الجمعة، 31 مايو 2013

مع الوجيز الموسوعي في تاريخ أهل الموصل للاستاذ معن عبد القادر ال زكريا

مع الوجيز الموسوعي في تاريخ أهل الموصل للاستاذ معن عبد القادر ال زكريا

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين

من حق كل كاتب وباحث موصلي يؤلف كتابا عن الموصل ، تاريخا ، وتراثا ، واقتصادا، واجتماعا ، وادبا ، وثقافة ان نتابع ما يكتبه ، ونعرض ما يجب ان نعرضه من مكنونات ذلك الكتاب . واعتقد ان هذا ليس واجبا علميا بل وطنيا كذلك .ومنذ أن اصدر الصديق الاستاذ معن عبد القادر ال زكريا كتابه الموسوعي بعنوان : " الوجيز الموسوعي في تاريخ أهل الموصل" وابتعت الكتاب بجزئيه الاول والثاني وأنا احاول ان اتهيأ للكتابة عنه والتعريف به .فالصديق الاستاذ ال زكريا صديق عزيز ، وباحث متمكن ..وفوق هذا وذاك فالرجل غيور على تاريخ أهله وتراثهم وما انفك - منذ سنين - وهو يجمع المعلومة تلو المعلومة ، والصورة تلو الصورة . واتذكر انني والاستاذ الدكتور محمد ازهر السماك زرناه في بيته السابق في حي الاندلس قبل قرابة ال25 سنة ، فأطلعني على كنوز مما يجمع ومما يقتني وقد حمدت توجهه وشجعته على ان ينشر ما تيسر له من وثائق وحقائق تعد نادرة او على الاقل مجهولة عند الكثيرين .ومن حسن الحظ انه نشر الكثير من المقالات في الصحف والمجلات الورقية والالكترونية .

ومن الامور الملفتة للنظر ، والجديرة بالذكر ان مصرف الموصل للتنمية والاستثمار ممثلا بشخص رئيس مجلس ادارته الاستاذ قصي يحيى قاسم اضطلع بتمويل طبع كتابه الجديد ، وتلك حسنة تذكرنا بما كان يفعله اثرياء الموصل من قبل في مجال دعم وتعضيد البحث العلمي وطلبته .

الكتاب طبع في دمشق ، ومن خلال دار نشر بعل 2011، ويقع بجزئيه في 781 صفحة وهو مزين بالصور والوثائق المهمة والنادرة . وهنا لابد من الاشارة الى الصديق سعود محمد عبد الرحمن عزيز الجليلي وجهوده في تجهيز المؤلف بمئات من الصور والوثائق مما يكتنزه من تراث ال الجليلي حكام الموصل بين 1726-1834 .وكان لولدي الاستاذ معن محمد وصقر دور في اعانته وإخراج كتابه الموسوعي هذا .

قد لااتفق مع الباحث في توزيع مواد كتابه، وقد انتقده لغياب ما نسميه نحن المنهجية التاريخية .وقد وقد ..، لكن ما قدمه الاستاذ معن مفيد ومهم وسوف يكون في متناول الباحثين في التاريخ المحلي للموصل مصدرا تاريخيا لاغنى عنه .الكتاب فيه من المفاتيح التي سوف تُيسر للباحثين ولوج طرق جديدة في البحث التاريخي وهذا مما يكسب الكتاب قيمة تاريخية كبيرة .

الكتاب يجول في مسيرة تاريخ الموصل ، ولسبعة عقود ممتدة من سنة 1908 و1978 . يقف عند رموز من ابناء الموصل ، ويتناول وقائع احداث الموصل . وهاجسه هو من كان اولا ، ومن كان قد قدم أمرا أو انجازا قبل غيره .استطيع القول –واثقا – ان الاستاذ معن ال زكريا غاص في روح التاريخ ، وعايش احداثه معايشة وجدانية حكى عنها المؤرخ الكبير ايمري نف في كتابه : " المؤرخون وروح الشعر " ودعا المؤرخين - لكي يفهموا التاريخ بروحه الحقيقية - ان يعيشوا احداثه معايشة وجدانية وقريب من هذا طالب المؤرخ ليوبولد فون رانكة المؤرخ ان يعيد تشكيل الحدث كما وقع .وهكذا فعل الاستاذ ال زكريا عندما دون جانبا من مذكرات الدكتور محمد صديق الجليلي ، وماقام به مؤسس جامعة الموصل الدكتور محمود الجليلي ، وما ارخه الدكتور عماد عبد السلام رؤوف عن وقفيات الموصل في العهد الجليلي وخاصة من المدارس والمكتبات ، وما يتعلق بتشكيل المحاكم المدنية في الموصل ، وتأسيس المدرسة الاسلامية ، واعمار جامع الزيواني، وعن اسماعيل بك الجليلي ، ودليل تلفونات الموصل ، ومدرسة الوطن الابتدائية للبنين، ومدرسة شمعون الصفا الابتدائية للبنات ، والاعدادية المركزية، ومدرسة القديس عبد الاحد ، وعن الاصناف والتنظيمات المهنية ، واهل الصنائع ، والتاريخ الحديث للعلافين وصنفهم ، والقصابين وجمعيتهم ، والتوتونجية ، والحلاقين ، والصاغة ، والفنانين التشكيليين ، والموسيقيين الموصليين، والمقاهي الموصلية ، والاسواق ، والخانات، والقيصريات ، ومالكي السيارات الخصوصية وارقامها، ومن حمل الاوسمة والنياشين والألقاب، والاوائل من الخريجين في اختصاصات الطب والهندسة والعلوم والمستشفيات وتاريخها في ألموصل واوائل الصيادلة ، واوائل من باع النظارات الطبية في الموصل ، وأول مركب للأسنان واول حفلة تكريمية اقيمت في الموصل ، ومكتبة المتحف الحضاري، وحمام العليل وموقعها واهميته ومن كتب عنها ، ومطابع الموصل ، وصحف الموصل، وأول جريدة صدرت وأول مجلة صدرت في الموصل ونشأة التصوير الفوتوغرافي، وأقدم المصورين وأقدم من ربى الخيول وأقدم من تاجر فيها وأول من صنع المزاول وأول من اسس شركة نقليات ، والمرأة الموصلية ودورها ، واوائل التجار وغرفة تجارة الموصل ، والاقتصاديين الوطنيين ، ونواب الموصل في البرلمان ، وأول موصلي يعين وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي ، وأول موصلي عمل مذيعا في تلفزيون العراق ، وأول من اسس جمعية خيرية ، وأول وكالة استيراد للسيارات في الموصل وأول منشور يؤكد هوية الموصل الوطنية العراقية ، وأول اعلان ينشره ضابط تجنيد الموصل الحاج سري والد الشهيد رفعت ومباحث طريفة اخرى .

لااريد ان افسد على القارئ لذة المتابعة للكتاب ، وإنما اؤكد بأن ما قام به المؤلف من جهد يعد كبيرا في كل المقاييس وقديما قيل " لايعرف الشوق إلا من يكابده " والمؤلف الصديق معن ال زكريا كان صادقا مع نفسه ، وصادقا مع مدينته وقرائه عندما جمع ،وخطط ، وحلل ، وناقش ما وقعت تحت يديه من معلومات وحقائق تتعلق بتاريخ اهل الموصل ولم يكن الزميل الدكتور سمير بشير حديد الذي قدم للكتاب مجافيا لطبائع الاشياء عندما امتدح المؤلف وأسلوبه، وطريقته في الكتابة .ابارك للمؤلف جهده وأتمنى له التألق الدائم خدمة لحركة البحث العلمي في عراقنا العزيز .



هناك تعليق واحد:

  1. أخي الكريم الدكتور إبراهيم العلاف حرسكم الله تعالى

    وبعد : تلقيت ببالغ السرور نشر مقالتكم المعمّقة بشأن كتابنا الموسوم " الوجيز الموسوعي في تأريخ أهل الموصل " بجزأيه , وقد فاجأني بها أبن أخي الشاب المهذب الحقوقي سعود إبن محمد عبد الرحمن الجليلي وأنا في مجلس نهار الجمعة عندهم اليوم 31 مايس 2013 , وقرأها عليّ , ثمّ قرأها على الحضور وفيهم شخصيات موصلية كثيرة فكانوا منصتين و معجبين.

    صدّقني أخي أبا نشوان , لقد شعرت بالفخر والنشوة وأنا أسمع ثمّ أقرأ تقريضكم بحقي , وفهمت بعض ما ختل بين الأسطر , والأمر أولاً و آخراً تقصيراً من جانبي في تأخري إهدائكم الكتاب وبالتوقيع الشخصي , والهدية الآن بانتظار إيصالها إلى مستحقها .
    ثق أخي الأستاذ والمؤرخ القدير والدؤوب أنك كنت منصفاً بحق الآخرين قبل أن تكون منصفاً بحقي, كما شعرت بحنان صادق ينثال من بين زنابق سطور المقال , وكدت أشّم رائحة حنوك على ريحانية هذا الإنتاج . وأنّ فرحك بكّمه و بنوعه هو الفرح عينه بقدوم طفل له إخوة كثر في أسرة كانت محرومة من الظنى طافت على الأولياء والصالحين حتى فتح عليها الله بعطيته .

    انت أخي العزيز تبتهج لأي مقال أو نشرة أو جذاذة من صحيفة فتستلمها وتقضي من وقتك وطراً في التعقيب على ما جاء في بعض حواشيها.... فكيف بك وأنت تتلقى ال781 صفحة وفيها ما فيها من ذلك الذي أعاننا الله عليه ..! هذا ليس بغريب عليك سيدي فأنتم و نحن معكم في قافلة واحدة مسيرتها طويلة وطريقها شائك , لكنها محروسة بعناية ربّ العزّة وكل الشهداء المضحّين على طريق الكلمة الحرّة المقدسة و دروب الحق غير السالكة إلاّ من أولئك القادرين على الولوج فيها .... دمت أخي الكريم صديقاً وبه كفايتي........

    صديقك معن عبدالقادر
    من أسرة آل زكريا
    الموصل المحرسة
    31 مايس سنة 2013

    ردحذف

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...