مع المؤرخ البريطاني الكبير إيريك هوبزباوم *
ترجمة: عباس المفرجي
عن جريدة الغارديان (اللندنية )
كان ايريك هوبزباوم المؤرخ الأكثر شهرة في القرن العشرين، لا فقط في بريطانيا بل في أرجاء العالم. أعماله الرئيسية، أربع مجلدات هامة تغطي تاريخ اوربا في محيطه العالمي، من الثورة الفرنسية في 1789 الى سقوط الشيوعية بعد قرنين من ذلك، بقيت في الطباعة منذ صدور طبعاتها الأولى. اكثر من نصف قرن بعد ظهوره، ما يزال كتاب " عصر الثورة "
يتصدّر قوائم القراءة الجامعية. " عصر التطرّف "، تُرجِم الى اكثر من خمسين لغة، وبلا شك سجل الطبعات الأجنبية لكتبه الأخرى هو سجل مثير للإعجاب.
كما كان هوبزباوم معروفا على نطاق واسع في ايطاليا – يمكنك مشاهدته في اليوتوب متحدثا عن انطونيو غرامشي في اللغة الايطالية – كان ايضا معروفا في البرازيل، حيث كان اعتراف الرئيس لولا بالأثر الكبير لهوبزباوم على أفكاره سببا في تصدّر " عصر التطرف " قائمة أفضل الكتب مبيعا. حاز هوبزباوم على درجات شرف من العديد من الأقطار، بما فيها الاورغواي وجمهورية التشيك. كان مواطن شرف لمدينة فيينا. فاز بجائزة بلزاك، التكريم الأكثر إشتهاءً ( وغنى ) في مجال العلوم الانسانية. كوفئ بجائزة معرض فرانكفورت للكتاب عن مساهمته في ’’ التفاهم الاوربي ‘‘. في المملكة المتحدة، مُنح رتبة رفيق شرف وهي تعادل رتبة فارس. تصدرت أخبار وفاته في 1 تشرين الأول 2012 عناوين الصحف عبْر العالم.
هناك الكثير من الأسباب التي تبيّن كيف نجح هوبزباوم بالوصول الى هذا السمو والشعبية عالمية النطاق. كتب بفطنة، بجمال وبقوة إستثانية، سمات تتوضح مرة أخرى في هذا المجموعة، المنشورة بعد وفاته، من المقالات والمحاضرات عن الثقافة الاوربية في القرنين التاسع عشر والعشرين. جمل آسرة تثب من صفحاتها. كانت الحياة العامة لكارل كراوس (( مونولوجا مستمرا مدى الحياة موجها الى العالم )). الثقافة هي ليست مجرد (( أسواقا مركزية نتزود منها طبقا لأذواقنا لشخصية )). (( مع دمقرطة السياسة، اضحت السلطة على نحو متنامي مسرحا عاما )). موهبة هوبزباوم بإثارة الـ ’’ obiter dicta ‘‘ [ الملاحظة العرَضية] لم تغادره أبدا.
هذا يوحي بسبب قوي آخر لجاذبيته العالمية: الخصب الهائل، المدهش لخياله التاريخي. الكثير من المؤرخين لحقوا بفكرة مؤثرة او أخرى، لكن هوبزباوم لحق بإطار واسع وكامل من الأفكار. (( الأزمة العامة للقرن السابع عشر ))؛ (( الثورة المبارزة )) ( الثورتان الصناعية والفرنسية، الأحداث التقويمية للعصر الحديث )؛ (( إكتشاف التقاليد ))؛ (( ثوار بدائيون ))؛ (( اللصوصية الاجتماعية ))؛ (( القرن التاسع عشر الطويل )) ( 1789 – 1914 )؛ (( القرن العشرين القصير )) ( 1914 – 1989 )؛ هذا فقط نزر يسير. قدرته على رؤية الصورة الكبيرة وإستنباط فكرة هيكيلية لفرز تفاصيل مختلفة وجامحة من التاريخ كانت مثيرة.
من الواضح أن هوبزباوم مدين بالكثير من هذا الى إلتزامه مدى الحياة بالماركسية، التي كانت بين يديه أداة بارعة وطيّعة لتنظيم وتفسير المادة التاريخية، عالم فكري كامل أُزيل من العقائدية الاورثوذكسية الصارمة للاكاديمية السوفييتية وتابعاتها الغبيّات في البلدان الأخرى من حلف وارشو. لا عجب انهم لم يعرفوا حقا ماذا يستنتجوا منه. الماركسية اضفت، وهذه حقيقة، على الكثير من عمله نكهة غائية لم تعد تلائم ذوقنا في عالم ما بعد الماركسية. فلاحوه من رجال حرب العصابات، على سبيل المثال، كانو ثوارا بدائيين، بالضبط لأن التاريخ لم يكن وصل بعد الى المرحلة التي توفر فيها الاشتراكية أدوات ليصبحوا عصريين. مع ذلك، لم يمنعه هذا من التعامل معهم بحب ومشاركة وجدانية، هما بعيدان جدا عن (( التعطّف الهائل )) لذرية ماركسية دوغماتية. هذه السمات لم تكن أكثر وضوحا مثلما هي في النوستالجيا الباهتة، لكنها القابلة لأن تُمَيَّز بوضوح، للمقالات الرائعة في الكتاب الحالي عن الحياة اليهودية في وسط اوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين، البيئة التي ترعرع فيها هو نفسه.
ما فعلته ماركسية هوبزباوم أيضا هو إنها حولته من متفائل أبدي – حين كان لم يزل من الممكن للبعض التفكير، حتى مع تحفظات، بأنها تزوّد بالأمل بالمستقبل – الى متشائم متحيّر، عندما أصبح من الواضح، من عام 1990 فصاعدا، إنها لم تعد كذلك. تشاؤم هوبزباوم يُلحَظ بوضوح في الكثير من المقالات في هذا الكتاب اكثر من أي عمل آخر نشره هو بعد سقوط الشيوعية. التجربة الثقافية، يقول، هي (( غير متكاملة )). الموسيقى الكلاسيكية ليس لها مستقبل، فقط ماضي. في العديد من أجزاء العالم، أُستبدلت التخصيصات الحكومية للفنون بقوى السوق، مما سيكون له نتيجة كارثية. ( (( سوف لا يحدث هذا في المملكة المتحدة، )) يقول، لكنه في هذه الحالة لم يكن متشائما الى حد كاف. ) وبرغم ذلك رؤيته عن مستقبل الثقافة هي معتمة جدا. الموسيقى العصرية قد لا تكون لها شعبية كبيرة في قاعات الكونشرت، على سبيل المثال ( كما يشير على نحو متكرر )، لكنها تخرج للملايين في شكل موسيقى أفلام. بإلقاء نظرة على الفنون البصرية، لا يوجد الكثير من إشارت الإنحراف. كما في الغالب، تدعو حججه الى المعارضة بقدر ما تدعو الى الموافقة، وهي إشارة عن مؤرخ مبدع بحق. كما لاحظ المؤرخ الاقتصادي الامريكي ديفيد لانديز، تضع كتاب هوبزباوم جانبا فتشعر كمن أنهى للتو لعبة سكواش قوية : منهك ومنتعش في الوقت ذاته.
في النهاية، والأهم من كل شيء، كان لهوبزباوم جاذبية عالمية لأنه كان يملك سعة افق مذهلة في المعرفة التاريخية، تشمل عددا مدوّخا من البلدان والثقافات. أنا أدرّس وأكتب عن التاريخ الاوربي الحديث لمدة تقارب الاربعين عاما، لكني عندما قرأت كتابه عرفت كمّا هائلا لم أكن أعرفه من قبل، عن كتّاب مثل كي إي فرانزوس، غريغور فون ريزوري، أو ميروسلاف كرليزا، عن دور أصوات اليهود في الإنتخابات التي جرت في منتصف القرن التاسع عشر في تورينو، عن سبب ان المورمون هم دائما أوغاد في قصص شرلوك هولمز، عن جاذبية إسطورة راعي البقر في الوعي الاوربي، وكثير غيرها؛ شيء جديد على كل صفحة تقريبا. يدين هوبزباوم بمعرفته الموسوعية جزئيا الى الفضول النهم حول كل شيء، الذي كان عاملا رئيسيا في بقاءه حيا ومفكرا لزمن طويل؛ هو مدين بهذه المعرفة ايضا، وعلى نحو واضح، الى نشأته الكوزموبوليتانية في فيينا، برلين ولندن.
الكوزموبوليتانية لم تكن منقطعة النظير بين المؤرخين البريطانيين من أقرانه والأجيال اللاحقة، حتى وإن ذهبت الى مديات أبعد في حالة هوبزباوم. مؤرخون من عمره، مثل اوين تشادويك، دينيس ماك سميث، رايموند كار ومايكل هوارد، وجميعهم لحسن لحظ ما زالوا معنا، وجدوا من الطبيعي البحث والكتابة حول تاريخ القارة الاوربية.
إنهم نقلوا سعة أفقهم في الإستشراف الى جيل أكثر شبابا – جيلي انا – مقدمين كتيبة من المؤرخين البريطانيين أعمالهم معروفة في البلدان التي كتبوا عنها، من اسبانيا الى روسيا، المانيا الى ايطاليا، بولندا الى رومانيا، مثلما هي معروفة في بريطانيا أو امريكا : بول بريستون، ايان كيرشاو، نورمان ديفز، دينيس ديلتانت، لوسي ريال، جفري هوسكنغ وعديد آخرين. جعل هذا من المؤرخين البريطانيين اليوم أكثر تأثيرا وأكثر قراءة على نطاق واسع في العالم. هيمنتهم كانت ثمرة لتعليم تاريخي واسع في المدارس البريطانية، حيث يُدَرَّس تاريخ اوربا والعالم جنبا الى جنب مع التاريخ البريطاني لعقود من السنين.
الآن، هذا التقليد الرائع معرّض للتهديد، إذ يحذر سكرتير الدولة لتعليم مناهج التاريخ القومي الجديد من نشوء جيل قليل الإدراك وجاهل من الشباب الذي سينهون المدرسة وهم لا يعرفون شيئا على الاطلاق عن تاريخ البلدان ما وراء هذه الشواطئ. يمكنني سماع ايريك هوبزباوم وهو يتقلّب في قبره.
ترجمة: عباس المفرجي
عن جريدة الغارديان (اللندنية )
كان ايريك هوبزباوم المؤرخ الأكثر شهرة في القرن العشرين، لا فقط في بريطانيا بل في أرجاء العالم. أعماله الرئيسية، أربع مجلدات هامة تغطي تاريخ اوربا في محيطه العالمي، من الثورة الفرنسية في 1789 الى سقوط الشيوعية بعد قرنين من ذلك، بقيت في الطباعة منذ صدور طبعاتها الأولى. اكثر من نصف قرن بعد ظهوره، ما يزال كتاب " عصر الثورة "
يتصدّر قوائم القراءة الجامعية. " عصر التطرّف "، تُرجِم الى اكثر من خمسين لغة، وبلا شك سجل الطبعات الأجنبية لكتبه الأخرى هو سجل مثير للإعجاب.
كما كان هوبزباوم معروفا على نطاق واسع في ايطاليا – يمكنك مشاهدته في اليوتوب متحدثا عن انطونيو غرامشي في اللغة الايطالية – كان ايضا معروفا في البرازيل، حيث كان اعتراف الرئيس لولا بالأثر الكبير لهوبزباوم على أفكاره سببا في تصدّر " عصر التطرف " قائمة أفضل الكتب مبيعا. حاز هوبزباوم على درجات شرف من العديد من الأقطار، بما فيها الاورغواي وجمهورية التشيك. كان مواطن شرف لمدينة فيينا. فاز بجائزة بلزاك، التكريم الأكثر إشتهاءً ( وغنى ) في مجال العلوم الانسانية. كوفئ بجائزة معرض فرانكفورت للكتاب عن مساهمته في ’’ التفاهم الاوربي ‘‘. في المملكة المتحدة، مُنح رتبة رفيق شرف وهي تعادل رتبة فارس. تصدرت أخبار وفاته في 1 تشرين الأول 2012 عناوين الصحف عبْر العالم.
هناك الكثير من الأسباب التي تبيّن كيف نجح هوبزباوم بالوصول الى هذا السمو والشعبية عالمية النطاق. كتب بفطنة، بجمال وبقوة إستثانية، سمات تتوضح مرة أخرى في هذا المجموعة، المنشورة بعد وفاته، من المقالات والمحاضرات عن الثقافة الاوربية في القرنين التاسع عشر والعشرين. جمل آسرة تثب من صفحاتها. كانت الحياة العامة لكارل كراوس (( مونولوجا مستمرا مدى الحياة موجها الى العالم )). الثقافة هي ليست مجرد (( أسواقا مركزية نتزود منها طبقا لأذواقنا لشخصية )). (( مع دمقرطة السياسة، اضحت السلطة على نحو متنامي مسرحا عاما )). موهبة هوبزباوم بإثارة الـ ’’ obiter dicta ‘‘ [ الملاحظة العرَضية] لم تغادره أبدا.
هذا يوحي بسبب قوي آخر لجاذبيته العالمية: الخصب الهائل، المدهش لخياله التاريخي. الكثير من المؤرخين لحقوا بفكرة مؤثرة او أخرى، لكن هوبزباوم لحق بإطار واسع وكامل من الأفكار. (( الأزمة العامة للقرن السابع عشر ))؛ (( الثورة المبارزة )) ( الثورتان الصناعية والفرنسية، الأحداث التقويمية للعصر الحديث )؛ (( إكتشاف التقاليد ))؛ (( ثوار بدائيون ))؛ (( اللصوصية الاجتماعية ))؛ (( القرن التاسع عشر الطويل )) ( 1789 – 1914 )؛ (( القرن العشرين القصير )) ( 1914 – 1989 )؛ هذا فقط نزر يسير. قدرته على رؤية الصورة الكبيرة وإستنباط فكرة هيكيلية لفرز تفاصيل مختلفة وجامحة من التاريخ كانت مثيرة.
من الواضح أن هوبزباوم مدين بالكثير من هذا الى إلتزامه مدى الحياة بالماركسية، التي كانت بين يديه أداة بارعة وطيّعة لتنظيم وتفسير المادة التاريخية، عالم فكري كامل أُزيل من العقائدية الاورثوذكسية الصارمة للاكاديمية السوفييتية وتابعاتها الغبيّات في البلدان الأخرى من حلف وارشو. لا عجب انهم لم يعرفوا حقا ماذا يستنتجوا منه. الماركسية اضفت، وهذه حقيقة، على الكثير من عمله نكهة غائية لم تعد تلائم ذوقنا في عالم ما بعد الماركسية. فلاحوه من رجال حرب العصابات، على سبيل المثال، كانو ثوارا بدائيين، بالضبط لأن التاريخ لم يكن وصل بعد الى المرحلة التي توفر فيها الاشتراكية أدوات ليصبحوا عصريين. مع ذلك، لم يمنعه هذا من التعامل معهم بحب ومشاركة وجدانية، هما بعيدان جدا عن (( التعطّف الهائل )) لذرية ماركسية دوغماتية. هذه السمات لم تكن أكثر وضوحا مثلما هي في النوستالجيا الباهتة، لكنها القابلة لأن تُمَيَّز بوضوح، للمقالات الرائعة في الكتاب الحالي عن الحياة اليهودية في وسط اوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين، البيئة التي ترعرع فيها هو نفسه.
ما فعلته ماركسية هوبزباوم أيضا هو إنها حولته من متفائل أبدي – حين كان لم يزل من الممكن للبعض التفكير، حتى مع تحفظات، بأنها تزوّد بالأمل بالمستقبل – الى متشائم متحيّر، عندما أصبح من الواضح، من عام 1990 فصاعدا، إنها لم تعد كذلك. تشاؤم هوبزباوم يُلحَظ بوضوح في الكثير من المقالات في هذا الكتاب اكثر من أي عمل آخر نشره هو بعد سقوط الشيوعية. التجربة الثقافية، يقول، هي (( غير متكاملة )). الموسيقى الكلاسيكية ليس لها مستقبل، فقط ماضي. في العديد من أجزاء العالم، أُستبدلت التخصيصات الحكومية للفنون بقوى السوق، مما سيكون له نتيجة كارثية. ( (( سوف لا يحدث هذا في المملكة المتحدة، )) يقول، لكنه في هذه الحالة لم يكن متشائما الى حد كاف. ) وبرغم ذلك رؤيته عن مستقبل الثقافة هي معتمة جدا. الموسيقى العصرية قد لا تكون لها شعبية كبيرة في قاعات الكونشرت، على سبيل المثال ( كما يشير على نحو متكرر )، لكنها تخرج للملايين في شكل موسيقى أفلام. بإلقاء نظرة على الفنون البصرية، لا يوجد الكثير من إشارت الإنحراف. كما في الغالب، تدعو حججه الى المعارضة بقدر ما تدعو الى الموافقة، وهي إشارة عن مؤرخ مبدع بحق. كما لاحظ المؤرخ الاقتصادي الامريكي ديفيد لانديز، تضع كتاب هوبزباوم جانبا فتشعر كمن أنهى للتو لعبة سكواش قوية : منهك ومنتعش في الوقت ذاته.
في النهاية، والأهم من كل شيء، كان لهوبزباوم جاذبية عالمية لأنه كان يملك سعة افق مذهلة في المعرفة التاريخية، تشمل عددا مدوّخا من البلدان والثقافات. أنا أدرّس وأكتب عن التاريخ الاوربي الحديث لمدة تقارب الاربعين عاما، لكني عندما قرأت كتابه عرفت كمّا هائلا لم أكن أعرفه من قبل، عن كتّاب مثل كي إي فرانزوس، غريغور فون ريزوري، أو ميروسلاف كرليزا، عن دور أصوات اليهود في الإنتخابات التي جرت في منتصف القرن التاسع عشر في تورينو، عن سبب ان المورمون هم دائما أوغاد في قصص شرلوك هولمز، عن جاذبية إسطورة راعي البقر في الوعي الاوربي، وكثير غيرها؛ شيء جديد على كل صفحة تقريبا. يدين هوبزباوم بمعرفته الموسوعية جزئيا الى الفضول النهم حول كل شيء، الذي كان عاملا رئيسيا في بقاءه حيا ومفكرا لزمن طويل؛ هو مدين بهذه المعرفة ايضا، وعلى نحو واضح، الى نشأته الكوزموبوليتانية في فيينا، برلين ولندن.
الكوزموبوليتانية لم تكن منقطعة النظير بين المؤرخين البريطانيين من أقرانه والأجيال اللاحقة، حتى وإن ذهبت الى مديات أبعد في حالة هوبزباوم. مؤرخون من عمره، مثل اوين تشادويك، دينيس ماك سميث، رايموند كار ومايكل هوارد، وجميعهم لحسن لحظ ما زالوا معنا، وجدوا من الطبيعي البحث والكتابة حول تاريخ القارة الاوربية.
إنهم نقلوا سعة أفقهم في الإستشراف الى جيل أكثر شبابا – جيلي انا – مقدمين كتيبة من المؤرخين البريطانيين أعمالهم معروفة في البلدان التي كتبوا عنها، من اسبانيا الى روسيا، المانيا الى ايطاليا، بولندا الى رومانيا، مثلما هي معروفة في بريطانيا أو امريكا : بول بريستون، ايان كيرشاو، نورمان ديفز، دينيس ديلتانت، لوسي ريال، جفري هوسكنغ وعديد آخرين. جعل هذا من المؤرخين البريطانيين اليوم أكثر تأثيرا وأكثر قراءة على نطاق واسع في العالم. هيمنتهم كانت ثمرة لتعليم تاريخي واسع في المدارس البريطانية، حيث يُدَرَّس تاريخ اوربا والعالم جنبا الى جنب مع التاريخ البريطاني لعقود من السنين.
الآن، هذا التقليد الرائع معرّض للتهديد، إذ يحذر سكرتير الدولة لتعليم مناهج التاريخ القومي الجديد من نشوء جيل قليل الإدراك وجاهل من الشباب الذي سينهون المدرسة وهم لا يعرفون شيئا على الاطلاق عن تاريخ البلدان ما وراء هذه الشواطئ. يمكنني سماع ايريك هوبزباوم وهو يتقلّب في قبره.
عن صحيفة الغارديان
*http://www.almadasupplements.com/news.php…
*http://www.almadasupplements.com/news.php…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق