الاثنين، 18 يناير 2010

جماعة مجلة المجلة ودورها في التكوين الثقافي العراقي المعاصر


جماعة مجلة المجلة ودورها في التكوين الثقافي العراقي المعاصر




أ . د . ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل




لعل سنوات الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين ، تعد من أهم فترات التكوين الثقافي العراقي المعاصر ، ففيها نمت وازدهرت الأفكار القومية ، والماركسية ، والليبرالية ، وكانت الصحافة ، جرائد ومجلات ،الأداة الفعالة لنشر تلك الأفكار ، واستقطاب المثقفين ، وإتاحة الفرصة لهم لكي يعملوا على رفع مستوى الوعي الثقافي والفكري بين الناس . ومجلة المجلة واحدة من المجلات التي تركت تأثيرا واضحا في مسيرة الثقافة العراقية المعاصرة .


صدرت مجلة المجلة لأول مرة في مدينة الموصل ، وقد أصدرها نادي الجزيرة ، وهو ناد ثقافي رياضي ، تأسس في الموصل في 18 نيسان سنة 1936 وكان ذو توجه قومي عربي شبيه بتوجه نادي المثنى بن حارثة الشيباني في بغداد ونادي بردى في دمشق ، ونادي المهلب بن أبي صفرة في البصرة . وقد حصل يوسف الحاج الياس المحامي ، امتياز إصدار المجلة بعد تقديمه طلبا الى وزارة الداخلية العراقية . اما رئيس تحرير المجلة ، فكان عبد الحق فاضل المحامي وكلاهما معروفان بتوجههما القومي التقدمي . وقد جاء في ترويسة المجلة انها ((مجلة أدبية ثقافية عامة )) ، وكانت نصف شهرية تصدر في اليوم الأول واليوم السادس عشر من كل شهر . وقد صدر العدد الأول في تشرين الأول سنة 1938 ، واثر انتقال رئيس تحريرها الى بغداد ، بعد انتهاء السنة الثانية توقفت عن الصدور , وظهر العدد الجديد منها في بغداد العاصمة يوم 16 آذار سنة 1941 .


صدر من المجلة في السنة الأولى (24) عددا ، توقفت بعدها لفترة شهر ونصف الشهر لأسباب مالية ، ثم استأنفت صدورها من جديد في السنة الثانية (1939) . وقد اصبح صاحب امتيازها الجديد ومديرها المسؤول يوسف الحاج الياس في حين ترأس تحريرها المحامي ابراهيم وصفي رفيق ، وبعد صدور بضعة اعداد منها تولى يوسف الحاج الياس رئاسة التحرير . أما ابراهيم الجلبي الصحفي الموصلي المعروف وصاحب جريدة فتى العراق (والتي صدرت سنة 1934 ولا تزال تواصل صدورها في الموصل ، مع بعض فترات الاحتجاب ، حتى كتابة هذه السطور) ، فقد ا صبح مديرا لإدارتها .


عرضت المجلة خطتها في افتتاحية العدد الاول ، ومما جاء فيها ان المجلة تسعى لأن ((تغدو مجال الاقلام الممتازة ، وملتقى العقول المفكرة ومنبرا للشعر الحي .. ولا تعتمد على شخصية ، غنية بصفتها ، لا تستمد معونة من متفضل ، وهي أبية ، لا تريد ان تكون عالة على احد ، ولا خادم لأحد ...)) . وهكذا نجد ان المجلة خطت لنفسها اتجاها ادبيا ، تقدميا منفتحا على التيارات الفكرية العربية والاجنبية .. والدليل على ذلك ان صفحاتها امتلأت بالوان من الثقافة الانسانية ، وفنون الادب الحديث ، وروائع القصص المحلية والعربية والعالمية . ويعلق الدكتور عناد إسماعيل الكبيسي في كتابه (( الادب في الصحافة منذ بداية القرن العشرين )) على توجه المجلة فيقول : (( كان اتجاه المجلة أدبيا تقدميا اذ اهتمت بنشر القصص ذات الطابع الإنساني ، والتي تخفي في طياتها مضمونا سياسيا ، يحمل معاني الحرية والديموقراطية )) .


كما زخرت المجلة بمقالات سياسية فكرية عالجت قضايا النظام الحزبي في العراق ، والديموقراطية والحركة الثقافية في العراق ، ونشرت مجموعة من الدراسات حول الحركة الصهيونية ومعاداتها للقضايا العربية ، وطرحت المجلة ضمن اهتماماتها مسائل ذات طابع اجتماعي تقدمي ، كقضية المرأة ، واهتمت بتاريخ الموصل عبر العصور ، وأولت الشعر اهتماما خاصا ، وكان من أبوابها فضلا عن المقال الافتتاحي ، ديوان المجلة ، باب القصة ، صفحة الكتب ، تعليقات ، صحيفة التاريخ .


أسهم في تحرير المجلة عدد من الكتاب والأدباء والمثقفين العراقيين البارزين منهم أكرم فاضل ، وعبد الفتاح إبراهيم ، وعبد المجيد لطفي ، وعبد المنعم الغلامي ، وعبد الحق فاضل ، ومجيد خدوري ، وسعيد الديوه جي ، ويوسف الحاج الياس ، وحسن زكريا ، وعبد الأحد إبراهيم ، ونائل سمحيري ومحمد عزة العبيدي ونجيب فاضل .


تحدث احد كتابها الأوائل وهو القاص ذو النون أيوب (1908 ـ1988) عن المجلة في مذكراته الموسومة : (ذو النون أيوب : قصة حياته بقلمه ) ، الجزء الرابع المطبوع في فيينا بالنمسا سنة 1983 قائلا : (( من يقرأ المجلة ، منذ نشأتها حتى نهاية عمرها أي ما يقرب الست سنين ، يجدها قد نهجت نهجا ديموقراطيا خالصا ، غير متنكرة للتراث او العروبة ، وغير خارجة عن النطاق القومي ، مناصرة للفلسطينيين والوحدة العربية ، غير ميالة الى احتقار المباديء السياسية الأخرى إلا ما كان منها ضد العقل او العلم .. ويوم حدثت ثورة مايس 1941 وقفت المجلة مع كل أنصارها في صف الثورة .. واعتبرتها حركة وطنية خالصة ومجدتها لجرأتها في منازلة الاستعمار البريطاني)) .


أما الدكتور علي جواد الطاهر ، فقد كتب في مقال له بعنوان : (( القاص ناقد فأي الوجهين يختار ؟!)) عن مجلة المجلة يقول : ((لم تكن المجلة حدثا عابرا في تاريخ الصحافة العراقية ، والفكر السياسي ـ الأدبي العراقي . كانت مجلة ذات صدى ، وذات قراء ومريدين ، ولم تكن الحكومة مرتاحة منها ، او من القائمين عليها والكاتبين فيها ...)) ويضيف الى ذلك قوله : (( ان مجلة المجلة ، هي من نوادر الصحافة العراقية لما بين سطورها من جهد واخلاص ومعاناة ووطنية وطموح ..)) .


وفي كتابه ((رجال ووقائع في الميزان)) ، تحدث جرجيس فتح الله ، وهو احد كتاب ( المجلة) عن المجلة يقول ان مجلة المجلة (( استقطبت عددا كبيرا من أحرار الفكر والأدباء والشعراء المعروفين في أنحاء القطر . كان من بين الشعراء أكرم فاضل ، وأنور خليل ، وأنور شاؤول ، فضلا عن عبد الحق فاضل . وبين كتاب القصة ذو النون أيوب ، وطه الشيخ احمد وكان ضابطا في الجيش العراقي واذكر انه كان يذيل أقاصيصه بحرف (ط) .. وبين الباحثين والمؤرخين الذين دقت أيديهم باب الشهرة بتآليفهم الدكتور مجيد خدوري .. والدكتور العالم الكبير عبد الجبار عبد الله وقد شغل الأول منصب رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية الشرق اوسطية في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن . أما الثاني فقد أصبح رئيسا لجامعة بغداد سنة 1959 .. ومن كتاب المجلة الشاعر والكاتب النجفي جعفر الخليلي ، والمؤرخ الموصلي سعيد الديوه جي )) .


ويضيف جرجيس فتح الله الى ذلك قوله : (( كنت أصاب بنشوة كلما ظهرت لي كلمة او قطعة شعرية اذ أجد اسمي بين أسماء هؤلاء الذين يكبروني مركزا وعلما وسنا)) . ويصف جرجيس فتح الله مؤسسا المجلة وهما عبد الحق فاضل ، ويوسف الحاج الياس فيقول : (( كان يوسف الحاج الياس بعد تخرجي ومزاولتي المحاماة خير مثال اقتدي به في التعامل مع الناس وآداب المرافعة والاستزادة من الدراسات القانونية ، وفضل عبد الحق فاضل العودة الى السلك الدبلوماسي عندما طلب منه ذلك .. كان يفتح إمامي أبوابا من المعرفة في العلوم والآداب الغربية لاعهد لمطالعتي (آنذاك) بها من قبل .. وتقلبت بعبد الحق فاضل المناصب ارتفاعا ، فكان اول سفير للعراق في جمهورية الصين الشعبية ايام حكم اللواء الركن عبد الكريم قاسم للعراق 1958 ـ1963)) .


لقد كان ذو النون ايوب وراء اصدار المجلة في بغداد ، ونجح في نقلها وتولى أمر تحريرها هناك بعد عودة عبد الحق فاضل الى الوظيفة . ومن كتاب المجلة الملتفين حولها حسن زكريا .. وكان مولعا بالترجمة ، وهو واحدا من المثقفين الموصليين المعروفين . وقد انهمكت المجلة في بغداد بترجمة روائع الأدب السوفييتي ، ومن ذلك مثلا رواية الام لمكسيم غوركي .. وقد اشترك في ترجمتها جرجيس فتح الله ، وحسن زكريا ، وقاسم حسن ، وداؤود الصائغ وسليم طه التكريتي وتمت الترجمة في ظروف ثلاث اسابيع وهو وقت قياسي ، آنذاك . ويرى جرجيس فتح الله ان ( جماعة مجلة المجلة في بغداد) وبتأثير ذو النون ايوب اتجهت اتجاها ماركسيا ، وخلال الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945) غلبت على مقالاتها المواضيع الماركسية ، وصار يرى بعض الماركسيين امثال يوسف سلمان يوسف( فهد) وداؤد الصائغ وقاسم حسن وعبد الله مسعود القريني يترددون على مكتبها ، والاهم من ذلك انها باتت ، أي المجلة ، وبسبب وقوف الاتحاد السوفيتي الى جانب الحلفاء ضد الالمان والنازيين ، (( تعمل لقضية الحلفاء )) وتشيد بمنجزات الاتحاد السوفيتي في سوح المعارك ومجالات التقدم التكنلوجي والاجتماعي .


يقيم الدكتور وائل على احمد النحاس في رسالته للماجستير الموسومة ((تاريخ الصحافة الموصلية 1926 ـ1958)) التي قدمها الى مجلس كلية الاداب ، بجامعة الموصل وكانت باشرافنا ، مجلة المجلة بقوله ((لقد كانت مجلة المجلة ثقافية عامة تهتم بالميول التقدمية الديموقراطية )) .


يقول ذو النون ايوب عن مجلة المجلة ، انه سمع وهو في بغداد بصدور مجلة في الموصل اسمها المجلة .. وقد تسلم نسخة من العدد الاول ، وقرأها من الغلاف الى الغلاف ، وشعر بفرحة غامرة ، ومن خلال الصحائف التي سطرها يوسف الحاج الياس ، في المجلة ادرك على الفور ((أنه ، من طبقة الفئة الجديدة من مثقفي العراق المستنيرين الأحرار ، من طبقة جماعة الأهالي ، وأمثالها من الجمعيات الشعبية الأخرى التي تنتهي من طرف بالشيوعيين السريين ، ومن الطرف الآخر بالليبراليين الاشتراكيين ذوي النزعة الوطنية الحريصة على تحرير العراق وحصوله على استقلاله)) . بدت في المجلة نزعة تمجيد التراث والإشارة الى احترام النزعة القومية ((أوضح مما بدت في غيرها من آداب هذه الجماعة ونشراتها ، وسرعان ما قررت ان أساهم مع ما لدي في مجهودها الجديد ، ..فأرسلت رسالة الى عبد الحق فاضل ، اعرض عليه خدماتي في ترويج المجلة ، وتكثير المشتركين وتحصيل الاشتراكات ، على ان يكون باسم أخي عبد المنان أيوب ، وعلى ان اكون في خدمتهم تحريرا وانتاجا ، وان اجعل ( مجموعتي القصصية تحت اسم منشورات المجلة وأتاني الرد شاكرا محبذا مرحبا ،


بدأت علاقتي بمجلة المجلة وصاحبيها ( عبد الحق فاضل ويوسف الحاج الياس ) ونشأت بيننا رابطة أخوية ، وصداقة وتفاهم ثقافي دام فترة طويلة دون ان تعكره تقلبات سياسية واضطرابات فكرية اكتسحت العراق طوال نصف قرن )) و ((بواسطة المجلة تعرفت على شعر عبد الحق ، وشعر أخيه أكرم فاضل الصيدلي وعلى حسن زكريا ، وجورج حبيب الخوري ، وأخيرا على وصفي البني السوري الذي تعين مدرسا في بغداد ، وعلى الكثيرين من حملة الأقلام الأحرار)) .


(( وكان لعبد المجيد لطفي كاتب القصة المعروف مجال أيضا ...وزرت الموصل لتثبيت الروابط ، وتعرفت على إبراهيم الجلبي ( أبو محمود ) (1882 ـ1972) صاحب المطبعة التي تطبع المجلة في الموصل وهي ( مطبعة ام الربيعين) ، ورأيت عنده لاول مرة قريبا له ، قال عنه انه مولع بالأدب ، وأنه من قرائي المعجبين ، وكان ذلك غانم الدباغ ، وحبذ لي ان أساهم أنا وأصحاب ( المجلة) في مطبعته ماليا ، لتأسيس دار نشر ، فلبيت أنا الطلب وساهمت على الفور ، ونشرت بعض مؤلفاتي في مطبعته ، تحت اسم منشورات مجلة المجلة)) . وقد يكون من الطريف ان نشير الى ان بعض من جماعة الأخوان المسلمين ، ((قد ادخلوا المجلة وأصحابها في زمرة الكفار الشيوعيين)) . وقد كان هذا مجالا للجدل والحوار بين من ينتمون الى التيار الديني الاسلامي وبين من يؤمنون بالفكر التقدمي واليساري ، وهذا مما أغنى الحياة السياسية والفكرية في عراق الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين .


نقل الاستاذ سامي مهدي في كتابه ((المجلات العراقية الريادية ودورها في تحديث الادب والفن 1945 ـ1958) عن يوسف الصائغ قوله ((ان الفكر الماركسي في العراق ، كان حتى بداية الخمسينات يعاني فقرا الى نظرة متكاملة في الادب والفن ...))


لقد كان ثمة نقص واضح في ترجمة المعالجات النظرية العالمية لقضية الأدب والفن من وجهة نظر ماركسية .. يقابل ذلك على المستوى نفسه نقص واضح لمعالجات المفكرين العرب والعراقيين لهذا الموضوع ، فيما عدا ما نشرته المجلات التقدمية من إشارات عامة إلى الأدب والحياة ، والأدب والمجتمع ، وما قدمته من ترجمات للأدب الاشتراكي ، وبشكل خاص ، ما أسهمت في نشره مجلة المجلة ضمن هذا المجال وما عدا عن دعوة سلامة موسى الى الأدب المرتبط ، لم نجد في المصادر التي راجعناها شيئا يستحق الاهتمام )) .


في محاولتي التوثيقية هذه ، لجانب من جوانب التاريخ الثقافي العراقي المعاصر ، لابد ان أقول ان الكثير من مصادر هذا التاريخ مبعثرة ، وتكاد المكتبات العامة والجامعية لا تتوفر على ما هو ضروري لكتابة هذا التأريخ ، وعند كتابتي لهذه الدراسة الأولية عن مجلة المجلة ، اعتمدت على مجلدين من المجلة احتفظ بهما في مكتبتي الخاصة ، فضلا عن بعض الأعداد المتفرقة من المجلة عند صدورها في بغداد . ويضم المجلد الاول والمجلد الثاني 1155 صفحة من حجم كتاب اعتيادي 23×17سم .. والعدد الواحد بمعدل (48) صفحة . ويغطي المجلدان الاعداد من 1 ـ24 ، أي المدة من 1 تشرين الاول 1938 وحتى الاول من أيلول 1939 .. وفي بدء السنة الرابعة (1942) أصبح مقياس المجلة اصغر مما كان عليه 21×15 . وقد وردت ترويسة جديدة للمجلة تقول ان المجلة ((مجلة نصف شهرية تخدم الفكرة القومية عن طريق الأدب)) صاحبها ذو النون أيوب ومديرها المسؤول كامل قزانجي . وجاء في الترويسة ان إدارة المجلة تقع في محلة الحيدرخانة ببغداد وتحمل بناية المجلة رقم 26/78 والمراسلة والمراجعات مع ذو النون أيوب . وبدل الاشتراك السنوي في العراق 500 فلس وللطلاب والطالبات وللعمال 400 فلس وفي خارج العراق 650 فلسا ، وصاحب الامتياز نوري أيوب والمدير المسؤول المحامي سليم رؤوف مخلص وقد خول عبد النافع فاضل وهو شقيق عبد الحق فاضل ليقبض اشتراكات المجلة في مكتب الاستاذ يوسف الحاج الياس المحامي في الموصل .


ليس بالامكان في هذا الحيز عرض كل ما احتوته المجلة عبر تاريخها الممتد من 1938 وحتى 1946 ، من مقالات وقصائد وترجمات وروايات ، لكن مما يمكن الإشارة اليه ان المجلة نشرت قصصا لشالوم درويش المحامي ، ولسعدية سعيد يحيى ولعبد المجيد لطفي ، ولذو النون أيوب ، ولنجيب فاضل ، ولعبد الحق فاضل ، وليوسف الحاج الياس . كما ترجمت قصصا لاوسكار وايلد ، ولكاترين ميشيل ولانطوان جيكوف ولويس كارول ولبوشكين ، ونشرت قصائد لمير بصري ، ولأنور خليل ، ولعبد القادر رشيد الناصري ، ولجرجيس فتح الله ، ولمحمد إقبال ، ولاكرم فاضل . وفي المجلة مقالات ودراسات عديدة ، كتبها عدد كبير من الكتاب منهم يوسف الحاج الياس ، ومتي بيثون ، وعبد الله صديق الملاح ، ورزق الله اوغسطين ، وجهان طاهر ، وفرنسيس بدرية ، وعبد الأحد إبراهيم ، وسعيد الديوه جي ، وكمال محمد رائف ، وقاسم حسن ، وجورج حبيب ، وعبد الفتاح إبراهيم ، وكمال عمر نظمي ، وخدوري خدوري ، ونجم الدين جلميران ، ورزوق شماس المحامي ، وصالح احمد العلي ، وعبد المنعم الغلامي ، ويعقوب فام ، واحمد الدباغ ، ورفعت البازركان ، ووصفي البني ، وعثمان خليل عثمان ، ونائل سمحيري ، وسليم طه التكريتي ، وحسن زكريا ، وعبد الله مسعود القريني ، وناظم الزهاوي ، وعبد الفتاح قدوري ، وذو النون ايوب . كما نشرت مقالات ودراسات بأحرف وأسماء مستعارة من قبيل (ط) و (ابو دريد) والدكتور (ك) . والمهم ان مجلة المجلة وجماعة المثقفين الذين التفوا حولها حرصوا على تناول ما من شأنه تيقظ الأفكار ، وتنمية الإحساس بضرورة التقدم ، ونيل الحرية ، ومقاومة الاستعباد وكما جاء في احد أعدادها فإنها تنشر ((من المواضيع ما يتلهف عليه كل شاب مثقف حر)) .


لقد نشرت في المجلة ، دراسات حول أسس الفكر التقدمي العربي ، والعرب والتطور الاجتماعي في الغرب ، وأهمية التعاون مع الجبهة الديموقراطية ، ,الداروينية ، التفكير الواضح ، وتربية الإدارة ، وذكرى الرسول الأمين ، والحرب ، والخرافات ، و9 شعبان ذكرى يوم الكفاح القومي ، يوم الثورة العربية الكبرى 1916 ، وحق المرأة في الانتخاب ، والبيروقراطية وأثرها ، والمناعة الاخلاقية ، والعرب والمشكلة اليهودية ، والعراق في دور الاحتلال ، والفاشية ، ,الفلسفة واثرها في الحياة ، وجهاد فلسطين ، وحق تقرير المصير ، والعلم والسياسة ، والمرأة في المجتمع العربي ، ووجهة الادب الحديث ، ونظام الفتوة والفتيات ، وحرية الفكر وكرامة الفرد ومقاييس المجتمع ، ,تركيا الشرقية ، وانتقال العلوم الاسلامية الى اوربا ، وفتح نقابات العمال ، وسيطرة الدولة على المرافق العامة ،وآراء في التعليم ، وتربية الإدارة ، ودعائم القومية العربية ، وسقوط الملكية في أسبانيا ، وسوريا بلد الأحرار ، والغريزة الجنسية ، وأصل الصهيونية ، وأفلاطون والديموقراطية ، والأحزاب وإثرها في الحياة السياسية ، والاصلاح الاجتماعي ، و التوجيه الفكري في المجتمعات ، والحركة الثقافية في العراق ، والحرية في الدولة الحديثة ، وآثار جهاد العرب القومي في فلسطين ، وأخلاق الصحافة .


كما اهتمت بالكتابة عن الرموز الفكرية والعلمية العراقية والعربية والاجنبية ، فنجد فيها مقالات عن الشاعر احمد الصافي النجفي ، والفيلسوف جون ديوي ، وطه حسين مع المتنبي ، وغاندي والمنبوذون ، ومدام كوري ، ورومان رولان من اعلام الادب الحديث ، وطانيوس عبده الشاعر العربي المنسي .


لقد كانت مجلة المجلة ، بحق علامة مضيئة في تاريخ حركة الفكر والثقافة العراقية المعاصرة ، ولا يمكن لأي باحث في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ، أن يتجاهل ما قدمته هذه المجلة ومحرريها والمثقفين الذين التفوا حولها وأعطوها سمتها البارزة ، مجلة تدافع عن التوجه التقدمي القومي الانساني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...