة سلطات الحكم الملكي وخاصة في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي وقد اعتقل ونفي وفصل من خدمة التدريس فترة من الزمن. كان سباقا الى نصرة القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين وحاول من خلال خطبه، ومحاضراته، وجريدته (البرهان) ان يدعو الى تماسك المجتمع، ومقاومة الرذيلة، ونشر قيم الحق والخير والعدل والفضيلة.
كتب المقالة في الصحف ، ونظم الشعر. وللصقال كتب منها كتابه: (اليقظة الاسلامية في العصر الحديث) نشره سنة 1934 ثم أعاد نشره الشيخ إبراهيم النعمة سنة 1986 ببعض الاضافات التي جمعها من الصحف وسبق للشيخ الصقال كتابتها. وللصقال كتاب (النفسية العسكرية في الاسلام) وهو بالاصل محاضرة ألقاها سنة 1935 في نادي الضباط في الموصل. كان خطيبا مفوها. له أسلوب بليغ ومؤثر ومن سجاياه مساعدة طلابه ومؤاساة الناس والتخفيف من آلامهم وحين توفي في الأول من آب-أغسطس سنة 1986، شيعه جمهور كبير ورثاه العديدون من أصدقائه وتلاميذه رحمه الله.
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق