رحيل المهندس الكبير الاستاذ عبد الائمة حسون الماجد
بقلم : الاستاذ سلام الشماع
فجعني خبر رحيل بانٍ من بناة العراق هو المهندس عبد الأئمة حسون الماجد، الذي ارتبط اسمه بتنفيذ الجسر ذي الطابقين خلال عمله في منشأة الفاو العامة في العام 1993.
وفضلاً عن أن الراحل كان صديقي، وكنا نتحدث على الماسينجر عندما عزّ اللقاء بسبب الغربة وتقاذفها لنا ذات اليمين وذات الشمال، فإن الماجد كان مفخرة عراقية في حب الوطن وبذل الجهود لإعماره وفي النزاهة. أنجبته مدينة الكاظمية، والمحلة التي ولد فيها، وهي الأنباريين، لا تفصلها عن محلتي أم النومي، سوى محلة السميلات، وهو اسم لعشيرة عربية.
إن رحيل الماجد خسارة كبيرة في جميع المقاييس، لكنه، وقد رأى أن من جاء بهم الاحتلال الاميركي البغيض 2003 يهدمون كل شيء جميل في وطنه ومنها مشاريع أشرف هو على قيامها، أصابه الحزن ومرض عضال لم يفارقه حتى فارق دنيانا.
يصف أحد زملاء الفقيد تنفيذ الجسر ذي الطابقين بأنه "كان مثالاً للتكامل بين استغلال واستثمار الطاقات البشرية المحلية والاستغلال الأمثل للموارد الأولية الشحيحة، في حينه، لظروف الحصار، آنذاك، ويقول إن مدير المشروع المهندس عبد الأئمة حسون أبدع، في حينه، بإدارة دفة العمل بالاتجاه الصحيح".
يومئذ، تم تكليف منشأة الفاو بإنجاز هذا العمل العملاق، وخلال 3 أيام أنجزت التصاميم الأولية للمشروع على يد البروفسور طارق الكاتب جسر الطابقين الذي أراده أن يكون من ثلاثة طوابق وليس طابقين، ليكون الطابق الثالث مخصصاً للكازينوهات ومواقف السيارات إلا ان الموافقة لم تحصل، وقتها، على الطابق الثالث لظروف أمنية، وتم اختيار المهندس المبدع عبد الأئمة حسون لإدارة المشروع فواصل العمل ليلاً ونهاراً وفي ظروف غاية في الصعوبة وعلى ضفتي النهر من جهتي الدورة والجادرية، في وقت واحد، "وبفضل الإدارة المبدعة للمهندس عبد الأئمة حسون أمكن إنجاز هيكل الجسر من طابقين مع ركائزة عبر نهر دجلة بطول 350 متراً وهو جسم الجسر فوق النهر خلال ثمانية أشهر فقط، كما تم إكمال مقتربات الجسر من جهة منطقة الدورة بطول 10 كم مع الجسر بمدة كلية قدرها 14 شهراً".
وداعاً أيها المهندس المبدع والعراقي المخلص والباني النزيه ونم قرير العين فالعراق الذي حلمت به وأفنيت حياتك في إعماره سيستعيده أبناؤه وترتفع فيه راية الإعمار وسيكون لائقاً بشعبك.. فإلى جنات الخلد يا صديقي.
بقلم : الاستاذ سلام الشماع
فجعني خبر رحيل بانٍ من بناة العراق هو المهندس عبد الأئمة حسون الماجد، الذي ارتبط اسمه بتنفيذ الجسر ذي الطابقين خلال عمله في منشأة الفاو العامة في العام 1993.
وفضلاً عن أن الراحل كان صديقي، وكنا نتحدث على الماسينجر عندما عزّ اللقاء بسبب الغربة وتقاذفها لنا ذات اليمين وذات الشمال، فإن الماجد كان مفخرة عراقية في حب الوطن وبذل الجهود لإعماره وفي النزاهة. أنجبته مدينة الكاظمية، والمحلة التي ولد فيها، وهي الأنباريين، لا تفصلها عن محلتي أم النومي، سوى محلة السميلات، وهو اسم لعشيرة عربية.
إن رحيل الماجد خسارة كبيرة في جميع المقاييس، لكنه، وقد رأى أن من جاء بهم الاحتلال الاميركي البغيض 2003 يهدمون كل شيء جميل في وطنه ومنها مشاريع أشرف هو على قيامها، أصابه الحزن ومرض عضال لم يفارقه حتى فارق دنيانا.
يصف أحد زملاء الفقيد تنفيذ الجسر ذي الطابقين بأنه "كان مثالاً للتكامل بين استغلال واستثمار الطاقات البشرية المحلية والاستغلال الأمثل للموارد الأولية الشحيحة، في حينه، لظروف الحصار، آنذاك، ويقول إن مدير المشروع المهندس عبد الأئمة حسون أبدع، في حينه، بإدارة دفة العمل بالاتجاه الصحيح".
يومئذ، تم تكليف منشأة الفاو بإنجاز هذا العمل العملاق، وخلال 3 أيام أنجزت التصاميم الأولية للمشروع على يد البروفسور طارق الكاتب جسر الطابقين الذي أراده أن يكون من ثلاثة طوابق وليس طابقين، ليكون الطابق الثالث مخصصاً للكازينوهات ومواقف السيارات إلا ان الموافقة لم تحصل، وقتها، على الطابق الثالث لظروف أمنية، وتم اختيار المهندس المبدع عبد الأئمة حسون لإدارة المشروع فواصل العمل ليلاً ونهاراً وفي ظروف غاية في الصعوبة وعلى ضفتي النهر من جهتي الدورة والجادرية، في وقت واحد، "وبفضل الإدارة المبدعة للمهندس عبد الأئمة حسون أمكن إنجاز هيكل الجسر من طابقين مع ركائزة عبر نهر دجلة بطول 350 متراً وهو جسم الجسر فوق النهر خلال ثمانية أشهر فقط، كما تم إكمال مقتربات الجسر من جهة منطقة الدورة بطول 10 كم مع الجسر بمدة كلية قدرها 14 شهراً".
وداعاً أيها المهندس المبدع والعراقي المخلص والباني النزيه ونم قرير العين فالعراق الذي حلمت به وأفنيت حياتك في إعماره سيستعيده أبناؤه وترتفع فيه راية الإعمار وسيكون لائقاً بشعبك.. فإلى جنات الخلد يا صديقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق