الدكتور عادل نجم عبو والاثار الاسلامية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
تعرفت على الأستاذ الدكتور عادل نجم عبو ، رحمه الله، منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي، عندما عينت مدرسا في جامعة الموصل والتقينا في قسم التاريخ بكلية الآداب وانعقدت بيني وبينه صداقة وثيقة قامت على الود والصراحة فوجدته إنسانا طيبا، وأُستاذاً جادا، وباحثا متميزا. وفوق هذا وذاك اثاريا يحق لنا أن نفتخر بانجازاته.
حدثني عن كيفية إيفاده إلى المملكة المتحدة لإكمال الدكتوراه وقال أن الأستاذ الدكتور محمود الجليلي وكان يرأس جامعة الموصل في منتصف الستينات من القرن الماضي، رآه ببدلة العمل في احد مواقع التنقيب عن الآثار وسأله وعرف بانه يحمل ماجستير آثار من جامعة بغداد وقد عين حديثا مدرسا مساعدا في قسم الآثار بكلية الاداب فأُعجب به وبقدراته وقبل ذلك بحبه للعمل الاثاري وممارساته الحفر والتنقيب بصورة جيدة، وطلب منه ان يقابله في اليوم التالي وجاء الموعد ليجد بان الدكتور الجليلي قد رشحه للحصول على الدكتوراه وضمن (بعثة كولبنكيان) وقال له يجب ان تسافر فورا، فسافر وأكمل دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه وفي تخصص العمارة الإسلامية من جامعة ادنبرة وعاد ليعمل في إنشاء (مركز البحوث الاثارية والحضارية) مديرا وباحثا ومنقبا عن الآثار.
ولد في مدينة الموصل سنة 1940 وقد أحب الآثار منذ صغره وكان أبوه بناءً ماهرا.. كتب عن القبب الإسلامية ونال الماجستير من كلية الاداب بجامعة بغداد، وقد أصبح (أستاذا) في 29 نيسان سنة 1989. نشر بحوثا عديدة في مجلات عراقية وعربية وعالمية واشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه عمل معاونا لعميد كلية الاداب للشؤون العلميـة ثـم
رئيسا لقسم التاريخ 1988- 1991 ولعل ابرز ما كان يتحدث عنه، رحمه الله، رئاسته لهيئة تنقيبات جامعة الموصل هذه الهيئة التي عملت في أماكن عديدة منها: (مشروع سد حمرين)، و(ومشروع سد الموصل) أوفد ضمن البعثة التدريسية الجامعية العراقية الى المملكة المغربية للمدة من 1984- 1987. ثم ذهب ثانية للعمل في ليبيا وقد تعرض لحادثة غرق أثناء ممارسته للسباحة في البحر فتوفي في تموز 1997، ودفن هناك.. له مؤلفات منها تاريخ العراق وتاريخ اليونان وتاريخ الرومان.. وله بحوث ودراسات وترجمات.. كانت وفاته خسارة فادحة للحركة الاثارية والتاريخية العراقية، وعزاءنا انه ترك ما يساعدنا على تذكره..
رحم الله الاستا الدكتور عادل نجم عبو
ردحذفكان بحق مثالا للاخلاق الدمثة والفاضلة اضافة الى غزارة علمه واجتهاده وكذلك قابليته على ارتجال المحاضرات بدون القراءة في اوراق وكان مرجعا للاثاريين في الموصل عرف بدقته وقابليته المتميزة في ارشفة الاثار كان متميزا في العمارة الاسلامية ومتقنا لفنونها
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه تبرع اولاده بمكتبته الثرة الغنية بامهات الكتب ونادرها وكذلك مكتبة وارشيف رائع من الصور والمخطوطات الى موسستنا لتكون صدقة جارية على روحه الطاهرة
موسسة الافاضل للعلوم والثقافة