الجمعة، 18 ديسمبر 2015

المؤرخ جزيل عبدالجبار الجومرد يتحدث  في جريدة "الزمان " اللندنية عن تجربة والده الدكتور عبد الجبار الجومرد في الحياة والكتابة التاريخية أجرى الحوار : عمر عبدالغفور



المؤرخ جزيل عبدالجبار الجومرد يتحدث  في جريدة "الزمان " اللندنية عن تجربة والده الدكتور عبد الجبار الجومرد في الحياة والكتابة التاريخية
FEBRUARY 25, 2013
أجرى الحوار : عمر عبدالغفور
الكتابة كانت في مقدمة الانجازات التي قدمها الإنسان طوال مسيرته التاريخية وكان للعراقيين اليد الطولى في هذا الشأن على العالم ولما كان التاريخ قد جعل من الكتابة وسيلة لتوثيق عصوره ومؤشرا لدرجة الوعي في إي حضارة كما كان للموصلين دور مشرف في كتابة التاريخ العربي الإسلامي فمنهم رجال تصدوا لهذا العمل فذاع صيتهم في الأفاق…. من بينهم ضيفنا ووالده اللذان ساهما في الكتابة عن التاريخ بل والمشاركة في صناعته انه أستاذ التاريخ العربي الإسلامي الدكتور جزيل الجومرد ووالده وزير خارجية العراق السابق الدكتور الراحل عبدالجبار الجومرد فحلت الزمان ضيفا على أستاذ التاريخ في قسم التاريخ  كلية الاداب - جامعة الموصل وكان معه هذا الحوار
هل يمكن قبل الاستطراد ان تكثف الحديث عن جهده المبكر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ؟
نعم، وهذا مهم لفهم مجمل جهده السياسي اولا، ثم رؤيته وكتابته لإعماله التاريخية، والتي سيلي الحديث عنها. مر الجومرد بتجربة في صباه نضجت عواطفه الوطنية ورسمت ملامح سيرته السياسية المقبلة، عندما طلب منه مدير مدرسته،  المدرسة القحطانية الابتدائية سنة  1921عبد العزيز أفندي ألنوري،، إلقاء قصيدة في حفل خطابي يحضره وجوه المدينة والحاكم العسكري البريطاني وقتها في الموصل، ولكن الطالب الصغير وجد قصيدة أعجبته أكثر، فاستشار معلمه، الوطني المعروف يحيى  قاف  عبدالواحد، المعروف بيحيى قاف المشهور في عامية الموصل وقتها بقولهم يحيى قاف يقول ما يخاف ، فشجعه على أن يقرأها بدل قصيدة المدير، والقصيدة ترثي شهداء العرب الذين شنقهم جمال باشا السفاح. و فؤجئ المدير والجمهور الكبير من وجوه المدينة ورجالها وبحضور عدد من الانكليز بالطفل ابن ألاثني عشر سنة كيف ينشد بعاطفة مفتعلة، سرعان ما تحولت حقيقية، واخذ الطفل ينتحب وهو يقول عن لسان فتاة عربية فقدت من أسرتها شهداء
فقالت واذرت لؤلؤ الدمع عسجدا ببحة صــــــــــــوت للقلوب تمـــزق
لقد لعبت أيدي الزمان بجمــــعهم فلم يحوهم غرب هناك ولا مشرق
عم البكاء وسط الجمهور، وتملك الانكليز القلق من تطورات الامر، ومضى ما تبقى من الاحتفال في جو كئيب. وفي اليوم التالي نفي الأستاذ يحيى عبد الواحد إلى النجف بعد فصله، وابعد أستاذ وطني أخر من معلمي المدرسة وهو  الاستاذ عبدالرحمن صالح إلى الكوت… وكاد الطفل إن يفصل، واقتنع والده إن يبعده عن المدرسة التي نفي معلموها بسببه، وبعد تركه لها عاد بتأثير مديرها السيد ألنوري، الذي اقنع والد عبد الجبار، بعد فترة من الزمن إن العاصفة قد هدات ويمكن للطفل إن يعود ولكن عليه بالحذر.
يروي الجومرد هذه القصة وهو في السادسة والاربعين من العمر في مذكراته بأسلوب لا يتمالك القارئ معه ان يمسك دمعه.. وهذا يدل على مدى تأثير الحادث بتفاصليه على مستقبله. بعد خمسة عشر سنة من الحادثة، وكان الجومرد قد طور امكاناته الشعرية وعاش مشاركا في إحداث العراق السياسية بعواطفه و شعره وقلمه،وقد تخرج من كلية القانون في دمشق محاميا، بعد أن فصل لأسباب سياسية من كلية القانون في بغداد مع نخبة من زملائه بعد غلق الكلية، ألقى الجومرد قصيدة في حفل عام كبير في الموصل، في الجامع الكبير ألنوري، سنة 1936، تضامنا مع عرب وادي الحوارث في فلسطين حيث اخرج الصهاينة أهل القرية من قريتهم واضطروا قسما الى بيع أراضيهم في إرهاصات إرهاب صهيوني، هذه المرة القصيدة من نظمه، وكان لها صداها الكبير، يقول في بعض أبياتها
من سامع فأبث شكوى لم تزل بين الضلوع دفينة ألامــــــها
يا أمة كثر الكلام بســـــــــاحها عجزا وفي كف الطغام زمامها
شيع وأحزاب تحطم بعضــــها وجرائد مأجورة أقلامــــــــها
علماؤها غضَوا الجفون على القذى وسعى لكل بلية حكامــــــــها….
حتى يقول
هل في العرين بقية لضراغم من آل يعرب أم خلت آجامــها
…….
بعد عشر سنوات كان الجومرد قد نضج فكريا و سياسيا وشعريا، خلال السنوات العشر كان قد سافر إلى فرنسا. وعندما وصل باريس ليتم دراسته القانونية للدكتوراه في جامعة السوربون أسهم هناك مع طلبة عرب جلهم من المغاربة في تكوين جمعية نصرة فلسطين . وهناك في باريس أنجز عمليه الأوليين في القانون و الأدب، فبعد أن نال الدكتوراه من جامعة السوريون بإشراف كبير أساتذة القانون الدولي في جامعة باريس حينها سنة 1941 عن رسالته " الدستور العراقي 1925 " ، باشر العمل على دكتوراه أخرى، حيث أنجز رسالته في تاريخ الأدب العربي الإسلامي وكان عنوانها :" الأصمعي حياته وآثاره "  . وكان قد بداء عمله على الأصمعي بإشراف المستشرق الفرنسي ريجيس بلاشير ولكنه يذكر في مذكراته إنهما لم يتوافقان فطالب إبدال الإشراف وباشر عملة مع المستشرق (شيفالية ) ورغم إن الجومرد لم يذكر إي تفاصيل عن تغير الإشراف فاني أدرك إن روحية الجومرد العروبية الإسلامية المتنامية لم تجد إلفا في مشرف،على شهرته، كان موظفا في الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر المستعمرة المناضلة. بينما وجدت في إشراف شيفالية الذي عاش في الشام، حيث أجمل ما في ذاكرة الجومرد الجغرافية الثقافية الوطنية التكوينيه. شيفالية الذي كان اقتسم مع الجومرد عشقه لمدن كدمشق وحلب وتدمر والبقاع وبلودان. ثم كان أن أنهى إقامته في باريس بتأليف كتاب :" مأساة فلسطين العربية"  باللغة الفرنسية نشره في باريس عام 1945 وهو أول عمل لعربي عن فلسطين بالفرنسية. عاد الجومرد بعدها إلى الوطن بعد إن شهد وقائع الحرب العالمية الثانية في فرنسا، انهزام فرنسا على يد النازية، و احتلال باريس، ثم تحريرها 1944، ثم انتهاء الحرب بانتصار الحلفاء وشاهدهم يدخلون مع الجنرال ديغول باريس محررين.
بعد عودة الجومرد إلى العراق بقي يكافح في سبيل القضية الفلسطينية، في جامعة الدول العربية حيث تعين ممثلا العراق لعدة سنوات، خلالها كان صاحب فكرة إنقاذ عبد الكريم الخطابي من السفينة الفرنسية الأسرة له والتي كانت تنقله إلى منفاه، ونسب الأمر لغيره، ثم مثل العراق في الأمم المتحدة 1948، عند إعلان الكيان الصهيوني في فلسطين، وله في مذكراته حديث مطول عن ذلك..وظل الجومرد إلى أخر حياته يكتب ويتابع وينظم الشعر من اجل القضية الفلسطينية.
هل نعود بعد هذا إلى إتمام الحديث عن جهود الجومرد في كتابة التاريخ العربي الإسلامي ؟ ما هي المؤثرات الرئيسية وأجواء العمل ثم ما هي الكتب التي أنجزها في هذا المضمار ؟
نعم، من حديثنا السابق يمكن فهم جهود الجومرد في مجال الكتابة التاريخية. السنوات التي عاشها الجومرد من 1909 إلى 1971 هي الفترة سيطرت جماعة تركيا الفتاة فيها على السلطة في الدولة العثمانية ومارس أعضاؤها سياسية التتريك، وميزوا قوميا وشوفينيا ضد العناصر الأخرى التي ظلت لقرون من مكونات الدولة العثمانية، ومنهم العرب، ثم كانت هزيمة تركيا العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وسحب يد تركيا عن العراق، ومنه مدينة الجومرد الموصل، ليحل محلها احتلال بريطاني، فاستعمار، فتقسيم لبلاد العرب إلى كيانات سياسية ارتأتها الخبرة الأوربية الامبريالية وفقا لمصالحها ونفذت على ارض الواقع، فحجزت مجاميع عربية في دول اصطفاها الاستعمار ثم زرع في قلبها مصدر شقائها، إسرائيل، لكل ما تبقى من القرن العشرين، وشرد شعب فلسطين في فيافي الجوار لمصلحة المهجرين اليهود من إنحاء الغرب الأوربي. عاش الجومرد بحساسية تجاه هذه الأوضاع، منذ بداية وعيه. وعبر رحلات حياته، كما تطرقنا إليها،حتى نهاية سنة 1963 حيث نشر الجومرد أخر كتبه التاريخية المهمة عن أبو جعفر المنصور، إلف الجومرد ونشر كتبه التاريخية الأربعة. فألف أولا هارون الرشيد .ثم كتاب الأصمعي وكتاب يزيد بن مزيد الشيباني ثم كتاب ابو جعفر المنصور وجاء مشروع تاريخ الموصل الذي تفرغ له منذ انتهاءه من أبو جعفر وكاد يتمه قبل وفاته بساعات يوم 30 تشرين الثاني 1971. وله أعمال أخرى صغرى لا تزال مخطوطة .
أعمال الجومرد التاريخية، خاصة الأربعة المذكورة أنفا، تنتظمها ( ثيمة ) واحدة. فالجومرد كان ينظر بمنظار النهضة العربية، وجد في العصر العباسي الأول، عصر تكوين الدولة العربية الإسلامية، خير مشهد تتجلى فيه تلك الدراما التاريخية، حيث الصراع الذي دار بين إرادة الدولة العربية الإسلامية وهي تسعى، شابة، لتوفير مقومات البناء العقدي والمادي، ضد المواجهة الشرسة لخصوم المشروع قوميا ودينيا وثقافيا بشتى السبل، عسكرية وإدارية وثقافية، متمثلة بالحركة الشعوبية….لقد مثل هارون الرشيد تاريخيا ومعنويا المواجهة الحضارية للأمة وهي تنتصر على الشعوبية وسبلها. ومثل يزيد بن مزيد الشيباني الانتصار والتألق العسكري بكل أبعاده البطولية المناسبة، بينما مثل الأصمعي المواجهة الثقافية، وهي تكاد تنحني في وجه السلطة السياسية المتحيزة والمراوغة، ثم لكي تمثل الشهادة على اندثار ذلك الأسلوب لمصلحة استقرار إسلامي عربي..الجومرد وهو يقلب أوجه التاريخ، ويبحث، او يعرض ما يمكنه إن يعكس قضيته لم يجانب المنهج البحثي العلمي الأكاديمي والذي كانت ممارسته له مبكرة في الفضاء الأكاديمي العربي الحديث التكوين. ولم يفسد بحثه بانتقائية للمرجعية التي تناسبه، ولكنه عول على المصادر العربية الإسلامية الكلاسيكية الأكثر مصداقية بين أوساط الباحثين والمؤرخين، وأوغل في تحليلاته ونقده.. لم يقسر النصوص إن تلتوي استجابة لما أحبه في التاريخ الذي درسه، وكثيرا ما حاول شانئيه البحث عن هكذا مأخذ عليه فيما كتبه.. فلم يجدوا.. واذكر انه عندما لم يستطع مخرجا لدفع تهمة المصادر التاريخية لإبراهيم الإمام سيد الأسرة العباسية عشية انتصار ثورتهم، عندما أوصى رجله في خراسان أبو مسلم الخراساني بقتل كل العرب المعارضين للثورة العباسية قاطبة، كما تذهب المصادر، وبعد إن حاول جاهدا إن يجد مخرجا من مأزق النص إلى تأويل ينفي عن إبراهيم مقالته العنيفة و الممجوجه لم يجد بدا من الاستسلام للمصادر رغم إن ذلك تطلب منه إحكاما قاسية اتجاه ابرهيم جد الخلفاء العباسين، يقول في كتابه داهية العرب؟ أبو جعفر المنصور لقد كانت هذه الوصية بمعانيها، أخطر من اختيار ابي مسلم لإمارة الثورة. وإن المرء ليقف مبهوتا أمامها، وهي تصدر عن مسؤؤل عربي على رأس دعوة باسم آل البيت، أو باسم الرضا من آل محمد. ولولا تعليل النفس بعدم صحتها، رغم إجماع المصادر عليها، لصح القول بأن صاحبها إن لم يكن يحمل في صدره أخبث أنواع الشعوبية و الإجرام، فهو لا شك في لوثة من عقله.. . وبالإضافة إلى الالتزام البحثي الأكاديمي فان الجومرد عندما وظف أسلوبه الأدبي، كشاعر ومسرحي وخطيب، أضفى على السرد التاريخي وعلى الصياغات الاستنتاجية روح أدبية أكسبت نصه سمة السرد الأدبي الروائي، دون ان تبعد النص عن مرجعيته، كما أشرت قبلا، وإذ أبقت النص موثقا فإنها بالإضافة وفرت له قبولا وتلق أوسع دائرة، وأكثر نفوذا إلى الشغاف، فكان ذلك من أسباب تزايد عدد المعجبين بكتبه منذ طبعها.
اشارات ماقبل التاريخ
ماذا عن كتاب تاريخ الموصل الذي لا يزال مخطوطا للمؤرخ الراحل الدكتور عبدالجبار الجومرد؟
هو المشروع ألتأليفي التاريخي الأخير للجومرد، كانت فكرة كتابته قد تبلورت منذ زمن في ذهنه، ولكنه باشر الكتابة فيه بعد انتهائه من تأليفه لكتاب داهية العرب؟أبو جعفر المنصور بحدود 1963 1964 . و بنفس النهج و الرؤية التي سبق الحديث عنها، هذه المرة مع تاريخ الموصل وكان قد أسعفته ما عانته على يد خصومها وأعداءها فإنبرى ثانية وقد وصل في رويته للتاريخ أوجها واكتملت له مصادر دراسته كما توفرت في وقتها.. واستغرق منه العمل في تاريخ الموصل ما تبقى من حياته، كان يذكر انه لا يريد كتابة تاريخ الموصل كحالة منعزلة محلية بل الموصل والتاريخ كحالة جغرافية متسعة، في سياق إقليمها، سياسيا ودوليا وتاريخيا، الموصل إذا بؤرة الحدث الذي تحالفت مؤهلات الجومرد الذاتية من اجل انجاز تاريخها، لقد حاول، والحديث عن ستينيات القرن الماضي، أن يجمع ما يمكن جمعة من مواد تاريخية خام أو مراجع حديثة العهد وسار في مشروعه، وأتذكر انه كان يصل الليل بالنهار، لسنين، في عمله على ذلك التاريخ المتسع. بدءأ بإشارات ما قبل التاريخ حتى، كما كان يأمل شخصيا، سنة 1958، سنة ثورة 14 تموز، والتي عاش العراق إثرها، بجملته، عهدا مختلفا. يروي بعض زملاء المرحوم الجومرد إن الرئيس العراقي السابق المرحوم عبدالسلام عارف سأل الجومرد يوما إثناء زيارته للموصل سنة 1964 يقولون انك تكتب تاريخا لمدينة الموصل ، فلما إجابة بالإيجاب، قال له وعند اية سنة من تاريخ المدينة ستتوقف ، والمعروف أن عبد السلام عارف قد زار الموصل مباشرة بعد ثورة 1958 و ألقى خطابا مليئا بمفردات وأراء غير مألوفة، ظل أبناء الموصل يتندرون بذكرها حتى اليوم، فقال الجومرد سأقف عند سنة 1958 ، ولماذا لا تكمل ؟ ، علق عبد السلام، لأنك ستكون عندها محور الحديث.. سيادة الرئيس ..انتهى الجومرد من كتابة كتابه في عدة سنوات، سود خلالها مئات الأوراق، وأعاد كتابة الكتاب مرتين، بعد إن أعاد كتابه بعض فصول أكثر من مرة. سنة1970 كان قد وصل إلى إحداث سنة 1946،عندما فوجئ بكتاب الأب الدومنيكي المقيم في الموصل جان فيي بالفرنسية قبل أن ينشر مؤخرا بالعربية بعنوان :" آثار الموصل المسيحية " . أولا، كان على الجومرد إن يدافع منهجيا عن عروبة الموصل دون حيف تجاه غير العرب فيها. فإذا به يؤخذ من جهة إسلامية المدينة.. بما أيقن معه أنه تجن يتطلب تقويما، فعاد إلى بعض الفصول، طور مادتها، وإعاد كتابتها. كان الضعف قد بدأ  يدب إلى قلبه. بالإضافة إلى مرض السكر، الذي كان معه يحتاج إلى جرعتين من ألأنسولين يوميا، كان يزداد حساسية وهو يتقدم في استعراض تاريخ المدينة التي عاش الكثير من أحداثها المعاصرة وقراءة ماضيها قراءة متمعن..قال للدكتور عبد الاله الجوادي طبيب القلب الشهير؟ وهو يجري له تخطيط القلب في بيته بعد أن نصحه بالراحة وعدم الانفعال والانزعاج :" كيف أتجاوز الإنفعال.. ومملوك ناكر للنعمة.. يقتل إبني سيده ، ليمضي بملكهما لنفسه، وهو وما يَزعُمُ لنفسه من ألقاب ، ويُزعَم له من تقوى وسَداد " ، يعني به حاكم الموصل، بدر الدين لؤلؤ 631 657هـ في العهد الأتابكي.
كان الجومرد بالفعل يعيد كتابة فصل تاريخ الموصل في العهد الأتابكي.. عاد إلى كتابته بعد مغادرة الدكتور الجوادي..وبعد ساعات، وهو يكتب، غادرت آخر دمعة  من مآقيه قبل أن تجف نهائيا، ذرفها على مصير الموصل . 
ترك لي الفصل ناقصا، ولم أجرؤ على إتمامه ، كما نصحني بعض الأساتذة الإخوة ، فإيقاع سرد الجومرد، وأسلوبه، وتفعيله روايته للتاريخ، وشحنه النص بالعاطفة المنوطة بالمنهج التاريخي النقدي وضرورات التوثيق.. أعيتني.. فظل كما كان.. حيث كبا قلم الرجل.. في أربعة أجزاء.. بخط يد تروي حديثا صامتا عن زمان الموصل… 


*http://www.azzaman.com/?p=27354

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....