الأحد، 22 فبراير 2015

أول حادثة اغتيـال سياسي في تأريخ العراق المعاصر *

أول حادثة اغتيـال سياسي في تأريخ العراق  المعاصر *
مَساء يوم الجمعة 22 شباط من عام 1924، وبينما كان وزير الداخلية السابق (توفيق الخالدي) الذي عيّن وزيراً للداخلية في نيسان سنة 1922 ضمن الوزارة النقيبية الثانية بعد التعديل، ذاهباً الى داره في محلة (جديد حسن باشا)، واذا بشخص مجهول يطلق عليه أربعة عيارات نارية أردته قتيلاً لساعته، وقد هرب الجاني. وتبين في التحقيق والكشف الطبي، ان العيارات النارية هي من مسدس (برونيك) وان الرصاصات اجتازت ظهره الى قلبه، حيث توفي حالاً. وقد اختلف الناس، وحاولوا تعليل هذه الحادثة. بعضهم قال: ان القتيل كان من أنصار الجمهورية.. وانه كان يرى رأي (عبدالرحمن النقيب) في وجوب اسناد الحكم في العراق الى عراقي. فاتفق الملك فيصل مع وزيريه جعفر العسكري ونوري السعيد على وجوب التخلص من الخالدي،
وكلفا أحد رجالهما المدعو (شاكر القره غولي) فاختبأ هذا في دار (عبدالحميد كنّه) القريبة من دار الخالدي، حتى اذا اقترب تبعه القره غولي ثم أطلق عليه النار. ويقول رأي آخر، ان توفيق الخالدي كان من دعاة الاتحاديين في الدولة العثمانية، كما كان عضواً بارزاً في الحزب الحر العراقي، الذي اشتهر بموالاته الانكليز وبالميل الى نظام الحكم الجمهوري. وان القاتل هو (عبدالله محمد سريّة) يساعده في القتل (شاكر القره غولي)، وان القوميين العرب وعلى رأسهم (ياسين الهاشمي) قابلوا الاغتيال بالغبطة والسرور ـ على حد قول عبدالرزاق الحسني، وربما كانوا على علم مسبق به.وفي ايار من عام 1941 أقام الانكليز في العراق معتقلات عديدة في أعقاب حركة رشيد عالي الكيلاني ـ التي يسميها البعض حركة تحررية ـ وقد جمعت هذه المعتقلات العديد من الناس ومنهم (عبدالله سريّة) الذي كان موقوفاً في (معتقل العمارة)، وقد سمع البعض من الموقوفين من عبدالله سرية انه هو الذي قتل الخالدي، وان شاكر القره غولي كان شريكه في هذا القتل، وانه كان عضواً في جمعية سرية هدفها الفتك بمن يشايع الأنكليز، وان الخالدي كان أحد هؤلاء.
وتذكر المصادر ان الخالدي كان شخصية فذة وذا كفاءة نادرة، وكان خصومه السياسيون يخشون بأسه ويوجسون خيفة من قرب تسلمه منصب رئيس الوزراء، حيث يقضي على طموحاتهم ويبدد أحلامهم، وقد يمهّد الى قيام حكم جمهوري في العراق.وكان الخالدي قد تلقى قبيل اغتياله رسائل ودية! غير موقعة، ينصحه فيها أصحابها ان يحذر من مؤامرة تحاك ضده، وقد اطلع عليها المندوب السامي البريطاني (هنري دوبس). وتعد هذه الحادثة أول اغتيال سياسي في تأريخ العراق الحديث.
*http://www.almutmar.com/index.php?id=20111863
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....