التقنية الرقمية –الانترنت- ودورها فى أدب الطفل
بقلم : السيد نجم
هذه قراءة تحليلية في تقييم التقنية الرقمية (الانترنت)، وبيان خصائصها (إيجابا وسلبا) بحيث يمكن تزكية جملة الايجابيات، والتخلص من السلبيات. كما تشير تلك القراءة إلى التقنية الشفهية، والتقنية الكتابية (الطباعة) كتقنيات لا يمكن تجاهلها.. ثم التقنية الرقمية تفصيليا.
* تقنيات إبداع أدب الطفل..
أ – ما هي التقنية؟
تعد التقنية المستخدمة فى حمل وتوصيل العمل الفني للطفل، أحد العناصر المهمة التي يتكون منها الخطاب الأدبي والثقافي المعرفي للطفل، ويعني الحالة التي يتواجد عليها النص فى زمن التلقي، والتي تؤثر على تكوين ورؤية المتلقي.
كان التلقين هو المناسب للطفل من خلال التقنية الشفهية: التي رافقت الطفل منذ فجر البشرية (والآن هي التقنية الشائعة فى مرحلة ما قبل المرحلة الكتابية، وما زال هاما فى مراحل ما قبل المدرسة).. وهو عبارة عن مجموعة من السير والحكايات والأحاجي والنوادر، على شكل قصص مروية للطفل. ثم أصبح للورق منجزه الخاص مع التقنية الكتابية فى تشكيل ونشر “أدب وثقافة الطفل”، وأصبح له لغته الخاصة به، بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل: ما بين الكتاب، الصحيفة، المجلة، الألعاب الثقافية.. وغيرها. وأخيرا التقنية الرقمية، التي أتاحت مجموعة من الإبداعات القصصية والشعرية والثقافية العامة، بالإضافة إلى الألعاب الالكترونية الجديدة كنص ثقافي جديد للطفل. (1)
ب- نشأة التقنيات وتطورها
هي مراحل ثلاث نشأ ورسخ فيها أدب الطفل، تلك النشأة بدت على ارتباط جوهري بالتقنية المتاحة، فى كل مرحلة: المرحلة الشفهية.. ثم المرحلة الكتابية.. وأخيرا المرحلة الرقمية.
أولا: التقنية الشفهية
راجت تلك التقنية الشفهية وتطورت بتطور التفكير الانسانى، لفترة تعد بالقرون (منذ أن عرف الإنسان الاستقرار والحياة الاجتماعية، حتى بدأ يعرف الكتابة ويسجل أفكاره وأخباره، على الجلود والحرير والبردي والفخار والحجار، وبدت ذروة نجاح الإنسان مع اختراع آلة الطباعة).. حيث بزغت إلى جانب الملاحم والأساطير.. الأحاجي والألغاز والنوادر، والسيرة وغيرها. كما استمرت وراجت مع المرحلة التعليمية الأولى للطفل، وتعضيد البحوث التربوية لها.
تلك التقنية اعتمدت على “التلقين” كوسيلة لإيصال الأفكار، سواء من الجدة والجد، الأم والأب. عرفت الجماعات البشرية السامر، كان بينهم من يقوم بعمل شاعر الربابة أو المغنى الشعبي، حيث القدرة الحكائية موهبة للبعض. فكل الملاحم والأساطير المعروفة، وهى مادة جيدة لإبداع الطفل (الآن).
ثانيا: التقنية الكتابية
بدأت التقنية الكتابية تاريخيا قبل اختراع “آلة الطباعة”، وكانت الكتابة على جدران المعابد، والرقائق المختلفة. وان راج أدب الطفل القديم المتمثل فى توظيف الخوارق والأساطير والحكايات، جاء بعد اختراع (آلة الطباعة) التي لعبت دورا جديدا في تاريخ الثقافة الإنسانية. ثم بدأت الصيحة بضرورة طباعة الكتاب الخاص بالطفل، من حيث (الشكل والمضمون).. ووجدت الدعوة صداها, فكانت كتب الطفل في القرن السابع عشر الميلادي، والحافلة بقيم الوعظ والإرشاد, كما اعتمدت على الأصول الشعبية.. وبمواضيع الشيطان والجن والسحر.(2)
فى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.. ظهرت كتابات “جون نيوبرى” حيث كانت كتبه متضمنة بعض الصور الجذابة التي تجعل من الكتاب سلعة مرغوبة للطفل الصغير.. بالإضافة إلى الورق الجيد والإخراج الفني الجيد. ومن المعروف أن أول كتب الأطفال في العصر الحديث، كانت بالقرن التاسع عشر، طبعت في فرنسا عام 1830م, بينما أول مطبوعة عربية للطفل عام 1870م (روضة المدارس– مصر)..(3)
ثالثا: التقنية الرقمية.. يقترح الكاتب تعريفا لأدب الطفل يتوافق والمعطى التقني الجديد: “هو كل نص يتشكل بحسب معطيات التقنية الرقمية، بتوظيف اللغة الرقمية والبرامج المتاحة داخل جهاز الكمبيوتر، بحيث يتضمن “الصورة- الصوت- اللون- الحركة- الكلمة”، فى تشكيل فني، يساعد الطفل على نمو الذوق والشخصية، ويتوافق مع احتياجات عالم الطفل الشعورية والمعرفية”.
تتخذ النصوص الرقمية للطفل أشكال “القصة/الحكاية/ الألعاب الثقافية والترفيهية/الشعر”.. كلها أشكال تبعث على السرور والبهجة للطفل.. وتعد النصوص الرقمية أكثر إثارة ودهشة للأطفال. كما أن تلك النصوص الرقمية تؤدى الوظائف العامة للنصوص الورقية، من حيث كونها وسيلة تربوية وتعليمية، وتساعد الصغير على التخلص من انطوائه والإحساس بالايجابية، حين يشارك فى إنتاج النص، والانتقال من مفهوم إحساس الفردية إلى الجماعية.
& ركائز أدب الطفل الرقمي
الركيزة الأولى:كاتب أدب الطفل الرقمي.. هو المتعامل الواعي بأسرار التقنيات السردية/المشهدية، بالإضافة إلى أسرار التقنيات التكنولوجية، في بناء العمل الأدبي الرقمي، مع قدرة المبدع الرقمي في توظيف هذا العنصر أو ذاك، وبدرجة نجاح مناسبة تحقق توظيف العناصر المختلفة في البناء الكلى للعمل الابداعى الرقمي”(4)
إذا كان العرف يشير إلى أن الكاتب/المبدع (عموما) يتميز بقدر وافر من الخيال الحي والخصب، مع المثابرة على الانجاز.. امتلاك الرؤية المستقبلية، الإحاطة بالواقع المعاش.. خصوصية التناول والمعالجة الفنية لأفكاره.. وغيرها من الملامح الضرورية لإنتاج إبداع جيد. فان كاتب أدب الطفل الرقمي يزيد عليه، البحث عن الحلول التقنية لإنتاج عمله الفني المنتظر، من خلال السؤال المحوري: “عم سوف يعبر؟ كيف يتم التعبير؟” (5)
الإجابة هي أن يتحلى الكاتب الرقمي بالآتي: 1-البحث في جوهر خصائص الثقافة الرقمية.. لم تعد “محاور الثقافة الرقمية” منفصلة عن جوهر العملية الإبداعية، بحيث بات على الكاتب مواكبة وفهم دلالة بعض القضايا مثل: “غلبة الصورة في الثقافة الرقمية- آفاق الانجازات المتوقعة بفضل توظيف التقنية الرقمية.. وغيرها”. 2- على الكاتب الإلمام بأسرار الكمبيوتر ولغة البرمجة، وعليه أن يتقن لغة إل HTML وغيرها.. وعليه أن يعرف فن الجرافيك والإخراج السينمائي، أن يعرف فن إل Animation. .. الكتابة بالصورة المتحركة والثابتة.. استخدمت مؤثرات بصرية وسمعية مختلفة، باستخدام برنامج الفلاش ماكرو ميدياً.. طرق الاستعانة بمقاطع من أفلام سينمائية.. وغيرها. 3- أن يكون ملما بأسرار فنون الكتابة السردية.. سيناريو السينما وكتابة المشاهد المسرحية.. أسرار الكتابة الشعرية من موسيقى وصور فنية وأوزان وغيرها. 4- أن يكون ملما بأبعاد القضية/المشكلة المطروحة للبحث، في المجالات المعرفية والاقتصادية والإعلامية المختلفة.. ومن أية وجهة نظر سوف يطرحها على الطفل. 5- مع الوضع في الاعتبار أن المنفذ الفعلي للتقنيات المهارية، ربما مبرمج أو مهندس، أو تقني ما، ومع ذلك يلزم أن يكون الكاتب متابعاً عن فهم. 6- قد يكون التخصص فى مجال أدبي معين حاليا غير متاح، إلا أنه مستقبلا يفضل الكاتب الرقمي المتخصص.. مثل كتابة الأعمال الأدبية للطفل. 7- الوعي بسلبيات “الصورة”، مثلما الوعي بكل معطياتها الايجابية، مثل معطى السماء المفتوحة وتأثيرها على خصوصية الشعوب، عدم مراعاة الصورة للمراحل السنية بالنسبة للأطفال. 8- الوعي بسلبيات الشبكة العنكبوتية، مثل سهولة النشر وإقدام البعض على نشر ما يعد تجارب أولية وغير جديرة بالنشر، وأيضا السرقات الفكرية، وكذلك إدمان الانترنت.(6)
الركيزة الثانية: محتوى أدب الطفل مع التقنية الرقمية.. إن محتوى أدب الطفل، قد بات على صلة أوثق بخصائص القرن الجديد.. التشابك بين الثقافة والأدب الرقمي والطفل، وخصائص ومعطيات التقنية الرقمية، أفرزا لونا جديدا من الثقافة والأدب للطفل، تمثل فى عدة أشكال على الشاشة، منها: شيوع وغلبة الثقافة العلمية وأدب الخيال العلمي للطفل. كما أن تقنيات الحواسيب أتاحت إنتاج نصوصا رقمية متنوعة تحت اسم “العاب الفيديو”. ثم توظيف التقنيات الرقمية فى الحاسوب لإعادة إنتاج قصص وحكايات تراثية أو حديثة، مع الاستفادة من هذه الإمكانات. وأخيرا توظيف الشاشة كصفحة ورقية.
تتيح التقنية الرقمية طاقة متجددة للتلقي، وملامح لغة جديدة.. قال “روبرت لوباج” عام 1997م عن أعماله التي تعتمد على فكرة/تقنية الإبداع التنقيحي، أنها أشبة بالصينية الممتلئة بالمشهيات، نختار منها ما نشتهى. أما الإبداع التنقيحي فهو المعتمد على فكرة الاختيار وإعادة الترتيب والإضافة.. مثل الفكرة الموسيقية “جوكى ديسك DJ” حيث الصوتيات القصيرة والمتقطعة وإعادة مزج الألحان الأصلية وإعادة ترتيبها لخلق موسيقى جديدة.. وغيرها من الأشكال الجديدة في كافة الفنون والآداب. وقد استتبع ما عرف ب “الإبداع التنقيحي”، خاصية: “التفاعلية”، سواء للترفية أو التعليم.. و”الانتقائية”، سواء للمحتوى أو الشكل.. وهو ما ينتج أعمالا هجين تعتمد على الإبداع التعاوني بين عدد من المبدعين. كما أتاحت للطفل إمكانية التفاعل والمشاركة.(7)
* خصائص البلاغة الرقمية الجديدة..
أ- ملامح وأشكال استخدامات “شاشة” جهاز الحاسوب… وأدب الطفل:
.. كتابة العمل الابداعى على صفحة الويب أو شاشة الكمبيوتر, ثم حفظه.. وهو ما يعنى أن استخدم الحاسوب كما الورق في التسجيل ثم الحفظ.
.. تناول بعض الأدباء استخدام مصطلحات ومحتويات شبكة الانترنت ضمن نسيج أعماله الإبداعية.. وهو ما يعنى دخول الجهاز وشبكة الانترنت ضمن هموم الكاتب، ومن نسيج عمله الابداعى (الورقي).. مع تمثل للتقنيات أيضا (مثل شكل البريد الالكتروني، والدردشة.. الخ)
.. من الأدباء من تجاوز الاقتراب الشكلي من الانترنت، وسعى إلى إبداع جديد يعتمد على الإمكانيات غير التقليدية التي تتحها الشبكة، خصوصا فى أدب الطفل الورقي.. توظيف الصورة والصوت واللون مع الكلمة فى لوحات متعددة لعدد من الصفحات المتتابعة.. أخيرا في إبداع جديد (الإبداع الرقمي) وهو يعتمد على إنتاج ما يشبه الفيلم السينمائي وفهم المبدع لتقنيات المونتاج والمكساج والتلوين والإخراج الفني بالإضافة للإبداع بالكلمة.
ب_عناصر الإبداع الرقمي الجديد للطفل: وسائط التقنية الرقمية، هي: الصورة – الصوت – اللون والرسم، ثم الحركة، وتجيء الكلمة في النهاية (بعد أن كانت قبلا “الكلمة” في المقدمة). وهو ما يعنى أن “النص الرقمي” متعدد الأدوات، ومتنوع، يخاطب الأحاسيس والمشاعر والعقل. سوف نتناول بعض من عناصرها.
*الصورة ودورها الهام فى الإبداع الجديد.. إن للصورة مميزات وخواص تجعلها على قدر من الأهمية لا يمكن إغفاله. فالصورة لها طبيعة رمزي واختزالية معا, يحكمها قانون: “أن ترى يعنى أن تختصر”, لذا وصفت الصورة بواقعيتها, فهي قادرة على التوصيل الناجح بتأثير أكبر من تأثير الكلمة (لوحظ أن استيعاب الفرد للمعلومات يزداد بنسبة 35% عند استخدام الصوت والصورة معا).(8)
*الصوت معضد للصورة في اللغة الرقمية.. يعد الصوت وسيط هام بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وهو عادة يقسم إلى صوت مرتفع وآخر منخفض.. أو أصوات منفرة وأخرى محببة. وقد بدأ الموسيقى “شيفر” دراساته حول كون الصوت مجال هام في الاتصال، أو “الاتصال الصوتي”. وقد تبعه في الباحث “تروا”، الذي خلص إلى أهمية الصوت في كونه وسيلة لتبادل المعلومات.. وخلص إلى أنه عادة يرجع الصوت إلى السؤال: ما أو من؟ أي السؤال عن مصدر الصوت، إلا أنه لاحظ أن بيئة المستقبل، يمكن أن تتقبل أصوات ربما حادة أو منفرة، مثل تلك الصفارة (الصوت الحاد) التي تسبق تشغيل الانترنت، ومع ذلك لا يشعر المستمع بالنفور، لأنها تهىء المستمع إلى الدخول في الشبكة.(9)
*تعزيز الثقافة البصرية باستخدام الألوان.. البصر حاسة تزود الإنسان بالمعلومات، وتساهم – إلى جانب السمع – في تكوين الفرد الثقافي، كما تساهم في تشكيل قدرته على رؤية الأشياء.. والتعرف على دقائق الأشياء. والبصر على خلاف السمع (الذي ليس له سوى بُعدٍ واحد) بينما البصر له عدة أبعاد، وللبصر وظيفة توثيقية، وله وظيفته فى جلاء البصيرة.. تتشكل البصيرة فيما تتشكل به، الثقافة البصرية، تلك التي تعتمد على الرؤية والمراقبة والقراءة. والبصر يتشارك مع غيره على الشاشة.(10)
لا يمكن إغفال تأثير الألوان المصاحبة للصورة، وتأثيرها على الشخصية، يقول الحق سبحانه وتعالى:
(ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) س”فاطر” آية27
(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك).. سورة “فاطر” آيه28
تشير د. عبير سلامة بأنه توجد في السياقات النقدية الغربية، والموسوعات، البلاغة تهتم بالعلاقة بين الصورة والنص (في الأفلام، الإعلانات، صفحات الإنترنت، الخ)، الصور في البلاغة المرئية تعبيرات عقلية عن المعني الثقافي. يستوعب مصطلح بلاغة الإنترنت جوانب جديدة للدراسة، قد يساعد في تفسير كيفية الإقناع/ التأثير في هذه البلاغة، عندما يُعاد تشكيلها في الوسيط الجديد، لأنه يساعد في تفسير كيف يدعم الاتصال طرق التعبير عن الذات والإبداع المشترك؟ فبلاغة الإنترنت تقاس علي جانبين: الاعتبارات الوظيفية، والآخر جمالي.. (11)
& خصائص المنتج الابداعى للطفل مع التقنية الرقمية
أولا: تزكية الثقافة العلمية والخيال العلمي فى أدب الطفل:
تشير الدراسات في مجال تاريخ العلوم، أن القرن العشرين قفز بالانجاز العلمي في كافة المجالات، وأنه على صورتين متلازمتين: أصبح معقدا عن ذي قبل.. وأيضا المادة العلمية متضخمة ومتنوعة ما بين الفيزياء والعلوم الرياضية والطب والبيئة وتكنولوجيا الفضاء ثم البيولوجي الحيوية وغيرها.
إلا أن من يتصدى للكاتبة للطفل عليه أن يعي هدفه.. أن يتسلح بالمعلومة العلمية، ويتخير موضوعه والقارئ الذي سيتوجه إليه. المطلوب أن يتعرف على: “عالم الطبيعة من حوله”.. “استيعاب وفهم جوهر العلم على اعتبار أنه طريقة في التفكير”.. “فهم أن كل العلوم على اتصال وتواصل، فلم يعد عالم الكيمياء بعيدا عن عالم الطب والهندسة مثلا”.. و”أن العلوم على صور متطورة دوما”. بتلك المحاور مع تبسيطها يمكن للطفل التطلع إلى المستقبل وهو واع بأن العلم ليس أمرا مجردا، كما يمكن أن يستوعب فكرة أن الإنسان عنصر من عناصر البيئة أو الطبيعة، يتفاعل معها وتتفاعل به.(12)
لعل توصيل فكرة أن في العلم ما هو قابل للخطأ وما هو قابل للصواب مع مزيد من البحث، تمثل دعما وتزكية لمبدأ “التفكير العلمي” الواجب على الطفل فهمها، وبها يمكن وضع بذرة ملمح “التطور” من حيث أهميته وضرورته في العلوم نفسها، وحتى في حوارات الحياة التقليدية.
كما يلزم أن يكون الكاتب فاهما لجوهر حقيقة العلم، حتى لا يبدو أنه يعمل في اتجاه واحد وغير ملم بطبيعة العلم، التي هي: أن العلم قابل للفهم.. كل العلوم قابلة للتغيير والتطوير.. ليس بوسع العلوم أن تقدم إجابات على كل الأسئلة.. يعتمد العلم على الإثبات والبرهان.. وأن الخيال مشارك للأفكار العلمية في رأس العالم.. كما أن التناول الاجرائى للفكرة العلمية من ناحية الأسلوب والمعالجة الفنية يجب أن يكون مناسبا وجيدا، وبسيطا.(13)
ثانيا: التقنية الرقمية ومعطيات أخرى يشارك أدب الأطفال فى إنتاجها.. 1-إنتاج الألعاب الطفل، أو “العاب الفيديو”.. لعل العاب الفيديو والكمبيوتر، هي أكثر البنود التي يتعامل الطفل معها، وأغلب ما يتناوله الانتقاد إليها تبدو بملامح أخلاقية، وتتسم بالتعميم والمبالغة. بينما هناك بعض الألعاب تتميز بتنمية مهارات محددة، مثل التوافق الحركي البصري، وغيرها لتنمية الذكاء وتنشيط الملكات الذهنية. فضلا عن توافر عنصر التفاعلية، التي تعد من أهم خصائص التقنية الرقمية، سواء فى الألعاب أو غيرها. ويرى بعض التربويون أن بعض تلك الألعاب، تزكى ملكة اتخاذ القرار، وسط الفوضى الظاهرة فى اللعبة.. وعلى اللاعب (الطفل) إعادة لترتيب والتنسيق حتى يحقق الهدف. يما يرى البعض أن أبسط أنواع الألعاب (الجيدة) قد تعد انجازا طيبا، ففي لعبة مباراة لكرة القدم، مجرد إحراز هدفا، والنجاح فى تحقيقه، هو منجز نسبى هائل عند طفل المرحلة العمرية (من 3 إلى 6سنوات). يعد كل ما سبق أمرا مختلفا، وأكثر جدوى، عن الميل إلى الاسترخاء والتلقين وتلقى المعلومات. وهو ما يشكل نقلة لتهيئة الطفل فى أن يتلقى تعليمه بعيدا عن وسيلة التلقين والحفظ.
أثناء أحد الحوارات مع مجموعة من الأطفال، من أعمار مختلفة، حول جدوى بعض الألعاب بالنسبة لهم. أفاد طفل فى الخامسة من عمره: “أحب لعبة مباراة كرة القدم، لأنني أحرز هدفا”.. ومع طفل آخر، كان رده سؤالا منه يقول: “هل يمكنكِ اللعب مع شخصيات سوبرمان والرجل الوطواط في الحياة العاديّة؟”.. ثم تابع: “أنا استطيع القيام بذلك، من خلال التفاعل والاندماج معها” (14)
2- إعادة إنتاج المنتج الورقي بالاستفادة من التقنية الرقمية:
وهو ما يعنى الاستفادة بالمعطى الأدبي الورقي، ثم إعادة إنتاجه بالتقنية الرقمية، بحيث يمكن الاستفادة من عناصرها المشار إليها سلفا.
3- إعادة إنتاج المنتج الورقي إلى رقمي دون إضافة جوهرية للنص الورقي. (مثل أغلب مجلات الطفل التي تعيد نشر موادها على الشاشة)
& ماذا قدمت الشاشة لأدب الطفل؟!
* الألعاب الالكترونية للأطفال.. بات التفاعل بين (المشاهد) الذي ما عاد هكذا سلبي، أصبح أكثر توحدا مع الشاشة! ففي لعبة «نجم الغناء»، لم يعد دور اللاعب (المشاهد) يقتصر على الغناء، بل أصبح مطلوبا منه أن يرقص ويتمايل، وسوف يشاهد شخصية صغيرة تظهر على الشاشة وتقوم بتقليده! (لعبة فى جهاز بلاى ستيشن3). وهو ما يعنى أن شخصيات ألعاب الكمبيوتر أصبحت تستمد تحركاتها من اللاعبين أنفسهم! يرجع تاريخ الألعاب على شاشة الفيديو إلى عام 1947، اخترعها الأمريكي “توماس ت. جولد سميث” الابن بلعبة أطلق عليها “أداة أنبوب الأشعة المهبطية المسلية”. ثم توالت الألعاب لغيره مثل: نمرود (سنة 1951)، و OXO (سنة 1952)، وتنس فورتو (سنة 1958)، ولعبة سبيسوور (سنة 1961) وتتابعت إلى أن أصبحت نشاطا تجاريا رائجا.
إن تلك الألعاب المسماة، العاب الفيديو أو الإلكترونية أو العاب الحاسوب (video games) هي العاب مبرمجة بواسطة الحاسوب، وتعرض على الشاشات، حسب أنظمتها: العاب الفيديو، حيث تعرض في التلفزيون بعد إيصال الجهاز به. جهاز الإدخال في العاب الفيديو هو عادة عصا التحكم، أو الأزرار (في أجهزة الآركيد)، أو لوحة المفاتيح، أو الفأرة، أو غير ذلك. ألعاب الفيديو يمكن أن تعمل على أجهزة خاصة تتوصل بالتلفاز أو أجهزة محمولة أو على الحاسوب أو الهاتف النقال أو الحاسوب الكفي أو اليدوي. أشهر تلك الألعاب.. ألعاب المنصات، والمغامرة، والآر بي حي (RPG)، والعاب تصويب المنظور الأول (FPS)، والعاب تصويب المنظور الثالث، والرياضة، والسباقات، والتصويب الفضائي، والقتال، والآكشن، والألغاز، والمحاكاة، وألعاب الأدوار، والألعاب الإستراتيجية (RTS). هذا بالإضافة إلى ألعاب الويب التي تلعب عبر الإنترنت، وهي غالباً ألعاب جماعية، وتسمى MMORPG، يلعبها عدد كبير من اللاعبين(15)
تطورت الألعاب، أصبحت تتطلب عمل فريق كبير من العاملين: (المنتجون: للإشراف على المشروع.. المصممون: ومهمتهم تصميم اللعبة وقواعدها وتركيبها.. الفنانون: ومهمتهم رسم الفنون المرئية للشخصيات والخلفيات وغيرها.. المبرمجون: وهم مهندسو البرمجيات الذين يستخدمون الأدوات المتاحة ولغات البرمجة لتحويل التصميمات إلى لعبة.. مصممو المراحل: واختصاصهم تصميم المدن والمناطق والمراحل بالتفصيل.. مهندسو الصوتيات.. والمؤلفون الموسيقيون: ومهمتهم ابتكار الموسيقى والتأثيرات الصوتية المناسبة.. المختبرون: وهم مجموعة من اللاعبين الذين يفحصون اللعبة بالكامل قبل إطلاقها والتبليغ عن أي أخطاء برمجية أو غيرها.
* حول تحليل ظاهرة ارتباط الأطفال بألعاب الكمبيوتر والفيديو، انتهى بحث علمي بجامعة أمستردام إلى الآتي: (ظاهرة إدمان الأطفال على الألعاب الكترونية، ظاهرة مع ألعاب الكمبيوتر، والبلاى ستبشن واكس بوكس، ومع التليفونات المحمولة.. منها العاب جيدة، تنشط ذاكرة الطفل وتنمي بعض المواهب لديه من حيث التركيز وسرعة الاستجابة، ولكنها تضر أعصاب البصر فى حالة الاستخدام الطويل.. كما أجرت الجامعة دراسة حول من هو الممول الرئيسي للألعاب الحربية حيث أن عمل هذه الألعاب لا يتناسب مع سعرها؟ اتضح أن.. الممول الأكبر للألعاب الحربية هي شركات الأسلحة! لتنشئة الطفل بعالم القتل والحروب والتلذذ بالقتل)..(وهنا دور المبدع لأدب الطفل الواعي بطرح الأفكار والثيمة الايجابية) (16)
& قراءة حول علاقة الطفل بالتقنية الرقمية
نظرا لزيادة المعارف خلال العقود الأخيرة، حيث أفادت دراسة إحصائية عن منظمة اليونسكو أن المعارف الإنسانية التي يتلقاها إنسان اليوم يوميا 900تسعمائة معلومة، بينما كانت 22اثنان وعشرون. هذا بالإضافة إلى سرعة نشر المعلومة بالسرعات الهائلة.. لذا وجب التوقف مع معطيات تلك التقنية وخصائصها، بالنظر إلى معطياتها للطفل خصوصا.. ومنها:
* الخصوصية التي يتمتع بها مستخدم خدمة الانترنت، فلهو جهازه الخاص وحده، وله بريده الخاص، وكلمات السر التي تتعلق به وحده.. وبالتالي عدم القدرة على الرقابة.
* الانترنت وسيلة ذات اتجاهين، على العكس من الوسائل الأخرى، مثل التليفزيون.. وبالتالي يمكن استخدامه في الخدمات التفاعلية مثل المحادثة، وهو غير المتاح لغيره.
* قدرة الشبكة على الوصول إلى عالم الممنوعات والدخول إلى عالم الأسرة وخصوصياتها.
* في حالة حجب المواقع المسيئة فلا تستطيع منع المواد المرسلة بالبريد الالكتروني.
*يعد النشر الالكتروني من أخطر الظواهر الثقافية مع بشائر القرن الجديد, سواء كان هذا النشر هو كل ما يرصد ويسجل على شاشة الجهاز (الكمبيوتر).. أو هو ما ينشر تحت مفهوم الثقافة بالمعنى الشائع في المجال الورقي من قبل. إن تنوع واختلاف “المادة” المتاحة على الشاشة الآن للطفل، منها ما يعد بلا ضرورة له، وبعضها قد يضر مفاهيمه والقيم الشائعة فى المجتمع، إلا أننا فى العالم العربي، ما زلنا على أبواب تلك الآفاق الجديدة، التي فيها بعض السلبيات، ثم الكثير من الايجابيات..(17)
أولا: مواقع خاصة بالطفل..
1- أغلبها لم ينشأ كموقع مبتكر للطفل، على الشبكة العنكبوتية، فهي تتنوع بين: (مجلات ورقية يتم نشره رقميا، مثل مجلات: ماجد- الفاتح الإسلامية للأطفال).. (قنوات تليفزيونية تنقل مادتها للعرض على شاشة الحاسوب، مثل قناة الجزيرة للأطفال).. (مواقع عن جمعيات اجتماعية، وتعبر عن نشاطاتها، مثل (مجلة الفاتح الإسلامية للأطفال- موقع شركة سنا)..
2- بين تلك المواقع، ما هو محدد (بهدف) أو (جنس الطفل) أو غيره، وهو ما يمكن أن يوصف بأنها مواقع أحادية التوجه، مثل (موقع لميس- فناتير- التعليم الذكي).
3- ليس بين تلك المواقع، موقعا حدد المرحلة العمرية التي يخاطبها.
ثانيا: مواقع ألعاب الفيديو والكمبيوتر..(تتضمن صياغات أدبية- تم الإشارة إليها سلفا)
ثالثا: منتج نص رقمي (قصة رقمية للطفل):
منذ سنوات بدأت بعض المؤسسات العربية على إنتاج نصوص رقمية تحمل ملامح الطموح لإنتاج رقمي جاد للطفل.. منها: برنامج بعنوان “إسلاميات حاسوبية”،”المكتبة الالكترونية للطفل المسلم”، “هرم المعلومات”. أما “كان ياما كان” وهى تتضمن أربع قصص الكترونية (هي أقرب إلى الأفلام والأعمال الدرامية القصيرة) معقدة بالقياس إلى الأشكال الأخرى الخاصة بالطفل. تلك القصص: “الثعلب والغراب والجبنة”، “الثعلب وعنقود العنب”، “الكلب الطماع”، “النملة والجندب”.. وغيرها. وكلها تتميز بملامح تكنولوجيا أدب الطفل الرقمي, وبالتالي تم إنتاج ما يمكن أن نطلق عليه “القصة الرقمية”: التي ينهض بها فنيين فى الإخراج وتصميم البرامج، للعمل على توظيف المؤثرات الصوتية، ومزج الصورة، وتوزيع الضوء، وأغلب الخدع السينمائية.. ما يعنى توظيف الصورة, الصوت, اللون والرسومات، مع الكلمة.. كذا توظيف خصائص الفيديو فى الإرجاع والتقدم والتثبيت (ما يعرف ب Multimedia)
رابعا: الترويج لأدب الطفل الورقية بالتقنية الرقمية.. وهى خدمة جيدة، حسنة النية، إلا أنها لم تستفد بالتقنية فى إنتاج تلك الكتب، وغير متضمنة فى مواده الثقافية والإبداعية، بل حملت ما يؤخذ على الكتاب الورقي للطفل، إلى ساحة وفضاءات التقنية الرقمية.
خامسا: الطفل في مواقع المرأة..
موسوعة الطفل والأم.. وهو من أكبر الموسوعات المتخصصة للطفولة والأمومة من بداية الحمل حتى الطفولة المبكرة ، تحتوى الموسوعة على قاعدة بيانات لمعاني الأسماء لمساعدتك فى اختيار اسم طفلك، كما تحتوى الموسوعة على أكثر من ساعة ونصف شرح فيديو يتناول مراحل خلق الجنين ونموه وتطوره دخل رحم الأم بالإضافة لتغذية الطفل، باختصار هي مرجع شامل لكل أم للاهتمام بطفلها الصغير.. ومثل تلك المواقع تتحدث عن الطفل، وليس للطفل.
سادسا: الطفل في مواقع الأسرة.. (موقع منتدى “فتكات”.. تديره سيدة، ربة منزل، بالقاهرة، مصر. انطلق الموقع فى يناير2007م، خاص بالمرأة، والاسم مأخوذ عن الأسماء الريفية فى مصر. نال المركز الثاني بين المواقع الأكثر زيارة بمصر (بعدها تلك المواقع المتخصصة فى المجال الرياضي) حسب تقرير منظمة راتب Ratteb المتخصصة فى المجال الاحصائى للمواقع العربية على الشبكة. يضم المنتدى فى عضويته 220,000عضوة، لذا يعتبر أكبر منتدى نسائي بمصر (فى2009م). كما أن الموقع يقع ف المرتبة 878 عالميا، و12عربيا, يتضمن المنتدى أكثر من330،500موضوعا حول اهتمامات المرأة، ومتوسط الزيارات اليومية 140،000زائر.
* ملاحظات عامة على الموقع الرقمية، وخاصة الجزء الخاص بالطفل: - 1:استخدام اللهجة (اللغة) العامية المصرية، دون اللغة العربية المبسطة أو الفصيحة.
2:: الجزء الخاص بالطفل، لا يمثل أكثر من 4% من مجمل موضوعات وصفحات الموقع.
3 : إن كان الاشتراك مقصورا على النساء فقط، إلا أنه مسموح للرجال بالمتابعة والتلقي.
4: المخاطب هو الطفلة فقط، دون الأطفال الذكور.
5: الجزء الخاص بالطفلة، تحت عنوان “لعبة..” كوسيلة لتحبيب الطفلة بالمادة المعروضة
6: نماذج الألعاب فى “لعبة تلبيس” غير عربية فى مجملها.
7: نموذج الألعاب المشار إليها “باجز بانى” نموذج غربى لقطة، كذلك فى الألعاب الجديدة غلبة الثقافة والفكر الغربي. لعل منتديات الأناقة والجمال هي الأقرب إلى الثقافة العربية.
سابعا: الطفل في مواقع عامة وجامعة..
أما الحديث عن طبيعة وخصائص المواقع المختلفة التي تتعامل مع الطفل.. فهي إما مواقع ذات اهتمام ثقافي عام, ويمكن نشر ما يخص “الطفل” عليها, باعتباره ثقافة عامة.. مثل موقع “ميدل ايست أون لاين”. ومواقع ثقافية/أدبية بالدرجة الأولى, ترعى الأدب والكلمة وتضع من جوانب اهتمامها, نشر ما يخص الطفل إبداعا ومقالات أدبية.. مثل موقع “القصة السورية”.
ثامنا: الطفل في مواقع دينية أو عقائدية..
ثم هناك من المواقع العقائدية/الدينية التي تخاطب الطفل, من مفهوم كونه النبتة الأصيلة لإنسان ملتزم دينيا وأخلاقيا.. ويلاحظ اهتمامها بالفقه دون السلوك والمعاملات.
تاسعا: الطفل في المواقع التعليمية، والطبية والخاصة..
توجد المواقع التعليمية التي تخاطب الطفل من خلال المناهج الدراسية والمعلومات المدرسية.. دون الاستفادة من التقنيات الرقمية.
يلاحظ المتابع أن الطفل العربي يتواجد في النشر الالكتروني مبعثرا بين مواقع ذات اهتمامات متعددة ومختلفة.. ومنها ما يعرض للحديث عن الطفل, من حيث هو عضوا إضافيا في الأسرة, مع الإشارة إلى معلومات تربوية يجب التزام الأبوين بها.. وأخيرا هناك المواقع التي تقدم الألعاب والتسالي للترفيه.
كما توجد مواقع مخصصة للطفل ولا تخاطبه بالدرجة الأولى, بل تسعى لنشر كل ما يتعلق بالطفل: أخبار- إبداع- دراسات- وغيره.. مثل موقع “أدب الأطفال”. وأخيرا هناك المواقع التي تعيد نشر منتج ورقى سبق نشره, مثل مواقع المجلات والدوريات الخاصة بالطفل.. وهى عديدة لمجلات “علاء الدين- العربي الصغير- ماجد- براعم الإيمان.. وغيرها”، مع ملاحظة بعض الإضافات والحذف بالموقع الرقمي عن النص الورقي غالبا.
* سلبيات مواقع الطفل مع التقنية الرقمية:
1: عدم الالتزام الدقيق بخصائص المرحلة العمرية للطفل, وحتى الآن لا يوجد في المواقع العربية ما يشير إلى المرحلة العمرية الذي يخاطبها.. وكأن الموقع يرى وضع كل الأطفال في سلة واحدة.
2: مخاطبة الطفل الأنثى والذكر على قدر واحد من التناول.. سواء في الموضوع أو المعالجة, على الرغم من أهمية التمييز بين الجنسين خصوصا بعد الثانية عشرة.
3: تقديم المفاهيم الغربية للأعمال المترجمة للطفل بشخصياته, ومفاهيمه وكأنه الشخصية النموذج الذي يجب على الطفل الإقتداء به.. فشاعت شخصيات “السوبر مان”, “الرجل الأخضر”.. وغيرهما بكل ما تحمله من مفاهيم أقل ما يقال فيها أنها في حاجة تدجين ومواءمة, وتلك المواقع لم تختلف عن بعض المجلات المترجمة للطفل ويتم تداولها في الأسواق.
4: سهولة النشر, والرغبة في التواجد على شبكة الانترنت, شجع البعض على اقتحام عالم الطفل, دون دراسة حقيقية لاحتياجات الطفل, وبلا وعى بخصائص الطفل النفسية والتربوية والسلوكية.
5: أما عن مضامين الموضوعات التي تقدم للطفل, فهي على شقين إما البعد عن روح الطفل في التناول مع تقديم المعلومة قبل التناول ألفني.. أو الاهتمام بالمعلومة البعيدة دون القريبة, وربما أنسب مثال على ذلك, تناول وتقديم الشرائع الإسلامية قبل الاهتمام بالسلوك الإسلامي والدلالة القيمة, وهى التي يحتاجها الطفل أكثر.
6: الإدمان.. إدمان الانترنت يعتبر من أحدث أنواع الإدمان، وقد أدى إلى نتائج سلبية عديدة.
توصيات
1ـ أن تتوجه الحكومات والمؤسسات لتوفير البنية التحتية اللازمة لتنشيط التقنية الرقمية. 2– أن يتم البحث عن حلول عملية، مثل “نوادي الانترنت” لتوفير الخدمة للأفراد غير القادرين على تكلفتها.
3ـ استكمال النقص القانوني والتشريعات اللازمة للتكنولوجيا.
4- تعضيد البنية المؤسسية الحكومية، بالتدريب وتوفير التقنيات المتطورة والإدارية الواعية.. 5ـ سد النقص فى كفاءة شبكات الاتصال وشبكات النقل والطرق والكهرباء والمياه، ونقص وتدني مفاهيم وقواعد العمل الاقتصادي، وكذا نقص المعارف باللغات الأجنبية.
6– سد الفجوة الرقمية، ونقص المحتوى العربي على شبكة الانترنت، والخوف من الثقافة الغربية، وعدم الثقة في الاقتصاد الرقمي، ونسبة الأمية ومستوى التعليم.
7– إقامة ورش فنية للتعريف بفنون التقنية الرقمية.. لمبدعي أدب الطفل، وللطفل لتعريفه بالمزيد من معطيات جهاز الحاسوب، والتعرف على أخلاقيات التعامل معه وبه
8– التعريف بمصطلحات, وترجمة جملة معارفه, مع تبسيط المعلومات حوله. 9– استثمار علاقة الجيل الجديد بالتكنولوجيا لتقريبهم من الأدب الافتراضي، فمن المعلن أن ممارسي التعامل مع أجهزة الكمبيوتر في العالم العربي حتى عمر ثلاثين سنة, حوالي 65% من جملة المستخدمين.. وهى نسبة يلزم معها التوجه إلى تلك الشريحة العمرية بالضرورة.
* توصيات لتنمية أدب الطفل الرقمي:
1– الاستفادة من نماذج الأدب غير العربي, ونشره للتعريف بتجارب الآخر في هذا المجال.. سواء مترجمة أو غير مترجمة.
2– تبني المواهب الجديدة والشابة وتوجيهها نحو هذا النوع من الكتابة التي قد تستقطب جمهورًا مقاربًا لهم في العمر، ومتقاربًا معهم في الميول والاهتمامات.. وهى شريحة عمرية هامة في مجال التعامل مع الانترنت والتوجه نحو الأدب الافتراضي.
3- الاهتمام بالطفل خارج المدن الكبرى (القرى- مناطق التجمعات الجبلية والصحراوية)
4- رعاية وتشجيع أدباء وكتاب الطفل ماديا ومعنويا.
*توصيات تخص مواصفات المنتج الرقمي للطفل:
1: أن يوفر للطفل المعلومة.. وإبراز السلوك القويم والقيم العليا, كل ذلك في إطار جذاب وشيق, معتمدا على مراعاة المرحلة العمرية للطفل, مع إعمال التفكير الابتكار لدى الطفل.
2: كما أن توفير الاسطوانات أو الأقراص الإلكترونية (الديسكات) بات شائعا, ولا يجب إغفال أهميته كخامة وكوسيلة قادرة على احتواء كم هائل من المعرفة.
3: أن يضم الديسك أو الاسطوانة على التتابع والتوازي.. المادة اللغوية والمادة الفنية أو الرسومات المكملة التوضيحية. وقد وجد المختصون أن الألوان “الأصفر-الأحمر-الأزرق” هي أهم الألوان للطفل حتى سن التاسعة.
4: كما يجب أن يكون الخط واضحا وكبيرا.
5: يجب أن تكون الرسوم مكملة للمعنى, بل ويمكن الاستغناء عن المفردات الكثيرة, مقابل التوضيح بالرسم مع الجمل القصيرة.. هذا بالإضافة إلى إبراز الصورة المقربة, وإهمال الخلفية في الرسوم التوضيحية, وتوظيف تقنيات الكمبيوتر في إبراز الصورة من أكثر من جانب أو بأبعادها الطبيعية.
6: مع استخدام التقنيات الحديثة في إطار من الإخراج الفني الملائم الجذاب.
7: البعد عن النصح والإرشاد وبالعموم عن المباشرة وإصدار الأوامر للطفل, حتى يعتاد الطفل على استنتاج الحقائق.
8: أن تغلب روح الطفولة على المادة المنشورة (الملائمة لسن الطفل ولجنس الطفل).
9: تقديم المادة الثقافية/العلمية/ التعليمية في إطار يحث الطفل على المشاركة, وتأهيله للتفكير الابتكار, بعيدا عن التلقين.
10: أن يصبح التعامل مع جهاز الكمبيوتر ومعطياته (في النهاية) لعبة بين يدي الطفل.
* هوامش
(1) راجع: كتاب “طفل القرن 21″- “السيد نجم”: من ص65 إلى ص 84. حيث يتناول الكاتب مفهوم اللغة العام، وهو المفهوم الذي يعتمد جميع صور التخاطب.. اللفظي وغير اللفظي.
(2)راجع: “أدب الأطفال“- “جميل حمداوى“-. www.adabatfal.com (3) المرجع السابق.
(4) تعريف الكاتب. ewriters.com/HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”?actionHYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”=libraryHYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”type=ON1HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”title=3344HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”-HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3344-arab”arab
(5) راجع: “أدب الأطفال ووسائطه الثقافية“- “عبدالتواب يوسف“- موقع “الأسبوع ادبى“. واضح من التعريف والخصائص المعروضة، أنها تشير إلى عموم “كاتب قصص الأطفال“- وان يلزم منذ الآن ضرورة إضافة ما يخص “كاتب قصص الأطفال الرقمي” نظرا لما له من دور ينتظر منه الكثير مع شيوع التقنية الرقمية. (6) هي جملة الخصائص المتوقع توافرها، تم تجميعها من أكثر من مصدر.
(7) راجع: “قضايا عصرية رؤية معلوماتية“- “نبيل على“:ص 66-68
(8) راجع: “عصر الصورة“- شاكر عبدالحميد: 33
(9) راجع: – على، نبيل-”الثقافة العربية في عصر المعلومات“: ص 43-46.
(10) راجع: الألوان, معناها وتأثيرها فى علم النفس- مجالس عمان-www.m.oman.com
(11) راجع: “الرقمية والرقمنة“- عبير سلامةhttp:// www.arab-ewriters.com/-
(12)- على، نبيل-”الثقافة العربية في عصر المعلومات” ص153
(13) راجع: “قراءة فى منتج النص الرقمي فى العالم العربي“- “السيد نجم“-
http://www.freearabi.com/
(14) راجع: “ثقافة الكتاب والطفل العربي“- “محمد مرعى مرعى“-
Alsalwabooks.com/ www.
(15) راجع: “العاب الفيديو والكمبيوتر” – فى عدد من المواقع-فيديو جيم (www.ar.wikipedia.org& www.aljazeera.net))
http://www.qafilah.com/q/ ar/24/10/474/
(16) المرجع السابق.
(17)راجع: “الثقافة والإبداع الرقمي“- السيد نجم: ص 35-49
* المصادر والمراجع:
أولا: الكتب
- ندوة “الثقافة العربية فى ظل وسائط الاتصال الحديثة“- جزأن- كتاب العربي- الكويت- عام2010م.
- نجم، السيد- “النشر الالكتروني والإبداع الرقمي“- هيئة قصور الثقافة- عام2010م
- الضبع، محمود- “أدب الأطفال.. بين التراث والمعلوماتية“- الدار المصرية اللبنانية- مصر- عام2009م
- الألفي، محمد محمد- “إدمان الانترنت“- المكتب المصري الحديث- 2008م
- نجم، السيد- “الثقافة والإبداع ارقمى“- أمانة الثقافة بأمانة عمان الكبرى بالأردن- عام2008م
- على، نبيل- “قضايا عصرية رؤية معلوماتية“-القاهرة- هيئة الكتاب المصرية- 2006م
- عبدالحميد، شاكر- “عصر الصورة“- سلسلة “عالم المعرفة/الكويت- عام2005م
- سليم، لطفي حسين- “الطفل في التراث الشعبي“- “الدراسات الشعبية“- هيئة قصور الثقافة- 2004م
- الغذامى، عبدالله- “الثقافة التليفزيونية.. سقوط النخبة وبروز الشعبي“- المركز الثقافي العربي/بيروت, الدار البيضاء- عام 2004م
-نجم، السيد-”طفل القرن الحادي والعشرين..ذكاء، موهبة، معرفة، جمال“-دار الوفاء للطباعة والنشر2001
- على، نبيل-”الثقافة العربية في عصر المعلومات“-الكويت-2001م-”ع الم المعرفة“-العدد يناير رقم 265.
- أونج ، والترج- “الشفهية والكتابية“- ترجمة “حسن البنا عز الدين“- عالم المعرفة، الكويت، فبراير1994.
- “العرب وعصر المعلومات“- “د.نبيل على“-الكويت-1994م-سلسلة “عالم المعرفة” العدد 184.
- الهيتى، هادى نعمان-” ثقافة الأطفال“- الكويت: عالم المعرفة (123)- عام1988
- يوسف، عبدالتواب- “فصول عن ثقافة الطفل“- القاهرة- “الهيئة المصرية للكتاب“،“مكتبة الشباب” ع29
ثانيا: مواقع على شبكة الانترنت.
- موقع اتحاد كتاب الانترنت العرب، “الرقمية والرقمنة“، د.عبير سلامة:http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=libraryHYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3342″&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3342″&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3342″type=ON1HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3342″&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3342″&HYPERLINK “http:// www.arab-ewriters.com/ ?action=library&&type=ON1&t itle=3342″title=3342
- موقع “ميدل ايست أون لاين“- رأفت رضوان- “تكنولوجيا المعلومات في الوطن العربي: التوجهات والاستراتيجيات“. www.middle-east-online.com
- موقع “دار السلوى للطباعة والنشر“- د.محمد محمد مرعى- بحث “ثقافة الكتاب والطفل العربي“.
Alsalwabooks.com/ www.
- موقع “مصر المحروسة“www.misrelmahrosa.com- “كتاب الطفل“-يعقوب الشارونى.
- موقع أدب الأطفال- “تاريخ تطور أدب الأطفال عالميا وعربيا“- د.جميل حمداوى.
www.adabatfal.com
- موقع “الأسبوع الادبى“سوريا-”أدب الأطفال.. أهداف وغايات“- ع1011عام 2006-عبدالمجيد قاسم.
www.awu-dam.org/
- موقع “مجالس عمان“- “الألوان، معناها وتأثيرها فى علم النفس” “www.m.oman.com”
- موقع “أسواق المربد“- “الكتابة العلمية للطفل.. خصائصها، مواصفات الكاتب“- محمد عبده العباسي.
www.merbad.net
- اختبار إدمان الانترنت..www.scusuez.org/vb/ showthread.php?t=25366
*المصدر :مجلة الجسرة الثقافية والرابط
بقلم : السيد نجم
هذه قراءة تحليلية في تقييم التقنية الرقمية (الانترنت)، وبيان خصائصها (إيجابا وسلبا) بحيث يمكن تزكية جملة الايجابيات، والتخلص من السلبيات. كما تشير تلك القراءة إلى التقنية الشفهية، والتقنية الكتابية (الطباعة) كتقنيات لا يمكن تجاهلها.. ثم التقنية الرقمية تفصيليا.
* تقنيات إبداع أدب الطفل..
أ – ما هي التقنية؟
تعد التقنية المستخدمة فى حمل وتوصيل العمل الفني للطفل، أحد العناصر المهمة التي يتكون منها الخطاب الأدبي والثقافي المعرفي للطفل، ويعني الحالة التي يتواجد عليها النص فى زمن التلقي، والتي تؤثر على تكوين ورؤية المتلقي.
كان التلقين هو المناسب للطفل من خلال التقنية الشفهية: التي رافقت الطفل منذ فجر البشرية (والآن هي التقنية الشائعة فى مرحلة ما قبل المرحلة الكتابية، وما زال هاما فى مراحل ما قبل المدرسة).. وهو عبارة عن مجموعة من السير والحكايات والأحاجي والنوادر، على شكل قصص مروية للطفل. ثم أصبح للورق منجزه الخاص مع التقنية الكتابية فى تشكيل ونشر “أدب وثقافة الطفل”، وأصبح له لغته الخاصة به، بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل: ما بين الكتاب، الصحيفة، المجلة، الألعاب الثقافية.. وغيرها. وأخيرا التقنية الرقمية، التي أتاحت مجموعة من الإبداعات القصصية والشعرية والثقافية العامة، بالإضافة إلى الألعاب الالكترونية الجديدة كنص ثقافي جديد للطفل. (1)
ب- نشأة التقنيات وتطورها
هي مراحل ثلاث نشأ ورسخ فيها أدب الطفل، تلك النشأة بدت على ارتباط جوهري بالتقنية المتاحة، فى كل مرحلة: المرحلة الشفهية.. ثم المرحلة الكتابية.. وأخيرا المرحلة الرقمية.
أولا: التقنية الشفهية
راجت تلك التقنية الشفهية وتطورت بتطور التفكير الانسانى، لفترة تعد بالقرون (منذ أن عرف الإنسان الاستقرار والحياة الاجتماعية، حتى بدأ يعرف الكتابة ويسجل أفكاره وأخباره، على الجلود والحرير والبردي والفخار والحجار، وبدت ذروة نجاح الإنسان مع اختراع آلة الطباعة).. حيث بزغت إلى جانب الملاحم والأساطير.. الأحاجي والألغاز والنوادر، والسيرة وغيرها. كما استمرت وراجت مع المرحلة التعليمية الأولى للطفل، وتعضيد البحوث التربوية لها.
تلك التقنية اعتمدت على “التلقين” كوسيلة لإيصال الأفكار، سواء من الجدة والجد، الأم والأب. عرفت الجماعات البشرية السامر، كان بينهم من يقوم بعمل شاعر الربابة أو المغنى الشعبي، حيث القدرة الحكائية موهبة للبعض. فكل الملاحم والأساطير المعروفة، وهى مادة جيدة لإبداع الطفل (الآن).
ثانيا: التقنية الكتابية
بدأت التقنية الكتابية تاريخيا قبل اختراع “آلة الطباعة”، وكانت الكتابة على جدران المعابد، والرقائق المختلفة. وان راج أدب الطفل القديم المتمثل فى توظيف الخوارق والأساطير والحكايات، جاء بعد اختراع (آلة الطباعة) التي لعبت دورا جديدا في تاريخ الثقافة الإنسانية. ثم بدأت الصيحة بضرورة طباعة الكتاب الخاص بالطفل، من حيث (الشكل والمضمون).. ووجدت الدعوة صداها, فكانت كتب الطفل في القرن السابع عشر الميلادي، والحافلة بقيم الوعظ والإرشاد, كما اعتمدت على الأصول الشعبية.. وبمواضيع الشيطان والجن والسحر.(2)
فى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.. ظهرت كتابات “جون نيوبرى” حيث كانت كتبه متضمنة بعض الصور الجذابة التي تجعل من الكتاب سلعة مرغوبة للطفل الصغير.. بالإضافة إلى الورق الجيد والإخراج الفني الجيد. ومن المعروف أن أول كتب الأطفال في العصر الحديث، كانت بالقرن التاسع عشر، طبعت في فرنسا عام 1830م, بينما أول مطبوعة عربية للطفل عام 1870م (روضة المدارس– مصر)..(3)
ثالثا: التقنية الرقمية.. يقترح الكاتب تعريفا لأدب الطفل يتوافق والمعطى التقني الجديد: “هو كل نص يتشكل بحسب معطيات التقنية الرقمية، بتوظيف اللغة الرقمية والبرامج المتاحة داخل جهاز الكمبيوتر، بحيث يتضمن “الصورة- الصوت- اللون- الحركة- الكلمة”، فى تشكيل فني، يساعد الطفل على نمو الذوق والشخصية، ويتوافق مع احتياجات عالم الطفل الشعورية والمعرفية”.
تتخذ النصوص الرقمية للطفل أشكال “القصة/الحكاية/ الألعاب الثقافية والترفيهية/الشعر”.. كلها أشكال تبعث على السرور والبهجة للطفل.. وتعد النصوص الرقمية أكثر إثارة ودهشة للأطفال. كما أن تلك النصوص الرقمية تؤدى الوظائف العامة للنصوص الورقية، من حيث كونها وسيلة تربوية وتعليمية، وتساعد الصغير على التخلص من انطوائه والإحساس بالايجابية، حين يشارك فى إنتاج النص، والانتقال من مفهوم إحساس الفردية إلى الجماعية.
& ركائز أدب الطفل الرقمي
الركيزة الأولى:كاتب أدب الطفل الرقمي.. هو المتعامل الواعي بأسرار التقنيات السردية/المشهدية، بالإضافة إلى أسرار التقنيات التكنولوجية، في بناء العمل الأدبي الرقمي، مع قدرة المبدع الرقمي في توظيف هذا العنصر أو ذاك، وبدرجة نجاح مناسبة تحقق توظيف العناصر المختلفة في البناء الكلى للعمل الابداعى الرقمي”(4)
إذا كان العرف يشير إلى أن الكاتب/المبدع (عموما) يتميز بقدر وافر من الخيال الحي والخصب، مع المثابرة على الانجاز.. امتلاك الرؤية المستقبلية، الإحاطة بالواقع المعاش.. خصوصية التناول والمعالجة الفنية لأفكاره.. وغيرها من الملامح الضرورية لإنتاج إبداع جيد. فان كاتب أدب الطفل الرقمي يزيد عليه، البحث عن الحلول التقنية لإنتاج عمله الفني المنتظر، من خلال السؤال المحوري: “عم سوف يعبر؟ كيف يتم التعبير؟” (5)
الإجابة هي أن يتحلى الكاتب الرقمي بالآتي: 1-البحث في جوهر خصائص الثقافة الرقمية.. لم تعد “محاور الثقافة الرقمية” منفصلة عن جوهر العملية الإبداعية، بحيث بات على الكاتب مواكبة وفهم دلالة بعض القضايا مثل: “غلبة الصورة في الثقافة الرقمية- آفاق الانجازات المتوقعة بفضل توظيف التقنية الرقمية.. وغيرها”. 2- على الكاتب الإلمام بأسرار الكمبيوتر ولغة البرمجة، وعليه أن يتقن لغة إل HTML وغيرها.. وعليه أن يعرف فن الجرافيك والإخراج السينمائي، أن يعرف فن إل Animation. .. الكتابة بالصورة المتحركة والثابتة.. استخدمت مؤثرات بصرية وسمعية مختلفة، باستخدام برنامج الفلاش ماكرو ميدياً.. طرق الاستعانة بمقاطع من أفلام سينمائية.. وغيرها. 3- أن يكون ملما بأسرار فنون الكتابة السردية.. سيناريو السينما وكتابة المشاهد المسرحية.. أسرار الكتابة الشعرية من موسيقى وصور فنية وأوزان وغيرها. 4- أن يكون ملما بأبعاد القضية/المشكلة المطروحة للبحث، في المجالات المعرفية والاقتصادية والإعلامية المختلفة.. ومن أية وجهة نظر سوف يطرحها على الطفل. 5- مع الوضع في الاعتبار أن المنفذ الفعلي للتقنيات المهارية، ربما مبرمج أو مهندس، أو تقني ما، ومع ذلك يلزم أن يكون الكاتب متابعاً عن فهم. 6- قد يكون التخصص فى مجال أدبي معين حاليا غير متاح، إلا أنه مستقبلا يفضل الكاتب الرقمي المتخصص.. مثل كتابة الأعمال الأدبية للطفل. 7- الوعي بسلبيات “الصورة”، مثلما الوعي بكل معطياتها الايجابية، مثل معطى السماء المفتوحة وتأثيرها على خصوصية الشعوب، عدم مراعاة الصورة للمراحل السنية بالنسبة للأطفال. 8- الوعي بسلبيات الشبكة العنكبوتية، مثل سهولة النشر وإقدام البعض على نشر ما يعد تجارب أولية وغير جديرة بالنشر، وأيضا السرقات الفكرية، وكذلك إدمان الانترنت.(6)
الركيزة الثانية: محتوى أدب الطفل مع التقنية الرقمية.. إن محتوى أدب الطفل، قد بات على صلة أوثق بخصائص القرن الجديد.. التشابك بين الثقافة والأدب الرقمي والطفل، وخصائص ومعطيات التقنية الرقمية، أفرزا لونا جديدا من الثقافة والأدب للطفل، تمثل فى عدة أشكال على الشاشة، منها: شيوع وغلبة الثقافة العلمية وأدب الخيال العلمي للطفل. كما أن تقنيات الحواسيب أتاحت إنتاج نصوصا رقمية متنوعة تحت اسم “العاب الفيديو”. ثم توظيف التقنيات الرقمية فى الحاسوب لإعادة إنتاج قصص وحكايات تراثية أو حديثة، مع الاستفادة من هذه الإمكانات. وأخيرا توظيف الشاشة كصفحة ورقية.
تتيح التقنية الرقمية طاقة متجددة للتلقي، وملامح لغة جديدة.. قال “روبرت لوباج” عام 1997م عن أعماله التي تعتمد على فكرة/تقنية الإبداع التنقيحي، أنها أشبة بالصينية الممتلئة بالمشهيات، نختار منها ما نشتهى. أما الإبداع التنقيحي فهو المعتمد على فكرة الاختيار وإعادة الترتيب والإضافة.. مثل الفكرة الموسيقية “جوكى ديسك DJ” حيث الصوتيات القصيرة والمتقطعة وإعادة مزج الألحان الأصلية وإعادة ترتيبها لخلق موسيقى جديدة.. وغيرها من الأشكال الجديدة في كافة الفنون والآداب. وقد استتبع ما عرف ب “الإبداع التنقيحي”، خاصية: “التفاعلية”، سواء للترفية أو التعليم.. و”الانتقائية”، سواء للمحتوى أو الشكل.. وهو ما ينتج أعمالا هجين تعتمد على الإبداع التعاوني بين عدد من المبدعين. كما أتاحت للطفل إمكانية التفاعل والمشاركة.(7)
* خصائص البلاغة الرقمية الجديدة..
أ- ملامح وأشكال استخدامات “شاشة” جهاز الحاسوب… وأدب الطفل:
.. كتابة العمل الابداعى على صفحة الويب أو شاشة الكمبيوتر, ثم حفظه.. وهو ما يعنى أن استخدم الحاسوب كما الورق في التسجيل ثم الحفظ.
.. تناول بعض الأدباء استخدام مصطلحات ومحتويات شبكة الانترنت ضمن نسيج أعماله الإبداعية.. وهو ما يعنى دخول الجهاز وشبكة الانترنت ضمن هموم الكاتب، ومن نسيج عمله الابداعى (الورقي).. مع تمثل للتقنيات أيضا (مثل شكل البريد الالكتروني، والدردشة.. الخ)
.. من الأدباء من تجاوز الاقتراب الشكلي من الانترنت، وسعى إلى إبداع جديد يعتمد على الإمكانيات غير التقليدية التي تتحها الشبكة، خصوصا فى أدب الطفل الورقي.. توظيف الصورة والصوت واللون مع الكلمة فى لوحات متعددة لعدد من الصفحات المتتابعة.. أخيرا في إبداع جديد (الإبداع الرقمي) وهو يعتمد على إنتاج ما يشبه الفيلم السينمائي وفهم المبدع لتقنيات المونتاج والمكساج والتلوين والإخراج الفني بالإضافة للإبداع بالكلمة.
ب_عناصر الإبداع الرقمي الجديد للطفل: وسائط التقنية الرقمية، هي: الصورة – الصوت – اللون والرسم، ثم الحركة، وتجيء الكلمة في النهاية (بعد أن كانت قبلا “الكلمة” في المقدمة). وهو ما يعنى أن “النص الرقمي” متعدد الأدوات، ومتنوع، يخاطب الأحاسيس والمشاعر والعقل. سوف نتناول بعض من عناصرها.
*الصورة ودورها الهام فى الإبداع الجديد.. إن للصورة مميزات وخواص تجعلها على قدر من الأهمية لا يمكن إغفاله. فالصورة لها طبيعة رمزي واختزالية معا, يحكمها قانون: “أن ترى يعنى أن تختصر”, لذا وصفت الصورة بواقعيتها, فهي قادرة على التوصيل الناجح بتأثير أكبر من تأثير الكلمة (لوحظ أن استيعاب الفرد للمعلومات يزداد بنسبة 35% عند استخدام الصوت والصورة معا).(8)
*الصوت معضد للصورة في اللغة الرقمية.. يعد الصوت وسيط هام بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وهو عادة يقسم إلى صوت مرتفع وآخر منخفض.. أو أصوات منفرة وأخرى محببة. وقد بدأ الموسيقى “شيفر” دراساته حول كون الصوت مجال هام في الاتصال، أو “الاتصال الصوتي”. وقد تبعه في الباحث “تروا”، الذي خلص إلى أهمية الصوت في كونه وسيلة لتبادل المعلومات.. وخلص إلى أنه عادة يرجع الصوت إلى السؤال: ما أو من؟ أي السؤال عن مصدر الصوت، إلا أنه لاحظ أن بيئة المستقبل، يمكن أن تتقبل أصوات ربما حادة أو منفرة، مثل تلك الصفارة (الصوت الحاد) التي تسبق تشغيل الانترنت، ومع ذلك لا يشعر المستمع بالنفور، لأنها تهىء المستمع إلى الدخول في الشبكة.(9)
*تعزيز الثقافة البصرية باستخدام الألوان.. البصر حاسة تزود الإنسان بالمعلومات، وتساهم – إلى جانب السمع – في تكوين الفرد الثقافي، كما تساهم في تشكيل قدرته على رؤية الأشياء.. والتعرف على دقائق الأشياء. والبصر على خلاف السمع (الذي ليس له سوى بُعدٍ واحد) بينما البصر له عدة أبعاد، وللبصر وظيفة توثيقية، وله وظيفته فى جلاء البصيرة.. تتشكل البصيرة فيما تتشكل به، الثقافة البصرية، تلك التي تعتمد على الرؤية والمراقبة والقراءة. والبصر يتشارك مع غيره على الشاشة.(10)
لا يمكن إغفال تأثير الألوان المصاحبة للصورة، وتأثيرها على الشخصية، يقول الحق سبحانه وتعالى:
(ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) س”فاطر” آية27
(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك).. سورة “فاطر” آيه28
تشير د. عبير سلامة بأنه توجد في السياقات النقدية الغربية، والموسوعات، البلاغة تهتم بالعلاقة بين الصورة والنص (في الأفلام، الإعلانات، صفحات الإنترنت، الخ)، الصور في البلاغة المرئية تعبيرات عقلية عن المعني الثقافي. يستوعب مصطلح بلاغة الإنترنت جوانب جديدة للدراسة، قد يساعد في تفسير كيفية الإقناع/ التأثير في هذه البلاغة، عندما يُعاد تشكيلها في الوسيط الجديد، لأنه يساعد في تفسير كيف يدعم الاتصال طرق التعبير عن الذات والإبداع المشترك؟ فبلاغة الإنترنت تقاس علي جانبين: الاعتبارات الوظيفية، والآخر جمالي.. (11)
& خصائص المنتج الابداعى للطفل مع التقنية الرقمية
أولا: تزكية الثقافة العلمية والخيال العلمي فى أدب الطفل:
تشير الدراسات في مجال تاريخ العلوم، أن القرن العشرين قفز بالانجاز العلمي في كافة المجالات، وأنه على صورتين متلازمتين: أصبح معقدا عن ذي قبل.. وأيضا المادة العلمية متضخمة ومتنوعة ما بين الفيزياء والعلوم الرياضية والطب والبيئة وتكنولوجيا الفضاء ثم البيولوجي الحيوية وغيرها.
إلا أن من يتصدى للكاتبة للطفل عليه أن يعي هدفه.. أن يتسلح بالمعلومة العلمية، ويتخير موضوعه والقارئ الذي سيتوجه إليه. المطلوب أن يتعرف على: “عالم الطبيعة من حوله”.. “استيعاب وفهم جوهر العلم على اعتبار أنه طريقة في التفكير”.. “فهم أن كل العلوم على اتصال وتواصل، فلم يعد عالم الكيمياء بعيدا عن عالم الطب والهندسة مثلا”.. و”أن العلوم على صور متطورة دوما”. بتلك المحاور مع تبسيطها يمكن للطفل التطلع إلى المستقبل وهو واع بأن العلم ليس أمرا مجردا، كما يمكن أن يستوعب فكرة أن الإنسان عنصر من عناصر البيئة أو الطبيعة، يتفاعل معها وتتفاعل به.(12)
لعل توصيل فكرة أن في العلم ما هو قابل للخطأ وما هو قابل للصواب مع مزيد من البحث، تمثل دعما وتزكية لمبدأ “التفكير العلمي” الواجب على الطفل فهمها، وبها يمكن وضع بذرة ملمح “التطور” من حيث أهميته وضرورته في العلوم نفسها، وحتى في حوارات الحياة التقليدية.
كما يلزم أن يكون الكاتب فاهما لجوهر حقيقة العلم، حتى لا يبدو أنه يعمل في اتجاه واحد وغير ملم بطبيعة العلم، التي هي: أن العلم قابل للفهم.. كل العلوم قابلة للتغيير والتطوير.. ليس بوسع العلوم أن تقدم إجابات على كل الأسئلة.. يعتمد العلم على الإثبات والبرهان.. وأن الخيال مشارك للأفكار العلمية في رأس العالم.. كما أن التناول الاجرائى للفكرة العلمية من ناحية الأسلوب والمعالجة الفنية يجب أن يكون مناسبا وجيدا، وبسيطا.(13)
ثانيا: التقنية الرقمية ومعطيات أخرى يشارك أدب الأطفال فى إنتاجها.. 1-إنتاج الألعاب الطفل، أو “العاب الفيديو”.. لعل العاب الفيديو والكمبيوتر، هي أكثر البنود التي يتعامل الطفل معها، وأغلب ما يتناوله الانتقاد إليها تبدو بملامح أخلاقية، وتتسم بالتعميم والمبالغة. بينما هناك بعض الألعاب تتميز بتنمية مهارات محددة، مثل التوافق الحركي البصري، وغيرها لتنمية الذكاء وتنشيط الملكات الذهنية. فضلا عن توافر عنصر التفاعلية، التي تعد من أهم خصائص التقنية الرقمية، سواء فى الألعاب أو غيرها. ويرى بعض التربويون أن بعض تلك الألعاب، تزكى ملكة اتخاذ القرار، وسط الفوضى الظاهرة فى اللعبة.. وعلى اللاعب (الطفل) إعادة لترتيب والتنسيق حتى يحقق الهدف. يما يرى البعض أن أبسط أنواع الألعاب (الجيدة) قد تعد انجازا طيبا، ففي لعبة مباراة لكرة القدم، مجرد إحراز هدفا، والنجاح فى تحقيقه، هو منجز نسبى هائل عند طفل المرحلة العمرية (من 3 إلى 6سنوات). يعد كل ما سبق أمرا مختلفا، وأكثر جدوى، عن الميل إلى الاسترخاء والتلقين وتلقى المعلومات. وهو ما يشكل نقلة لتهيئة الطفل فى أن يتلقى تعليمه بعيدا عن وسيلة التلقين والحفظ.
أثناء أحد الحوارات مع مجموعة من الأطفال، من أعمار مختلفة، حول جدوى بعض الألعاب بالنسبة لهم. أفاد طفل فى الخامسة من عمره: “أحب لعبة مباراة كرة القدم، لأنني أحرز هدفا”.. ومع طفل آخر، كان رده سؤالا منه يقول: “هل يمكنكِ اللعب مع شخصيات سوبرمان والرجل الوطواط في الحياة العاديّة؟”.. ثم تابع: “أنا استطيع القيام بذلك، من خلال التفاعل والاندماج معها” (14)
2- إعادة إنتاج المنتج الورقي بالاستفادة من التقنية الرقمية:
وهو ما يعنى الاستفادة بالمعطى الأدبي الورقي، ثم إعادة إنتاجه بالتقنية الرقمية، بحيث يمكن الاستفادة من عناصرها المشار إليها سلفا.
3- إعادة إنتاج المنتج الورقي إلى رقمي دون إضافة جوهرية للنص الورقي. (مثل أغلب مجلات الطفل التي تعيد نشر موادها على الشاشة)
& ماذا قدمت الشاشة لأدب الطفل؟!
* الألعاب الالكترونية للأطفال.. بات التفاعل بين (المشاهد) الذي ما عاد هكذا سلبي، أصبح أكثر توحدا مع الشاشة! ففي لعبة «نجم الغناء»، لم يعد دور اللاعب (المشاهد) يقتصر على الغناء، بل أصبح مطلوبا منه أن يرقص ويتمايل، وسوف يشاهد شخصية صغيرة تظهر على الشاشة وتقوم بتقليده! (لعبة فى جهاز بلاى ستيشن3). وهو ما يعنى أن شخصيات ألعاب الكمبيوتر أصبحت تستمد تحركاتها من اللاعبين أنفسهم! يرجع تاريخ الألعاب على شاشة الفيديو إلى عام 1947، اخترعها الأمريكي “توماس ت. جولد سميث” الابن بلعبة أطلق عليها “أداة أنبوب الأشعة المهبطية المسلية”. ثم توالت الألعاب لغيره مثل: نمرود (سنة 1951)، و OXO (سنة 1952)، وتنس فورتو (سنة 1958)، ولعبة سبيسوور (سنة 1961) وتتابعت إلى أن أصبحت نشاطا تجاريا رائجا.
إن تلك الألعاب المسماة، العاب الفيديو أو الإلكترونية أو العاب الحاسوب (video games) هي العاب مبرمجة بواسطة الحاسوب، وتعرض على الشاشات، حسب أنظمتها: العاب الفيديو، حيث تعرض في التلفزيون بعد إيصال الجهاز به. جهاز الإدخال في العاب الفيديو هو عادة عصا التحكم، أو الأزرار (في أجهزة الآركيد)، أو لوحة المفاتيح، أو الفأرة، أو غير ذلك. ألعاب الفيديو يمكن أن تعمل على أجهزة خاصة تتوصل بالتلفاز أو أجهزة محمولة أو على الحاسوب أو الهاتف النقال أو الحاسوب الكفي أو اليدوي. أشهر تلك الألعاب.. ألعاب المنصات، والمغامرة، والآر بي حي (RPG)، والعاب تصويب المنظور الأول (FPS)، والعاب تصويب المنظور الثالث، والرياضة، والسباقات، والتصويب الفضائي، والقتال، والآكشن، والألغاز، والمحاكاة، وألعاب الأدوار، والألعاب الإستراتيجية (RTS). هذا بالإضافة إلى ألعاب الويب التي تلعب عبر الإنترنت، وهي غالباً ألعاب جماعية، وتسمى MMORPG، يلعبها عدد كبير من اللاعبين(15)
تطورت الألعاب، أصبحت تتطلب عمل فريق كبير من العاملين: (المنتجون: للإشراف على المشروع.. المصممون: ومهمتهم تصميم اللعبة وقواعدها وتركيبها.. الفنانون: ومهمتهم رسم الفنون المرئية للشخصيات والخلفيات وغيرها.. المبرمجون: وهم مهندسو البرمجيات الذين يستخدمون الأدوات المتاحة ولغات البرمجة لتحويل التصميمات إلى لعبة.. مصممو المراحل: واختصاصهم تصميم المدن والمناطق والمراحل بالتفصيل.. مهندسو الصوتيات.. والمؤلفون الموسيقيون: ومهمتهم ابتكار الموسيقى والتأثيرات الصوتية المناسبة.. المختبرون: وهم مجموعة من اللاعبين الذين يفحصون اللعبة بالكامل قبل إطلاقها والتبليغ عن أي أخطاء برمجية أو غيرها.
* حول تحليل ظاهرة ارتباط الأطفال بألعاب الكمبيوتر والفيديو، انتهى بحث علمي بجامعة أمستردام إلى الآتي: (ظاهرة إدمان الأطفال على الألعاب الكترونية، ظاهرة مع ألعاب الكمبيوتر، والبلاى ستبشن واكس بوكس، ومع التليفونات المحمولة.. منها العاب جيدة، تنشط ذاكرة الطفل وتنمي بعض المواهب لديه من حيث التركيز وسرعة الاستجابة، ولكنها تضر أعصاب البصر فى حالة الاستخدام الطويل.. كما أجرت الجامعة دراسة حول من هو الممول الرئيسي للألعاب الحربية حيث أن عمل هذه الألعاب لا يتناسب مع سعرها؟ اتضح أن.. الممول الأكبر للألعاب الحربية هي شركات الأسلحة! لتنشئة الطفل بعالم القتل والحروب والتلذذ بالقتل)..(وهنا دور المبدع لأدب الطفل الواعي بطرح الأفكار والثيمة الايجابية) (16)
& قراءة حول علاقة الطفل بالتقنية الرقمية
نظرا لزيادة المعارف خلال العقود الأخيرة، حيث أفادت دراسة إحصائية عن منظمة اليونسكو أن المعارف الإنسانية التي يتلقاها إنسان اليوم يوميا 900تسعمائة معلومة، بينما كانت 22اثنان وعشرون. هذا بالإضافة إلى سرعة نشر المعلومة بالسرعات الهائلة.. لذا وجب التوقف مع معطيات تلك التقنية وخصائصها، بالنظر إلى معطياتها للطفل خصوصا.. ومنها:
* الخصوصية التي يتمتع بها مستخدم خدمة الانترنت، فلهو جهازه الخاص وحده، وله بريده الخاص، وكلمات السر التي تتعلق به وحده.. وبالتالي عدم القدرة على الرقابة.
* الانترنت وسيلة ذات اتجاهين، على العكس من الوسائل الأخرى، مثل التليفزيون.. وبالتالي يمكن استخدامه في الخدمات التفاعلية مثل المحادثة، وهو غير المتاح لغيره.
* قدرة الشبكة على الوصول إلى عالم الممنوعات والدخول إلى عالم الأسرة وخصوصياتها.
* في حالة حجب المواقع المسيئة فلا تستطيع منع المواد المرسلة بالبريد الالكتروني.
*يعد النشر الالكتروني من أخطر الظواهر الثقافية مع بشائر القرن الجديد, سواء كان هذا النشر هو كل ما يرصد ويسجل على شاشة الجهاز (الكمبيوتر).. أو هو ما ينشر تحت مفهوم الثقافة بالمعنى الشائع في المجال الورقي من قبل. إن تنوع واختلاف “المادة” المتاحة على الشاشة الآن للطفل، منها ما يعد بلا ضرورة له، وبعضها قد يضر مفاهيمه والقيم الشائعة فى المجتمع، إلا أننا فى العالم العربي، ما زلنا على أبواب تلك الآفاق الجديدة، التي فيها بعض السلبيات، ثم الكثير من الايجابيات..(17)
أولا: مواقع خاصة بالطفل..
1- أغلبها لم ينشأ كموقع مبتكر للطفل، على الشبكة العنكبوتية، فهي تتنوع بين: (مجلات ورقية يتم نشره رقميا، مثل مجلات: ماجد- الفاتح الإسلامية للأطفال).. (قنوات تليفزيونية تنقل مادتها للعرض على شاشة الحاسوب، مثل قناة الجزيرة للأطفال).. (مواقع عن جمعيات اجتماعية، وتعبر عن نشاطاتها، مثل (مجلة الفاتح الإسلامية للأطفال- موقع شركة سنا)..
2- بين تلك المواقع، ما هو محدد (بهدف) أو (جنس الطفل) أو غيره، وهو ما يمكن أن يوصف بأنها مواقع أحادية التوجه، مثل (موقع لميس- فناتير- التعليم الذكي).
3- ليس بين تلك المواقع، موقعا حدد المرحلة العمرية التي يخاطبها.
ثانيا: مواقع ألعاب الفيديو والكمبيوتر..(تتضمن صياغات أدبية- تم الإشارة إليها سلفا)
ثالثا: منتج نص رقمي (قصة رقمية للطفل):
منذ سنوات بدأت بعض المؤسسات العربية على إنتاج نصوص رقمية تحمل ملامح الطموح لإنتاج رقمي جاد للطفل.. منها: برنامج بعنوان “إسلاميات حاسوبية”،”المكتبة الالكترونية للطفل المسلم”، “هرم المعلومات”. أما “كان ياما كان” وهى تتضمن أربع قصص الكترونية (هي أقرب إلى الأفلام والأعمال الدرامية القصيرة) معقدة بالقياس إلى الأشكال الأخرى الخاصة بالطفل. تلك القصص: “الثعلب والغراب والجبنة”، “الثعلب وعنقود العنب”، “الكلب الطماع”، “النملة والجندب”.. وغيرها. وكلها تتميز بملامح تكنولوجيا أدب الطفل الرقمي, وبالتالي تم إنتاج ما يمكن أن نطلق عليه “القصة الرقمية”: التي ينهض بها فنيين فى الإخراج وتصميم البرامج، للعمل على توظيف المؤثرات الصوتية، ومزج الصورة، وتوزيع الضوء، وأغلب الخدع السينمائية.. ما يعنى توظيف الصورة, الصوت, اللون والرسومات، مع الكلمة.. كذا توظيف خصائص الفيديو فى الإرجاع والتقدم والتثبيت (ما يعرف ب Multimedia)
رابعا: الترويج لأدب الطفل الورقية بالتقنية الرقمية.. وهى خدمة جيدة، حسنة النية، إلا أنها لم تستفد بالتقنية فى إنتاج تلك الكتب، وغير متضمنة فى مواده الثقافية والإبداعية، بل حملت ما يؤخذ على الكتاب الورقي للطفل، إلى ساحة وفضاءات التقنية الرقمية.
خامسا: الطفل في مواقع المرأة..
موسوعة الطفل والأم.. وهو من أكبر الموسوعات المتخصصة للطفولة والأمومة من بداية الحمل حتى الطفولة المبكرة ، تحتوى الموسوعة على قاعدة بيانات لمعاني الأسماء لمساعدتك فى اختيار اسم طفلك، كما تحتوى الموسوعة على أكثر من ساعة ونصف شرح فيديو يتناول مراحل خلق الجنين ونموه وتطوره دخل رحم الأم بالإضافة لتغذية الطفل، باختصار هي مرجع شامل لكل أم للاهتمام بطفلها الصغير.. ومثل تلك المواقع تتحدث عن الطفل، وليس للطفل.
سادسا: الطفل في مواقع الأسرة.. (موقع منتدى “فتكات”.. تديره سيدة، ربة منزل، بالقاهرة، مصر. انطلق الموقع فى يناير2007م، خاص بالمرأة، والاسم مأخوذ عن الأسماء الريفية فى مصر. نال المركز الثاني بين المواقع الأكثر زيارة بمصر (بعدها تلك المواقع المتخصصة فى المجال الرياضي) حسب تقرير منظمة راتب Ratteb المتخصصة فى المجال الاحصائى للمواقع العربية على الشبكة. يضم المنتدى فى عضويته 220,000عضوة، لذا يعتبر أكبر منتدى نسائي بمصر (فى2009م). كما أن الموقع يقع ف المرتبة 878 عالميا، و12عربيا, يتضمن المنتدى أكثر من330،500موضوعا حول اهتمامات المرأة، ومتوسط الزيارات اليومية 140،000زائر.
* ملاحظات عامة على الموقع الرقمية، وخاصة الجزء الخاص بالطفل: - 1:استخدام اللهجة (اللغة) العامية المصرية، دون اللغة العربية المبسطة أو الفصيحة.
2:: الجزء الخاص بالطفل، لا يمثل أكثر من 4% من مجمل موضوعات وصفحات الموقع.
3 : إن كان الاشتراك مقصورا على النساء فقط، إلا أنه مسموح للرجال بالمتابعة والتلقي.
4: المخاطب هو الطفلة فقط، دون الأطفال الذكور.
5: الجزء الخاص بالطفلة، تحت عنوان “لعبة..” كوسيلة لتحبيب الطفلة بالمادة المعروضة
6: نماذج الألعاب فى “لعبة تلبيس” غير عربية فى مجملها.
7: نموذج الألعاب المشار إليها “باجز بانى” نموذج غربى لقطة، كذلك فى الألعاب الجديدة غلبة الثقافة والفكر الغربي. لعل منتديات الأناقة والجمال هي الأقرب إلى الثقافة العربية.
سابعا: الطفل في مواقع عامة وجامعة..
أما الحديث عن طبيعة وخصائص المواقع المختلفة التي تتعامل مع الطفل.. فهي إما مواقع ذات اهتمام ثقافي عام, ويمكن نشر ما يخص “الطفل” عليها, باعتباره ثقافة عامة.. مثل موقع “ميدل ايست أون لاين”. ومواقع ثقافية/أدبية بالدرجة الأولى, ترعى الأدب والكلمة وتضع من جوانب اهتمامها, نشر ما يخص الطفل إبداعا ومقالات أدبية.. مثل موقع “القصة السورية”.
ثامنا: الطفل في مواقع دينية أو عقائدية..
ثم هناك من المواقع العقائدية/الدينية التي تخاطب الطفل, من مفهوم كونه النبتة الأصيلة لإنسان ملتزم دينيا وأخلاقيا.. ويلاحظ اهتمامها بالفقه دون السلوك والمعاملات.
تاسعا: الطفل في المواقع التعليمية، والطبية والخاصة..
توجد المواقع التعليمية التي تخاطب الطفل من خلال المناهج الدراسية والمعلومات المدرسية.. دون الاستفادة من التقنيات الرقمية.
يلاحظ المتابع أن الطفل العربي يتواجد في النشر الالكتروني مبعثرا بين مواقع ذات اهتمامات متعددة ومختلفة.. ومنها ما يعرض للحديث عن الطفل, من حيث هو عضوا إضافيا في الأسرة, مع الإشارة إلى معلومات تربوية يجب التزام الأبوين بها.. وأخيرا هناك المواقع التي تقدم الألعاب والتسالي للترفيه.
كما توجد مواقع مخصصة للطفل ولا تخاطبه بالدرجة الأولى, بل تسعى لنشر كل ما يتعلق بالطفل: أخبار- إبداع- دراسات- وغيره.. مثل موقع “أدب الأطفال”. وأخيرا هناك المواقع التي تعيد نشر منتج ورقى سبق نشره, مثل مواقع المجلات والدوريات الخاصة بالطفل.. وهى عديدة لمجلات “علاء الدين- العربي الصغير- ماجد- براعم الإيمان.. وغيرها”، مع ملاحظة بعض الإضافات والحذف بالموقع الرقمي عن النص الورقي غالبا.
* سلبيات مواقع الطفل مع التقنية الرقمية:
1: عدم الالتزام الدقيق بخصائص المرحلة العمرية للطفل, وحتى الآن لا يوجد في المواقع العربية ما يشير إلى المرحلة العمرية الذي يخاطبها.. وكأن الموقع يرى وضع كل الأطفال في سلة واحدة.
2: مخاطبة الطفل الأنثى والذكر على قدر واحد من التناول.. سواء في الموضوع أو المعالجة, على الرغم من أهمية التمييز بين الجنسين خصوصا بعد الثانية عشرة.
3: تقديم المفاهيم الغربية للأعمال المترجمة للطفل بشخصياته, ومفاهيمه وكأنه الشخصية النموذج الذي يجب على الطفل الإقتداء به.. فشاعت شخصيات “السوبر مان”, “الرجل الأخضر”.. وغيرهما بكل ما تحمله من مفاهيم أقل ما يقال فيها أنها في حاجة تدجين ومواءمة, وتلك المواقع لم تختلف عن بعض المجلات المترجمة للطفل ويتم تداولها في الأسواق.
4: سهولة النشر, والرغبة في التواجد على شبكة الانترنت, شجع البعض على اقتحام عالم الطفل, دون دراسة حقيقية لاحتياجات الطفل, وبلا وعى بخصائص الطفل النفسية والتربوية والسلوكية.
5: أما عن مضامين الموضوعات التي تقدم للطفل, فهي على شقين إما البعد عن روح الطفل في التناول مع تقديم المعلومة قبل التناول ألفني.. أو الاهتمام بالمعلومة البعيدة دون القريبة, وربما أنسب مثال على ذلك, تناول وتقديم الشرائع الإسلامية قبل الاهتمام بالسلوك الإسلامي والدلالة القيمة, وهى التي يحتاجها الطفل أكثر.
6: الإدمان.. إدمان الانترنت يعتبر من أحدث أنواع الإدمان، وقد أدى إلى نتائج سلبية عديدة.
توصيات
1ـ أن تتوجه الحكومات والمؤسسات لتوفير البنية التحتية اللازمة لتنشيط التقنية الرقمية. 2– أن يتم البحث عن حلول عملية، مثل “نوادي الانترنت” لتوفير الخدمة للأفراد غير القادرين على تكلفتها.
3ـ استكمال النقص القانوني والتشريعات اللازمة للتكنولوجيا.
4- تعضيد البنية المؤسسية الحكومية، بالتدريب وتوفير التقنيات المتطورة والإدارية الواعية.. 5ـ سد النقص فى كفاءة شبكات الاتصال وشبكات النقل والطرق والكهرباء والمياه، ونقص وتدني مفاهيم وقواعد العمل الاقتصادي، وكذا نقص المعارف باللغات الأجنبية.
6– سد الفجوة الرقمية، ونقص المحتوى العربي على شبكة الانترنت، والخوف من الثقافة الغربية، وعدم الثقة في الاقتصاد الرقمي، ونسبة الأمية ومستوى التعليم.
7– إقامة ورش فنية للتعريف بفنون التقنية الرقمية.. لمبدعي أدب الطفل، وللطفل لتعريفه بالمزيد من معطيات جهاز الحاسوب، والتعرف على أخلاقيات التعامل معه وبه
8– التعريف بمصطلحات, وترجمة جملة معارفه, مع تبسيط المعلومات حوله. 9– استثمار علاقة الجيل الجديد بالتكنولوجيا لتقريبهم من الأدب الافتراضي، فمن المعلن أن ممارسي التعامل مع أجهزة الكمبيوتر في العالم العربي حتى عمر ثلاثين سنة, حوالي 65% من جملة المستخدمين.. وهى نسبة يلزم معها التوجه إلى تلك الشريحة العمرية بالضرورة.
* توصيات لتنمية أدب الطفل الرقمي:
1– الاستفادة من نماذج الأدب غير العربي, ونشره للتعريف بتجارب الآخر في هذا المجال.. سواء مترجمة أو غير مترجمة.
2– تبني المواهب الجديدة والشابة وتوجيهها نحو هذا النوع من الكتابة التي قد تستقطب جمهورًا مقاربًا لهم في العمر، ومتقاربًا معهم في الميول والاهتمامات.. وهى شريحة عمرية هامة في مجال التعامل مع الانترنت والتوجه نحو الأدب الافتراضي.
3- الاهتمام بالطفل خارج المدن الكبرى (القرى- مناطق التجمعات الجبلية والصحراوية)
4- رعاية وتشجيع أدباء وكتاب الطفل ماديا ومعنويا.
*توصيات تخص مواصفات المنتج الرقمي للطفل:
1: أن يوفر للطفل المعلومة.. وإبراز السلوك القويم والقيم العليا, كل ذلك في إطار جذاب وشيق, معتمدا على مراعاة المرحلة العمرية للطفل, مع إعمال التفكير الابتكار لدى الطفل.
2: كما أن توفير الاسطوانات أو الأقراص الإلكترونية (الديسكات) بات شائعا, ولا يجب إغفال أهميته كخامة وكوسيلة قادرة على احتواء كم هائل من المعرفة.
3: أن يضم الديسك أو الاسطوانة على التتابع والتوازي.. المادة اللغوية والمادة الفنية أو الرسومات المكملة التوضيحية. وقد وجد المختصون أن الألوان “الأصفر-الأحمر-الأزرق” هي أهم الألوان للطفل حتى سن التاسعة.
4: كما يجب أن يكون الخط واضحا وكبيرا.
5: يجب أن تكون الرسوم مكملة للمعنى, بل ويمكن الاستغناء عن المفردات الكثيرة, مقابل التوضيح بالرسم مع الجمل القصيرة.. هذا بالإضافة إلى إبراز الصورة المقربة, وإهمال الخلفية في الرسوم التوضيحية, وتوظيف تقنيات الكمبيوتر في إبراز الصورة من أكثر من جانب أو بأبعادها الطبيعية.
6: مع استخدام التقنيات الحديثة في إطار من الإخراج الفني الملائم الجذاب.
7: البعد عن النصح والإرشاد وبالعموم عن المباشرة وإصدار الأوامر للطفل, حتى يعتاد الطفل على استنتاج الحقائق.
8: أن تغلب روح الطفولة على المادة المنشورة (الملائمة لسن الطفل ولجنس الطفل).
9: تقديم المادة الثقافية/العلمية/
10: أن يصبح التعامل مع جهاز الكمبيوتر ومعطياته (في النهاية) لعبة بين يدي الطفل.
* هوامش
(1) راجع: كتاب “طفل القرن 21″- “السيد نجم”: من ص65 إلى ص 84. حيث يتناول الكاتب مفهوم اللغة العام، وهو المفهوم الذي يعتمد جميع صور التخاطب.. اللفظي وغير اللفظي.
(2)راجع: “أدب الأطفال“- “جميل حمداوى“-. www.adabatfal.com (3) المرجع السابق.
(4) تعريف الكاتب. ewriters.com/HYPERLINK “http://
(5) راجع: “أدب الأطفال ووسائطه الثقافية“- “عبدالتواب يوسف“- موقع “الأسبوع ادبى“. واضح من التعريف والخصائص المعروضة، أنها تشير إلى عموم “كاتب قصص الأطفال“- وان يلزم منذ الآن ضرورة إضافة ما يخص “كاتب قصص الأطفال الرقمي” نظرا لما له من دور ينتظر منه الكثير مع شيوع التقنية الرقمية. (6) هي جملة الخصائص المتوقع توافرها، تم تجميعها من أكثر من مصدر.
(7) راجع: “قضايا عصرية رؤية معلوماتية“- “نبيل على“:ص 66-68
(8) راجع: “عصر الصورة“- شاكر عبدالحميد: 33
(9) راجع: – على، نبيل-”الثقافة العربية في عصر المعلومات“: ص 43-46.
(10) راجع: الألوان, معناها وتأثيرها فى علم النفس- مجالس عمان-www.m.oman.com
(11) راجع: “الرقمية والرقمنة“- عبير سلامةhttp://
(12)- على، نبيل-”الثقافة العربية في عصر المعلومات” ص153
(13) راجع: “قراءة فى منتج النص الرقمي فى العالم العربي“- “السيد نجم“-
http://www.freearabi.com/
(14) راجع: “ثقافة الكتاب والطفل العربي“- “محمد مرعى مرعى“-
Alsalwabooks.com/ www.
(15) راجع: “العاب الفيديو والكمبيوتر” – فى عدد من المواقع-فيديو جيم (www.ar.wikipedia.org& www.aljazeera.net))
http://www.qafilah.com/q/
(16) المرجع السابق.
(17)راجع: “الثقافة والإبداع الرقمي“- السيد نجم: ص 35-49
* المصادر والمراجع:
أولا: الكتب
- ندوة “الثقافة العربية فى ظل وسائط الاتصال الحديثة“- جزأن- كتاب العربي- الكويت- عام2010م.
- نجم، السيد- “النشر الالكتروني والإبداع الرقمي“- هيئة قصور الثقافة- عام2010م
- الضبع، محمود- “أدب الأطفال.. بين التراث والمعلوماتية“- الدار المصرية اللبنانية- مصر- عام2009م
- الألفي، محمد محمد- “إدمان الانترنت“- المكتب المصري الحديث- 2008م
- نجم، السيد- “الثقافة والإبداع ارقمى“- أمانة الثقافة بأمانة عمان الكبرى بالأردن- عام2008م
- على، نبيل- “قضايا عصرية رؤية معلوماتية“-القاهرة- هيئة الكتاب المصرية- 2006م
- عبدالحميد، شاكر- “عصر الصورة“- سلسلة “عالم المعرفة/الكويت- عام2005م
- سليم، لطفي حسين- “الطفل في التراث الشعبي“- “الدراسات الشعبية“- هيئة قصور الثقافة- 2004م
- الغذامى، عبدالله- “الثقافة التليفزيونية.. سقوط النخبة وبروز الشعبي“- المركز الثقافي العربي/بيروت, الدار البيضاء- عام 2004م
-نجم، السيد-”طفل القرن الحادي والعشرين..ذكاء، موهبة، معرفة، جمال“-دار الوفاء للطباعة والنشر2001
- على، نبيل-”الثقافة العربية في عصر المعلومات“-الكويت-2001م-”ع
- أونج ، والترج- “الشفهية والكتابية“- ترجمة “حسن البنا عز الدين“- عالم المعرفة، الكويت، فبراير1994.
- “العرب وعصر المعلومات“- “د.نبيل على“-الكويت-1994م-سلسلة “عالم المعرفة” العدد 184.
- الهيتى، هادى نعمان-” ثقافة الأطفال“- الكويت: عالم المعرفة (123)- عام1988
- يوسف، عبدالتواب- “فصول عن ثقافة الطفل“- القاهرة- “الهيئة المصرية للكتاب“،“مكتبة الشباب” ع29
ثانيا: مواقع على شبكة الانترنت.
- موقع اتحاد كتاب الانترنت العرب، “الرقمية والرقمنة“، د.عبير سلامة:http://
- موقع “ميدل ايست أون لاين“- رأفت رضوان- “تكنولوجيا المعلومات في الوطن العربي: التوجهات والاستراتيجيات“. www.middle-east-online.com
- موقع “دار السلوى للطباعة والنشر“- د.محمد محمد مرعى- بحث “ثقافة الكتاب والطفل العربي“.
Alsalwabooks.com/ www.
- موقع “مصر المحروسة“www.misrelmahrosa.com- “كتاب الطفل“-يعقوب الشارونى.
- موقع أدب الأطفال- “تاريخ تطور أدب الأطفال عالميا وعربيا“- د.جميل حمداوى.
www.adabatfal.com
- موقع “الأسبوع الادبى“سوريا-”أدب الأطفال.. أهداف وغايات“- ع1011عام 2006-عبدالمجيد قاسم.
www.awu-dam.org/
- موقع “مجالس عمان“- “الألوان، معناها وتأثيرها فى علم النفس” “www.m.oman.com”
- موقع “أسواق المربد“- “الكتابة العلمية للطفل.. خصائصها، مواصفات الكاتب“- محمد عبده العباسي.
www.merbad.net
- اختبار إدمان الانترنت..www.scusuez.org/vb/
*المصدر :مجلة الجسرة الثقافية والرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق