بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
السبت، 16 يناير 2010
أمجد العمري ودوره في تكوين العراق الحديث
أمجد العمري ودوره في تكوين العراق الحديث
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
تذكرت المرحوم الأستاذ امجد حسن العمري (1882- 1953) وهو يخاطب أعضاء المجلس التأسيسي العراقي سنة 1924 عندما كانوا يعملون على وضع الدستور قائلا إنكم اليوم قد لاتخسرون غير قطرات من الحبر لكتابة مادة في الدستور، لكن الأجيال القادمة قد تحتاج إلى سيل غزير من الدماء لمحو هذه المادة وإزالتها.. وهكذا فالرجل كان حريصا على وحدة العراق ومستقبله وتأكيد انتمائه وهويته العربية والإسلامية. ويقينا أن العراقيين جميعا يحتفظون لأمجد العمري، ومن كان يشبهه في الإخلاص للوطن، بكل الود والعرفان والمحبة.
من هو العمري هذا ؟ ابتداء فان جريدة الموصل كتبت في عددها الصادر يوم6 آذار 1924 عن امجد العمري تقول: ((ينتمي امجد أفندي العمري إلى أسرة عريقة في الجاه والشرف في مدينة الموصل معروفة بمجدها في سائر انحاء العراق، وهو ابن حسن أفندي العمري سليل عمر الفاروق رضي الله عنه. تقلد العمري المناصب الرفيعة في زمانه ولد في الخامس من كانون الثاني سنة 1882. وقد تلقى مبادىء العلوم في مدرسة الدومنيكان في الموصل، ثم انضم إلى طلبة المدرسة الرشدية (المتوسطة) فالمكتب الإعدادي الملكي … وبعد مغادرته صفوف المدرسة، بعد ان حاز في نتيجة امتحاناته على شهادة (علي الأعلى) تولع اولا بنظم الشعر ثم بدروس العلوم الطبيعية والرياضية والفلكية على اختلاف أنواعها وطبقاتها بحيث لم يبق في القوس منزع. وقد انخرط في سلك الموظفين في محاسبة الأملاك السنية سنة 1900 ثم عين بعد سنتين موظفا في شعبة (الاورمان) من أملاك السنية. وأصبح في سنة 1908 مأمورا لطابو المركز في الموصل. وبعد سنتين ونصف تقلد وظيفة باشكاتب (دفتر الخاقاني) في ولاية الموصل وله في اصلاح الدائرة المذكورة وانتشالها من وهدتها يد معلومة يعرفها الخاص والعام. وأخيرا عهد اليه منصب مميز دائرة الويركو لولاية الموصل سنة 1916 واصلح فيها ما اصلح)). وتواصل جريدة الموصل حديثها عن امجد العمري فتضيف الى ما قالته بان أمجد العمري، تقلد، علاوة على الوظائف السابقة بالوكالة في زمن الحكومة العثمانية مديرية الدفتر ألخاقاني لولاية الموصل مرتين، ووكالة مميز محاسبة ولاية الموصل مرة واحـدة. وكان يقضي أوقات استراحته بإعطاء الدروس في اللغة التركية، والعلوم الرياضية والطبيعية والكيمياء في دار المعلمين ومدارس الكلدان ومدرسة نمونة (النموذجية) في الموصل. وفي أواخر سنة 1918 انيطت بعهدته (مديرية قضاء الموصل) فوضع اساس هذه المديرية ونظمها احسن تنظيم. وبعد ثلاثة أعوام وجهت اليه مديرية مال لواء الموصل.
وقد عين سنة 1922 محاسبا للواء الموصل. وقد انتخب اخيرا (1924) ممثلا للموصل في المجلس التأسـيسي.
الأستاذ المرحوم عبد الرزاق الحسني كتب فـي (رحلة في العراق او خاطرات الحسني) الذي طبعه في بغداد سنة 1925 عن امجد العمري وكان آنذاك (متصرفا للواء الدليم أي محافظة الانبار حاليا) يقول ان امجد العمري انتخب اوائل سنة 1924 بأغلبية الأصوات نائبا عن الموصل في المجلس التأسيسي وبعد اجتماع المجلس انتخب رئيسا للجنة (القانون الأساسي) أي الدستور وبعد حل المجلس عاد إلى الموصل ثم صدرت الارادة الملكية بتعيينه لمتصرفية لواء الموصل، فاستلم زمام ادارة اللواء المذكور)). وهو قد بذل جهودا جبارة في إصلاح اللواء وتأمين طرقه وتقدمه.
انتخب أمجد العمري نائبا عن الموصل في المجلس النيابي خمس مرات وكانت له يد ظاهرة في تدقيق لائحة القانون الأساسي عندما ترأس لجنة تدقيق اللائحة والتي اجتمعت في 13 نيسان 1924 وانتخب من بين أعضائها امجد العمري رئيسا ويوسف غنيمة (بغداد) مقررا. ثم طلبت اللجنة من الحكومة الاطلاع على المراسلات والأوراق المتعلقة بتنظيم لائحة القانون الأساسي، واستوضحت عن المعلومات والإفادات التي تحتاج اليها وبعد اجتماعات عديدة دققت خلالها ثمانين مادة من مواد لائحة القانون، صادق المجلس التأسيسي في يوم 10 تموز 1924 على القانون الأساسي الذي تضمن في صيغتها النهائية مقدمة وعشرة أبواب.
لانعرف فيما إذا كان المرحوم امجد العمري قد ترك مذكرات شخصية أو أن أسرته تمتلك أوراقا خاصة تفيد المؤرخين، لكن أي مراجعة لمذاكرات المجلس التأسيسي ومن ثم مجلس النواب تكشف بأنه كان من الرجال البارزين الذين أرسوا دعائم الدولة العراقية الحديثة وقد قام، رحمه الله، بواجباته في خدمة وطنه وأمته خير قيام. توفي يوم 30 حزيران سنة 1953 حسبما ورد في سجل تواريخ وفيات بعض الشخصيات الموصلية الذي وضعه المرحوم الدكتور محمد صديق ألجليلي، بينما يذكر الدكتور عدنان سامي نذير في أطروحته للدكتـوراه عن نواب الموصل في البرلمان العراقي (ملحق 2-1) انه قد توفي في 30 آذار سنة 1956. wwwallafblogspotcom.blogspot.com * الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف
الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق