الدكتور عادل البكري واكتشافه مدينة بابلية في الكرخ ببغداد سنة 1975
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
قبل قليل عدتُ من زيارة قصيرة لاخي وصديقي العالم الجليل والمحقق والمؤرخ والطبيب والفيلسوف الاستاذ الدكتور عادل محمد البكري ، وهو كما هو معروف قد تجاوز ال80 من عمره لكنه امده الله بالعافية دائب النشاط قال لي أنني اعيد قراءة بعض الكتب وقد قلت له انني كتبتُ عنك في كتابي :"تاريخ العراق الثقافي المعاصر " ، ففرح وذكرني بما سبق أن زودني به لاكتب عنه وهو عدد من جريدة الجمهورية (البغدادية ) الصادر في 31 تموز سنة 1975 وفيه مقالة كتبها الدكتور عادل البكري وكان مديرا لمدينة الطب عن اكتشافه في منطقة الكرخ عن مدينة اثارية بابلية .ومن العناوين التي وضعتها الجريدة : اكتشافات آثارية مهمة و" مدينة بابلية في الكرخ "و"هل تقوم بغداد على انقاض مدينة بابل ؟" و"هل ستظهر بابل ثانية في جانب الكرخ ؟" .وقد أرفق بالمقال صور لبعض ما عثر عليه انذاك ومنها "طبقات من اللبن تشير الى وجود منطقة سكنية قديمة " ورقيم صخري وليس طيني مكتوب عليه :" نحن نبوخذنصر ملك بابل اهدي هذا البناء للاله مردوخ " و:اقواس وسلالم المدينة في اتجاه النهر " و" قطع فخارية مثبتة في جدران الموقع " .
ومما جاء في الحوار :" هذا ما بدأت تكشف عنه الاعمال الجارية 1975 لانشاء جسر باب المعظم .. وخلاصة القصة انه عثر اثناء حفر اسس مقتربات الجسر المذكور في جانب الكرخ مقابل مدينة الطب على اثار ترجع الى العهد البابلي وتشغل مساحة واسعة من الارض وهي تتكون من بناء مندرج من بناء متدرج مرصوف بالآجر المربع المبني بالقار يشابه ما هو عليه في آثار بابل ويظن ان تلك الارض المرصوفة هي سطح لبناء مطمور يخترقه ممر مدرج بعرض مترين ممتد بإتجاه النهر ، يتكون من عدد من الدرجات تفصل بينها درجات عريضة بين مسافة وأخرى وتنفتح على جانبي النهر الممر على بعد بضعة امتار من حافة النهر قنطرتان في الجانبين بشكل قوس بابلي يبلغ ارتفاعه حوالي الاربعة امتار ثم قنطرتان اخريان مستواهما اعلى من مستوى القنطرتين السابقتين .
وقد عثر خلال التنقيب على عدد من الاجر المنقوش عليه ختم نبوخذنصر والمكتوب بالخط المسماري وقد تم الاحتفاظ بذلك الاجر في موقع العمل .
ومما قاله الدكتور عادل البكري انه اذا اعتبرنا تلك القناطر الجانبية هي قناطر اروائية وليست مداخل او ابواب في جدار عريض وتقع في جنوب تلك المشرعة منطقة سكنية تتكون من ابنية من اللبن الذي بقي طوال تلك المدة محافظا على متانته وشكله .وقد عثر في تلك المساكن على آنية فخارية كبيرة تمثلت بالجرار الكبيرة ودنان لحفظ المؤن تعود الى العصر الفرثي .كما عثر على ملتقطات مختلفة فخارية وخزفية وخاتم نحاسي منزوع منه الفص وقطعة زجاجية تشكل القسم السفلي من قنينة زجاجية ربما ترجع الى العهود الاسلامية .
ان هذا الموقع من جانب الكرخ والمسمى خضر الياس كان في يوم من الايام يقع في الطرف الجنوبي من محلة باب البصرة في بغداد العباسية .
ومن المعلومات المتوفرة لدينا عن تاريخ بغداد ما يؤكد ان اسم بغداد كان معروفا في زمن الملك حمورابي اي في القرن 18 قبل الميلاد فقد ورد اسم بغداد على انه (بكدادا ) وذلك في لوح وجد في سبار المعروفة اليوم ب(ابي حبة )...ومهما يكن فإن ما عثر عليه يقول الدكتور عادل البكري يدل على ان هناك مدينة بابلية في موقع بغداد الحالية ترجع الى عهد نبوخذ نصر وان هذه المدينة كانت تعرف بإسم (بغداد ) ايضا وبعد زوال هذه المدينة واندثارها بقيت المنطقة تعرف بإسم بغداد حتى زمن ابي جعفر المنصور .
ومما يدل على أن ازدهار هذه المنطقة يرجع الى العهد البابلي وان التنقيبات الاثرية التي أجريت قرب قرية بغداد القديمة دلت على وجود مدينة بابلية قديمة يرتقي تاريخها الى ماقبل الفين وخمسمائة سنة .المفاجأة ان الدكتور البكري دعا الى اجراء تحوير يجعل الجسر يعبر من فوق هذه الاثار وينزل اليها بدرج خاص لتكون منطقة سياحية اثارية مهمة في بغداد لاتقل اهميتها عن اثار بابل مع ضرورة توسيع التنقيبات عن بقية الاثار ومنها اثار قصور وابنية ضخمة غمرتها مياه دجلة .
وهنا وقف المقال .. وسكت الدكتور البكري عن الكلام ليعود بعد 40 سنة ليقول لي :" انني وبعد ان نشر المقال في جريدة الجمهورية ذهبت مرة ثانية لارى المنطقة فإذا بها وقد صبت بالكونكريت ودون ان اجد اية اثار او ملمح لوجود اثار ، فحزنت كثيرا وعدت الى بيتي بخفي حنين " .ترى ماذا يقول علماء الاثار حول هذا الموضوع ؟ وماذا تقول المؤسسة العامة للاثار والتراث حول تلك المدينة البابلية القديمة التي اكتشفت في محلة خضر الياس بجانب الكرخ من بغداد الحبيبة ؟ .
ومما جاء في الحوار :" هذا ما بدأت تكشف عنه الاعمال الجارية 1975 لانشاء جسر باب المعظم .. وخلاصة القصة انه عثر اثناء حفر اسس مقتربات الجسر المذكور في جانب الكرخ مقابل مدينة الطب على اثار ترجع الى العهد البابلي وتشغل مساحة واسعة من الارض وهي تتكون من بناء مندرج من بناء متدرج مرصوف بالآجر المربع المبني بالقار يشابه ما هو عليه في آثار بابل ويظن ان تلك الارض المرصوفة هي سطح لبناء مطمور يخترقه ممر مدرج بعرض مترين ممتد بإتجاه النهر ، يتكون من عدد من الدرجات تفصل بينها درجات عريضة بين مسافة وأخرى وتنفتح على جانبي النهر الممر على بعد بضعة امتار من حافة النهر قنطرتان في الجانبين بشكل قوس بابلي يبلغ ارتفاعه حوالي الاربعة امتار ثم قنطرتان اخريان مستواهما اعلى من مستوى القنطرتين السابقتين .
وقد عثر خلال التنقيب على عدد من الاجر المنقوش عليه ختم نبوخذنصر والمكتوب بالخط المسماري وقد تم الاحتفاظ بذلك الاجر في موقع العمل .
ومما قاله الدكتور عادل البكري انه اذا اعتبرنا تلك القناطر الجانبية هي قناطر اروائية وليست مداخل او ابواب في جدار عريض وتقع في جنوب تلك المشرعة منطقة سكنية تتكون من ابنية من اللبن الذي بقي طوال تلك المدة محافظا على متانته وشكله .وقد عثر في تلك المساكن على آنية فخارية كبيرة تمثلت بالجرار الكبيرة ودنان لحفظ المؤن تعود الى العصر الفرثي .كما عثر على ملتقطات مختلفة فخارية وخزفية وخاتم نحاسي منزوع منه الفص وقطعة زجاجية تشكل القسم السفلي من قنينة زجاجية ربما ترجع الى العهود الاسلامية .
ان هذا الموقع من جانب الكرخ والمسمى خضر الياس كان في يوم من الايام يقع في الطرف الجنوبي من محلة باب البصرة في بغداد العباسية .
ومن المعلومات المتوفرة لدينا عن تاريخ بغداد ما يؤكد ان اسم بغداد كان معروفا في زمن الملك حمورابي اي في القرن 18 قبل الميلاد فقد ورد اسم بغداد على انه (بكدادا ) وذلك في لوح وجد في سبار المعروفة اليوم ب(ابي حبة )...ومهما يكن فإن ما عثر عليه يقول الدكتور عادل البكري يدل على ان هناك مدينة بابلية في موقع بغداد الحالية ترجع الى عهد نبوخذ نصر وان هذه المدينة كانت تعرف بإسم (بغداد ) ايضا وبعد زوال هذه المدينة واندثارها بقيت المنطقة تعرف بإسم بغداد حتى زمن ابي جعفر المنصور .
ومما يدل على أن ازدهار هذه المنطقة يرجع الى العهد البابلي وان التنقيبات الاثرية التي أجريت قرب قرية بغداد القديمة دلت على وجود مدينة بابلية قديمة يرتقي تاريخها الى ماقبل الفين وخمسمائة سنة .المفاجأة ان الدكتور البكري دعا الى اجراء تحوير يجعل الجسر يعبر من فوق هذه الاثار وينزل اليها بدرج خاص لتكون منطقة سياحية اثارية مهمة في بغداد لاتقل اهميتها عن اثار بابل مع ضرورة توسيع التنقيبات عن بقية الاثار ومنها اثار قصور وابنية ضخمة غمرتها مياه دجلة .
وهنا وقف المقال .. وسكت الدكتور البكري عن الكلام ليعود بعد 40 سنة ليقول لي :" انني وبعد ان نشر المقال في جريدة الجمهورية ذهبت مرة ثانية لارى المنطقة فإذا بها وقد صبت بالكونكريت ودون ان اجد اية اثار او ملمح لوجود اثار ، فحزنت كثيرا وعدت الى بيتي بخفي حنين " .ترى ماذا يقول علماء الاثار حول هذا الموضوع ؟ وماذا تقول المؤسسة العامة للاثار والتراث حول تلك المدينة البابلية القديمة التي اكتشفت في محلة خضر الياس بجانب الكرخ من بغداد الحبيبة ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق