السبت، 2 يناير 2010

حمد الجاسر مؤرخ الجزيرة العربية وبلدانيها


حمد الجاسر مؤرخ الجزيرة العربية وبلدانيها

أ.د. إبراهيم خليل العلاف
نائب رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين

في نيسان 2001، تناقلت وكالات الإنباء خبر وفاة الباحث التراثي والموسوعي الشيخ حمد الجاسر المعروف ب(( مؤرخ الجزيرة العربية))، وذلك باعتباره قد تفرغ منذ أكثر من نصف قرن لدراسة تاريخها، وتراثها، وجغرافيتها ومواقع مدنها ، وقصباتها، ونواحيها .هذا فضلاً عن إصداره لأول صحيفة في نجد هي :(اليمامة) ،وسعيه لإنشاء أول دار للطباعة. كما عمل في حقل التعليم وصنع المعاجم،وتحقيق المخطوطات، ونشر الكتب ،وكتابة الدراسات والمقالات .
ولد الشيخ حمد الجاسر في سنة 1900، وقد حفظ القران الكريم ولما يتجاوز ال10 سنوات فقط. وبعد ذلك أرسله والده إلى الرياض ليواصل دراسته الدينية وتخرج في المعهد العلمي السعودي، وبعدها عين مديرا لمدرسة ينبع، وسافر إلى القاهرة سنة 1940 وانتسب إلى كلية الآداب لكنه ترك الدراسة بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وعاد إلى مكة ليعين مديرا للتعليم في نجد، ومن ثم مديرا لكليتي اللغة العربية والشريعة.
يقول مؤرخ حياته الدكتور احمد محمد الضبيب: ((ان الشيخ حمد الجاسر كان يملك صفاءا ذهنيا واضحا، وذاكرة حافظة متميزة، وعمقا في النظرة، وسعة في المعرفة. كان التراث عشقه الدائم، يسبر أغواره ويسكنه أسراره، وينتقى درره ،ويصطفي منها ماينفع الناس ويمكث في الأرض . وكانت الجزيرة العربية محط الاهتمام لديه، يمسح عن وجهها ماقد يكون لحقها من غبار الزمن، ويحاول أن يجلوها على حقيقتها الناصعة تاريخا وبشرا ((وابرز ما اتجه إليه الجاسر ...التأليف الجغرافي في مواقع الجزيرة العربية، حتى أصبح حجة في هذا المجال)).
كتب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله مجمعا مختصرا عن الجزيرة العربية في ثلاث مجلدات صدر سنة 1977 ،ثم اصدر معجما لشمال المملكة العربية السعودية، ومعجما للمنطقة الشرقية. وفي هذا الإطار اهتم الشيخ الجاسر بكتب الرحلات إلى الأماكن المقدسة ،ونشر ملخصات عنها ولما يزيد على (20) رحلة. كما اهتم برحلات أهل نجد والحجاز إلى خارج الجزيرة كرحلتي القطبي والخياري إلى استانبول، وحقق كتبا عديدة من أهمها كتاب ((البرق اليماني في الفتح العثماني)) للنهروالي الذي كان يعد احد كبار علماء مكة ومؤرخيها . كما جمع الكثير من النصوص الشعرية لبعض شعراء الجزيرة العربية.
أصدر الجاسر( جريدة العرب) والتي لاتزال تصدر منذ أكثر من 60 سنة . وكانت له (ضحوية) أي صالون أدبي كما يعرف في مصر ، أو كما يعرف في العراق مجلس ادبي يحرص على إقامتها في حياته، وكانت ملتقى النخبة المثقفة في السعودية ومكانا لمناقشة القضايا العلمية والثقافية. كان عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، لذلك اهتم المجمع بتكريمه سنة 2001، وعقد اجتماعا لذلك حضره نخبة من الباحثين واللغويين والمؤرخين المهتمين بالتراث العربي والإسلامي ومنهم الدكتور حسن عبد الله القرشي والدكتور احمد الضبيب وقد نقلت جريدة الاتحاد الإماراتية في عددها الصادر يوم 28 نيسان 2001 جانبا من ذلك الاجتماع مؤكدة على أن الشيخ الجاسر كان مؤرخا وبلدا نيا.. وفوق ذلك كله كان إنسانا فاضلا متواضعا مؤدبا غيورا نبيلاً يتسم بجدية العلماء ووقارهم وتواضعهم رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدمه لوطنه وأمته.
*المصدر :http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2009/12/blog-post_27.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...