العلاف يوثق لتاريخ العراق الثقافي
يضم كتاب 'تاريخ العراق الثقافي المعاصر' حشدا كبيرا من مبدعي العراق ممن أثروا المشهد الثقافي حتى الأمس.
ميدل ايست اونلاين
بقلم: د. ذنون الطائي
العراق بلد يعد موئلاً للثقافة والفكر، وشهدت سوحه الثقافية والفنية نهضة عارمة منذ أوائل القرن العشرين، وتجذرت وتعمقت منذ منتصف ذلك القرن من خلال نخب من المثقفين والمفكرين والفنانين الذين أثروا المشهدين الثقافي والفني بفيض إبداعاتهم وعطائهم الثر.
ولا جدال أن العراق تميز وبز غيره من الدول العربية متقدماً عليها في إطار علو مسيرة الإبداع الأدبي والثقافي والفني، ومثل تلك المسيرة نخب من المبدعين العراقيين وهم كثر، فحين يذكر الفن التشكيلي يرد اسم الفنانين الكبيرين الراحلين جواد سليم ونجيب يونس، وفي الفن المعماري تذكر المهندسة المعمارية العالمية زها حديد، وفي عالم الصحافة نذكر الرواد فائق بطي وسامي الجلبي وعبدالوهاب النعيمي، وفي الطب والتراث والفلسفة نذكر د. عادل البكري، وفي الشعر الحر يذكر بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي ود. يوسف الصائغ وغيرهم من المبدعين الذين مثلوا باتجاهاتهم ومشاربهم الفكرية والفنية والأدبية ثراء المدرسة العراقية بعطائها وامتزاجها وانفتاحها على المدارس الأخرى، كما كانوا خير من مثل مرحلتهم ومعاناة وآمال وتطلعات شعبهم وناسهم فهم حقاً عناوين للحياة.
أقول ذلك وأنا أتصفح (تاريخ العراق الثقافي المعاصر ـ دراسات ومقالات) الإصدار الجديد للأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف المؤرخ العراقي المعروف ومدير مركز الدراسات الإقليمية، الذي جمع عدداً من الدراسات والمقالات بلغ مجموعها (43) عنواناً يؤرخ من خلالها للحركة الثقافية العراقية بمعطياتها وأنديتها وروادها مبيناً مجالات الخصب العراقي في التدفق والعطاء في أدق المراحل الفكرية التي مر بها العراق منذ منتصف القرن العشرين وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، إذ شهدت الساحة العراقية تلاقحاً فكرياً واحتداماً ثقافية صعد من خلاله الخطاب المعرفي العراقي بوتائره الأصيلة في المهرجانات والمعارض والمسارح والإصدارات والحلقات النقاشية والمنتديات الأدبية.
ثقتي أكيدة بأن القارئ الكريم سيجد فائدة كبرى ومتعة القراءة في هذا المؤلف للمؤرخ العراقي الحصيف أ. د. إبراهيم خليل العلاف الذي أتحفنا بهذا الجهد العلمي والثقافي الذي يحمل (43) عنواناً في 331 صفحة، مبتدأً بجماعة الصحيفة 1924 – 1932 ومنتهياً بجماعة أصدقاء القصة في الموصل. وضم الكتاب حشدا كبيرا من مبدعي العراق ممن أثروا المشهد الثقافي حتى الأمس. وهو حتماً عمل مضاف للمكتبة العراقية والعربية.
أمنياتنا للدكتور العلاف بمديد العمر والصحة ومزيداً من العطاء المعرفي خدمةً لتاريخنا وعراقنا
العظيم.
*المصدر :ميدل ايست اون لاين
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق