تاريخ العراق الاجتماعي بين الحربين 1918-1939
ا.د. ابراهيم العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
من الاطروحات التي أفخر بأنني أشرفت عليها ، تلك التي تناولت " تاريخ العراق الاجتماعي بين الحربين العالميتين الاولى والثانية 1918-1939" ، والتي قدمها تلميذي الدكتور احمد فكاك احمد البدراني الى مجلس كلية التربية في جامعة الموصل في تشرين الاول سنة 2001 بعنوان :" أحوال العراق الاجتماعية بين الحربين العالميتين الاولى والثاني 1918-1939 " ..وفي هذه الاطروحة اربعة فصول هي على التوالي :
1.تركيبة العراق الاجتماعية منذ اواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية الثلاثينات من القرن العشرين
2.احوال العراق الاجتماعية ابان الحرب العالمية الاولى 1914-1918
3.احوال العراق الاجتماعية بين انتهاء الحرب العالمية الاولى وتأسيس الدولة العراقية الحديثة 1918-1921
4.ظهور الدولة العراقية الحديثة وانعكاسات ذلك في التطور الاجتماعي 1921-1939
ومن المباحث التي تم تناولها في هذه الاطروحة : توزيع سكان العراق بحسب نمط المعيشة : البدو والريف والحضر وتوزيع السكان بحسب الانتماء القومي :العرب والاكراد والتركمان ، وتوزيع السكان بحسب المعتقد الديني :الاسلام والنصرانية واليهودية والصابئة واليزيدية ، والاحتلال البريطاني للعراق ، واحوال العراق الاجتماعية ، وموقف العراقيين من الاحتلال ، وتطور الفكر السياسي ، وثورة 1920 ، وتشكيل الحكم الوطني، ومرشحوا العرش ، ومؤتمر القاهرة، والبيعة لفيصل ، والبناء السياسي والاداري للعراق، والبناء الطبقي والتطور الايكولوجي :الانسان والبيئة في العراق والصناعة وتأثيراتها واحوال التعليم والصحة والنهضة النسوية وحركة السفور والحجاب والصحافة النسوية والمؤتمرات النسوية والمقاهي ودورها.
في الاطروحة 37 جدولا احصائيا تبين عدد السكان 1919 ومابين 1867-1942 وحجم الزيادة السنوية في السكان بين 1867-1947 وتوزيع السكان والمتغيرات بين الحضر والريف والبادية واعداد التلاميذ والرواتب بحسب المناصب وعدد النواب من المدن والريف ونسبة حركة الهجرة للسكان بين الريف والمدينة ومصرفات الدولة والبلديات وحصة الفرد بالاف الدنانير وحركة النقل البري للسيارات والقطارات واعداد المدارس وعدد الاصابات بالامراض واعداد المراجعين للمراكز الصحية والراقدين في المستشفيات ضمن سنوات البحث واعداد الكادر الصحي وغير ذلك من الاحصائيات التي تطلبها البحث .
ويقينا ان الدراسات التاريخية ذات الطابع الاجتماعي لم تحظ في العراق بما يجب ان تحظى به ويعود ذلك الى قلة الباحثين المتصدين لهذا اللون من الدراسات وصعوبة تناول هذه المواضيع وحساسيتها .ان دراسة التاريخ الاجتماعي ومعرفة القواعد والنظم التي يسير عليها الناس في حياتهم المعيشية اليومية تعد من اكثر الدراسات فائدة للمجتمع واقربها الى النفوس وبخاصة ان هذه الدراسات تتناول حياة الناس وسلوكياتهم ومقدار رقيهم ورفاهيتهم او تأخرهم وتخلفهم والاسباب الكامنة وراء ذلك واحمد الله انني انتهجت هذا النهج فوجهت طلبتي لتناول التاريخ الاجتماعي وانجزنا عدة اطروحات تتناول مفاصل هذا التاريخ وكنت قد استحثت مادة في الدراسات العليا تتناول التاريخ الاجتماعي وكنت كلما وجدت طالبا ذكيا كلفته بتناول موضوعات في التاريخ الاجتماعي .
لقد وصف العراق في اواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بأنه بلد الجوع والقنوط والجهل والتخلف والامية والمرض وقد استفاد البريطانيون من هذه الاوضاع ليتغلغلوا في العراق ويشجعوا الناس على الثورة ضد العثمانيين ، وجاءت الحرب العالمية الاولى وصعود الشعور القومي لتغير كثيرا من حياة العراقيين وكان اعتماد الانكليز وقد احتلوا العراق خلال حرب 1914-1918 على رؤساء العشائر والملاكين له اثر في كثير من التغييرات في البنية التحتية للمجتمع العراقي انعكس بشكل مباشر على البنية الفوقية، فظهرت الطبقة الوسطى وتطلعت لان يكون لها دورها الاجتماعي والسياسي فبرز ذلك من خلال تأسيس الاحزاب السياسية وازدهار الصحافة والتعليم ، فتنامت طبقة المثقفين وهي القوة الدافعة ضمن الطبقة الوسطى وحدثت ثورة 1920 الكبرى واضطر الانكليز الى تغيير سياساتهم ، وتشكلت " الدولة العرقية الحديثة" التي قامت بدور كبير في تطوير الصحة والتعليم والصناعة والزراعة واقامة انظمة مالية وادارية وقضائية وعسكرية وامنية متطورة وحديثة .
ويقينا ، فإن لظهور الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 انعكاس كبير في التطور الاجتماعي للعراق ، لكن هذا لم يمنع من بروز ظواهر سلبية في المجتمع ومنها على سبيل المثال ضعف الوازع الديني ، وبروز حالات من الفساد الاخلاقي ، والتسيب وكثرة المقاهي والملاهي ومحلات البغاء التي كان للمحتلين الانكليز دور كبير في انتشارها وتشجيع استمرارها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محتاج نسخة من هذه الرسالة؟
ردحذف