الدكتور فائق أمين مخلص والأدب
العربي
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث- العراق
لعل
الأستاذ الدكتور فائق أمين مخلص من أوائل العراقيين الذين تيسرت لهم الفرصة لدراسة
الأدب العربي في بريطانيا. فهو من القلة الذين
تخصصوا بالأدب العربي بعد أن نالوا شهاداتهم من الجامعات البريطانية ،وبصورة
خاصة من جامعتي لندن وكمبردج .ومن هذه القلة الأستاذ الدكتور صفاء خلوصي ،والأستاذ
الدكتور عبد الجبار ألمطلبي . ومما يلفت
النظر أن الأستاذ الدكتور فائق أمين مخلص ، لم يحظ كثيرا بالاهتمام، ولم تكتب عنه إلا
بعض النتف القليلة هنا وهناك مع انه تسنم مناصب علمية ودبلوماسية عديدة ولا ادري
ماهو السبب في ذلك، وقد يكون أن الرجل كان لايميل كثيرا للأضواء. كما أن الاهتمام
بتوثيق نشاطات الشخصيات العراقية المعاصرة
قد بدأ متأخرا في العراق مع ما له من أهمية كبيرة في توضيح الجوانب
السياسية والثقافية للحياة العامة.
ومهما
يكن من أمر فأن الأستاذ الدكتور فائق أمين مخلص كان مهموما بالفولكلور الشعبي
العراقي وبالأدب العربي ونظرا لانغماسه بالنشاط الدبلوماسي فقد كان مقلا في إنتاجه
العلمي .
ولد
الأستاذ الدكتور فائق أمين مخلص في مدينة
تكريت بمحافظة صلاح الدين سنة 1931 ودرس في مدارسها الابتدائية والمتوسطة وفي
بغداد أكمل الإعدادية. وقد دخل دار المعلمين العالية ببغداد وفي قسم اللغة العربية
.وتيسرت له فرصة الالتحاق ببعثة وزارة المعارف (التربية ) للسفر إلى بريطانيا والحصول على شهادة الدكتوراه .
دخل
جامعة لندن ونال الدكتوراه في الأدب العربي سنة 1974 .وعاد إلى وطنه ليعين أستاذا في قسم اللغة العربية بكلية الآداب –جامعة
بغداد .
اختير
ليكون
ملحقا ثقافيا في السفارة العراقية في لندن ،ثم عين سفيرا للعراق في كندا
.وبين
سنتي 1986-1989 أصبح عميدا لمعهد الدراسات والبحوث العربية التابع لجامعة
الدول
العربية بعد انتقاله الى بغداد اثر توقيع مصر على معاهدة السلام العربية
-الاسرائيلية وكان هذا المعهد المؤسس منذ سنة 1954 يمارس نشاطه العلمي
والثقافي في
القاهرة .
كتب
الأستاذ حميد المطبعي عن الأستاذ الدكتور فائق أمين مخلص في موسوعته :
"موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين " فقال انه كان عضوا فاعلا
في الهيئة الإدارية لنقابة المعلمين
وكثيرا مارشح في انتخاباتها وخاصة عندما كانت النقابة تعيش ازدهى أيامها إبان
الصراعات السياسية بين القوميين والشيوعيين .كما اعتاد على حضور ندوات الحوار
العربي-الأوربي في هامبورك 1983 وندوات حوار الشمال والجنوب في استوكهولم 1984
ممثلا عن العراق .
وللدكتور فائق أمين مخلص كتاب منهجي لطلبة انقسام اللغة العربية في الجامعات العراقية بعنوان : " تاريخ الأدب
العربي " ألفه سنة 1967 .كما نشر العيد من البحوث العلمية في "مجلة كلية
الآداب " التي كانت تصدرها كلية الآداب بجامعة بغداد وخاصة في المدة من 1965
-1968 .كما نشر بحوثا في "مجلة الدراسات الأوربية " 1967 .وقد رصد له
الدكتور صباح نوري المرزوك في معجمه "معجم المؤلفين والكتاب العراقيين
1970-2000 " بحثا مهما قدمه إلى الملتقى الدولي حول "الأدب المقارن
عند العرب" والمنعقد في جامعة عنابة –الجزائر
للمدة من 14-19 أيار –مايو 1983 .
كان
الرجل هادئا، بسيطا ،محبا لطلبته وزملائه .وقد ترك انطباعا جيدا لدى كل من عمل معه
سواء في داخل العراق أو خارجه. ومما كان يسجل له انه كان غيورا على لغته العربية،
حريصا على كشف مكنونات الأدب العربي بمختلف عصوره . وكتابه عن الأدب العربي يعد من
أفضل المراجع في هذا الميدان لما يتسم به من علمية ،ورصانة ،ودقة ، وشمولية .توفي
رحمه الله سنة 1990 . وقمين بطلبته أن يقوموا بجمع نتاجه العلمي واستخلاص رؤاه الأدبية
والنقدية للإفادة منها .
*نشرت المقالة اليوم 27-اب-اغسطس 2011 في ميدل ايست اونلاين
http://www.middle-east-online.com/?id=116519
دكتورنا العبقري حفظك الله لنا .. حدث عندي تضارب بين استلام الدكتور فائق منصبا بوزارة التربية وهومدير عام العلاقات الثقافية عام 1973 وبين حصوله على شهادة الدكتوراه عام 1974.. فارجو توضيح ذلك من قبلكم وخبرتكم وأشكركم على هذه الجهود الجبارة التي تبذلونها في سبيل علماء الوطن .. ودمتم لاخيكم طلال العزاوي
ردحذف