حاجتنا الى فلسفة تنتظم سياستنا الخارجية !
ابراهيم خليل العلاف
رحم الله الدكتور عبد الجبار الجومرد اول وزير خارجية للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ، وسقوط النظام الملكي الهاشمي، وتأسيس جمهورية العراق يوم اعترض على تصريحات العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة حول الموقف من هذه الدولة، والسياسة التي يجب ان تتبع تجاه الدولة تلك وذهب الى الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة قائلا له : ان تصريحات المهداوي وكلامه غير المنضبط في المحكمة ، خًرب علاقات العراق الخارجية فرد الزعيم قاسم بأنه سوف يفرك اذن المهداوي ويمنعه من الادلاء بالتصريحات التي تتناول السياسة الخارجية العراقية .
واليوم، وبعد عشر سنوات من وقوع الاحتلال في 2003 لايكاد يمر يوم ، بل لاتكاد تمر ساعة ، الا ويظهر النائب الفلاني ليهاجم هذه الدولة .. وعلى الشاشة البيضاء نجد السياسي العلاني وقد جمع من حوله وخلفه عددا من انصاره – على الطريقة الاميركية – وهو يهاجم الدولة الجارة الفلانية أويتهم زميله في العمل السياسي بأنه ينفذ أجندة هذه الدولة ويقبض منها .سلوك غير مألوف في العراق أو على الاقل كاتب هذه السطور لم ير مثله ولم يسمع من قبل ان حصل مثل هذا التصرف .
يبدو اننا لازلنا نفتقر الى فلسفة تنتظم سياستنا الخارجية .كما ان ليس ثمة ركائز تعود اليها هذه السياسة مع اننا نملك وزارة خارجية رصينة ووزير خارجية متمكن ، وطاقم في وزارة الخارجية أعرف بعضه.. متمكنا من عمله.. وخبيرا بمجريات السياسة العربية والاقليمية والدولية .اين هم اذا ؟ وما هو دورهم..؟ ولماذا لانمتلك ناطقا رسميا يعبر عن سياسة العراق الخارجية ..؟ وهو البلد المحوري المهم الذي يسميه الاميركان في أدبياتهم “مفتاح المنطقة “.
مصالح العراق الوطنية والقومية هي مايجب ان يراعى عند رسم اسس وركائز وفلسفة سياستنا الخارجية ..ولاشيئ غير مصالح العراق الوطنية والقومية وبالتأكيد فأن هذه المصالح تعكس مصالح الشعب العراقي ومستقبل ابناءه .
ليس من المعقول –سادتي –ان نُورث الاحقاد لاحفادنا .. وليس من المعقول ان تظل علاقاتنا مع دول الجوار متوترة.. وليس من المعقول ان نظل نتعامل مع الدول التي كنا نتعامل معها خلال ال50 سنة الماضية دون غيرها .ان ما نحتاجه هو الاستقرار .. ومانحتاجه هو الخبرات والخبرات معروف مواطنها ..نحتاج الى ان يكون العراق عنصر جذب للاستثمارات ..والمستثمرين لايمكن ان يأتوا ويعملوا في ظل أجواء مشحونة بالكراهية والحقد وتصفية الحسابات .
كما اننا بحاجة الى خطاب سياسي خارجي موحد يعكس سياسة العراق الخارجية الحقيقية المبنية على معايير المصالح الوطنية والقومية والانسانية ….نحتاج الى سلوك سياسي خارجي يخلق الاطمئنان لدي الجيران، ويخلق عندهم الثقة بنا لكي يفكروا في طي صفحات الامس البعيد والقريب . اليس من العيب ان نقبل -بوعي او بدون وعي –تنفيذ اجندات غيرنا .مرة قلتٌ في مؤتمر علمي خارج العراق نسمع بأجندة تركية واجندة ايرانية واجندة بريطانية واجندة اميركية واجندة روسية واجندة عربية ونحن ابناء العراق اين اجندتنا التي تضع العراق في حدقات عيوننا ؟ .
ان من ابرز ركائز فلسفة سياستنا الخارجية التي نريد هي ان نوسع دائرة الاصدقاء ونقلل دائرة الاعداء الى حيز محدود ومحدود جدا .كما ان علينا ان نسعى لخلق الثقة بنا وبدولتنا ..ونقوي القدرة على التفاهم مع الاخر والحوار ..علينا ان نتعلم اسلوب المفاوضة ولغة العقل والتوصل الى الحلول الوسط التي تلبي متطلبات بلدنا ومطامح شعبنا الذي تعب من سياسات خارجية مغامرة لازلنا ندفع ثمنها ..وقد يستمر ابنائنا واحفادنا على دفع ثمنها اذا لم نٌعمل العقل ونهتدي بهديه .للنائب في البرلمان دوره وللسياسي دوره وللحزبي دوره ولوزارة الخارجية والمسؤولين عن سياسة العراق دورهم ولاينبغي ان يمارس كلنا الدور نفسه .
ابراهيم خليل العلاف
رحم الله الدكتور عبد الجبار الجومرد اول وزير خارجية للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ، وسقوط النظام الملكي الهاشمي، وتأسيس جمهورية العراق يوم اعترض على تصريحات العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة حول الموقف من هذه الدولة، والسياسة التي يجب ان تتبع تجاه الدولة تلك وذهب الى الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة قائلا له : ان تصريحات المهداوي وكلامه غير المنضبط في المحكمة ، خًرب علاقات العراق الخارجية فرد الزعيم قاسم بأنه سوف يفرك اذن المهداوي ويمنعه من الادلاء بالتصريحات التي تتناول السياسة الخارجية العراقية .
واليوم، وبعد عشر سنوات من وقوع الاحتلال في 2003 لايكاد يمر يوم ، بل لاتكاد تمر ساعة ، الا ويظهر النائب الفلاني ليهاجم هذه الدولة .. وعلى الشاشة البيضاء نجد السياسي العلاني وقد جمع من حوله وخلفه عددا من انصاره – على الطريقة الاميركية – وهو يهاجم الدولة الجارة الفلانية أويتهم زميله في العمل السياسي بأنه ينفذ أجندة هذه الدولة ويقبض منها .سلوك غير مألوف في العراق أو على الاقل كاتب هذه السطور لم ير مثله ولم يسمع من قبل ان حصل مثل هذا التصرف .
يبدو اننا لازلنا نفتقر الى فلسفة تنتظم سياستنا الخارجية .كما ان ليس ثمة ركائز تعود اليها هذه السياسة مع اننا نملك وزارة خارجية رصينة ووزير خارجية متمكن ، وطاقم في وزارة الخارجية أعرف بعضه.. متمكنا من عمله.. وخبيرا بمجريات السياسة العربية والاقليمية والدولية .اين هم اذا ؟ وما هو دورهم..؟ ولماذا لانمتلك ناطقا رسميا يعبر عن سياسة العراق الخارجية ..؟ وهو البلد المحوري المهم الذي يسميه الاميركان في أدبياتهم “مفتاح المنطقة “.
مصالح العراق الوطنية والقومية هي مايجب ان يراعى عند رسم اسس وركائز وفلسفة سياستنا الخارجية ..ولاشيئ غير مصالح العراق الوطنية والقومية وبالتأكيد فأن هذه المصالح تعكس مصالح الشعب العراقي ومستقبل ابناءه .
ليس من المعقول –سادتي –ان نُورث الاحقاد لاحفادنا .. وليس من المعقول ان تظل علاقاتنا مع دول الجوار متوترة.. وليس من المعقول ان نظل نتعامل مع الدول التي كنا نتعامل معها خلال ال50 سنة الماضية دون غيرها .ان ما نحتاجه هو الاستقرار .. ومانحتاجه هو الخبرات والخبرات معروف مواطنها ..نحتاج الى ان يكون العراق عنصر جذب للاستثمارات ..والمستثمرين لايمكن ان يأتوا ويعملوا في ظل أجواء مشحونة بالكراهية والحقد وتصفية الحسابات .
كما اننا بحاجة الى خطاب سياسي خارجي موحد يعكس سياسة العراق الخارجية الحقيقية المبنية على معايير المصالح الوطنية والقومية والانسانية ….نحتاج الى سلوك سياسي خارجي يخلق الاطمئنان لدي الجيران، ويخلق عندهم الثقة بنا لكي يفكروا في طي صفحات الامس البعيد والقريب . اليس من العيب ان نقبل -بوعي او بدون وعي –تنفيذ اجندات غيرنا .مرة قلتٌ في مؤتمر علمي خارج العراق نسمع بأجندة تركية واجندة ايرانية واجندة بريطانية واجندة اميركية واجندة روسية واجندة عربية ونحن ابناء العراق اين اجندتنا التي تضع العراق في حدقات عيوننا ؟ .
ان من ابرز ركائز فلسفة سياستنا الخارجية التي نريد هي ان نوسع دائرة الاصدقاء ونقلل دائرة الاعداء الى حيز محدود ومحدود جدا .كما ان علينا ان نسعى لخلق الثقة بنا وبدولتنا ..ونقوي القدرة على التفاهم مع الاخر والحوار ..علينا ان نتعلم اسلوب المفاوضة ولغة العقل والتوصل الى الحلول الوسط التي تلبي متطلبات بلدنا ومطامح شعبنا الذي تعب من سياسات خارجية مغامرة لازلنا ندفع ثمنها ..وقد يستمر ابنائنا واحفادنا على دفع ثمنها اذا لم نٌعمل العقل ونهتدي بهديه .للنائب في البرلمان دوره وللسياسي دوره وللحزبي دوره ولوزارة الخارجية والمسؤولين عن سياسة العراق دورهم ولاينبغي ان يمارس كلنا الدور نفسه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق