الخميس، 24 ديسمبر 2015

بليبل أغا ..........واحد من رجالات المقاومة العراقية في عهد الاحتلال البريطاني  ا.د.ابراهيم خليل العلاف

بليبل أغا ..........واحد من رجالات المقاومة العراقية في عهد الاحتلال البريطاني 

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 

سألني الاخ  ، والصديق الشيخ علاء جاجان العبار الاحمدي  عن ( بليبل أغا ) .. وأقول أنه أحد المجاهدين الذين تحملوا عبء مسؤولية المقاومة ضد الاحتلال البريطاني للموصل إبان الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 وما قبلها وما بعدها .
وقلت له ان الصديق المرحوم الاستاذ الدكتور قحطان احمد عبوش سليمان الحمداني في كتابه عن "ثورة تلعفر 1920 " الذي أصدره سنة 1969 ، قد نشر صورته وتحدث عنه في صفحات متفرقة ، وقال انه كان يقوم بالغارات على مواقع الانكليز العسكرية ، وخاصة في الطريق بين الموصل والشرقاط ، وفي موضع الكسك على طريق تلعفر -الموصل بمسافة 33 كيلومترا عن تلعفر وكانت الغارة التي تعرف ب (واقعة الكسك ) في حزيران 1920 مشهورة ، حيث التقت بالقرب من الكسك قوة من المجاهدين يبلغ عددهم (70) خيالا بقيادة بليبل اغا وإبنه يونس مع سرية خيالة انكليزية مصادفة فإشتبكت معها قوة بليبل اغا واضطرها الى الفرار بعد ان قتلوا 6 جنود وضابط واهلكوا خمسة خيول وأستشهد من قوة بليبل يوسف الاحمد من الجرجرية .
وكان بليبل اغا رئيس فرقة البو بيدر من عشيرة البو حمد قد وقف ضد الاحتلال البريطاني منذ أول يوم دخل فيه الانكليز الموصل سنة 1918 وكان هناك تعاون واتصالات بين بيبل اغا والشيخ عجيل الياور .. وكان بليبل الذي يسكن في قرية بزونة من قرى حمام العليل قد تلقى رسالة من الضابط جميل المدفعي قائد عسكر الشريف حسين حملها ضابط إسمه عبد الصمد وكان مضمون هذه الرسالة التي بعثت نسخ منها الى الشيخ عجيل الياور، والشيخ مسلط الملحم انه  سيقاوم الانكليز ويرجى الاستعداد للثورة عليهم والتهيؤ .
وقد تحمس  الشيخ بليبل اغا ودعا جميع المسلحين من ابناء عشيرته للاستعداد والزحف لطرد الانكليز وكان ذلك في 5 حزيران سنة 1920 .
وبعد فشل التحركات الثورية هرب بليبل اغا الى تركيا وبقي فيها وكان معه ولده يونس ، وضنك الهوى،  ومرعي الحسن الحميد ، ومحمود هيناوي.
وفي الوثائق البريطانية ، ومنها البلاغ البريطاني الذي نشرته جريدة العراق (البغدادية ) في العدد 125 في 27 تشرين الاول 1920 الصادر من ( ديوان المندوب السامي البريطاني)  والمؤرخ في 25 تشرين الاول 1920 أن هجوما من (100 )  مقاتل وقع على القوات البريطانية جنوب الموصل وعلى بعد 20 ميلا منها وقد قتل اربعة من المهاجمين و"رجال الفريق الهاجم هم من عصابة البليبل ، وبعد الهجوم أغاروا على مركبة كان فيها شريف افندي الفاروقي العمري من أهالي الموصل فقتل " .
ويشير المؤرخ الاميركي فيليب ويلارد آيرلاند في كتابه :"العراق :دراسة في تطوره السياسي "  ، والذي صدر سنة 1937  وهو بالاصل أطروحة دكتوراه ، وترجمه الاستاذ جعفر خياط الى اللغة العربية ، الى هذه الحادثة ويقول ان ( الدعاية الكمالية التركية) كانت تعمل عملها في الموصل،  وان غزوات المهاجمين على طريق الموصل -الشرقاط مستمرة،  وان حدها الاقصى بلغ بهجوم قبيلة البو حمد يوم 24 تشرين الاول على الطريق المذكور ، وقتل الوطني المعروف مندوب الشريف حسين شريف مكة  وقائد الثورة العربية 1916 ضد العثمانيين (محمد شريف الفاروقي العمري ) .
 ويقول المؤرخ الاستاذ  عبد المنعم الغلامي أنه التقى بليبل اغا بعد عشر سنوات من حادث مقتل الفاروقي العمري عندما قدم للمحاكمة، ووضع نفسه أمام القضاء في الموصل بعد ان عاد من تركيا سنة 1938 وقال له ان لاعلاقة له بمقتل شريف الفاروقي العمري وقال للغلامي :" والله يا اخوي ما آني قاتل شريف  ولاعلاقة لي بقتله والذين اتهموني هم قتلوه ويقصد الانكليز هم من تخلص من الفاروقي العمري وكانوا غير مرتاحين من تحركاته" . 
كان بليبل اغا صديقا للوالي العثماني سليمان نظيف والي الموصل 1914 واحيانا
 كان يرافقه في سفراته الخاصة في عربته ... مات ودفن في مقبرة محلة النبي شيت في الموصل سنة 1942 وعمره اذ ذاك 120 سنة .  
كان الشيخ بليبل اغا واسمه الكامل  بلال أغا بن عبد الله كليب سعيد موسى الفضلي سويش بيدر حمد جاسم حمد مشهد حازم كطبة العبيدي  ،    رجلا اسودا ، طويل القامة ، ضخم الجثة ، صلب العود ، فارسا شجاعا أختير ليكون شيخا على البو حمد منذ اواخر العهد العثماني  وهو منهم وليس كما قال الاستاذ عبد المنعم الغلامي  من انه ليس من البو حمد  وأعقب ولدا واحدا إسمه يونس ..  وقد كان يقيم في نصيبين بتركيا ولانعلم عنه الان شيئا اذ انقطعت أخباره . 
وقد صدر الامر ببراءة بليبل اغا من تهمة قتل محمد شريف العمري الفاروقي واستغرقت المحاكمة ثلاث سنوات .

ويجب هنا ايضا ان نشير الى ان للشيخ بليبل اغا اربعة أخوة هم :عبار ،  وخزعل،  و صعصيع .  وعبار هو الآخ الأكبر لهم .. وبعد وفاة الشيخ بليبل أغا ترأس المشيخة بعده ابن أخيه الشيخ جاجان عبار عبد الله الاحمدي وللشيخ جاجان (رحمه الله ) ولده صديقنا علاء جاجان عبار عبد الله الاحمدي وصورته الى جانب هذه السطور .
وقد يكون من المناسب ان نذكر نبذة عن ( الشيخ جاجان عبار عبد الله الاحمدي) ،  فقد ولد سنة1901 ، ومسقط رأسه في قرية (خربة عبار ) بقضاء الحضر -محافظة نينوى محافظة نينوى. شغل منصب رئيس الجمعيات الفلاحية في قضاء الحضر من 1970 الى 1973 .
كما كان عضوا في الهيئة الادارية للجمعيات الفلاحية محافظة نينوى وقد توفي في 6-1-1981 ، وكان أحد شيوخ البو حمد وشيخ فخذ البو بيدر .وقد عُرف بالحكمة ، واشتهر بأنه  أحد المحكمين في قضايا العشائر وما يجري بينها . تميز بالذكاء ، والفطنة ، والشجاعة ، وقول الحق ، والكرم ، والسعي بين العشائر بالاصلاح ، والفصل بين المتخاصمين وكان من الذين لايرد لهم جاه ولايغلق في سعيه باب وغيرها من الصفات الحميدة  التي جعلت منه وجها مقبولا في الوسط الاجتماعي والمحيط العشائري.  عاش حياته مطاعاً ، مهاباً بين ابناء قبيلته ... وحظي بأحترام وتقدير عال ٍ من قبل زعماء القبائل.
ومما يجب ان نقوله أن احفاد الشيخ بليبل اغا معروفون اليوم ب(بيت العبار ) ، وجاءت هذه التسمية بعد وفاة الشيخ بليبل اغا. وعبار هو الاخ الاكبر للشيخ بليبل اغا 
تلك هي قصة بليبل اغا هذا الرجل الذي دافع عن اهله  وبلده وظل صامدا حتى توفاه الله





                                                شهادة جنسية الشيخ بليبل (الشيخ بلال اغا عبد الله )



                                                                   الشيخ جاجان العبار الاحمدي


يونس بليبل اغا 

الشيخ علاء جاجان العبار الاحمدي 

الشيخ بليبل اغا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....