الثلاثاء، 5 يناير 2010

مصطفى عبد القادر النجار ودوره في اقامة الدعامة الخليجية العربية في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة



مصطفى عبد القادر النجار ودوره في اقامة الدعامة الخليجية العربية في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب


لازلت اذكر ذلك اليوم من صيف سنة 1972، عندما زرت البصرة، والتقيت الأستاذ الدكتور مصطفى عبد القادر النجار، المؤرخ العراقي المعروف في مركز دراسات الخليج العربي التابع لجامعة البصرة، وكان يومئذ مديرا له، ويعرف الجميع أن النجار، أسس هذا المركز ورفد مكتبته بالكثير الكثير من المصادر الخليجية والتي جعلت منه المركز البحثي الأول في منطقة الخليج العربي وقد تأكدت من ذلك عندما استخدمت مكتبته وارشيفة لأكثر من مرة وخلال لقاءي بالدكتور النجار، عرفني على المؤرخ الكويتي الكبير الزميل والصديق العزيز الأستاذ الدكتور عبد المالك التميمي ودعاه ودعاني إلى حفلة عشاء فاخرة لمناسبة عودته من بريطانيا بعد انجازه لأطروحته للدكتوراه الموسومة: (التبشير في منطقة الخليج العربي)والتي صدرت ككتاب منذ بضع سنوات .
كثيرون هم الذين ساعدهم الأستاذ الدكتور مصطفى عبد القادر النجار سواء بتسهيل نشر كتبهم أو في حضورهم للندوات والمؤتمرات التي ينظمها. ولا أنسى موافقته على طبع كتابي (تطور التعليم الوطني في العراق) على حساب مركز دراسات الخليج العربي منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ودعواته المستمرة لي لإلقاء المحاضرات داخل اتحاد المؤرخين العرب ببغداد أيام كان يعمل أمينا عاما له، وكنا نلتقي في الندوات والمؤتمرات التي تعقد داخل العراق وخارجه، وكان معروفا بروحه المرحة، وأريحيته الطيبة، وحبه للناس، ومد يد العون للشباب من المؤرخين وتسهيل أمر تقدمهم وبروزهم ولا يستطيع احد أن ينكر ذلك، ومن ينكر ذلك فلا وفاء له.
منذ زمن طويل، وبعد أن بدأت بتحرير موسوعتي :( موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين)ونشرها في مجلة (علوم إنسانية) الالكترونية، كان في بالي أن اكتب عنه، إلا أن سفره خارج العراق، وابتعاد المصادر عني حالت دون ذلك وها أنا اليوم أحاول الكتابة عن هذا المؤرخ العراقي الجليل الذي كان له دور كبير في إثراء (الدعامة الخليجية العربية) في بنيان (المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة).
ولد في البصرة سنة 1936ودرس في مدارس البصرة، ثم أكمل البكالوريوس في التاريخ من كلية الآداب _جامعة بغداد سنة 1958 ،وبعدها نال الماجستير من جامعة عين شمس سنة 1969 ثم الدكتوراه من الجامعة ذاتها سنة 1973، وعمل مدرسا في عدد من المدارس الثانوية قبل انتقاله إلى الجامعة ليكون أستاذا فيها، ومن المدارس التي عمل فيها ثانوية المعقل بالبصرة (1959-1964) ،كما عين مديرا لمتوسطة الجمهورية في البصرة (1962_1963)، وكان عنوان رسالته للماجستير :(عربستان خلال حكم الشيخ خزعل 1897_1925). أما عنوان أطروحته للدكتوراه فكان (العلاقات السياسية للعراق مع القوى المجاورة في شط العرب 1913_1939).
بعد حصوله على الدكتوراه، عمل مدرسا مساعدا في قسم التاريخ بكلية الآداب_جامعة البصرة (1969_1977)، فمدرسا (1973_1977)، فأستاذ مساعدا (1977_1982) فأستاذا مشاركا (1983_1984) فأستاذا في 1984.
عين مديرا لمركز دراسات الخليج العربي للمدة 1974_1984 ثم نقل للعمل في الجامعة المستنصرية سنة 1984. وبين 1985 و1992 شغل منصب الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب ،وعندما كان مديرا لمركز دراسات الخليج العربي ، انتخبه زملاءه في مراكز الخليج العربي وللمدة من 1974_1984 أمينا عاما لمراكز دراسات الخليج العربي والجزيرة العربية.
ألف عددا كبيرا من الكتب منها:
1_ التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية، منشورات دار المعارف مصر 1971، ص 389.
2_ التاريخ السياسي لمشكلة الحدود الشرقية للوطن العربي في شط العرب، منشورات جمعية الدفاع عن عروبة الخليج العربي 1974، 279ص
3_ التاريخ السياسي لعلاقات العراق الدولية بالخليج العربي، منشورات مركز دراسات الخليج العربي 1975، 356ص
4_ دراسات في تاريخ الخليج العربي المعاصر ، منشورات معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة 1978، 115ص.
5_دور السجلات الهندية ومخطوطاتها من وثائق العراق وبقية أقطار الخليج العربي والجزيرة العربية (بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور عبدالامير محمد أمين)، منشورات مركز دراسات الخليج العربي 1978، 161ص.
6_التطور التاريخي لقضية الجزر الثلاثة في الخليج العربي، منشورات جمعية الدفاع عن عروبة الخليج العربي في القطر العراقي 1972، 240ص
7_يوميات البصرة وتقع بجزئين بالاشتراك مع الدكتور عبدالامير محمد أمين، منشورات اتحاد المؤرخين العرب، بيروت 1980،جـ 1، 396ص، 408ص
8_ عربستان وشخصيتها العربية (بالاشتراك مع فؤاد الراوي) صدر عن مركز دراسات الخليج العربي سنة (1981 بغداد)
9_دراسات تاريخية لمعاهدات الحدود الشرقية للوطن العربي 1848_1980 صدر عن اتحاد المؤرخين العربي (1981)، بغداد.
10_الحدود الشرقية للوطن العربي دراسة تاريخية، بالاشتراك مع مجموعة من الأساتذة صدر عن جمعية المؤرخين والاثاريين في العراق ،(1981 بغداد).
11_ إمارة المحمرة،دراسة لتاريخها العربي (1812_1925) وزارة الإعلام،(1981 بغداد).
12_ قضية عربستان ، منشورات وزارة الإعلام،(1981 بغداد).
13_جزيرة خارج، من جزر الخليج العربي(بالاشتراك مع الدكتور محمد وصفي أبو مغلي)، منشورات الأمانة العامة للمركز والهيئات العلمية المهتمة بدراسات الخليج العربي والجزيرة العربية،(البصرة 1983).
14_ العراق في التاريخ (بالاشتراك مع مجموعة باحثين) (بغداد1983).
15_تاريخ الخليج العربي الحديث المعاصر (بالاشتراك مع مجموعة أساتذة) منشورات جامعة البصرة (البصرة 1984).
ومن بحوثه ودراساته:
1_الحركة العربية السياسية في إمارة الخليج العربي الشمالية قبيل الحرب العالمية الأولى، مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة العدد (5) لعام 1971،ص 17_139
2_ رأي في معاهدتي أرضروم وسايكس- بيكو وأثرهما على الوضع السياسي للوطن العربي، مجلة المعلم، العدد الثاني لسنة 1986
3_ عروبة الخليج من خلال كتابات المؤلفين الأجانب، مجلة الموانئ، العدد 7 لسنة 1970
4_العلاقات الدولية لروسيا والاتحاد السوفيتي بالخليج العربي، مجلة الخليج العربي، جامعة البصرة، العدد الثاني 1974، ص 99_159
5_المحاولات الوحدوية السياسية المعاصرة في الخليج العربي، مجلة الخليج العربي، جامعة البصرة، العدد الخامس 1975، ص61_90
6_بريطانية وتحديد السيادة على جزر الخليج العربي في الفترة مابين الحربين كما تكشفها الوثائق البريطانية، مجلة الخليج العربي، جامعة البصرة، العدد الثامن 1977، ص27_35.
7_أضواء على أول محاولة وحدوية معاصرة في الخليج العربي مجلة أفاق عربية العدد الثامن 1976
8_ مياه شط العرب في العلاقات العراقية_الكويتية، مجلة الثقافة العربية الليبية، العدد الثامن السنة الثالثة 1976
9_شركة الهند الشرقية، ملامحها وابرز سماتها في الخليج العربي، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت، العدد الخامس عشر لسنة 1978
10_الوثائق البريطانية وأهميتها في كشف المصالح البريطانية في جزيرة العرب بعد الحرب العالمية الأولى (1918_1926)مجلة المؤرخ العربي، العدد العاشر لسنة 1979، ص 75.
11_ حاضر الخليج العربي والصراع الدولي، مجلة أفاق عربية العدد الأول، السنة السابعة(أيلول 1981 ).
12_واقع الثقافة في الخليج العربي، مجلة أفاق عربية العدد 12، السنة السادسة (آب 1981 ).
13_ البصرة أول قاعدة للتوسع العثماني،مجلة دراسات تاريخية (دمشق)، العدد 3 لسنة 1981
14_ندوة حول الملاحة البحرية في الخليج العربي، مجلة العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، العدد الأول السنة الحادية عشر، أذار 1983.
15_ فكر الثورة العربية لعام 1916 واستقلال العرب_مجلة المستقبل العربي (11_1985)، مركز دراسات الوحدة العربية (بيروت).
16_ محاولة لفهم النظرية القومية في التاريخ العربي، مجلة الباحث العربي، العدد 6 يناير 1986 (مركز الدراسات العربية، لندن).
وقد أولع بتقديم مراجعات للكتب التي لها علاقة بتخصصه منها:
1_ الخليج العربي دراسة لتاريخه المعاصر 1945_1971، تأليف الدكتور جمال زكريا قاسم، ، العدد 34، لسنة 1975، ص 134. مجلة الخليج العربي جامعة البصرة.
2_ الخليج العربي (دراسة لتاريخ الإمارات العربية) 1914_1945، تأليف الدكتور جمال زكريا قاسم، ، المجلة المصرية للدراسات التاريخية المجلد العشرون لسنة 1973، ص 219_333.
3_ الخليج العربي والعلاقات الدولية 1890_1914 تأليف الدكتور محمود علي الداود ، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 9 لسنة 1977، ص129.
4_ أفاق التنمية الصناعية في دول الخليج العربي، تأليف الدكتور عبدالاله أبو عياش مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، (الإصدار الثاني) 1979، ، ص 151_155
5_ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء السادس من عام 1920_1924 تأليف الدكتور علي الوردي،مطبعة المعارف، بغداد 1986، مجلة الجامعة، إصدار المركز الثقافي الاجتماعي في جامعة الموصل، العدد الثاني تشرين الثاني 1976، ص 65_76.
6_الشؤون القطرية من سنة 1873م إلى 1904م، تأليف جي. أي، سالدانا، مجلة التربية إصدار اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، الدوحة السنة السابعة، العدد 27، يونيو 1978.
7_التطورات الاجتماعية والاقتصادية في الخليج العربي إعداد، تيم نيبلوك (لندن 1980) ، جريدة الثورة، بغداد العدد 3744 في 28 آب 1980، ومجلة كلية الآداب بجامعة البصرة (العدد 18، 1981).
8_ مناقشة الادعاءات الفارسية في الحرب العراقية- الإيرانية كما أصدرتها وزارة الخارجية الإيرانية ، (منشور في مجلة شؤون خارجية/ وزارة الخارجية العراقية، العدد الأول 1982.
9_ جرائم التعاون مع العدو في زمن الحرب، رسالة دكتوراه تأليف سعد إبراهيم الاعظمي (مجلة الخليج العربي) العدد 1 المجلد 17 1985
10_ المدارس اليهودية والإيرانية في العراق، تأليف الدكتور فاضل البراك (مجلة الخليج العربي) .
ومن المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية التي حضرها:
1_ إقامة الأسبوع الثقافي الخليجي في مدينة فاس بالمغرب 1981
2_ ندوة شط العرب بمركز دراسات الخليج العربي بجامعة اكستر 1982
3_ندوة العلماء الأفارقة ومساهماتهم في الحضارة العربية والإسلامية جامعة أم درمان في السودان 1983
4_ندوة اليمن بمركز دراسات الخليج العربي بجامعة أكستر 1983
5_ندوة الحوار العربي -الأوربي في كاجينانبا بايطاليا بإشراف المعهد الدولي بمؤسسة أديناور الألمانية
6_ندوة العلاقات العربية_التركية ، جامعة اليرموك _الاردن1985
7_ندوة الغزو الثقافي الأجنبي لدول الخليج العربي ، مكتب التربية لدول الخليج (مسقط 1985)
كما حاضر في مؤسسات علمية عديدة منها:
1_ محاضرة معهد البحوث والدراسات العربية التابعة للمنظمة العربية والثقافة والعلوم بالقاهرة عام 1978
2_ محاضرات في جامعة البكر للدراسات العليا_ بغداد (الأعوام 1977 1978،1979، 1984)
3_ محاضرة في كليات جامعة البصرة 1969_1984.
4_ محاضرة في جامعات الخليج العربي للأعوام 1975_1984
5_ محاضرة في الندوات التلفزيونية والمنظمات الجماهيرية 1969_1984.


وللدكتور النجار عضوية في جمعيات ومنظمات ونقابات ومجلات عديدة وكما يلي:
1_ عضو جمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين (ورئيس فرع الجمعية في البصرة لعامي (1973_1974)
2_ عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين
3_ عضو الهيئة الاستشارية بوزارة الخارجية
4_ عضو منظمة العلوم الاجتماعية في الشرق الأوسط بالقاهرة
5_ عضو نقيب المعلمين فرع البصرة (1978)
6_ عضو مجلس إدارة معهد الدراسات الإفريقية والأسيوية بالجامعة المستنصرية
7_ عضو نقابة الصحفيين العراقيين
8_ عضو هيئة تحرير مجلة الشؤون الخارجية التابعة لوزارة الخارجية العراقية
9_ رئيس تحرير مجلة الخليج العربي بجامعة البصرة 1974_1984
10_ رئيس تحرير مجلة المؤرخ العربي _ اتحاد المؤرخين العرب


هذا فضلا عن اشتراكه في لجان علمية وإدارية لأكثر من عشرين عاما في الجامعات ووزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وللدكتور النجار رؤى واضحة بخصوص دراسة وقراءة التاريخ العربي الحديث ،وتاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر وهو ميدان تخصصه الدقيق، فهو يرى أن الخليج العربي هو جزء من الوطن العربي. وان أي تغير يبتعد عن هذه الحقيقة لايمكن أن يجد له المناخ للديمومة والبقاء. لذا فان أية دعوة برزت في منطقة الخليج العربي تدعو إلى الأسرية أو العشائرية أو القطرية أو الإقليمية في كتابة التاريخ أجهضت ولم يكتب لها النجاح. والواقع أن منطقة الخليج العربي قد ابتليت بتلك الدعوات من لدن نفر أغره الكسب المادي على حساب الأمانة التاريخية،فاصطنع لبعض البلدان تاريخا قديما ووسيطا وحديثا ، وهم يضربون صفحات عن كل ماجرى في الوطن العربي في ميدان الفعل التاريخي، ويهملون التفاعلات التاريخية والحضارية، ويعزلون تاريخ البلد الواحد عن الروافد التي صبت فيه وتلك التي صب فيها، ويخلون بوحدة التاريخ الكبرى التي يؤلف أي تاريخ قطري جزءا منها.
كما أن الاهتمام بالتاريخ السياسي،برأيه ،لابد من تجاوزه إلى التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والفكري والعسكري والنفسي، وبهذا فان الرؤية التاريخية لصيرورة الأمة ومسارها عبر التاريخ قد اكتملت تفسيراتها ولم تبق أسيرة جانب واحد أو نظرة ضيقة ومن هنا لابد أن نتفاءل بان تاريخ الخليج العربي بدأ، في المرحلة المعاصرة، يأخذ موقعه بين الكتابات التاريخية القومية، وخرج من الطرق التقليدية والتفسيرات والمدارس والقيود والانحرافات والتشويهات التي ابتلي بها ردحا من الزمن،باعتبار أن أزمة الواقع العربي المعاصر خلق وإبداع للدراسات التاريخية، ذلك إن الأمة في أوقات محنتها تعود إلى التاريخ لتستمد منه القوة ،ولتفيد في سعيها لبناء حياتها القومية الجديدة، وعليه إن المدرسة التاريخية المعاصرة التي يتبناها اتحاد المؤرخين العرب ويصر على نشر دعوته لإعادة كتابة تاريخ الأمة من منطلق خصوصيتها وأهدافها ورسالتها تستدعي منا وقفة تاريخية شاملة لنجيب عن أسئلة أساسية عن واقع العرب في منطقة الخليج العربي المعاصر والقيم التي يؤمنون بها، ويسعون لتحقيقها ومن أي جذر نبتت وتفرست المعاصرة العربية في الخليج العربي، وماهية عناصر قوتها وضعفها، وماهي طبيعة التراث التي تؤمن به والنهضة التي تتوثب لبنائها. هذه المدرسة التي تبناها المؤرخون في الاتحاد تدلنا على أن الإنسان العربي في الخليج العربي الذي يعيش الحاضر لايمكنه ان يشيح بوجهه عن الماضي ،وان التنبه إلى التاريخ العربي،بكل حلقاته المشرقة والمظلمة ، كان من أعظم أركان تلك المدرسة، على ان تكون العودة إلى التاريخ عودة أصيلة متبصرة يوضحها فهم صادق لعلاقة الماضي بالحاضر والمستقبل، وتذهب المدرسة التاريخية في الاتحاد إلى انه كلما ارتفعت مراتب الإنسانية عند الإنسان العربي في الخليج العربي ارتقت نظرة التاريخ وعزز فعله التاريخي، وكلما كان وعيه للماضي أعمق، اغتنى كيانه الإنساني ،وزاد ليس حسه التاريخي وحسب بل وحتى فعله التاريخي .
إن كتابة تاريخ الخليج العربي ،برأي الدكتور النجار ، يجب أن ترتفع فوق مجرد رواية الأحداث ،وترديد الإخبار إلى استجلاء معانيها ،وبيان آثارها في مشكلات الحياة المعاصرة، والإسهام في تنقية كيان المنطقة الذاتي وتأصيله واغنائه، والعودة إلى سير الإبطال وسجل الانتصارات وروائع الأدب والشعر، ومآثر العلم والأخلاق والقيم والمبادئ لبناء حياة الخليج العربي الجديد.
ولهذا بات واضحا بان الصناعة التاريخية تلك تكاد تكون صعبة، فهي تنطوي على سلسلة من الجهود المحكمة المتتابعة تبدأ من اكتشاف الأثر أو الوثيقة الخليجية التي خلفها الماضي، وتنتهي بالتأليف التاريخي لبلوغ الهدف السامي، ولابد هنا من أن نذكر بان تلك الايجابيات قد تخفي بين طياتها سلبيات أو مصاعب في كتابة تاريخ الخليج العربي، يجب أن تتنبه لها المدرسة العربية التاريخية المعاصرة إذا ما اردنا لتاريخنا في الخليج العربي المجد وعدم الشطط، ومن تلك السلبيات تجزئة الحقيقة التاريخية التي تكون في كثير من الأحيان اصطناعية وحصر النظر في الجزيئات، وعجز بعض المؤرخين عن رؤية الصورة شاملة، فيأتي إنتاجهم مخلا مضلا. وهذا ما وقع فيه مؤرخون كتبوا عن تاريخ الخليج العربي، وكأنه جزيرة منفصلة بعيدة عن تأثيرات محيطه العربي والإقليمي والدولي . لذلك هنا لابد من اختيار المصطلح التاريخي وفهمه ومعرفة ملابساته فذلك بات من ضرورات البحث، فليس من المعقول أن نتحدث عن إنسان خليجي وحضارة خليجية وتراث خليجي وثقافة خليجية في وقت يتكتل العالم ويظهر بمظهر قومي وإنساني والصحيح أن نقول الإنسان العربي في الخليج والثقافة العربية في الخليج العربي وهكذا .
فاختيار المصطلح التاريخي بات من أولى ضروريات البحث، فلا يمكن إقرار مصطلح الإنسان الخليجي مثلا أو الحضارة الخليجية أو التراث الخليجي أو الثقافة الخليجية وغيرها في وقت تدعو المدرسة التاريخية الجديدة لإصلاح ماافسده الدهر. wwwallafblogspotcom.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....