قصة كتاب الطبيخ لمؤلفه محمد بن الحسن بن محمد الكريم الكاتب البغدادي
ابراهيم العلاف
من ابرز ما قام به الطبيب والكاتب التراثي والمحقق الموصلي الدكتور داؤد الجلبي 1879-1960 أنه حقق كتاب :"الطبيخ " لمؤلفه محمد بن الحسن بن محمد بن الكريم الكاتب البغدادي فالكتاب نادر ويعد مصدرا مهما من مصادر الاكلات العراقية في ايام عز العرب اي في العهد العباسي .. وقبل ايام كنت والصديق الاستاذ جعفر الزاملي نتحدث عن الكتاب ولكن ليس الكتاب الاصلي الذي نشره الدكتور داؤد الجلبي وانما ما قام به فخري البارودي الدمشقي الذي اعاد نشر كتاب الجلبي في بيروت سنة 1964 بنصيحة من الشاعر العراقي الاستاذ احمد الصافي النجفي حين التقاه سنة 1950 وقال له وهما يتحدثان عن الطبيخ :"أن لدي كتابا في الطبيخ عند العرب فريد في بابه مؤلف قبل الف عام وقد طبعه الدكتور جلبي الموصلي [هكذا ورد اسم الدكتور داؤد الجلبي الموصلي ] ونفذت الطبعة واصبح الكتاب نادرا فإذا اهتممت به وطبعته فإنك تحيي تراثا قديما نحن اليوم بحاجة اليه لمعرفة الطبخ عند العرب فوعدته القيام بهذا العمل " .
نعود الى قصة كتاب " الطبيخ " وقد سألت الباحثة السيدة ابتسام خليل محمد خليل وقد كتبت رسالة ماجستير عن "داؤد الجلبي 1879-1960 ونشاطه السياسي والصحي والثقافي " وقدمتها الى مجلس كلية التربية بجامعة الموصل سنة 2002 وكنت رئيسا للجنة المناقشة عن كتاب الطبيخ فقالت ان هذا الكتاب يعد فريدا في بابه حقا ولم يسبق ان الف احد كتابا عن الطبيخ وهذا الكتاب انجزه مؤلفه قبل ثلث قرن من احتلال بغداد على يد المغول سنة 1258 م والكتاب يعكس حياة المجتمع البغدادي المرفه المترف الذي عرف تنوعا كبيرا في الاطعمة والاشربة ..كان المؤلف مولعا بالاطعمة ومتخصص بها والكتاب عندما حققه الدكتور داؤد الجلبي كان مكتوبا بخط يد المؤلف وقد قال الدكتور داؤد الجلبي عن الكتاب :" ان المؤلف قد أتى احيانا بأسماء غريبة لبعض الاطعمة لم يسمع بها ولم يرد لها ذكر في كتاب ولافي معاجم اللغة ومن هنا كانى للكتاب فائدة لغوية ايضا " .
قام الدكتور داؤد الجلبي رحمه الله بتحقيق الكتاب وطبعه في مطبعة أم الربيعين في مدينة الموصل سنة 1353 هجرية أي 1934 ميلادية والكتاب يقع في 88 صفحة من الحجم المتوسط .وقد بذل الدكتور داؤد الجلبي جهدا كبيرا في التحقيق اذ شرح عشرات الالفاظ الغريبة التي تدخل في مكنونات الطعام واعادها الى اصولها فهو متمكن من التركية والفرنسية والانكليزية والفارسية فضلا عن لغته الام :العربية ووضع للكتاب فهرسين الاول بأسماء الاطعمة التي وردت في متن الكتاب والثاني بأسماء الاطعمة التي وردت في الهامش .
وفي اختبار لما تضمنه الكتاب عمليا قام الدكتور داؤد الجلبي بتجربة طبخ عينات من الاطعمة الواردة في الكتاب فوجدها لذيذة ونادرة جدا كما توقع عودة الكثير منها بعد نشر الكتاب الى مطابخنا ومن الجدير بالذكر ان المصبخ العراقي عبر العصور القديمة والوسيطة والحديثة مطبخ غني بالاكلات وهذا يعود الى عراقة الحضارات العراقية التي قامت في بلاد ما بين النهرين .
كتاب الطبيخ نشره الدكتور داؤد الجلبي سنة 1934 في الموصل واعاد نشره الاستاذ فخري البارودي سنة 1964 اي بعد 30 سنة تقريبا ويظل المرحوم الاستاذ الدكتور داؤد الجلبي الموصلي هو صاحب الفضل الاول والخطوة الاولى .
قام الدكتور داؤد الجلبي رحمه الله بتحقيق الكتاب وطبعه في مطبعة أم الربيعين في مدينة الموصل سنة 1353 هجرية أي 1934 ميلادية والكتاب يقع في 88 صفحة من الحجم المتوسط .وقد بذل الدكتور داؤد الجلبي جهدا كبيرا في التحقيق اذ شرح عشرات الالفاظ الغريبة التي تدخل في مكنونات الطعام واعادها الى اصولها فهو متمكن من التركية والفرنسية والانكليزية والفارسية فضلا عن لغته الام :العربية ووضع للكتاب فهرسين الاول بأسماء الاطعمة التي وردت في متن الكتاب والثاني بأسماء الاطعمة التي وردت في الهامش .
وفي اختبار لما تضمنه الكتاب عمليا قام الدكتور داؤد الجلبي بتجربة طبخ عينات من الاطعمة الواردة في الكتاب فوجدها لذيذة ونادرة جدا كما توقع عودة الكثير منها بعد نشر الكتاب الى مطابخنا ومن الجدير بالذكر ان المصبخ العراقي عبر العصور القديمة والوسيطة والحديثة مطبخ غني بالاكلات وهذا يعود الى عراقة الحضارات العراقية التي قامت في بلاد ما بين النهرين .
كتاب الطبيخ نشره الدكتور داؤد الجلبي سنة 1934 في الموصل واعاد نشره الاستاذ فخري البارودي سنة 1964 اي بعد 30 سنة تقريبا ويظل المرحوم الاستاذ الدكتور داؤد الجلبي الموصلي هو صاحب الفضل الاول والخطوة الاولى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق