مع الاستاذ غانم العناز المؤلف وخبير النفط الموصلي العراقي
بقلم الدكتور فاضل
علي القاضلي
يعتبر الاستاذ غانم عبد خليل العناز من الاعلام الذين ابدعو في مجالي
الهندسة والادب.
فهو صديق عمري المولود في محلة المشاهدة في مدينة الموصل سنة 1937.
تعود صداقتنا الى الطفولة في مدرسة الحدباء الابتدائية في أوائل أربعينيات
القرن الماضي الواقعة في اقصى الجهة الغربية من المدينة باتجاه باب سنجار لتستمر
الى هذا اليوم.
أنتقلنا بعد انهائنا الدراسة الابتدائية الى مدرسة المتوسطة الغربية
الواقعة في منطقة باب سنجار ومنها الى الاعدادية الواقعة في وسط المدينة حيث كنا
نجلس في نفس الصف خلال تلك الفترة.
جلسنا لأداء الامتحان الوزاري للبكلوريا في صيف 1954 لنكون من الاوائل
بحصولنا على درجات عالية اهلتنا للحصول
على مقاعد في بعثة النفط لدراسة الهندسة المدنية.
سافرنا بعدها على نفس الطائرة
الى بيروت ومنها الى لندن في اواخر صيف 1954 لنفترق بعدها لأول مرة للحصول على
الشهادة البريطانية العامة في سنة 1956. التحق غانم بعدها بجامعة شفيلد والتحقت انا
بجامعة ليفربول لنحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية سنة 1959 . لقد
كنا على اتصال دائم خلال فترة دراستنا في بريطانيا تتخللها لقاءات بين الحين
والآخر.
رجعنا الى العراق في خريف 1959 ليلتحق غانم بشركة نفط الموصل في عين
زالة ليقضي هناك فترة قصيرة قبل ان يلتحق بعدها بكلية الضباط الاحتياط في ربيع
1960. وتشاء الاقدار ان نلتقي من جديد في كلية الضباط الاحتياط لنتخرج برتبة ملازم
ثاني احتياط في 14 تموز 1960. وهنا يحالفنا الحظ مرة اخرى لنلتقى معا حيث نسبنا للعمل
في مديرية الاشغال العسكرية العامة في مقرها بوزارة الدفاع اولا ثم نقلنا الى
الكلية العسكرية في الرستمية كمدرسين حيث كان غانم يدرس الرياضيات وكنت ادرس اللغة
الانكليزية والفيزياء للصفوف المستجدة
والمتوسطة والمنتهية لنرى طلبتنا فيما بعد يحملون رتبهم العالية في الجيش العراقي
بفخر واعتزاز.
انتهت امتحانات الكلية العسكرية في تموز 1961 ليعود غانم بعدها الى
مجال عمله ويلتحق بشركة نفط العراق في كركوك والتحقت انا بمصفى الدورة في بغداد
لنفترق من جديد.
********************
خبـيـر الـنـفـط
عمل غانم خلال السنوات الثلاث الاولى في مجال اعمال الهندسة المدنية
ليلتحق بعدها في سنة 1964 بدائرة هندسة التصاميم. لقد كان معظم المهندسين العاملين
في الشركة في تلك الفترة من الاجانب وكانت وزارة النفط قد تبنت سياسة التعريق لاستبدالهم
بمهندسين عراقين خصوصا خريجي بعثات الوزارة وذلك حسب برنامج زمني محدد.
يقول الاستاذ غانم في كتابه (العراق وصناعة النفط والغاز في القرن العشرين)
لقد كان من واجبات هندسة التصاميم في كركوك اعداد التصاميم والخرائط اللازمة
لمشاريع الشركة المحلية والصغيرة نسبيا. أما التصاميم والخرائط للمشاريع العملاقة
فقد كانت تعد في مركز الشركة في لندن وترسل نسخا منها الى دائرة هندسة التصاميم في
كركوك للاطلاع عليها والتنسيق مع مركز الشركة في لندن لمتابعة تنفيذها.
لقد تمكن خلال السنوات القصيرة من عمله في هذه الدائرة من اكتساب خبرة
واسعة ومتنوعة ليس فقط في مجال اعماال الهندسة المدنية وحسب بل ليكتسب خبرة مماثلة
في اعمال الهندسة الميكانيكية والكهربائية ومد انابيب النفط والغاز ومعالجة النفط
وتركيزه الى غير ذلك من الاعمال الهندسية في كافة مناطق ومنشآت الشركة الواسعة من
محطات عزل الغاز ومجمع تركيز النفط وخزانات تصدير النفط العملاقة اضافة الى محطات
ضخ النفط وكبس الغازالرئيسية لغاية الحدود السورية وبكل ما يتعلق بالاعمال
الهندسية لانتاج ومعالجة وتصدير النفط والغاز.
تدرج خلال هذه الفترة من مهندس الى رئيس مهندسين ليستلم مهام رئآسة
الدائرة في سنة 1969 بعد فترة قصيرة نسبيا لا تتجاوز الخمس سنوات بدلا من رئيسها
البريطاني الجنسية ليستمر في منصبه ذلك الى ما بعد تأميم شركة نفط العراق في 1
حزيران 1972.
لقد كانت الطاقة الانتاجية لشركة نفط العراق وقت التأميم تقدر بمليون
برميل من النفط الخام يوميا. وفي سنة 1974 تقرر رفع تلك الطاقة بمعدل 200,000
برميل باليوم لغاية 1,2 مليون برميل باليوم. وبالنظر لعدم وجود دائرة مشاريع في
الشركة لتقوم بهذه المهمة فقد تقرر انشاء دائرة جديدة للمشاريع وعين غانم رئيسا
لها مع نخبة من خيرة مهندسي الشركة لمساعدته في تنفيذ المشروع.
ما ان تم تنفيذ ذلك المشروع بنجاح في سنة 1975 حتئ تقرر رفع الطاقة
الانتاجية لحقول كركوك مرة ثانية بمعدل 200,000 برميل باليوم اضافية لتبلغ 1,4
مليون برمل باليوم وعهدت مهام التنفيذ الى دائرة المشاريع برآسة غانم بمساعدة
النخبة من المهندسين.
لقد كان ذلك المشروع عملاقا بكل معنى الكلمة حيث اشتمل على انشاء
محطتين جديدتين لعزل الغاز , معمل تركيز للنفط بطاقة مليون برميل باليوم , محطة
لكبس الغاز , محطة لضخ النفط , مد مئآت الكيلومترات من الانابيب باقطار مختلفة يصل
بعضها الى متر , انشاء العديد من الخزانات باحجام مختلفة وما يتبع ذلك من الاعمال
الكهربائية والميكانيكية المختلفة الاخرى. انجز المشروع في الموعد المحدد في سنة
1979 وبكلفة تقارب المليار دولاربموجب الاسعار السائدة في حينه والذي تقدر
كلفته باضعاف ذلك بالأسعار السائدة في الوقت
الحاضر.
ما ان عاد غانم بعد ذلك الى دائرة هندسة التصاميم حتى عهدت اليه فور
بداية الحرب العراقية الايرانية في سنة 1980 مهام حماية المنشآت النفطية بالتنسيق
مع الجيش , القوة الجوية , الشرطة ومحطات الاطفاء الخاصة بالشركة ومدينة كركوك
اضافة الى اعبائه كرئيس لدائرة هندسة التصاميم.
ترك العراق في عام 1984 الى بريطانيا ليذهب بعدها الى الامارات
العربية المتحدة في منتصف عام 1985 ليلتحق بعدها بشركة الشارقة للتسييل الغاز(شالكو)
كمديرها الفني في بداية كانون الثاني 1986. فقد كانت شركة (اموكو) الامريكية قد
اكتشفت حقل الصجعة الغازي في امارة الشارقة وما ان بدأت بالانتاج الا وتقرر على
اثر ذلك تشكيل شركة اخرى لاستخلاص وتسييل غازي البروبان والبيتان اضافة الى بقية
السوائل البترولية الاخرى بهدف تصديرها. تتكون منشآت شالكو من مصنع لتسييل الغاز
بطاقة قدرها 440 مليون قدم مكعب باليوم من الغازات اضافة الى مرفأ للتصدير. كانت
الاعمال الانشائية عند التحاقه بشالكو قد وصلت الى مراحل متقدمة وتم اكمال المشروع
وتشغيله بنجاح في شهر تموز من ذلك العام.
عين غانم على اثر ذلك سكرتيرا لمجلس ادارة الشركة ليطلع ويساهم في
ادارتها على اعلى المستويات ليكتسب خبرات اضافية.
وبناء على نجاح الشركة فقد تقرر في عام 1993 زيادة طاقتها الانتاجية
بنسبة 70 % الى 750 مليون قدم مكعب باليوم ليتم انجاز المشروع بنجاح في عام 1994.
استمر غانم بالعمل في شالكو لمدة تزيد على 21 عاما ليترك العمل في سنة
2007 ويتفرغ للتأليف.
********************
المـؤلـف
يقول في كتابه (العراق وصناعة النفط والغاز في القرن العشرين) الصادر
بالغة الانكليزية عن دار نشر جامعة نوتنكهام البريطانية في شهر ايار 2012 بأن
العديد من اصدقائه العاملين في كافة مجالات الصناعة النفطية في كافة انحاء العراق
قد حصلوا على خبرات كبيرة مشابهة لخبرته , كل في مجال اختصاصه , مما ساعد على
ازدهار الصناعة النفطية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. الا
انه بالرغم من ان واردات النفط الهائلة الناتجة عن ذالك الازدهار والتي كانت تمثل
شريان الحياة الرئيسي بالنسبة للعراق فان العاملين في تلك الصناعة قدهمشوا بسبب
الثورات والانقلابات وعدم الاستقرار السياسي من قبل السياسين المغامرين ذوي
الخبرات المحدودة.
لقد بدت الحاجة واضحة وملحة
للاعتراف بالجهود الكبيرة والمخلصة التي بذلت من قبل العاملين في تلك الصناعة وعلى كافة المستويات
الا ان الفرصة لم تسنح الا مؤخرا حيث قرر تأليف كتابه بتشجيع ومساعدة العديد من
اصدقائه من خبراء النفط المخضرمين ليعيد الاعتبار والتقدير الى تلك النخبة التي
ازدهرت على ايديها صناعة النفط والغاز في العراق.
قامت دار نشر جامعة نوتنكهام البريطانية على
اثر نشر الكتاب باصدار البيان الصحفي ادناه (النص الانكليزي فقط) :
Press Information
Iraq
Oil and Gas" (ISBN: 9781908062635)
Ghanim Anaz
25 May 2012
First comprehensive guide to Iraq’s oil
industry reveals its enormity -
and the chaos and destruction in its wake
The first state of the nation guide to Iraq’s
142 billion barrels of recoverable oil is published today.
Iraq Oil and Gas, from Nottingham University Press, is hailed as the definitive guide to
the third largest oil reserves in the world - a country floating on oil.
The 538 page volume documents the industry as it
is, and how it got there and how massive
resources were so grossly wasted on the destruction of the country and the
killing and impoverishment of its people.
Author Ghanim Anaz, an Iraqi oil and gas
veteran, starts with the turbulent and
violent political events of the twentieth century including coups, revolution,
tragic and destructive wars, and sanctions which brought the country to its
knees
He takes the reader through the difficult relationship
between the Iraqi government and Iraq Petroleum Company, IPC; and between the
Syrian government and the IPC which ended in its nationalisation in June 1972;
as well as the bitter disputes with Syria which closed the Syrian pipelines
system in 1984.
And todays upstream
and downstream oil and gas industry - including exploration, discovery,
planning, construction, management and the operations of the hundreds of
plants, refineries, pipelines and terminals.
Ghanim Anaz said: Many
books and hundreds of papers and articles have been published dealing with
commercial, technical, political or historical aspects relating to Iraq’s oil
and gas industry, but no single comprehensive volume has brought everything
together. This book is designed as a focal point, to meet that very need.
I have combined 47 years of experience in the
oil and gas industry, much of it in Iraq, with extensive research and brought
it to life by firsthand accounts of my own, and of many friends
and colleagues who have participated in or witnessed most of the historical and
political events that shaped the industry.
Iraq Oil and Gas is available from Nottingham University Press, as well as other leading
Booksellers; and, in the US, exclusively through Independent Publishers Group,
Order Department, 814 North Franklin Street, Chicago, IL 60610 - email orders@ipgbook.com
Notes to editors - about the author
Ghanim Anaz spent 47 years in the oil and gas
industry in Iraq, the United Kingdom and the United Arab Emirates, with a range
of senior posts in organisations including the Iraq Petroleum Company (IPC) in
Kirkuk, and the Sharjah Liquid Petroleum Gas (LPG) Company (Shalco), a joint
venture between the Government of Sharjah, UAE, AMOCO, and two Japanese
companies, Itochu and Tokyo Boeki.
As well as policy, planning, budget, management
and other top decision-making roles, he led the $1bn expansion of the Northern
Iraqi oilfields from one million barrels per day to 1.4 million barrels, and
the expansion of an LPG plant and terminal, from 440 to 750 million cubic feet
per day.
As secretary to the Board of Directors of Shalco
he worked with many other senior Iraqi oilmen including those of the IPC,
AMOCO, BP, Crescent Petroleum, Dana Gas, the French contractors Entropose,
German contractors Mannesmann, and the Japan Gas Company (JGC).
ترجمة البيان الصحفي
25 ايار/مايو
2012
دار نشر جامعة نوتنكهام
بيان صحفي
نفط وغاز العراق – رقم
الكتاب الدولي
(ISBN: 9781908062635
غانم العناز
اول دليل متكامل يكشف ضخامة صناعة النفط في العراق
والفوضى والدمار الذي حصل على اثر ذلك
اول دليل عن اخر
المستجدات عن الاحتياطي النفطي العراقي الثابت والبالغ 142 مليار برميل قد نشر هذا اليوم.
نفط وغاز العراق
, الصادر عن دار نشر جامعة نوتنكهام , يستقبل بالترحيب كدليل متكامل عن ثالث احتياط
نفطي في العالم – العراق , بلد يطفو على النفط ( عنوان قصيدة للمؤلف باللغة الانكليزية منشورة في الكتاب وفي آخر هذا المقال) .
الكتاب ذو ال 538
صفحة يوثق الصناعة كما هي الآن وكيف وصلت الى هناك وعن كيفية اهدار مواردها
الهائلة في تدمير البلد وقتل وافقار ابنائه.
المؤلف غانم
العناز , خبير النفط والغاز العراقي المحنك , يبدأ بأحداث القرن العشرين السياسية
المضطربة والعنيفة بما فيها الانقلابات ,
الثورات , الحروب المأسوية
والمدمرة , والحصارات التي اوصلت البلد الى حد الركوع .
فهو يأخذ القارئ
خلال العلاقات الصعبة بين الحكومة العراقية وشركة نفط العراق التي انتهت بتأميمها
سنة 1972, اضافة الى الخلافات المريرة بين الحكومة السورية وشركة نفط العراق من
جهة وبين الحكومتين العراقية والسورية من جهة اخرى التى ادت الى قيام قيام الحكومة
السورية بغلق منظومة خطوط انابيب النفط في عام 1984.
اضافة الى صناعة
النفط والغاز في الوقت الحاضر بما في ذلك التنقيب , الاستكشاف , التخطيط , التشييد
, الادارة والتشغيل لمئآت المنشآت , المصافي , خطوط الانابيب والمرافئ.
يقول غانم
العناز: لقد نشر العديد من الكتب والمئآت من الاوراق والمقالات عن الامور التجارية
, الفنية , السياسية والتاريخية المتعلقة بصناعة النفط والغاز العراقية الا انه لا
يوجد مجلد متكامل واحد يشتمل على كل هذه المواضيع. لذلك فقد صمم هذا الكتاب ليكون
بؤرة لسد هذه الاحتياجات بالتحديد.
لقد دمجتُ خبرة
47 سنة في صناعة النفط والغاز , معظمها في العراق , مع بحوث شاملة واخرجتها للوجود
بخبرتي الشخصية وخبرات العديد من الاصدقاء والزملاء الذين ساهموا او شهدوا معظم
الاحداث التاريخية والسياسية التي اسهمت في صياغة
الصناعة.
نفط وغاز العراق متوفر من دار نشر جامعة نوتنكهام اضافة الى العديد من دور
الكتب الكبيرة , وفي الولايات المتحدة حصريا على العنوان المذكور اعلاه (والآن على
الانترنت من شركة امازون وغيرها.)
ملاحظات لرؤساء التحرير – عن المؤلف
لقد امضى غانم
العناز 47 عاما في صناعة النفط والغاز في العراق والمملكة المتحدة والامارات
العربية المتحدة في عدد من الوظائف المتقدمة في منظمات تشمل شركة نفط العراق في
كركوك وشركة الشارقة لتسييل الغاز (شالكو) المملوكة من قبل حكومة امارة الشارقة
وشركة اموكو اضافة الى الشركتين اليابانيتين
اوتوجو وتوكيو بوكي.
فبالاضافة الى
دوره في رسم السياسة , التخطيط , الميزانية , الادارة وغير ذلك من القرارات المهمة
, فقد قام بقيادة مشروع رفع الطاقة الانتاجية
لحقول شمال العراق من مليون الى مليون واربعمائة الف برميل من النفط الخام
باليوم بكلفة تقارب المليار دولار ورفع الطاقة الانتاجية لمنشآت شركة الشارقة
لتسييل الغاز من 440 الى 750 مليون قدم مكعب من الغاز باليوم.
وكسكرتير لمجلس ادارة شالكو فقد عمل مع العديد من كبار رجال النفط
العراقيين وغيرهم في شركات: نفط العراق , اموكو , النفط البريطانية , الهلال ,
دانة غاز , انتربوز الفرنسية , مانيزمان الالمانية وغاز اليابان.
********************
الشاعـر
عضو اتحاد كتاب وادباء الامارات العربية المتحدة (سابقا)
عضو كتاب مدينة واتفورد البريطانية
تعود حكاية شغفنا انا وغانم بالشعر الى ايام الدراسة الابتدائية حيث
كنا نقوم بحفظ المحفوظات وننشد الاناشيد
المدرسية الصباحية.
الا ان اهم العوامل التي رسخت شغفنا بالشعر كانت دروس البلاغة في الصف
الخامس الاعدادي على يد المدرس المخضرم المرحوم ايوب صبري. فقد تعلمنا على يده
مبادئ البلاغة ومحاسن وعيوب الشعر بالاضافة الى التعرف على فحول شعراء العصر
الجاهلي كشعراء المعلقات امثال عنترة والنابغة وزهير وعصر صدر الاسلام والخلفاء
الراشدين كحسان بن ثابت وكعب بن زهير صاحب قصيدة البردة الشهيرة والخنساء والعصرالاموي
كجرير والفرزدق والاخطل والعصر لعباسي كابي تمام والبحتري وابي نواس وبشار بن برد
ومن اتى من بعدهم كابي العلاء والمتنبي وابي فراس الحمداني وحفظنا المشهور من
اشعارهم.
اما انا فقد توقفت عند الحفظ للمئات من تلك الابيات الا ان غانم لم
يكتفي بذلك بل باشر بكتابة الشعر في وقت متأخر في خلال العقدين الماضيين. لقد نشر
له اكثر من اربعين قصيدة ولازالت قريحته متفتحة الى اليوم. اضافة الى ذلك فقد باشر
بكتابة ونشر بعض قصائده باللغة الانكليزية. وعليه فلا يسعني الا الدعاء لأخي
بالصحة وكل خير.
اما الان فيطيب لي ان اتمثل ببعض الابيات الجميلة من قصائده.
قصيدته المهداة لي شخصيا بعنوان:
صديق العـمـر
صديقُ العمر حيّانـا
وصاغ الـودَّ ألـوانـا
بصوتٍ هادئٍ عـذب ٍ فأجرى
الشوقَ ألحانا
...........
وعدنا نذكـرُ الماضي
ومـا صـار وما كانا
ويوم كـنّـا صـبـيـانـا وكان
الأهـل جيـرانا
...........
ويوم عـدنـا شـبّـانـا
وكان الـقـلبُ ريّـانـا
غــداة هـــزّنــا حُــبٌّ
فـأشـقــانـا وأحـيـانـا
الى اخر هذه القصيدة الجميلة
قصيدته الرائعة في رثاء اخيه الاكبر وهو في الغربة بما فيها من الالم
واللوعة ومناجاة النفس :
آهـــاً اخـي
تبكي عـيـوني
أخـا ً كان لـنا سـنـدا
كان الكريـم الـذي
في مالـه زهِـدا
...........
أبكـيه ِ في غـربة ٍ ما
كـنتُ أقصدهـا لـولا
حـروبا ً لهـم إسـتـنـزفت بـلـدا
...........
قد كـنتُ أرجو
لـقاءً قـبل مفـتـرق ٍ يـطفـي
لـهـيـبا ً في الأحـشاءِ مـتّـقـدا
لـكــنّـمـا تــلـكــمُ الأقــدارُ
راصـدة ً كـل ابــن
آدم إن قـام
وإن قــعــــدا
أقـولُ للـنفس رفـقـا ً عـلّكي تجـدي
في الصبـر بعض الذي ينسي وإن بَعُـدا
وأنصحُ القلبَ بالـتـسبـيح
ما قـدرا كي
يـطمئن ّ ويمضي العـمـر مـتـئـدا
...........
فالله يـرحمـكَ يا
واصلا ً رحـمــا والله يُـكـرمــكَ
من فـضـلـه رغـــدا
...........
قصيدته البديعة التي يدور فيها حوار جميل بينه وبين منارة اشبيلية
ومحراب جامع قرطبة الشهير:
الأنـدلـس
صـاح الـدليـل هـذه إشـبـيـلـيــا قلت
بلى ذات المنارةْ
العالـيةْ
...........
وعدت أمضي صاعدا ً في جوفها مـسـتعجلا ً سعـياً على
أقداميـا
ما أن وصلت
سطحها حتى بدا
ما حولها يرنو
إليها صاغـيـا
مـنتـظـرا ً صوت الأذان مـعـلـنـا ً وقـت
الصلاة للجموع الآتـيــة
وقــفـت مذهـولا ً أناجـي
ربــيــا مـسـبـحا ً أدعـو
لهـا بالعـافـيـة
...........
صاح الدليـل قد
وصلنا قرطبةْ قلت
نعم دار الخـلافـةْ الهاديـة
عـرفـتـهـا مـن صغـري
بأنـهــا بـحـر العلوم
والفـنون الساميـة
جـامعهـا الكبـيـر أضحى
معْلماً يروي لنا
فنّ العمارةْ الراقـيـة
...........
وذلك الـمحراب يُـبـدي
هـيـبـة ً كأنـه الشيخ
الجلـيـل الصاغـيـا
يـنـتـظر الإمام يلـقي
خـطـبــة ً تـعـيـد أمـجاد
القـرون الخاليــة
ما أن رآنـي مـقـبـلا ً
في لهـفـة ٍ حـتـى
بــدا مـنـاديــا ً بإسـمـيــا
يا مـرحـبـا ً بمن
أتاني زائــرا إنـي
قـليـلا ً ما أرى
أصحابـيـا
أجـبـتـهُ في رهـبــةٍ
يا سـيـدي أبـشر
فأنـت في القـلـوب
ثاويـا
صافحتـه على انـفـرادٍ
هـامـسا من يا ترى صافحت َ من
أجداديا
قال عرفت البعض
منهم زائرا والبعض
عاش ههنـا في
قربـيـا
كان ابن زيدون
مقـيـما ً جـنـبـنـا
يسمعـنـا شعـرا ً رقـيـقـا ً
مشجـيـا
وكان يأتـيـنــا غــنـاءً
مـطــربــا زرياب فـيـه
عـازفـا ً أو شاديـا
للعـلـم كانـت حـلـقـات
عـنـدنــا لهـا ابن
رشـد رائحا ً أو
غاديـا
إني سـعـيـدٌ أن
أرى أحفـادهـم يأتـونـنـي لـيسألـوا
عـن حـالـيــا
...........
اما القصيدة المؤثرة التالية فتقارن بين امجاد العراق الماضية ومرارة
الحاضر والدعوة للتمسك بالامل :
مَـهـدُ الـحـضـارةِ
جلستُ
أرنو إلى ما حَـلّ في بـلدي ذاكَ
العراقُ الذي ما غابَ عن خَلَدي
...........
مَهـدُ الحضارةِ يا مَنْ عـلّـمَ الأمـمـا
كـتابة الحرفِ واسـتـنـساخـهِ
بـيـدِ
سَـنَــنْـتَ أوّلَ قـانــونٍ بـلا جَــدلٍ لِــتـنـشُـرَ العَـدلَ بيـنَ الناسِ للأبــدِ
عَـجـائـبُ الـد نـيـا مـنها جَـنـائـنُـكَ مُـعَـلّـقـاتٍ فـي يُـسـر ٍ
وفي رَغــدِ
...........
فارقـتـكَ مُـرغـمًا لا
طالـبًـا طـمَعـا كي أرجـعَ بـعـدَ أنْ تَــشفى منَ الأوَدِ
طال انـتظاري وما
خفـّتْ مَصائـبُـكَ ها أنـتَ ذا
سِــلعـة ً للساسـةِ الـجـد دِ
وعُـدتُ أزجرُ نـفسي
صائحًا عَـجَـبٌ كـنـتِ التي تـنصحـيـنَ
الناسَ بالجَـلـدِ
تـفـاءَلي وانـشُـري
ما بـيـنـنــا أمَـلا ً أنــتِ الـتـي دائـمًـا تـدعـيـنَ للـرَشــدِ
...........
ويفند في قصيدته الساخرة التالية الوعود المعسولة والكاذبة لدول
الاحتلال التي جلبت الخراب للعراق : طــال اشـتـيـاقـي
طال اشـتـياقي لـلـعـراقِ
طـالا عشرون عاماً
قد مضت ترحالا
...........
جال العـدوُّ في
عراقـي جـالا أمـسى
الـخراب سـافـراً مـخـتـالا
قـال أتـيـت مـن
بـعـيــدٍ قــالا مـــحـــررا ً لا
نــاويـــا ً إذلالا
كان نــفـاقــاً كلّ
ما قـد قـالا بـل
غـازيـاً مـستـعــمـراً قــتـــّالا
...........
قـال مـنـايا مـن
قــديــمٍ قــالا أرعــى نـفـوطــا ً
عــمـرها آزالا
إني سأحـمي ما
لـديـكم قــالا مـسـتـعــفـفــاً لا
سـارقـاً مـحـتـالا
ثـم سـأبـنـي لــعــراق ٍ
قـالا يــزهــو رخـاءً
سـاحـــبــا ً أذيـالا
كـان افـتـراءً كلّ ما قـد
قـالا مـا مـن
نـبـيـهٍ صـدّق مـا
قــالا
...........
اما في قصيدته الرقيقة التالية فيدور حوار لطيف بينه وبين زوجته :
شـــارد الأفــكــار
قـالــتْ أراك شـــارد
الأفــكــارِ مــستـيـقـضا
ً تـنهضُ في الأسـحـارِ
...........
عند الغروب جالـسا ً في وحدة ٍ مـنـتــشــيــا ً تــصــدحُ
بـالأشــعــــارِ
وفي الليالي ساهرا ً في
خـلوة ٍ مـسـتـرخـيـا
ً تـنـظـرُ فـي
الأســفــارِ
فان علا سـمعك َ لحـنٌ
هـادئٌ طــربــتَ مــهــتــــزا ً مـع
الأوتـــارِ
إني أخاف أن
يقولن ْ بعضهـمْ ذا زوجــكِ
مــســتـغـــربُ الأطــوارِ
فقـلتُ لا تصغـي
الـيهـم إنني لا
آبـــهُ لـلــجــاهــــلِ الـــمـــهــــذارِ
أمـا عـلـمـتِ مـن
قــديـمٍ أنـهُ لـن ْ
تــنــتـهـي ثــرثــرة الـثــرثــارِ؟
...........
اما قصيدته التهكمية واللاذعة التالية فيعبر فيها عن تفشي الجشع
والفساد الذي نراه في وقتنا الحاضر: باع الضـمـيـرا
قـل لِمن
باع الحـيـاءَ والضـمـيـرا وجـنـى
من ذلك مالاً وفـيـرا
كنتَ في
الماضي فـقيـراً وأثـيـرا
فارتعِ اليـومَ
غـنـياً وحـقـيرا
فارتدي ما
شئتَ وشيـاً أو حريرا
فالحميرُ بالحُلي تبقى
حميـرا
واشتري إن شئتَ
ماساً أو قصورا
فغداً تصلى جحيماً
أو سعيرا
...........
واليك الآن قصيدته الساخرة لما يعانيه المواطن العراقي للحصول على
ابسط حقوقه :
جــواز ســفـــر
قــد بـلـيــنــا بــجــواز ٍ ما
صفـا يـومـاً وطـابْ
فـهـو كالـمعلـولِ فـيـنـا يـشكـو حـمّـى
واكـتـآبْ
مـنـذ بـدءِ الحـمـل
فـيـهِ يـقـتـفـي درب
الـعـذابْ
...........
يـبـدأ الـعـمــر يــتـيــمـاً ويـعـانـي الاضـطــرابْ
فهــو مـحـكـومٌ عـلـيــه ِ بالــعـــذاب والـعـــقـــابْ
...........
إن بـغى تجـديـد
عـهــدٍ بـعــد ان
كـلّ وشــابْ
عـاد يـستـجـدي رضــاءً ويــبـرهــن ْ الانـتـسـابْ
لــيـغـوص مـن جــديــدٍ فـي
كــتـاب ٍ وخـطــابْ
ويــمــل ّ مــن وعــــود ٍ تـلـهـث خـلـف
السرابْ
...........
فهـو دوماً تـحـت
شـك ٍ وهــمـــو في الارتــيـــابْ
يا تـرى هـل
من شـفـاءٍ قــبـل
فـقــدان الصــوابْ
...........
واليك الآن قصيدته الجميلة والمرحة عن الارق والقليل منا من ينجو منه
:
طـالَ لــيــلـي
ما لـهـذا
الـنـوم لا يـرثي
لـحـا لـي
|
|
طـالَ لـيـلـي
دونـما عــذرٌ بــدا لـي
|
أمْ
تُــراهُ سـاهــيـاً غـيـرَ
مـُـبـا لـي
|
|
أتُــرانـي قــد
أسـأ تُ الـظـنَ فــيــهِ
|
|
...........
|
|
لا
يُــبـالـي بـالـمواعــيـدِ حِــيـا لـي
|
|
فـهـو
قـد أصـبـحَ يأ تــيـني نـهـاراً
|
قـاطعـاً ما
كان من حـلـوِ الـسجـا لِ
|
|
وهْــو قـد
يـهـربُ مـني في الـليـا لي
|
زائـري مـا
دمـتُ حـيّـاً في الـليـا لـي
|
|
هــوَ خِـلّـي
مُــذ خـلـقــتُ وسـيـبـقـى
|
لا
أبـالـي إن أصــيــبَ
بِـخَــبــا لِ
|
|
وسـأبـقـى
شـاكـراً هـذا الـصـديــقَ
|
اما آخر قصائده فقد نالت الكثير من الاعجاب ومن قبل كبار السن خاصة
ولننشر الجزء الأكبر منها:
قــالَ لــي
بـصــوتِــهِ
الـمُـجـلـجِــلِ
|
|
قــولاً
غـريـبــاً قــالَ لــي
|
ولــهْــجَــةِ الـمُـنـفـعِـــلِ
|
|
وهَــيـئـــةِ الــمُـنــذهِـــلِ
|
فـي غُــربَـتـي ومَـعـزِلـي
|
|
اريــدُ
أن تـسـمـعَ لــي
|
يُــخـرجُـنـي
مـن مَـلـلـي
|
|
يـا
صاحـبـي انـتَ الــذي
|
مُــثــقـلــةً بـالـعِـلـــلِ
|
|
إنّ
الـحـيـاة أصـبـحـتْ
|
وكـــثـــرَةِ الــمَـشـاغِــلِ
|
|
وبــالــهُـمــومِ تــــارةً
|
بـوَهَـــنٍ
فـي أرجُـلــي
|
|
لــقــدْ
بَــدأتُ أشـعُـــرُ
|
تُـعـيـقــنـي
فـي عَــمَـلـي
|
|
وبـالــيــديــنِ رَعـــشَــةً
|
يُـشـعِـرُنـي بـالـخــجَــلِ
|
|
وثِــقـــلاً فــي
أذُنـــي
|
حــتـى
بَـــدا كالـجَـنْــدَلِ
|
|
لــقــدْ
تــنـامـى وَسَـــطــي
|
ذاك
الـغـزيــرِ الـمُـرسَـلِ
|
|
وقــد
فــقــدتُ شَـعــرِيــا
|
مِــرآتــهــا لا
تــنـجَـلــي
|
|
وأصـبــحَــتْ ذاكِــرتــي
|
لـبـعـضِ ما
قـدْ قـيـلَ لـي
|
|
حــتـى
غــديـتُ نـاسِـيـــاً
|
لــكــنّــنــي لا
فِــكــرَ لي
|
|
فـكـمْ
وكـمْ قـدْ قـيـلَ
لـي
|
كـي
نُــدْفــعَ لـلــخــبَــلِ؟
|
|
الـيــسَ
ذاكَ كافِـــيـــا
|
********
|
****
|
********
|
بــنــغــمَـةِ الـمُـسْـتـرسِـلِ
|
|
وعــادَ
يَــرنــو قـــائلاً
|
مـــنَ
الـــزمـــانِ الأولِ؟
|
|
أتـــذكــرُ
مـا قــد مَـضـى
|
وصِــحــبَــةِ الأفــاضِــلِ
|
|
مـنْ
رِقــةٍ فـي قــولِـنــا
|
لـلـجـاهِـــلِ والـغــافِـــلِ
|
|
ورَحْـمَـةٍ
فـي فِـعـلِـنـــا
|
مــنَ
الــزمـانِ الـمُـخـجِــلِ
|
|
ومـا
أتـى مـنْ بَــعـــدِهِ
|
وسَـــطـــوةِ الأســـافِــــلِ
|
|
مـن
جـشـعٍ لا يــنـتـهــي
|
وكــثــــرَةِ الــمَـهــازِلِ
|
|
وقــســوَةٍ فـي
بَـعـضِـنــا
|
يــدعــو
الـى الـفـضـائــلِ
|
|
فــقــد
غــزانــا جــاهـــلٌ
|
وَهــــو
مـــنَ ألأراذلِ
|
|
لـــيَـــدّعــي حـــضـــارةً
|
حَـــلاً
لـــذي الـمَـشـاكِلِ؟
|
|
هـلْ
يا تُــرى سـوفَ
نـرى
|
اما قصيدته التالية باللغة الانكليزية فقد نالت كذلك الكثير من الاعجاب
خصوصا من قبل كبار السن : WONDERFUL YOUTH
I was once very young
Who would sing any song
I would laugh at any joke
And would chuckle as I talk
I was once truly free
As a sparrow on a tree
I would fly here and there
And could soar without a care
I was bold, I was daring
I was soft, I was caring
I would venture anywhere
And may touch a star up there
I had once a dancing soul
That would dart, never crawl
I had heart ready to spark
If a beauty hits the mark
Now I feel so very tame
With no fire or a flame
With no twinkles in my eyes
Oh old age stop your sighs
Oh my youth call again
Wake me up, jerk the brain
Dust my soul, brush the rust
Bring me laughter with a gust
Oh my youth bring me cheers
Ring your bells in my ears
Shine your sun and chase the rain
Flash your rainbow once again
اما قصيدته التالية فقد اصبح يتمثل بها لنعمة النفط التي قد تنقلب الى
نقمة بيد الحكومات الجاهلة كما جاء في البيان الصحفي لدار نشر جامعة نوتنكهام
اعلاه :
IRAQ A
country floating on oil
Some oil was set on fire
to
get the whole oil boil
To brew a fatal stew
of war, blood and toil
Courtesy of Chefs greed,
Ignorance and broil
ملاحظة : بالامكان الاطلاع على ديوانه ومقالاته الاخرى على مواقع
الانترنت التالية :
ghanim-anaz.blogspot.co.uk
almosul.com
almosul.org
شكرا اخي الدكتور فاضل القاضلي مقالة رائعة والله .. تحياتي للاستاذ غانم العناز وتمنياتي له بالصحة الدائمة والعمر المديد .ا.د.ابراهيم خليل العلاف
ردحذفشكراجزيلا اخي الدكتور ابراهيم على كلماتك الرقيقة وشعورك الطيب نحوي وعلى نشرك مقالة اخي الدكتور فاضل القاضلي.
ردحذفبارك الله فيك ووفقك لكل خير فما احوجنا في هذه الايام لرجال من امثالك.
أخوك غانم العناز
العفو .......هذا واجب ...تحياتي
ردحذف