عبد الحليم الحصيني مؤرخ الناصرية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
منذ أن صدر الجزء الاول من كتاب :" الناصرية ..تاريخ ورجال " للاستاذ عبد الحليم أحمد الحصيني وانا اريد ان احصل على هذا الكتاب الموسوعي واليوم .. وقد تكامل ليبلغ أربعة أجزاء وانا اتحدث مع المؤلف الصديق من خلال الانترنت اشعر بقيمة ما انجزه؛ فالناصرية مدينة تستحق ان تكتب عنها المجلدات ؛ فهي مدينة الفكر ، والسياسة ، والفن والثقافة ، انا مدينة رجال أفذاذ وانا اعرف الكثيرين من ابناء هذه المدينة التاريخية التي تختلط فيها الطيبة والخبرة والمعرفة والعراقة .
ولااريد ان اذكر اسماء من برز من هذه المدينة في شتى حقول المعرفة فهم كثر ومنهي استاذي في الماجستير قبل 40 عاما الاستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف وصديقي الاستاذ الدكتور عباس ياسر الزيدي رحمها الله .. وحسنا فعل الصديق العزيز الاستاذ الحصيني عندما كرس لها اربع مجلدات تحدث فيها عن تاريخ الناصرية ورجالاتها .ويقينا ان الكتاب -الموسوعة أخذ من جهد ووقت الاستاذ الحصيني سنوات وقد علمت انه قضى في تأليف الكتاب قرابة اربع سنوات فبارك الله به وبجهده الطيب .
لم يترك الاستاذ الحصيني شاردة أو واردة في تاريخ هذه المدينة المتحضرة إلا واحصاها وكتب فيها .كتب عن جغرافيتها وتركيبتها السكانية والادارية واحزابها وتطور التعليم فيها ووقف عند جامعتها وحركتها الادبية والثقافية والفنية والمسرحية ..كما تحدث عن اسواقها وحرفها وعشائرها ورجالاتها ومثقفيها وصحفها ....
كتاب لانستطيع ان نقول الا انه موسوعي وكما قلتُ له :" كتاب جليل لاستاذ جليل " .. وكم كنا بحاجة اليه .. ولمن لايعرف الاستاذ عبد الحليم الحصيني اقول انه مرب فاضل ، ومؤرخ حصيف، وانسان فاضل فهو من مواليد مدينة الناصرية عام 1959م أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة الكاظمي الابتدائية وكان مديرها المربي عوده زغير والمتوسطة والإعدادية في اعدادية الجمهورية للبنين.. التحق بعدها بكلية الآداب / جامعة بغداد ــ قسم الترجمة وتخرج فيها عام العام الدراسي 1986-1987 عمل في مجال الصحافة ، وله مواد تاريخية نشرها متسلسلة منذ عام 2000م في جريدة" الناصرية " ... كما حصل على البكالوريوس في التاريخ / الكلية التربوية / 2007م، عضو نقابة الصحفيين العراقيين ، وأمين سر اتحاد الصحفيين العراقيين / فرع ذي قار في دورته الانتخابية الاولى عام 2004م / عين بمنصب مدير الإعلام التربوي في تربية ذي قار عام 2003م ، ترأس تحرير مجلة " التربوي" تصدر عن شعبة الاعلام التربوي كما ترأس تحرير جريدة الناصرية التربوي وعمل مدير تحرير مجلة التضامن الصادرة في الناصرية ، ترجم له السيد حسين ابو سعيدة في كتابه (المشجر الوافي / ج 2) كما ترجم له ثامر عبد الحسن العامري في الجزء الثاني من كتابه (موسوعة العامري للعشائر العراقية ) وترجم له ايضا محمد علي يوسف ال يحيى في الجزء الاول ، الفصل الثالث من كتابه (اعقاب جعفر الخواري في العالمين العربي والاسلامي)ومن آثاره: (الناصرية تاريخ ورجال ، اربعة اجزاء ، مؤسسة الرافد للطباعة ــ 2013م ) و (معجم اعلام ذي قار ، 3 أجزاء ، قيد الطبع ) و ( صناعة الخبر في التاريخ العربي الاسلامي / رسالة ماجستير / معهد العراق للدراسات العليا ) و ( تطور التعليم في ذي قار / مخطوط ) و ( الامثال واللهجة الشعبية المتداولة في الناصرية / مخطوط ) متزوج وله احمد عبد الحليم في المرحلة الرابعة من كلية الاعلام وعلي عبد الحليم في الصف الثالث المتوسط .
أما سبب اهتمامه بتاريخ الناصرية فقد أجاب عندما سألته :" عندما فكرت أن اكتب عن الناصرية قلت علي ان اعرف من انا حتى اكتب عن الاخرين ، لهذا اهتممت بالانساب وعرفت جذوري وانحداري عندها كتبت عن الناصرية وأهلها واصبحت جاهز للجواب عندما اتعرض لسؤال انت من ؟ واهلك من ؟ حين اتصدى للكتابة عن الاخرين وعندما اكتب عن العراق على الاقل يكون عندي تصور عن تاريخ مدينتي اولا لاكون مستعد للانطلاقة نحو تاريخ العراق ومدنه هذا اولا وثانيا اني اعشق التاريخ منذ طفولتي واخذ هذا العشق ينمو الى يومنا هذا" .
وقلت له وما هو منهجك في الكتابة او بالاحرى ما خطتك في كتابة تاريخ الناصرية ؟ قال :" في كتابة تاريخ الناصرية اعتمدت على ثلاثة اقسام، القسم الأول هو العمق التاريخي للمدينة وهذا القسم مررت عليه سريعا لان علماء التاريخ كتبوا الكثير عن هذه الفترة (حضارة سومر واور ولكش ولارسا وبقية المدن الاثارية الموجودة في الناصرية) .
اما القسم الثاني فهو تاريخ الناصرية خلال العهد العثماني أي من تاريخ تأسيسها على يد مدحت باشا عام 1869م حتى دخول الاحتلال البريطاني لها وانسحاب العثمانيين منها في 25 تموز 1915م، وركزت في القسم الثالث لتدوين تاريخ الفترة من 25 تموز 1915م حتى يومنا هذا..مع العلم إني ركزت اهتمامي على القسم الأخير كونه القسم الأهم من تاريخ المدينة ووجها المشرق بكل تفاصيله.
واضاف يقول :" ولاتنسى ان مدينة الناصرية ولودة ومعروفة بالابداع والمبدعين ( الفن والسياسة والادب وغيرها) وتاريخ الناصرية المعاصر يشهد بذلك اضافة الى ان انسانها يحمل الطيبة والخلق الرفيع والاصالة العربية بكل تفاصيلها فصار لزاما على ابنائها تدوين تاريخها .. ولا اخفيك سرا اذا قلت انني عندما كتبت عن الناصرية لم اجد كتاب منفرد قائم بذاته يختص بتاريخ الناصرية بل اعتمدت على نفسي وجمعت المصادر من هنا وهناك بعمل مضن ٍ وشاق على عكس المدن العراقية الأخرى التي كتب عنها الكثير مثل بغداد والبصرة والموصل والنجف والحلة وغيرها والباحث لا يجد صعوبة عندما يرغب بالكتابة عن هذه المدن لوجود الكثير من الكتابات والمراجع في حين لم يكتب عن الناصرية سوى كتاب واحد للباحث الاستاذ شاكر الغرباوي بخمسة أجزاء بعنوان (الناصرية في التاريخ ) وهو مخطوط وفقد دون ان يطبع ولم يطلع عليه أبناء الناصرية وهناك كتاب آخر طبع عام 2005م وهو كتاب بسيط اعتمد المادة الانشائية منهجا له ولم يضف للقارئ شيء يذكر " .
طبعا للصديق الاستاذ عبد الحليم الحصيني كتابات اخرى انصرفت لمعالجة قضايا اخرى من قبيل الحركة الادبية في الناصرية ، والمساجد والمراقد في الناصرية ، والواقع الصحي في المحافظة ، والحركة الرياضية والكشفية ، وعلماء الدين والخطباء ، وعشائر الناصرية ،وأسرها وعوائلها وعن الواقع الاجتماعي في ذي قار واغلب هذه الوضوعات نشرت في مجلة " التربوي " وجريدة " الناصرية " وجريدة " لارسا " ومجلة" التضامن " وجريدة " صوت المدينة" وجريدة " الصباح " وغيرها من الصحف والمجلات .
تمنياتي لاخي وصديقي المؤرخ الاستاذ عبد الحليم الحصيني بالموفقية والنجاح وجزاه الله خيرا على مايقدم لبلده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق