السبت، 27 يوليو 2013

تجمع "أثر" يقيم أصبوحة ثقافية عن واقع شهر رمضان أيام زمان


المدى برس/ نينوى
 http://www.almadapress.com/ar/news/15743/
27-7-2013
أقام تجمع أثر للثقافة والفنون في نينوى، اليوم السبت، أصبوحة ثقافية تناول فيها واقع رمضان أيام زمان في المحافظة، وبين المحاضر أن التهنئة بقدوم شهر رمضان كانت في السابق "كلمات من القلب أما اليوم فهي عبارات جاهزة تتداول عبر الموبايل"، وفي حين لفت الى أن الشهر كان "يشهد إقامة محاضرات دينية ونشاطات ثقافية وإنسانية وموائد إفطار جماعي"، أكد رئيس التجمع أن الهدف من الأصبوحة هو "تعريف شريحة الشباب بعادات وتقاليد المدينة".
وقال أستاذ التاريخ العربي الحديث ورئيس اتحاد كتاب الإنترنت ابراهيم خليل العلاف، خلال الأصبوحة الثقافية التي أقامها تجمع اثر للثقافة والفنون، على قاعة الحدباء في فندق نينوى الدولي في الموصل، وحضرتها (المدى برس)، إن "من ابرز الاختلافات بين رمضان سابقا واليوم هي وسائل التهنئة بقدوم شهر رمضان ففي السابق كانت التهنئة وجها لوجه وكانت من القلب أما اليوم فنرى عبارات جاهزة يتبادلها الناس عبر جهاز الهاتف النقال"، وبين أنها "قللت من الترابط القلبي بين المجتمع".
وأضاف العلاف أن "قاضي الموصل كان هو من يعلن ثبوت الرؤية الشرعية حيث كان هو من يراقب الهلال ويراها أو ينتظر الشهود"، وتابع "عند ثبوت الرؤية يقام احتفال يحضره والي المدينة وعلماء الدين ووجهائها وأعيانها ورؤساء النقابات وشيوخ أصناف المهن للإعلان عن الصيام".
واستطرد العلاف قائلا "كانت المسيرات بعدها تطوف الأزقة ويحمل الشباب والأطفال الفوانيس والمشاعل ، وهم ينشدون بعض الأناشيد مثل (ماجينا يا ماجينا)، للإعلان عن بدء شهر رمضان"، مشيرا الى أنه "لم تكن هناك وسائل إعلام مباشرة مثل اليوم".
ولفت الى أن "علماء الدين المشهورين في الموصل كانوا يستغلون هذا الشهر لاقامة المحاضرات والدروس الدينية بعد صلاة العصر لاسيما ان الموصل معروفة بنزعتها الدينية والتزامها الإسلامي"، واردف أنه "كانت هناك نشاطات ثقافية تقيمها المجالس العائلية في المدينة والجوامع إضافة الى النشاطات الإنسانية ومساعدة الأيتام والفقراء وإقامة موائد الإفطار الجماعي".
وأكد العلاف أن "روح التسامح كانت تسود بين ابناء المدينة خلال هذا الشهر الفضيل وكذلك التعايش بين المكونات حتى ان المسيحيين كانوا يحترمون محرمات هذا الشهر وكانوا لا يجاهرون بالإفطار"، لافتا الى أن "البعض منهم يتجنب ان يطبخ في النهار حتى لا تنتشر رائحة الطعام في المنطقة وفيها مسلمون صائمون".
وذكر أن "مدفع الافطار كان إشارة الى أهالي المدينة بوقت الإفطار حيث كان الجندي الموكل به يطلق اطلاقة عند سماعه بدء اذان المغرب في جامع الاغوات القريب من النهر"، موضحا أن "موقع المدفع كان في الجانب الايسر من نهر دجلة وسط المدينة".
ومن جانبه، قال رئيس التجمع حكم ناطق الكاتب، في حديث الى (المدى برس) إن "تجمع اثر للثقافة والفنون أقام أصبوحة رمضانية بعنوان شهر رمضان في التراث الموصلي استضاف فيها أستاذ التاريخ العربي الحديث ورئيس اتحاد كتاب الإنترنت ابراهيم خليل العلاف".
وأضاف الكاتب أن "الأصبوحة حضرها مجموعة من المثقفين والإعلاميين وأساتذة في جامعة الموصل"، وبين انه "استعرض فيها العلاف صورا من التراث الموصلي وأنماط الحياة للسكان خلال شهر رمضان لاسيما في النصف الأول من القرن الماضي وكيف اختلفت ظروف الحياة في هذا الشهر خلال هذه الفترة".
وأشار الى أن "الهدف من هذه الأصبوحة هو الحديث عن تقاليد الشهر الكريم في الموصل أيام زمان وكيف سادت بعض التقاليد والعادات الحسنة"، وتابع "يهدف تجمع اثر الى إبقاء هذه التقاليد وتعريف أهالي المدينة وخصوصا شريحة الشباب بها".
وكان تجمع اثر الثقافي في الموصل أقام، في (8 تموز2013)، أمسية ثقافية حوارية عن الصحافة الورقية والإلكترونية، وفيما أكدت أن الأمسية تهدف إلى جمع شمل المثقف الموصلي بعيدا عن مجريات الأحداث والتناحر على الكراسي، دعت إلى إعطاء دور للمثقف والفنان والإعلامي ليقول كلمته في مضمار الوعي المعرفي لأبسط حيثيات الثقافة والتمدن.

ويضم تجمع أثر الذي تأسس في كانون الأول 2012 شرائح ثقافية وفنية وإعلامية وقانونية، وبحسب رئيس هيئته الإدارية الفنان التشكيلي والفوتوغرافي حكم الكتاب، فأن التجمع يأخذ بعين الاعتبار، في رؤياه العامة الاحتياجات الثقافية لمدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام وذلك ضمن رؤيا شموليّة تتفاعل مع الواقع الثقافي الإنساني.
ويذكر أن التجمع (أثــــر) للثقافة والفنون أعلن عند تأسيسه أنه يسعى إلى تمكين المشاريع الثقافية والإبداعيّة المقترحة لتنشيطها، فتحصل على الرعاية والتوجيه بقدر المستطاع، لتكون بذلك مُنطلَقاً للتجارب الإبداعية والعطاءات الثقافيّة.
ويشار إلى أن التجمع هو ثقافي مستقل يعنى برفع الذائقة الثقافية للمجتمع الموصلي، وهدفه النهوض بالواقع الفني والثقافي للمدينة ودمج الطاقات المبدعة في الأعمال الإبداعية، وجاءت الحاجة إلى تأسيسه من اجل أن تتبلور ملامح الثقافة الرّفيعة في مدينة الموصل، وأخذها حيزاً في تشكيل بصمات المدينة الحضارية وخلق كوادر نوعيّة تتفاعل وتُبدع في سبيل مجتمع أرقى وإنسانٍ فاعل وناقِدٍ، بعيداً عن الجمود والتّخدير والانغلاق.
يذكر أن تطوير مفهوم الثقافة الفنيّة كشرط ضروري لتطوّر المجتمعات الإنسانيّة، وتتشكل له دورات تعليميّة منهجيّة، فرديّة وجماعيّة في مختلف أنواع الفنون، ومحاضرات وندوات وحلقات نقاش في موضوعات فنيّة مختلفة وبإشراف مختصّين، وورشات عمل تجريبيّة أو تدريبيّة أو عمليّة مع مختصين من البلاد أو خبراء أجانب، كما يبحث في تطوير الأبحاث والدراسات والبحث الأرشيفي والتوثيقي للتراث الفني لمدينة الموصل، كما ساهم التجمع في تأسيس مكتبة فنيّة مقروءة ومسموعة ومرئية في شتى مجالات الفن، وتفعيل مشروع الجاليري (المعرض الفني) الدوري والمعرض الدائم، وتأسيس مشروع "بيت الفن" تحت رعاية التجمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...