أنا العراقيّ
شعر : د. وليد الصراف
أنا العراقيّ قد أجرى بكلّ ثرى
أنهاره أملي من صخرة الألم
كلّ المفازات من خطوي بها أثر
وكل صمصامة مصبوغةٌ بدمي
وكلّ رسم عفا بيتي وإن وقفوا
به وإن شرقوا بالأدمع السجم
كلّ القبور بها عظمي وإن درست
بها العظام وإن آلت إلى رمم
كأّنّما لوعتي لا الريح معولة
وأدمعي لا الحيا تهمي من الديم
واكبتُ رعشة هابيل وشهقته
وهُلك من أهلكوا بالريح في إرم
وقتل من قتلوا في الحرب أو طُعنوا
في السلم غدرا ومن ماتوا من السقم
كأنّما قصدت منذ الصبا جسدي
أرواح من دُفنوا في الأرض كلّهم
كأنّما ألف عصر حلّ في عمري
وانقاد منه الصدى طوعاً إلى نغمي
على خلاف مع الماضي أتى ومضى
وخطوه لم يُنبّهني من العدم
وخطوه لم يُنبّهني من العدم
على خلاف مع الآتي ستطمرني
كفّاه في جدث بالدود مزدحم
على خلاف مع الأيام أجمعها
تجري على رغم فوضى القلب في نظم
عاري المسافات شمسي سوأتي عبثاً
خصفتُ إذ لمعت من مئزر الظلم
موارياً قممي بالقاع في زمن
لا يعرف الفرق بين القاع والقممم
أوّاه لو يسلم القلبُ العصا ليدي
لسقتُ ذي الاسد سوق الشّاء والنّعم
أوّاه لو يقحم السور المنيع دمي
أغرقتُ ذي الأرض في طوفانه العرم
واجتحتُ حتى البحار الهوج وانصرمت
أمواجهنّ بموج منه ملتطم
أواه لو تهتك الأسداف حنجرتي
لصحتُ حتى أصبتُ الرعد بالصمم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق