الحرب والمجتمع في أوربا 1870-1970 كتاب الدكتور براين بوند
ابراهيم العلاف
الحرب والمجتمع في أوربا 1870-1970 كتاب براين بوند Brian Bond..الذي ترجمه الصديق المرحوم الاستاذ سمير عبد الرحيم الجلبي واصدرته "دار المأمون للترجمة والنشر " التابعة لوزارة الثقافة في بغداد يعد من اروع الكتب التي تناولت هذا الموضوع الحيوي الذي ينبغي ان لايتركه المؤرخون للعسكريين الذي كتبوا فيه ويكتبون ودون ان يربطوا الحروب بالمجتمعات التي نشبت الحروب لاجلها . جيفري بيست وهو مؤرخ في جامعة سكس قال في تقديمه للكتاب : ان الاهتمام بموضوع العلاقة بين الحرب والمجتمع موضوع جديد لم يمر عليه الا قرابة عقد من الزمان وسبب ظهور هذا الموضوع ان الناس بدأوا يتسائلون عن :"لماذا تحدث الحروب ؟ هذا السؤال يحتمل ان يكون في ذهن المؤرخ اليوم اكثر بكثير من فترة ماقبل الحرب العالمية الثانية او بالاحرى حتى ماقبل الحرب العالمية الاولى .نعم ان فكرة الحرب قد تثير الاشمئزاز عند البعض لكن الدول تميز نفسها عن الدول الاخرى بقدرتها وقابلياتها على القتال او حماية نفسها من العدوان عليها وهذه هي مسألة فطرية في الانسان والدول تدفع الى الصراع والتدافع .
ان مفهوم الحرب والمجتمع وكما درسه مايكل هوارد في كتابه :" الحرب في التاريخ الاوربي "1976 نظر الى الموضوع بمنظار تاريخي فالحرب نشاط انساني فريد له طابعه الخاص وصوره الذاتية وغوامضه واشكاله التنظيمية .
ان ما دفع المؤلف للولوج في هذا الميدان ان عصرنا الراهن يشهد تصاعدا داخليا ودوليا في حركة اللجوء الى القوة وازدياد واسع جدا في استخدام الاسلحة الهجومية وتعاظم قوتها التدميرية وعدم مراعاة وضع السكان المدنيين الذين اصبحوا اهدافا عسكرية .
الكتاب يناقش التغييرات الهائلة في طبيعة الصراع المسلح وفي تأثير الحرب على المدنيين منذ 1870 وخلال 100 سنة حتى 1970 .هذه الدراسة ظهرت اول ما ظهرت سنة 1984 عندما طبعت ككتاب اعيد طبعه سنة 1986 وكل ما كان يريده المؤلف ان يقول ان اوربا وهي تخوض حروبها لم تستطع ان تمنع الحروب عن المدنيين الذين اكتووا بنارها فأثرت فيهم .
المؤلف الدكتور براين بوند استاذ متخصص بدراسات الحرب في جامعة لندن وله مؤلفات كثيرة منها كتابه :" الحملات العسكرية الفكتورية " 1967 و"فرنسا وبلجيكا 1939-1975 " و"ليدل هارت :دراسة في فكره العسكري "1977 و"السياسة العسكرية بين الحربين العالميتين " 1980 .من مباحث الكتاب : حروب العقد السابع وآثارها –تسليح الامم –الاقتراب من الحرب العظمى 1900-1914-الحرب العظمى 1914-1918 – هدنة ال20 عاما 1919-1939 – اوربا في حالة حرب 1939-1945 –اوربا بعد الحرب 1945-1970 ...في حالة الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق ساد "توازن الرعب " واصبح حقيقة دولية واليوم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور روسيا قوية يبدو لي ان "الحذر " هو ما تلجأ اليه الدول العظمى كلما حمي وطيس الصراع واشتد وهانحن نلمح ذلك في الاجتماعات بين وزيري خارجية اميركا وروسيا حول الازمة السورية وبدون شك ان الابتعاد عن ما يمكن ان نسميه "خيط الحذر " يسبب كوارث وحروب لها أول ولكن لانهاية لها .
____________________________________
*صورة الدكتور براين بوند Brian Bond
ابراهيم العلاف
الحرب والمجتمع في أوربا 1870-1970 كتاب براين بوند Brian Bond..الذي ترجمه الصديق المرحوم الاستاذ سمير عبد الرحيم الجلبي واصدرته "دار المأمون للترجمة والنشر " التابعة لوزارة الثقافة في بغداد يعد من اروع الكتب التي تناولت هذا الموضوع الحيوي الذي ينبغي ان لايتركه المؤرخون للعسكريين الذي كتبوا فيه ويكتبون ودون ان يربطوا الحروب بالمجتمعات التي نشبت الحروب لاجلها . جيفري بيست وهو مؤرخ في جامعة سكس قال في تقديمه للكتاب : ان الاهتمام بموضوع العلاقة بين الحرب والمجتمع موضوع جديد لم يمر عليه الا قرابة عقد من الزمان وسبب ظهور هذا الموضوع ان الناس بدأوا يتسائلون عن :"لماذا تحدث الحروب ؟ هذا السؤال يحتمل ان يكون في ذهن المؤرخ اليوم اكثر بكثير من فترة ماقبل الحرب العالمية الثانية او بالاحرى حتى ماقبل الحرب العالمية الاولى .نعم ان فكرة الحرب قد تثير الاشمئزاز عند البعض لكن الدول تميز نفسها عن الدول الاخرى بقدرتها وقابلياتها على القتال او حماية نفسها من العدوان عليها وهذه هي مسألة فطرية في الانسان والدول تدفع الى الصراع والتدافع .
ان مفهوم الحرب والمجتمع وكما درسه مايكل هوارد في كتابه :" الحرب في التاريخ الاوربي "1976 نظر الى الموضوع بمنظار تاريخي فالحرب نشاط انساني فريد له طابعه الخاص وصوره الذاتية وغوامضه واشكاله التنظيمية .
ان ما دفع المؤلف للولوج في هذا الميدان ان عصرنا الراهن يشهد تصاعدا داخليا ودوليا في حركة اللجوء الى القوة وازدياد واسع جدا في استخدام الاسلحة الهجومية وتعاظم قوتها التدميرية وعدم مراعاة وضع السكان المدنيين الذين اصبحوا اهدافا عسكرية .
الكتاب يناقش التغييرات الهائلة في طبيعة الصراع المسلح وفي تأثير الحرب على المدنيين منذ 1870 وخلال 100 سنة حتى 1970 .هذه الدراسة ظهرت اول ما ظهرت سنة 1984 عندما طبعت ككتاب اعيد طبعه سنة 1986 وكل ما كان يريده المؤلف ان يقول ان اوربا وهي تخوض حروبها لم تستطع ان تمنع الحروب عن المدنيين الذين اكتووا بنارها فأثرت فيهم .
المؤلف الدكتور براين بوند استاذ متخصص بدراسات الحرب في جامعة لندن وله مؤلفات كثيرة منها كتابه :" الحملات العسكرية الفكتورية " 1967 و"فرنسا وبلجيكا 1939-1975 " و"ليدل هارت :دراسة في فكره العسكري "1977 و"السياسة العسكرية بين الحربين العالميتين " 1980 .من مباحث الكتاب : حروب العقد السابع وآثارها –تسليح الامم –الاقتراب من الحرب العظمى 1900-1914-الحرب العظمى 1914-1918 – هدنة ال20 عاما 1919-1939 – اوربا في حالة حرب 1939-1945 –اوربا بعد الحرب 1945-1970 ...في حالة الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق ساد "توازن الرعب " واصبح حقيقة دولية واليوم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور روسيا قوية يبدو لي ان "الحذر " هو ما تلجأ اليه الدول العظمى كلما حمي وطيس الصراع واشتد وهانحن نلمح ذلك في الاجتماعات بين وزيري خارجية اميركا وروسيا حول الازمة السورية وبدون شك ان الابتعاد عن ما يمكن ان نسميه "خيط الحذر " يسبب كوارث وحروب لها أول ولكن لانهاية لها .
____________________________________
*صورة الدكتور براين بوند Brian Bond
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق