الاثنين، 4 يناير 2010

الدكتور محمد صالح القزاز 1928-1979 والتوثيق للفترة المتأخرة من التاريخ العباسي في العراق



الدكتور محمد صالح القزاز 1928-1979 والتوثيق للفترة المتأخرة من التأريخ العباسي في العراق

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب

الدكتور محمد صالح القزاز، رحمه الله ، من المؤرخين الذين كانت المدرسة التاريخية العراقية والعربية تنتظر منهم المزيد ، لكن الموت سرعان ما اخترم الرجل وهو في عز نشاطه الاكاديمي . توفي في حادث سيارة ، فافتقده زملاءه واصدقاءه وتلاميذه لانه كان باحثا متمكنا، واستاذا ملتزما بالصدق ومعروفا بالتقوى والاستقامة .. وقد رأيته في قسم التاريخ بكلية الاداب بجامعة بغداد يحظى باحترام الجميع ومحبتهم .
ومن حسن الحظ ان احد زملائه وهو الاستاذ الدكتور بدري محمد فهد ، قد كتب عنه دراسة جيدة في مجلة المؤرخ العربي ( العدد56،1998) وفيها تحدث عن ولادته ونشأته ومؤلفاته ووقف عند رسالته للماجستير واطروحته للدكتوراه ليقول انه لم ينشر غيرهما ،باستثناء بعض المقالات في الصحف والمجلات ، لان الزمن لم يمهله .
ولد الدكتور محمد صالح القزاز في مدينة الموصل سنة 1928 واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها ثم دخل( كلية الاداب والعلوم) بجامعة بغداد وتخرج فيها سنة 1953 . وقد عمل بعد تخرجه مدرسا في المدارس الثانوية ، في السليمانية وكربلاء والنجف الاشرف وسامراء وبغداد . وفي سنة 1962 حصل من وزارة المعارف على اجازة دراسية للحصول على الماجستير خارج العراق فسافر الى مصر والتحق بجامعة القاهرة وقد نال الماجستير سنة 1965 . وقد وافقت وزارة التربية على تمديده للاجازة الدراسية. وبعد ثلاث سنوات حصل من جامعة عين شمس على الدكتوراه، وبعد عودته الى بغداد نقل خدماته الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعين مدرسا بكلية الاداب ـ جامعة بغداد في شهر تشرين الثاني 1968، واستمر في الكلية ذاتها حتى توفي يوم 19 تموز سنة 1979 .
كانت رسالته للماجستير بعنوان (الحياة السياسية في العراق في العصر العباسي الاخير 512 ـ656هـ )، وقد طبعت في مطبعة القضاء بالنجف الاشرف سنة 1971 وكانت باشراف الاستاذ الدكتور احمد حسـن محمود .
أما اطروحته للدكتوراه فكانت مكملة لرسالته للماجستير وحملت عنوانا هو (الحياة السياسية في العراق في عهد السيطرة المغولية) ، وقد طبعت في النجف الاشرف وفي المطبعة ذاتها سنة 1970 .. واشرف على اطروحته للدكتوراه المشرف نفسه الذي أشرف على رسالته للماجستير
لقد جاءت انجازات الدكتور القزاز العلمية وخاصة في رسالته للماجستير واطروحته للدكتوراه منسجمة مع توجه جديد قاده الاستاذ الدكتور جعفر خصباك في قسم التاريخ بكلية الاداب ـ جامعة بغداد واستهدف تقصي الحقائق حول وضع العراق في الفترة التي سبقت الغزو المغولي والفترة التي اعقبت الغزو .. لذلك وقف عند حالة انتعاش الخلافة العباسية قبيل الغزو والتي تمثلت بمحاولة البحث في مسألة نهضة الخلافة، واعادة بناء الجيش، واصلاح الوضع الاقتصادي، وكسب الرأي العام، والتحالف مع امراء الاطراف ، لكن ذلك جاء بعد فوات الاوان ، لاسباب عديدة يتعلق معظمها بضعف البنية الداخلية للدولة العباسية، وتنامي المعارضة وتفاقم الخلافات بين مراكز القوى ثم جاءت الضربة الخارجية سهلة عندما تمكن المغول من دخول بغداد سنة 656هـ ـ 1258م ليسقطوا الدولة العباسية ..
وفي اطروحة الدكتوراه ، تابع الدكتور القزاز ظهور المغول واتخاذهم لقرار غزو بغداد ومواقف الامارات الاسلامية سواء في الموصل او اربيل ، من الغزو ولم يكتف الدكتور القزاز بذلك بل تعرض بالتفصيل لانظمة الحكم المغولية الايلخانية وتشكيلاتهم ونظمهم ومواقفهم من طوائف الشعب والامارات الداخلية وعلاقاتهم مع المماليك والاوربيين .. ويقول الاستاذ الدكتور بدري محمد فهد ان جهد الدكتور القزاز رحمه الله، يتجلى في قدرته على تتبع أمر المغول في امتدادهم من الصين الى الشام عبر العراق غزاة ثم حكاما للبلاد العربية والاسلاميةوخاصة بعد اعتناقهم الاسلام وتفانيهم في خدمة الحضارة العربية الاسلامية .. وقد عد القزاز واحدا من رواد المؤرخين المهتمين بهذا اللون من الدراسات التاريخية لاسيما وانه انتهج في بحثه منهجا علميا موضوعيا ، فلقد كان همه بعد رجوعه الى المصادر والمراجع ، اعادة كتابة الحدث التاريخي كما وقع من هنا استحق الدكتور القزاز كل تقدير واحترام ويقينا ان كتاباته تشكل اليوم قيمة كبيرة لمن يروم دراسة هذه المرحلة المظلمة من تاريخنا الاسلامي الحديث .
*المادة موجودة ضمن موسوعة المؤرخين العراقيين العاصرين الي يعدها كاتب السطور اعلاه وتنشرها مجلة علوم انسانية الالكترونية http://www.ulum.nl
*راجع كذلك مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلافwwwallafblogspotcom.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...