الاثنين، 19 أكتوبر 2015

حركة وحكومة الشيخ محمود الثانية * ا.د. ابراهيم خليل العلاف

حركة وحكومة الشيخ محمود الثانية *
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة  الموصل 

              أشرنا في الفصل السابق إلى قرار المندوب السامي البريطاني السر برسي كوكس بسـحب جميع الموظفين البريطانيين والليفـي الآثوريين من السليمانية بعد ازدياد التحركات الكمالية . وقد تمَّ الانسحاب بنجاح بواسطة الطائرات في 5 أيلول سنة 1922 ، وأصدر المندوب السامي قراراً بأن يعهد زمام الحكومة إلى مجلس الإدارة وانتخب المجلس الشيخ قادر الحفيد رئيساً . وقد اعتقد المندوب السامي عند إصداره أمر الانسـحاب " بأنّ الأتراك ربما يعدلون عن متابعة حركاتهـم العدائية فيما لو كانـت الحكومة بالكلية كردية مسلمة مما لو كانت إدارة بريطانية " ([i]) .
     قررت السلطات البريطانية ـ بعد ازدياد النشاط الكمالي ـ إعادة الشيخ محمود ، وقد جاء هذا القرار بناءً على طلب مستعجل من مجلس إدارة السليمانية ([ii]) . وقد انتشرت الدعوة إلى إعادة الشيخ محمود بعد أن نقل من الهند إلى الكويت . وكان يدير هذه الحركة شيوخ أسرة البرزنجة الكثيرون المنتشرون في الأجزاء الوسطى والجنوبية من لواء السليمانية وفي المناطق المجاورة من لواء كركوك ويدعمهم في ذلك الناقمون على السـلطة . وكان المسـؤولون البريطانيون في هـذه المناطق مختلفين في أمـر إعادة الشيخ محمود ، فالحاكم السياسي في السليمانية كولد سمث أوصى بإعـادة  الشيخ محمود إلى منصبه . أما مساعده أدموندز فكان يرى أنّ الشيخ محمود لم يكن يُرجى التفاهـم معه بأي حال ، وأنّ من الأفضـل الاعتماد على سـيد طه الشمديناني ، وكان الميجر نويل ، بعد عودته من تركيا ، يؤيـد وجهة نظر أدموندز ، ومهما يكن فقد كان من الضروري الاختيار بين سياستين : إما أن يتخذ قرار من جانب واحد بدمج السليمانية وكركوك في الدولة العراقية شاء السكان أم أبوا ، وهذا سيكون على حد تعبير ادموندز ـ تخلياً عن الضمانات التي أعطيت في مجلس العموم البريطاني ـ ومؤداها أنّ الأكراد لن برغموا على الخضوع لأية حكومة عربية، وثانيهما استبدال الحكم البريطاني المباشر بحكم غير مباشـر عن طريق المجيء بشخصية كرديـة بارزة تستطيع نيل الثقة الشعبية والدعم العام وأن لا تكون بأي حال من الأحوال مستجيبة أو متأثرة بالدعاية الكمالية . وبذلت السلطات البريطانية جهدها للبحث عن هذه الشخصية فوقع اختيارها أول الأمر على عميد الأسرة البابانية، ولكنها وجدت أنه لا يعرف كلمة كردية واحدة ، وأنه مهتم بتاريخ أسرته الغابـر أكثر من اهتمامه بسياسة الحاضر العملية ، لذلك لم يكن بمستغرب أن تضطر إلى إعادة الشيخ محمود إلى منصبه ([iii]) . ويقول ادموندز في هذا الصدد :
(( لقد يئسنا من إبقاء الأتراك خارج الحدود بمواردنا وامكاناتنا الخاصة فعدنا إلى استخدام الشيخ محمود لترصين الشعور الوطني الكردي لكونه الوسيلة الوحيدة لدرء خطر الأتراك )) ([iv])  .

وصل الشيخ محمود محلة كنكربان التي تبعد أميال عن كفري في 21 أيلول 1922 ، وقد وصف ادموندز استقبال الشيخ محمود في هذه المحطة فقال :

(( بدخول القطار المحطة اقتحم السياج مئات من فرسان القبائل المجاورة كانوا قد تجمعوا لاستقبال الشيخ وراحوا يهتفون ويلوحون بالأعلام وقذفوا بأنفسهم عليه وخطفوه خطفاً وساروا به مسيرة الفتاح المنتصر ... )) ([v])  .

وجاء قرار إعادة الشيخ محمود إلى السليمانية ليخلف أخـاه الشيخ قادر في رئاسة مجلـس إدارة السليمانية بعد تعهـد الشيخ محمود للبريطانيين بالعمل على منع الأتـراك من دخول السـليمانية وأن يتولـى طردهم مـن أجزاء كردستان الجنوبية . كما تعهد كذلك بعدم التدخل في شؤون كركـوك وأربيل وقد طلب أن يرافقه الميجر نويل مستشاراًً له وممثلاً للمندوب السامي([vi]) .

      أخبر سكرتير المندوب السامي البريطاني رئيس الوزراء العراقي بعودة الشيخ محمود إلى السليمانية في تقريره السري المؤرخ 6تشرين الأول1922 ومما جاء في التقرير أنّ الشيخ محمود وصل إلى السليمانية ولاقـى ترحيباً وحفاوة عند وصوله إليها ([vii]) ، وهو يبذل جهـده الآن لتقوية الحزب المعاد للأتراك في ذلك اللواء ، والظاهر أنه يلاقي نجاحاً في مهمته ولو أنه لم يحن الوقت للتنبؤ عن كيفية نجاحـه في المستقبل في مقاومة نشر الدعوة التركية التي يقوم بها كريم بك فتاح بك أحد رؤساء عشائر الهماوند وذكـر سكرتير المنـدوب في تقريره السـري يقول أنه لا يوجـد في الوقت الحاضر لدى الحكومة البريطانية جنود تحت أمرتها في شرقي الحد الممتـد من اربيل ـ التون كوبري ـ كركوك ـ كفري ، ولو أنه كان قد ترك نحو (200) شبانه أكراد في السليمانية مع كمية من الأسلحة والذخيرة تحت أمر الشيخ محمود ، وفيما وراء ذلك الخط فالسـلطات البريطانية معتمـدة على الشـيخ محمود وأتباعه فيما يتعلق بالمحافظة على القانون والنظام ومقاومة حركات الموالين للأتراك ([viii]) . وبذلك أصبح لواء السليمانية ومناطق كبيرة من لـواء أربيل الثانـوي وأجزاء من لواء كركـوك خارج السـيطرة العسكرية للسلطات البريطانية والحكومة العراقية ([ix]) .

     لم يكن الشيخ محمود على استعداد لضمان الأمـن والقانون في المناطق الكردية لصالح بريطانيا ، بل كان اتفاقه وسيلة للوصول إلى السليمانية ومن ثم العمل على تأسيس دولة كردية بزعامته . وكان الشيخ محمود يحاول في الظاهر تبديد كل شـك لدى السـلطات البريطانية حول إخلاصه في التعاون معهم. ولم يلبث الشيخ محمود إلاّ مدة قليلة في السليمانية فبدأ اتصاله برؤساء القبائل الكردية خارج لواء السليمانية ([x]) . وبعد مضي أقل من شهر على وصوله بدأ بمراسلة الكماليين ، وقد علمت السلطات البريطانية بذلك بعد أن عثرت على رسـالة سرية بعث بها اوزدميـر باشا من راوندوز إلى مركز القيادة العسكرية التركية في جزيرة ابن عمر ([xi]) .

تأليف وزارة كردية :

     وجد الشيخ محمود أنّ الفرصة مواتية له فحاول الاستفادة من الأوضاع التي كانـت تمر بها كردسـتان العراق . وأخـذ يكثر مطالبه من السلطات البريطانية يوماً بعد آخر ، وفي تشرين الأول سنة 1922 لقّب نفسه حكمدار كردستان ، وفي تشرين الثاني أعلن نفسه ملكاً على كردستان التي ضمَّ إليها المناطق الكردية في العراق ([xii]) ، إلاّ أنه لم يكن يسيطر فعلاً عليها جميعاً ، فالأقضية الكردية من لواء الموصل كانت لا تزال تحـت السيطرة الحكومية وكذلك مدينتي اربيل وكركوك ([xiii]) . إلاّ أنّ القبائل الكردية المحيطة بمنطقتي كفري وكركوك كانت تؤيد الشيخ محمود ([xiv]) .

     أصدر الشيخ محمود في 10 تشرين الأول " فرماناً حكمدارياً " بتشكيل وزارة برئاسة الشيخ قادر الحفيد على النحو التالي :

الشيخ محمد غريب
وزيراً للداخلية
أمير اللواء مصطفى باشا ياملكي
وزيراً للمعارف
عبد الكريم عكلة
وزيراً للمالية
الشيخ علي أفندي قره طاغي
وزيراً للشرع والعدل
أحمد بك فتاح بك
وزيراً للكمارك
حمه أغا عبد الرحمن
وزيراً للنافعة ( الأشغال العامة )
صالح وكي صاحبقران
وزيراً للدفاع

 كما عيّن اللواء صديق رسول القادري مفتشاً عاماً لحكومة كردستان، والسيد أحمد البرزنجي مديراً للأمن العام ([xv]) . وقد انصرف الشيخ محمود لإعادة التشكيلات الادارية السابقة واهتم بنشر المعارف وفتح مدرستين أوليتين في السليمانية وأصدرت حكومته جريدة روژي كوردستان أي شمس كردستان في 15 تشرين الثاني سنة1922لتكون صحيفة ناطقة باسمها وأصدر منشوراً إلى جميع الرؤسـاء الأكراد يخبرهم بعدم التعـرض إلى القوافل ويحذرهم بالعقوبات الصارمة لمن يتجاوز الأوامر ملقياً المسؤولية على عاتقهم ([xvi]) . ومع هذا فقد ظهرت بعض الاتجاهات السلبية في إدارة الحكومة الجديدة . إذ أبعد الضباط الأكراد الذين أعطاهم الجيـش العراقي إلى الحكومة الجديدة ، وفضّل عليهم الشيخ غير المثقفين.واغتيل ضابط سابق على مستوى كبير من الثقافة اسمه جمال بدران وكان سبب قتله هو انتقاد حكم الشيخ محمود ([xvii]) . واستقال أمير اللواء صديق رسول القادري في 26 كانون الأول سنة 1922 من منصب المفتش العام مشيراً إلى أنّ " جهالة الشيخ محمود وإطلاق الحرية له بهذه الدرجة مع وضعية السياسة ... يؤديان بلا شك إلى نتائج سيئة " . وذكر  القادري أنّ الشيخ محمود لا يقبل النصح ، وأنه أي القادري ليس على استعداد لتحمل المسؤولية وهو يـرى بأم عينه الأخطار التي تواجه الحكومة الكردية ([xviii]) . ويذكر ادموندز أنّ الشـيخ محمود وزّع معظم أموال الخزينة في الأسابيع الأولى من عودته إلى السليمانية كهدايا لشيوخ العشائر وكان أن ينضب مال الخزينة لولا أن وصلت أولى شـحنات تبوغ الموسم الجديد إلى مخازن كمرك السليمانية ، وهذا المحصول هو مصدر المال الأساسي، فتمكن الشيخ محمود من تمويل حركته بجباية العشـر الاعتيادي وفرض الضريبة حسب ما قررته القوانين ([xix]) ، وقد وصف التقريـر البريطاني عن إدارة العراق للفترة بين نيسان 1922 وآذار 1923 حكومة الشيخ محمود وأعمالها بما يلي :

(( مع وجود مجلس وزراء صوري ، ومجلس استشاري مؤلف من زعماء القبائل القاطنة على جانبي الحدود ، لم تَسِرْ الشؤون الإدارية على الأصول ، ولم تُجْبَ الضرائب والرسوم ولم تصدر تعليمات إجرائية ... )) ([xx])  .

وقد سبق وأن أشرنا في الفصل السابق إلى تغير موقف بريطانيا من القضية الكردية بعد تقدم مفاوضات لوزان 1922 ووجدت أنه ليس ثمة أمل في خلق دولة كردية تضم إليها المناطق الكردية من ولاية الموصل. لذا لم يبقَ مناصٍ من إدخال هذه المناطق ضمن حدود الدولة العراقية، لهذا أصدرت الحكومتان البريطانية والعراقية بياناً مشتركاً في 24 كانون الأول 1922ـ كما سبق أن قدّمنا ـ .

     لقد أدى الموقف السـلبي للشيخ محمود من البيان المشترك السابق إلى تصميم كلٌ من السلطات البريطانية والعراقية على إزالـة حكومة السليمانية بالقوة . وقد تمـت تصفية حكومة الشـيخ محمود الثانية بعمليـات عسكرية استمرت من 4 آذار 19223 حتى 19 تموز 1924 .

     أما على الصـعيد الفكري ، فقد أصبحت السليمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، مركز لحركة سياسية وفكرية واسعة . وقد ظهرت اتجاهات متعددة وكان الخلاف ليبن هذه الاتجاهات على أشـده . ويقول فؤاد مستي في هذا الصدد :

(( نشط أعـداء الاحتلال البريطاني وأنصـار تركيا الكمالية والشباب الثوري الذي لا يؤمن إلاّ بالتحرير الكامل للشعب الكردي . ولقد انتميت بحماس إلى هذا الجناح الفعّال من الحركة الوطنية الكردية الذي يضم مجموعة من خيرة مثقفي كردستان العراق آنذاك ))  .

وكان من أبرز ممثلي هذا الاتجاه عارف صائب ورشيد جودت وعبد الرحمن سعيد وعبد القادر سعيد وتوفيق قزاز وماجد مصطفى وغيرهـم . وكان عدد منهم من الضبـاط السابقين ، وقد سـاهم بعضهم في حركـة الشيخ محمود الأولى . وقد عمل هذا الاتجـاه بحماس ضد السـلطات البريطانية من جهة وأنصار الكماليين من جهة أخرى ([xxi]) .

     انتشـرت الأفكار البلشفية في هذه الفترة بالذات . وقد عبّر المسؤولون البريطانيون عن قلقهم لهذا الاتجاه ، فكتب الميجر صون الحاكم السياسي في السليمانية في شباط سنة 1920 إلى آرنولد ولسين وكيل الحاكم الملكي العام في بغداد يقول : " أنّ أسم البلشفية أصبح معروفاً للناس ( في السليمانية ) لسوء الحظ ... " ([xxii]) . ويقول فؤاد مستي ([xxiii]) وكان ضابطاً في الجيش العثماني أطلق سراحه البلاشفة أنه حاول العودة إلى السليمانية في أيلول سنة 1920 فاتصل بالسفارة البريطانية في طهران بغية تسهيل سـفره وللحصول على بعض المال للغرض نفسه ، إلاّ أنّ مسؤولي السفارة أتصلوا بالحاكم السياسي في السليمانية وكان آنئذٍ كرينهاوس يطلبون رأيه فجاء ردِّه سلبياً في تقرير مفصل على أسـاس أنّ المسؤولين هناك يخشون أن يكون ( عميلاً ) بلشفياً . ويذكر الطالباني أنّ الأشخاص الذين كانـوا يروجون الدعاية للحكم السوفيتي والذين عُرفوا بالبلاشفة في السليمانية وكويسنجق لم يكونوا بلاشفة حقّاً ، بل كانوا فئة أغلبها من الأسرى الأكراد الذي أطلق البلاشفة سراحهم . وكان من بينهم جمـال عرفان الذي يُقـال أنه قام بالدعاية الدمقراطية والإلحادية . وقد أشرنا إلى أنه قتـل في زمن حكومة الشيخ محمود الثانية ، ويعتقد أنه اغتيل من قبل( الاقطاعيين ) الذين كانوا حول الشيخ محمود([xxiv]) .

    حاول بعض أصحاب تلك الاتجاهات تنظيم أنفسهم في جمعيات سياسية وثقافية فظهـرت بعض الجمعيات منها " جمعية استقلال كردستان " صيف سنة 1920 ، وكانت تتألف من بعض الكسبة والمثقفين وبعض رؤساء عشائر الجاف والهماوند والجباري وبعض وجوه وأشراف السليمانية . وكان من أنشط أعضائها رفيق حلمي وماجد مصطفى ومحمود جودت([xxv]). وكانت غايتها تحرير الأكراد وتشكيل دولة كردية مستقلة ([xxvi]) . وقد انحلت بعد فترة قصيرة إذ تفرق شمل المثقفين من أعضائها بعد توظيفهم . وقد أسس بعض المثقفين جمعية بأسم " جمعية كردستان " أثر اجتماع عُقد في جامع سيد حسن بالسليمانية برئاسة مصطفى باشا ياملكي وذلك في 21 تموز 1922 ثم انضم إلى الجمعية عدد كبير من المثقفين والكسبة الأكراد في السليمانية([xxvii]). وقد اضطرت السلطات البريطانية إلى السـماح لها للعمل بشكل علني وذلك لحراجة موقفها بسبب ضغط الكمالييـن الذين كانوا يطالبون بولاية الموصل ويعملون بحماس بين صفوف الفئة المثقفة الكردية آنذاك . ةوقج انتخب مصطفى باشا ياملكي رئيساً للجمعية التي ضمّت في لجنتها الادارية عدداً من أبرز مثقفي كردستان الجنوبية في تلك الفترة أمثال رفيق حلمي والشيخ علي سركار وعلي كمال بابير أغا وشكري عكلـه والشيخ محمد كولاني وصالح قفطان وأحمد بك توفيق بك وادهم أفندي يوز باشي وفائق بك معروف وأحمد بهجت أفندي وغيرهم ([xxviii]) . وقامت الجمعية بإصدار جريدة أسبوعية بأسم
" بانك كردستان " أي نداء كردستان ، ويقول المؤرخ الألماني برينتش ([xxix]) بصدد هذه الجمعية :

(( إنّ القادة السياسيين لأهل المدن لم يكونوا مربوطين مع الشيخ محمود برابطة عشائرية ، بل عملوا في جمعية كردستان التي يقال أنها كانت عاملة من سنة 1922 حتى سنة 1925 ... )) ([xxx])  .

     وقد انتقـدت الجمعية محاولات الشـيخ محمود فسـح المجال لتسلط
( الارستقراطية) العشائرية في المدينة ودعت إلى سن قانون أساسي( دستور) وتجديد الإدارة وجعل حكومة الشـيخ محمود حكومة وطنية كرديـة وإبعاد الصبغة العشائرية والعائلية عنها ([xxxi]) .

     بالإضافة إلى ذلك استمرت الجمعيات السابقة في عملها بعد الهدنة ، ومن هذه الجمعيات " جمعية تعالي الكرد " و " جمعية هيفي " وغيرهما في العمل في الأستانة حتى تشريـن الأول سنة 1922 . فقد انتخبـت كلٌ من
" جمعية تعالي الكـرد " و " جمعية التشكيلات الاجتماعيـة الكردستانية " الجنرال شريف باشا ممثلاًً لها ليقـوم بالدفاع عن استقلال كردستان والعمل على إنجـاح القضية الكردية أمام الحلفـاء في مؤتمر الصلح ([xxxii]) . وكان الجنرال شـريف باشا على اتصال بالشـيخ محمود ([xxxiii]) . وقد استمرت الجمعيات الكردية المذكورة في نشـاطها في الأسـتانة حتى دخول الجيوش الكمالية إليها . وكان لهذه الجمعيات مئـات من الفروع والشُـعب في أنحاء كردستان ([xxxiv]) .

    هذا وقد تمثل النشاط الفكري كذلك في مجال آخر هو مجال الصحافة . إذ أصدرت جمعية كردستان جريدة أسبوعية بأسم " بانكي كردستان " أي نداء كردستان باللغات الكرديـة والتركية والفارسـية بهـدف " توعية جميع الأكراد " ([xxxv]) . وكان امتياز الجريدة بأسم مصطفى باشا ياملكي الذي أصبح أيضاً المدير المسؤول عنها . وكان مصطفى باشا يريد تحويـل الجريدة إلى أداة فعّالة لنشر الوعي الثقافي بين الأكراد ، لأنه يعتقد بأنّ " لا حياة للشعب الكردي دون العلم والسياسة " كما جاء في افتتاحية العدد الأول منها الذي صدر في 2 آب سنة 1922.وقد التف حول الجريدة عدد من مثقفي كردستان منهم : صالح قفطان والشعراء بيخود وزيور وعلي كمال بابير وغيرهم([xxxvi]). وبعد عودة الشيخ محمود إلى السليمانية في أيلول سنة 1922 نشرت جريدة بانكي كردستان مجموعة من الأخبار والأوامر والتعليمات الصادرة من قبل حكومة الشيخ محمود . فقد نشرت في عددها الصادر في 27 تشرين الأول سنة 1922 بياناً صادراً من الحكومة جاء فيه أنّ على الموظفين أن يعتبروا أنفسـهم بموجب تعليمات الشـيخ محمود و " بغض النظـر عن مناصبهم ومنزلتهم " " خدّاماًَ للشعب " وأن " يعملوا في مراكز وظائفهم مثل الآلـة " و "بدون كسل" كي لا يتعرضوا إلى " أشد عقاب يجعلهم عبرة للعالمين " ([xxxvii]) . وقد صدر من هذه الجريدة (14) عـدداً حتى سنة 1923 وبعد ذلك صدرت مننها (3) أعداد أخرى في بغداد في سنة 1926 . وكان رفيق حلمي محرراً للقسـم التركي ، وعلي كمـال ومحمد نوري محـررين لقسميها الكردي والفارسي ([xxxviii]) .

    أما الجريدة التي أصـدرتها حكومة الشيخ محمود فكانـت بأسم روژي كوردستان أي شمس كردستان. وقد صدر عددها الأول في 15 تشرين الثاني 1922 , وكـان صاحب الامتياز والمدير المسؤول لها هو محمد نوري أحد أقرباء زوجة الشـيخ محمود ومحررها علي كمال بابير أغا ([xxxix]) . وتعكس جريدة روژي كوردستان في بعض مقالاتها حقيقة حركات الشيخ محمود ذات الطابع الاستقلالي، ويبدو ذلك واضحاً في بعض المقالات وأهمها مقالين كتب أحدهما عارف صائب والآخر محمد نوري . وقد نشر المقال الأول في العدد الصادر في 15 تشرين الثاني سنة 1922 ردّاً على مقالين نشرتهما جريدة العراق البغدادية أحدهمـا بعنوان " منشور الحزب الحـر العراقي " والآخر
" مجلس إدارة كردستان " جاء فيه :

(( إنّ جريدة العراق تتكلم عن كردستان وكأنها جزء من العراق وتسميها بلواء السليمانية ، لأنّ لها علاقات تجارية واقتصادية مع بغداد . وهي كذلك تسمي مجلس وزراء كردستان بأسم مجلس الادارة المحلية ، إنّ هذا أمر مؤسف ويدعو إلى العجب ... أنّ قيام حكومة كردستان يفيد العراق ... وأنّ استمرار كيان العراق ووجوده لا يتم إلاّ بوجود حكومة كردستان ... إنّ الأمة الكردية كانت تعيش وحدة قائمة بذاتها وأنّ الشعب الكردي لا يقل عن غيره ثقافةً وحضارةً ... إننا لا نخاف ... ولسنا عبيداً ... إننا أحرار ونحمد الله لأنّ رئيساً وقائداً عظيماً مثل ملك كردستان الملك محمود الأول قد اعيد إلينا ثانية ... إنّ هدفه كان وما يزال حماية الحقوق والحـدود الطبيعية لكردستان وإيجـاد علاقات طيبة مع جيراننا ... )) ([xl])  .

أمّا المقال الثاني فقد نشر في العدد الصادر في 27 كانون الأول 138 رومية ( 9 كانون الثاني 1923) خلال انعقاد مؤتمر لوزان لمناقشة مشكلة الموصل ومما جاء فيه :

(( عندما ينطق أي إنسان مثقف بكلمة كردستان فإنّه لا يعني فقط هذه المنطقة من السليمانية ، بل يقصد بها أقليماً جغرافياً واسعاً ، ويعني بها شعباً كردياً موحداً ... إنّ الحدود الطبيعية واضحة ، ولمّا كان سكان ولاية الموصل هم ، بصورة عامة ، من الأكراد فلماذا يطالب الآخرون بالإبقاء على الولاية تحت سيطرتهم ؟ إنّ ما نريده من مؤتمر لوزان ... ليس حماية ألأقلية ، بل إثبات حق شعب حر عظيم مستقل داخل بلاده الخاصة به ... )) ([xli])  .

وعادت الجريدة في عددها الثالث إلى مناقشة موضوع كردستان وطلبت من جمنيع الأكراد أن يشعروا بقوميتهم . وقالت : إنّ هدفنا لبيان الحقيقة والدفاع عن الحقوق المشروعة لشعبنا الكردي ، وأضافت " أنه من العمليات الحسابية لا يمكن الجمع بين جنسين إلاّ إذا كانا من نوع واحد ، وهكذا فالكرد كـرد والعرب عرب ، ولكن تربطهما رابطة الإسـلام ، وسوف تبقى هذه الرابطة متينة " ([xlii]).وقد استعرضت الجريدة في عددها الثاني تاريخ الشعب الكردي. وقالـت : إنّ هذا الشـعب عاش في هذه المنطقة التي تسمى بكردستان قبل حوالي (4000) سنة قبل الميلاد ، وعندما ظهـر الاسلام أصبحت كردستان جزءاً من الدولـة الاسلامية ، وعلى الرغم من النكبات التي تعرض لها هذا الشعب فإنّ القومية الكردية حافظت على كيانها ولغتها فظهر من هذا الشعب رجال وقادة مشهورون بشجاعتهم أمثال صلاح الدين الأيوبي وكريم خان زند . وقبل سنين ثار الملك محمـود الأول ملك كردستان من أجل رقي هذا الشعب وازدهاره ، فقدّم كل أنـواع التضحية والفداء في هذا السبيل ([xliii]) .

    اهتمت جريدة روژي كوردستان بالشؤون الداخلية ، فتولت نتشر البيانات  الصادرة من حكومة السليمانية. وقد نشرت في عددها الأول أنّ الملك محمود أعاد إلى خزينة الحكومة مبلغ ( 10.000 ) ربية من راتبه الذي خصصه له مجلسي وزراء كردستان ([xliv]) . ونشرت في عددها الثالث إرادة ملكية بتعيين (3) معاونين للشيخ محمود أحدهم ضـابط وهو توفيق وهبي والآخران من رؤساء العشائر في كركوك وهما علي أغا رئيس الزنكنه ورفعت بك رئيس الداوده ([xlv]) .

عوامل فشل حركات الشيخ محمود :

    يعزي فشل الشيخ محمود في الوقوف إلى النهاية بوجه القوات البريطانية إلى عدم وجود تكافؤ بين الطرفين المتحاربين في النواحي الفنية والعسكرية والاقتصادية.ويرى البعض أنّ أتباع الشيخ محمود لأسلوب المعارك الجبهوية بدلاً من ممارسة حرب الأنصار أدّى به إلى الفشـل ([xlvi]) . يُضاف إلى ذلك وجود الروابط التاريخية والاقتصادية التي تمنع قيام دولة كردية مستقلة عن أجزاء العراق الأخرى ([xlvii]) .

    إنّ طبيعة حركات الشيخ محمود العشائرية كانت سبباً من أسباب فشله ، ويمكن أن يُعزى الفشل إلى الشيخ نفسه الذي كان يعمل لنفسه ولأفراد أسرته من الشيوخ ، ولم يستطع العمل على جمع بقية الأكراد حوله وشدهم مما أدّى إلى مساهمة بعض العشائر في القضاء على حركاته.كما أنّ ارتباط الحركات بشخص الشيخ أدّى إلى عـدم المثابرة والثبـات طويلاً في حالة جرح القائد وأسره ([xlviii]) . وكان للخلافات العشـائرية والعائلية تأثير كبير على إضعاف الحركة الكرديـة . وقد أدّى ذلك إلى عـدم تعاون الأكراد الساكنين في غير كردستان العراق ومساندتهم الشيخ محمود . ولم تكن تجمع الحركات الكردية التي قامت في ولاية الموصل ـ على سبيل المثال ـ قيادة واحـدة أو تنسيق أو تعاون، بل حدثت منعزلة عن بعضها البعض مما سهّل للسلطات المركزية عملية القضاء عليها واحدة فواحدة . كما لم يستطع الشيخ محمود إيجاد تنسيق بينه وبين قادة تلك الحركات ([xlix]) .

      يُضاف إلى ذلك كله استغلال الكماليين للشيخ محمود . وقد أشرنا فيما سبق إلى وجود اتصالات بين الشيخ وممثلي الكماليين في كردسـتان . وكان الشيخ يحاول تشكيل جبهة قوية لمواجهة البريطانيين.وقد استمر في اتصالاته مع المسؤولين الأتراك عن طريق اوزدمير باشا حتى أنـه حصل في أواخر 1922على تفويض خاص من عدد كبير من رؤساء العشائر الكردية وغيرهم يخوله حق إجراء مفاوضات رسمية مع المسؤولين الأتـراك بغرض تحديد أسـس التعاون بين الطرفين ([l]) . إلاّ أنّ اهتمـام المسؤولين الأتراك كان موجهاً إلى استغلال الشيخ محمود والحركة الكرديـة كوسيلة لإعادة احتلال ولاية الموصل . وهناك أدلة تاريخية تشير إلى ذلك فيهـا أنّ اوزدمير باشا كان يحـاول في اتصالاته ورسائله العديـدة مع الشيخ محمود تجنب مناقشة القضية الكرديـة والمسائل المتعلقة بضمـان حقوق الأكـراد ، وأنه رفض الاعتراف حتى بحق الأكـراد في الحكم الذاتي . وكان يؤكد في رسالة إلى الجمعية التركيـة في كركوك أنّ حكومتـه لا تنوي تلبيـة مطالب الشيخ محمود ([li]) .

   لقد اضطر الشيخ محمود إلى توسيع محاولاته للاتصال مع زعماء الشيعة في النجف وكربلاء فأرسل ممثلاً شخصياً عنه للاتصال بهم وكسب تأييدهم ، والعمل على القيام في آن واحد بثورة عامة في العراق ، إلاّ أنّ هذا الاتصال جاء متأخراً ([lii]) . وسرعان ما وجّه الشيخ محمود أنظاره إلى قـوى دولية ومنها الأتحاد السوفيتي ، إذ حاول الشيخ كسب مساندة السـوفييت فبعث في 20 كانون الثاني 1923 رسالة إلى قنصل السـوفييت في تبريز بأذربيجان ذكر فيهـا أنّ جميع الشعوب والأقـوام المستعبدة على وجه الأرض رحبت بثورة أكتوبر الاشتراكية وقامت بالنضال والتضحية في سبيل الحرية متأملة من شرف وحسن نية الشعب الروسـي تحقيق آمالها ومطالبها . وقد أعرب في رسـالته على استعداد الشعب الكـردي على التضحية في سبيل صداقته مع الأتحاد السوفيتي حسبما تمليه هـذه الصداقة كشـرط أساس وضروري للاعتراف رسمياً بحقوقه القومية والرسمية ([liii]) .







([i])  م . ح . و ، ملفات البلاط الملكمي ، ملفة منهاج ومقررات مجلس الوزراء وملاحظة المعتمد السـامي وموافقة صاحب الجلالة عليها رقم ج / 2 ، صورة الكتـاب الوارد من سكرتير المندوب السـامي المرقم بي 10 و 49 والمؤرخ 6 تشرين الأول 1922 إلى رئيس الوزراء العراقي .
([ii])  المصدر نفسه .
([iii])  ادموندز ، المصدر السابق ، ص ص 113 ـ 114 ؛ وانظر كذلك :
Kinnane , op . cit . , PP . 36 – 38 .
([iv])  ادموندز ، المصدر السابق ، ص 274 . وقد كتب مؤلف آخر يقول إنّ الانكليز استقدموا الشيخ محمود عندما كانوا بحاجة إلى رمز يستقطبون حوله الشعور الوطني الكردي ويؤلبونه ضد الأتراك . أنظر : دانا آدمز شمدت ، رحلة إلى رجال شجعان في كردستان ، تعريب : جرجيس فتح الله ، ( بيروت ،1972 ) ، ص 84 .
([v])  كان ادموندز ، من شهود العيان حيث كان في القطار نفسه ، ادموندز ، المصدر السابق ، ص 254 .
([vi])  المصدر نفسه ، ص 234 .
([vii])  وصل الشيخ محمود السليمانية في 30 أيلول سنة 1922 .
([viii])  م . ج . و ، ملفات البلاط الملكي ، ملفة منهاج ومقررات مجلس الوزراء وملاحظة تالنعتمد السامي وموافقة صاحب الجلالة عليها ، رقم ج / 2 ، صورة الكتاب الواردة من سكرتير المندوب السامني المرقم بي 10 و 49 والمؤرخ في 6 تشرين الأول 1922 إلى رئيس الوزراء العراقي ,
([ix])  لقد شجّع انسحاب البريطانيين اوزدمير على إرسال مجموعات صغيرة للإغارة على أربيل ، واحتلال كويسنجق بعد ذلك . أنظر :
British Report , 1922 – 1923 , P . 36 .
(243) British Colonial office , Special Report by his Majesty's
           Government to the Council of the league of Nations on the
           progress of Iraq during the perriod 1920 – 1931 ( London ,  
           1931) , P . 255 ; Hereafter cited as , British special Report .
(244)  Britiush Report , 1922 – 1923 , P . 36 .
(245)  Britih special Report , P . 255 ; British Report , 1922 – 1923 ,
           P. 36 .
([xiii])  يذكر التقرير البريطاني الخاص على الصفحة (255) أنّ الشيخ محمود عندما أعلن نفسه ملكاً على كردستان لم يلتفت إلى حقيقة كون سكان أربيل وكركوك والأقضية الكردية في لواء الموصل قد رغبوا فيه أو اعترفوا بسلطته .
([xiv])  ورد في التقرير البريطاني 1922 ـ 1923 المشار إليه آنفاً وعلى الصفحة (36) ما يلي : " ليس من المؤكد تماماً أنّ أربيل وكركوك بمثقفيها ومواطنيها المتعلمين توافقان أن تصبحا تابعتين لرجل عشائري فظ أو تكونا منطقتين ضئلتين وتابعتين لمدينة متخلفة مثل السليمانية .
([xv])  أحمد خواجه ، جيم دي ، شورسه كاتني شيخ محمود مه زن ، به ركي ، ـ به كه م ، ( به غدا ، 1968 ) ، ص 116 ؛ رفيق عغلمي ، يا داست ، ج 5 ،
         ( به غدا ، 1957 ) ، ص ص 106 ـ 109 والذي يذكر أنّ وزير العدل والشرع هو حاج ملا سعيد كركوكي زاده .
([xvi])  جريدة الموصل ، 6 كانون الأول 1922 .
([xvii])  ادموندز ، المصدر السابق ، ص 275 .
([xviii])  صديق رسول القادري ، مذكرات القادري ، بيان الثورة الروسية العظمى وإيضاح غوامضها ، ( بغداد ، 1924 ) ، ص 248 .
([xix])  ادموندز ، المصجر السابق ، ص 275 .
(253)  Britiush Report , 1922 – 1923 , P . 37 .
([xxi])  جريدة التآخي ، 11 آذار سنة 1974 .
(255)  Wilson , A clash of loyalties , P. 145 .
([xxiii])  في حديث له في جريدة التآخي ، 11 آذار 1974 .
([xxiv])  جلال الطالباني ، كردستان والحركة القومية الكردية ، ( بيروت ، 1971 ) ، ص 107 .
([xxv])  المصدر نفسه ، ص 106 .
([xxvi])  علي سيدو الكوراني ، من عمان إلى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية ،
( القاهرة ، 1939 ) ، ص 107 .
([xxvii])  حلمي ، يادراشت ، ج 5 ، ص ص 69 ـ 70 .
([xxviii])  مقـال لكمال مظهر أحمـد بعنوان " وزير معارف حكومـة الشـيخ محمود " في جريدة التآخـي ، 28 كانون الثاني 1974 ، حلمي ، يادداشـت ، ج 5 ، ص ص 69 ـ 70 .
([xxix])  وهو أستاذ في جامعة مارتن لوثر بمدبنة هاله في ألمانيا الديمقراطية . وقد نشر مقالاً بعنوان " حول بعض المسالئل التاريخية للحركة الوطنية الكردية " في مجلة الجامعة المذكورة بعددها التاسع ، السنة 13 ، سنة 1964 .
([xxx])  الطالباني ، المصدر السابق ، ص ص 106 ـ 107 .
([xxxi])  المصدر نفسه ، ص ص 106 ـ 107 .
([xxxii])  للتفاصيل راجع : بله ج شيركوه ، القضية الكردية ، ماضي الكرد وحاضرهم ، ( القاهـرة ، 1930 ) ، ص ص 52 ـ 53 ، الكوراني ، المصـدر السابق ، ص 261 .
(266)  Arfa , op . cit . , P . 112.
([xxxiv])  وقد أسس الأمير زيا بدرخان في القاهرة بعد الهدنة بالسم شيركوه ، المصدر السابق ، ص ص 52 ـ 53 الكوراني ، المصدر السابق ، ص 260 .
([xxxv])  مقال لكمال مظهر أحمد بعنوان " وزير معارف الشيخ محمود " من جريدة التآخي ، 28 كانون الثاني 1974 . 
([xxxvi])  عمد جمال خزنة دجار إلى جمع أعداد جريدة بانكي كردستان وقام بتصويرها ونشرها في بغداد في آذار 1974 بعد أن قدّم لها مقدمة قصيرة .
([xxxvii])  مقال لكمال مظهر أحمد في جريدة التآخي ، 28 كانون الثاني 1974 .
([xxxviii])  عبد الجبار محمد جمباري ، ميژوي روژنامه كه ري كوردي ، ( السليمانية ، 1970 ) ، ص ص 83 ـ 84 .
([xxxix])  أنظر : دراسة جيدة لهذه الجريدة في مقال لحسين الجاف بعنوان " لمحات من تاريخ الصحافة الكردية : روژي كوردستان " في جريدة التآخي ، 10 كانون الأول .
([xl])  روژنامه ي روژي كوردستان ، 15 تشرين الثاني 1922 .
([xli])  روژنامه ي روژي كوردستان ، 27 كانون الأول 1388 رومية ( 9 كانون الثاني 1923 ) .
([xlii])  روژنامه ي روژي كوردستان ، 6 كانون الأول 1388 رومية ( 9 كانون الثاني 1922 ) .
([xliii])  روژنامه ي روژي كوردستان ، 29 كانون الأول 1388 رومية ( 12 كانون الثاني 1923 ) .
([xliv])  روژنامه ي روژي كوردستان ، 15 تشرين ثاني 1922 .
([xlv])  روژنامه ي روژي كوردستان ، 6 كانون الأول 138 رومية ( 19 كانون الأول 1922 ) .
([xlvi])  الطالباني ، المصدر السابق ، ص ص 204 ـ 205 .
(280) Ernest Main , Iraq , from Manda to Independence , ( London .
          1935 ) , P . 135 .
([xlviii])  كوفاري برايى ، 1 تشرين الثاني 1970 .
([xlix])  المصدر نفسه .
([l])  مقال لكمال مظهر أحمد بعنوان " وثائق وحقائق جديدة عن حركات الشيخ محمود " في جرلايدة التآخي ، 8 تشرين الأول ، 1973 .
(284)  Britiush Report , 1922 – 1923 , P . 36 .
([lii])  أنظر :
Stephen Hemsley longrigg , Iraq 1900 to 1950 , ( Beirut , 1968) ,
P . 146 .
          وكذلك : ترجمة تقرير سالموند القائد العام للقوةات البريطانية في العراق عن العمليات العسكرية في كردستان العراق خلال الفترة من 15 شباط 1923 حتى 30 آذار 1923 في جريدة العالم العربي ، 19 تموز 1924 .
([liii])   أنظر نص الرسالة في : الطالباني ، المصدر السابق ، ص ص 219ـ 221 .
_________________________________
* فصل من رسالة الماجستير التي قدمها الدكتور ابراهيم خليل العلاف الى مجلس كلية الاداب -جامعة بغداد 1975 بعنوان :"ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 " وهي غير منشورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...