ترنيمة عراقية :
الدكتور ابراهيم خليل العلاف علم من اعلام العراق وقامة من قاماته العظيمة ..
مؤرخ عراقي ، وكاتب صحفي ، واستاذ جامعي .. متخصص بالتاريخ الحديث ، ولديه كتب وبحوث ودراسات ومقالات في الصحف والمجلات الموصلية والعراقية والعربية . ولد في الموصل بالعراق يوم 25 من كانون الأول / ديسمبر سنة 1945 ، ونشأ في محلة رأس الكور بالموصل ، وهي من أقدم المحلات القديمة يقع داخلها الجامع الأموي ،وهو أول جامع بناه العرب المسلمون عند فتحهم الموصل سنة 16 هـ ( 637 م ) وعند مقربة من الجامع هناك قلعة الموصل المعروفة عند الموصليين باسم ( تل قليعات ) . وقد دخل الكُتّاب في طفولته وذلك في مسجد عبد الله المكي ، وكان ( الملا ) فيه هو الملا اسماعيل ، رحمه الله ، في محلة المكاوي القريبة من رأس الكور .. وفي ( الكُتّاب ) تعلم القرآن الكريم وحفظ بعضاً من آياته .. كما درس شيئاً من الحساب. بدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة أبي تمام،وأكمل المتوسطة في ( المركزية ) . أما الأعدادية فقد أتمها في ( الشرقية ) ، والتي تعد من أقدم المدارس الاعدادية ، قضى شطراً من حياته في ( سوق الحنطة ) الجديد في باب الطوب بالموصل حيث كان يعمل جده وأبوه ، ومن هنا جاء لقب الأسرة ( العلاّف ) التي تقابل ( العلوه جي ) في بغداد .
تتلمذ على أساتذة من المهتمين بتاريخ الموصل وتراثها وتاريخ العراق والحضارة العربية والتاريخ الحديث والمعاصر منهم محمد اسماعيل ، وغصوب الشيخ عبار ، وعبد الرزاق الشماع ، وادريس عبد المجيد الذنون ، وهشام سليم الطالب ، وعمر محمد الطالب ، وشاكر النعمة ، وغانم حمودات . وحين التحق بكلية التربية ( 1964 ـ 1965 ) ببغداد ، كان من أساتذته الدكتور زكي صالح ، والدكتور فاضل حسين ، والدكتور عبد العزيز سليمان نوار ( مصري ) ، والدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي ، والدكتور فيصل الوائلي ، والدكتور محسن غياض ، والدكتور حسين أمين ، والدكتور عبد الله الفياض ، والدكتور أحمد سعيد حديد ، والدكتورة نعيمة حسين الشماع .
وبعد أن تخرج في قسم التاريخ بكلية التربية / جامعة بغداد بدرجة شرف ، حيث أنه كان في قسـم الشرف الذي يتحمل طلبته مواداً اضافية على أقرانهم في المرحلتين الثالثة والرابعة من الكليـة ، عيّن في 9 آذار / مارس 1969 مدرساً في متوسطة فتح للبنين في الشورة ، ثم أصبح مديراً لهذه المتوسطة ( الثانوية حالياً ) ، وقضى أربع سنوات في التدريـس والادارة ، وبعدهـا أكمل دراسته العليا في كلية الآداب ـ جامعة بغداد ، حيث حصل على الماجستير سنة 1975 والدكتوراه سنة 1980 ، وكانت رسالته للماجستير بعنوان: " ولاية الموصل : دراسة في تطوراتها السياسية 1908ـ1922 " بإشراف الأستاذ الدكتور عبد القادر أحمد اليوسف.أما أطروحته للدكتوراه فكانت بعنوان : " تطور السياسة التعليمية في العراق 1914 ـ 1932 " بإشراف الأستاذ الدكتور فاضل حسين . وبعد اكماله الدراسات العليا،عيّن في 15 أيلول 1975 مدرساً في كلية الآداب ـ جامعة الموصل ، وشغل منصب مقرر قسـم التاريخ فيها لسنوات ، ثـم نقل إلى كلية التربية بجامعة الموصل ليعين رئيساً لقسم التاريخ فيها بين سنتي 1980 و 1995 .. نال لقب الأستاذية ( بروفيسور ) منذ 17 تشرين الأول / اكتوبر 1991 .
أسهم في تأسيس مركز الدراسات التركية ( الأقليمية حالياً ) بجامعة الموصل سنة 1985، وتولى إدارته مرتين ، المرة الأولى بين سنتي 1986 و1988 ، والمرة الثانية بين سنتي 1995 و 2003 . وقد أصدر العديد من الكتب ، كما نظّم المركز وأسس فيه مكتبة وأرشيفاً ، فضلاً عن تطوير امكانات المركز العلمية ، وتوسيع اهتماماته البحثية لكي تشمل العراق وجيرانه ، وبعضاً من دول الشرق الأوسط ، فضلاً عن جمهوريات القفقاس وآسيا الوسطى ( الاسلامية ) المنسلخة عن الاتحاد السوفيتي السابق .
كان بين سنتي 1995 و 1997 عضواً في مجلس جامعة الموصل ممثلاً للأساتذة ، وقد أسهم في تطوير الجامعة علمياً وادارياً .. كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلتها ( الجامعة ) ، ورئيساً لتحرير العديد من المجلات الأكاديمية ومنها ، مجلة ( أوراق تركية معاصرة ) .. وشغل منصب عضوية مجلات جامعية موصلية أخرى منها مجلة ( أوراق موصلية ) التي يصدرها مركز دراسات الموصل ، ومجلة ( آداب الرافدين )
التي تصدرها كلية الآداب ، ومجلة ( التربية والعلم ) التي تصدرها كلية التربية .
وفيما يتعلق بالموسوعات ، فقد كان عضواً في هيئة تحرير موسوعة الموصل الحضارية التي صدرت سنة 1992 بخمسة مجلدات من القطع الكبير ، وقد أشرف على الجزئين الرابع والخامس الخاصين بموضوعات التاريخ الحديث والمعاصر . كما كتب فيهما ( 7 ) بحوث دارت حول أوضاع الموصل السياسية والفكرية والاجتماعية المعاصرة . وعمل في لجان جامعية عديدة منها لجنة الدراسات العليا ، ولجنة الترقيات العلمية ، ولجنة التأليف والترجمة ، ولجنة اختيار التدريسيين للعمل في الجامعة .
مُنح وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب في 15 تموز 1986 تقديراً لجهوده في خدمة التاريخ العربي المعاصر . كما حصل على امتياز رعاية الملاكات العلمية للسنتين الدراسيتين 1999 ـ 2000 و 2001 ـ 2002 ، وحصل على أكثر من جائزة تكريمية ، وشهادة تقديرية من جهات عديدة لجهوده في النشر العلمي وخدمة الوطن في مجـال التاريخ . وقد شارك في نـدوات ومؤتمرات علمية داخـل العراق وخارجه ،كما حرر في موسوعات عديدة منها الموسوعة الصحفية العربية ، وموسوعة التربية الاسلامية ، التي يصدرها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية التابع لمؤسسة آل البيت ، المملكة الأردنية الهاشمية .
أشرف على قرابة ( 30 ) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه ، كما ناقش المئات منها وفي مختلف أقسام التاريخ في الجامعات العراقية.وشغل عضوية اللجنة الاستشارية لبيت الحكمة في نينوى ، وعضوية اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في الموصل ، وأصبح رئيساً لجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين ـ فرع نينوى ، لسنوات ، فضلاً عن عضويته في اتحاد المؤرخين العرب ، ونقابة المعلمين ، واتحاد الأدباء والكتاب في العراق .
ألّف قرابة ( 35 ) كتاباً لوحـده وبالاشتراك مع عـدد من زملائه ، ومن كتبه المنشورة :
1 ـ نشأة الصحافة العربية في الموصل ، 1981 .
2 ـ تطور التعليم الوطني في العراق ، 1982 .
3 ـ تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516 ـ 1916 ، 1983 . 4 ـ تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ، 1987 . 5 ـ تاريخ الفكر القومي العربي ، 2001 .
6 ـ نشأة الصحافة في الموصل وتطورها 1885 ـ 1985 ، 1985 .
7 ـ خارطة التوجهات الاسلامية في تركيا المعاصرة ، 2005 .
8 ـ قضايا عربية معاصرة ، 1988 بالاشتراك .
9 ـ تاريخ العراق المعاصر ، 1989 بالاشتراك مع الدكتور جعفر عباس حميدي .
10 ـ ايران وتركيا : دراسة في التاريخ الحديث والمعاصر ، 1992 بالاشتراك مع الدكتور خليل علي مراد .
11 ـ دراسات في تاريخ الخليج العربي والجزيرة العربية ، 1986 .
12 ـ دراسات في فلسفة التاريخ ، 1988 بالاشتراك .
13 ـ محافظة نينوى بين الماضي والحاضر ، 1987 بالاشتراك .
14 ـ تاريخ العالم الثالث الحديث ، 1989 بالاشتراك مع الدكتور عوني عبد الرحمن السبعاوي .
15 ـ جمهوريات آسيا الوسطى وقفقاسيا ، 1993 بالاشتراك .
16 ـ سياسة تركيا الخارجية تجاه الوطن العربي ، 1998 بالاشتراك . 17 ـ المذكرات الشخصية مصدراً لكتابة التاريخ ، 2001 بالاشتراك . 18 ـ العراق وتحديات القرن الحادي والعشرين ، 2001 بالاشتراك .
19 ـ المفصل في تاريخ العراق المعاصر ، 2002 بالاشتراك. 20 ـ العلاقات العراقية ـ التركية وسبل تطورها ، 1999 بالاشتراك . 21 ـ القضية الكردية في تركيا ، 1994 بالاشتراك .
كما أسهم في تأليف بعض الكتب المنهجية الدراسية في المدارس المتوسطة والأعدادية منها :
1 ـ التاريخ الحديث والمعاصر ، للصف الثالث المتوسط ، 1990 . 2 ـ التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي ، للصف السادس الأعدادي الأدبي، 1980.
وقد كتب بحوثاً ودراسـات أكاديمية وصل عـددها إلى قرابة ( 125 ) بحثاً ودراسةً منشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية . هذا فضلاً عن ( 500 ) مقالة صحفية . وقد حضر قرابة ( 100 ) نـدوة ومؤتمر علمي داخل العراق وخارجه كان آخرها ندوة العراق ودول الجـوار : رؤى متبادلة التي نظمها مركـز الخليج للأبحاث بدبي بدولة الامارات العربية المتحدة بين 30 و 31 آذار / مارس 2005 .
يقوم منهج الدكتور العلاف في كتابة التاريخ على أساس ثابت ومحدد وهو ( أن المؤرخ ينبغي أن يكون طرفاً نشيطاً في العملية التاريخية ) وأن ( يعتمد الوثائق والمصادر الرصينـة في توثيق كتاباته ) بشرط ( المحافظة على مبـدأ إعادة تشكيل الحدث التاريخي كما وقع بالضبط .. " مع محاولة ( وضع الأحداث وضبط تسلسلها زمنياً بحيث يستطيع القارئ معرفة حجم التطور في الأحداث وصولاً إلى النتائج المتوخاة ) .. ويدعو الدكتور العلاف إلى ( أن يكون المؤرخ صاحب رسالة ) و ( أن لا يهدف سوى إلى إظهار الحقيقة حتى لو كانت على نفسه ) و ( أن يكون شجاعاً وصادقاً وأميناً وذو مرؤة وإنصاف لأن من يتعامل معهم ، قد غادروا الحياة ولم يعد بمقدورهم الدفاع عن أنفسهم ) .., ويؤكد الدكتور العلاف على ( أن المشكلة الرئيسة في العراق هي أن الانسان فيه لا يؤمن بقيمة تراكم الخبرة التاريخية ، ويحاول أن يبدأ من الصفر دائماً لهذا فالبنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري فيه يشوبه النقصان وعدم الاكتمال . كما أن القادة والزعماء في العراق ، وخاصةً منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة لا يحظون بالاحترام والتقدير بعد خروجهم من السلطة .. وتبذل الجهود لطمس آثارهم وإزالة منجزاتهم ، بل وشن الحرب عليهم .. ولهذا الأمر أسباب سايكولوجية ومناخية واجتماعية يتعلق بعضها بفساد أولئك الحكام ، أو تراكم اخطائهم وخطيئاتهم بحق الشعب في العراق والرغبة الجامحة في عدم منحه الحرية للتعبير عن آرائه وأفكاره والسعي إلى قمعها ، وفي هذا يختلف الانسان المصري في موقفه من السلطة عن الانسان العراقي ، فمنذ العصور القديمة كان الانسان المصري يحترم قادته في حين أن الانسان العراقي يخافهم ، لهذا ما أن تتيسر له فرصة التخلص منهم إلاّ ويبدأ بهدم كل آثارهم والتخلص منها .
وهنا يواجه المؤرخ مشكلة معقدة عند محاولته كتابة التاريخ بصدق وموضوعية .. ويؤكد الدكتور العلاف أن مشكلة التاريخ الحديث في العراق وغيره من الأقطار النامية هي الأيديولوجية ، كما أن مشكلة التاريخ الإسلامي هي ارتباطه بالمقدسات الدينية التي تعيق المؤرخ في كثير من الأحيان عن أداء دوره الفاعل في عملية التدوين والتوثيق والتفسير. ومن آراءه الجديدة أن المؤرخين ينبغي أن ينأوا بأنفسهم عن الحكام وأن يناضلوا من أجل تخليص التاريخ من قيود الحكام ، وإذا كان التاريخ لا يكتبه إلاّ المنتصرون كما يقال ، فلا بد من تأشير حقيقة جسامة المسؤولية التي يضطلع بها المؤرخ الموضوعي النزيه الملتزم بقواعد المنهج التاريخي المعتمدة على اظهار الحقائق والوثائق والوقائع بالعلم لا بالعاطفة .
وأخيراً فإن الدكتور العلاف يدعو إلى استخدام التاريخ كمادة للتفاهم بين البشر ، وكوسيلة للتعاون على البر والتقوى وليس على الأثم والعدوان ، ومن الممكن أن يجتمع المؤرخون من أقطار عديدة ، لكي يتوصلوا إلى قواسم مشتركة عند كتابتهم للأحداث التاريخية المشتركة المثيرة للنزاعات والجدل وكما هو معروف فإن المؤرخين الأوربيين فعلوا مثل هذا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما اجتمعوا في باريس وأزالوا كل ما من شأنه تعميق حالات العداء والنزاع والتخاصم وأكدوا على الثوابت والأسس المشتركة التي كان من ابرز نتائجها إقامة الاتحاد الأوربي وإصدار دستور يلتزم به الجميع .
وأخيراً لابد من الاشارة إلى أن الدكتور ابراهيم العلاف يؤكد لطلبته باستمرار على عدم الاهتمام فقط بالجانب السياسي من العملية التاريخية ، وإنما لابد من الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،لهذا فهو يوجّه طلبته في الدراسات التاريخية العليا لكتابة رسائلهم في موضوعات تتعلق بتاريخ الصناعة الحديثة وأثرها في التطور السياسي ، وتاريخ الأصناف والتنظيمات المهنية ، وتاريخ الطرق الصوفية ، وتاريخ التعليم والتحديث ، والنظـم الادارية ، والحيـاة الحزبية ، والصحافة . كما ركّز على ( التاريخ المحلي ) للمدن والقصبات والشخصيات المؤثرة في صنع حركة التاريخ ، ولا يزال الدكتور العلاف يواصل مسيرته العلمية أستاذاً وباحثاً ومشرفاً على رسائل الدراسات العليا في جامعة الموصل العراقية ، وفي الوقت نفسه ، فهو مستشارتحرير جريدة ( فتى العراق ) الموصلية المؤسسة منذ سنة 1934 .
مؤرخ عراقي ، وكاتب صحفي ، واستاذ جامعي .. متخصص بالتاريخ الحديث ، ولديه كتب وبحوث ودراسات ومقالات في الصحف والمجلات الموصلية والعراقية والعربية . ولد في الموصل بالعراق يوم 25 من كانون الأول / ديسمبر سنة 1945 ، ونشأ في محلة رأس الكور بالموصل ، وهي من أقدم المحلات القديمة يقع داخلها الجامع الأموي ،وهو أول جامع بناه العرب المسلمون عند فتحهم الموصل سنة 16 هـ ( 637 م ) وعند مقربة من الجامع هناك قلعة الموصل المعروفة عند الموصليين باسم ( تل قليعات ) . وقد دخل الكُتّاب في طفولته وذلك في مسجد عبد الله المكي ، وكان ( الملا ) فيه هو الملا اسماعيل ، رحمه الله ، في محلة المكاوي القريبة من رأس الكور .. وفي ( الكُتّاب ) تعلم القرآن الكريم وحفظ بعضاً من آياته .. كما درس شيئاً من الحساب. بدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة أبي تمام،وأكمل المتوسطة في ( المركزية ) . أما الأعدادية فقد أتمها في ( الشرقية ) ، والتي تعد من أقدم المدارس الاعدادية ، قضى شطراً من حياته في ( سوق الحنطة ) الجديد في باب الطوب بالموصل حيث كان يعمل جده وأبوه ، ومن هنا جاء لقب الأسرة ( العلاّف ) التي تقابل ( العلوه جي ) في بغداد .
تتلمذ على أساتذة من المهتمين بتاريخ الموصل وتراثها وتاريخ العراق والحضارة العربية والتاريخ الحديث والمعاصر منهم محمد اسماعيل ، وغصوب الشيخ عبار ، وعبد الرزاق الشماع ، وادريس عبد المجيد الذنون ، وهشام سليم الطالب ، وعمر محمد الطالب ، وشاكر النعمة ، وغانم حمودات . وحين التحق بكلية التربية ( 1964 ـ 1965 ) ببغداد ، كان من أساتذته الدكتور زكي صالح ، والدكتور فاضل حسين ، والدكتور عبد العزيز سليمان نوار ( مصري ) ، والدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي ، والدكتور فيصل الوائلي ، والدكتور محسن غياض ، والدكتور حسين أمين ، والدكتور عبد الله الفياض ، والدكتور أحمد سعيد حديد ، والدكتورة نعيمة حسين الشماع .
وبعد أن تخرج في قسم التاريخ بكلية التربية / جامعة بغداد بدرجة شرف ، حيث أنه كان في قسـم الشرف الذي يتحمل طلبته مواداً اضافية على أقرانهم في المرحلتين الثالثة والرابعة من الكليـة ، عيّن في 9 آذار / مارس 1969 مدرساً في متوسطة فتح للبنين في الشورة ، ثم أصبح مديراً لهذه المتوسطة ( الثانوية حالياً ) ، وقضى أربع سنوات في التدريـس والادارة ، وبعدهـا أكمل دراسته العليا في كلية الآداب ـ جامعة بغداد ، حيث حصل على الماجستير سنة 1975 والدكتوراه سنة 1980 ، وكانت رسالته للماجستير بعنوان: " ولاية الموصل : دراسة في تطوراتها السياسية 1908ـ1922 " بإشراف الأستاذ الدكتور عبد القادر أحمد اليوسف.أما أطروحته للدكتوراه فكانت بعنوان : " تطور السياسة التعليمية في العراق 1914 ـ 1932 " بإشراف الأستاذ الدكتور فاضل حسين . وبعد اكماله الدراسات العليا،عيّن في 15 أيلول 1975 مدرساً في كلية الآداب ـ جامعة الموصل ، وشغل منصب مقرر قسـم التاريخ فيها لسنوات ، ثـم نقل إلى كلية التربية بجامعة الموصل ليعين رئيساً لقسم التاريخ فيها بين سنتي 1980 و 1995 .. نال لقب الأستاذية ( بروفيسور ) منذ 17 تشرين الأول / اكتوبر 1991 .
أسهم في تأسيس مركز الدراسات التركية ( الأقليمية حالياً ) بجامعة الموصل سنة 1985، وتولى إدارته مرتين ، المرة الأولى بين سنتي 1986 و1988 ، والمرة الثانية بين سنتي 1995 و 2003 . وقد أصدر العديد من الكتب ، كما نظّم المركز وأسس فيه مكتبة وأرشيفاً ، فضلاً عن تطوير امكانات المركز العلمية ، وتوسيع اهتماماته البحثية لكي تشمل العراق وجيرانه ، وبعضاً من دول الشرق الأوسط ، فضلاً عن جمهوريات القفقاس وآسيا الوسطى ( الاسلامية ) المنسلخة عن الاتحاد السوفيتي السابق .
كان بين سنتي 1995 و 1997 عضواً في مجلس جامعة الموصل ممثلاً للأساتذة ، وقد أسهم في تطوير الجامعة علمياً وادارياً .. كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلتها ( الجامعة ) ، ورئيساً لتحرير العديد من المجلات الأكاديمية ومنها ، مجلة ( أوراق تركية معاصرة ) .. وشغل منصب عضوية مجلات جامعية موصلية أخرى منها مجلة ( أوراق موصلية ) التي يصدرها مركز دراسات الموصل ، ومجلة ( آداب الرافدين )
التي تصدرها كلية الآداب ، ومجلة ( التربية والعلم ) التي تصدرها كلية التربية .
وفيما يتعلق بالموسوعات ، فقد كان عضواً في هيئة تحرير موسوعة الموصل الحضارية التي صدرت سنة 1992 بخمسة مجلدات من القطع الكبير ، وقد أشرف على الجزئين الرابع والخامس الخاصين بموضوعات التاريخ الحديث والمعاصر . كما كتب فيهما ( 7 ) بحوث دارت حول أوضاع الموصل السياسية والفكرية والاجتماعية المعاصرة . وعمل في لجان جامعية عديدة منها لجنة الدراسات العليا ، ولجنة الترقيات العلمية ، ولجنة التأليف والترجمة ، ولجنة اختيار التدريسيين للعمل في الجامعة .
مُنح وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب في 15 تموز 1986 تقديراً لجهوده في خدمة التاريخ العربي المعاصر . كما حصل على امتياز رعاية الملاكات العلمية للسنتين الدراسيتين 1999 ـ 2000 و 2001 ـ 2002 ، وحصل على أكثر من جائزة تكريمية ، وشهادة تقديرية من جهات عديدة لجهوده في النشر العلمي وخدمة الوطن في مجـال التاريخ . وقد شارك في نـدوات ومؤتمرات علمية داخـل العراق وخارجه ،كما حرر في موسوعات عديدة منها الموسوعة الصحفية العربية ، وموسوعة التربية الاسلامية ، التي يصدرها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية التابع لمؤسسة آل البيت ، المملكة الأردنية الهاشمية .
أشرف على قرابة ( 30 ) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه ، كما ناقش المئات منها وفي مختلف أقسام التاريخ في الجامعات العراقية.وشغل عضوية اللجنة الاستشارية لبيت الحكمة في نينوى ، وعضوية اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في الموصل ، وأصبح رئيساً لجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين ـ فرع نينوى ، لسنوات ، فضلاً عن عضويته في اتحاد المؤرخين العرب ، ونقابة المعلمين ، واتحاد الأدباء والكتاب في العراق .
ألّف قرابة ( 35 ) كتاباً لوحـده وبالاشتراك مع عـدد من زملائه ، ومن كتبه المنشورة :
1 ـ نشأة الصحافة العربية في الموصل ، 1981 .
2 ـ تطور التعليم الوطني في العراق ، 1982 .
3 ـ تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516 ـ 1916 ، 1983 . 4 ـ تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ، 1987 . 5 ـ تاريخ الفكر القومي العربي ، 2001 .
6 ـ نشأة الصحافة في الموصل وتطورها 1885 ـ 1985 ، 1985 .
7 ـ خارطة التوجهات الاسلامية في تركيا المعاصرة ، 2005 .
8 ـ قضايا عربية معاصرة ، 1988 بالاشتراك .
9 ـ تاريخ العراق المعاصر ، 1989 بالاشتراك مع الدكتور جعفر عباس حميدي .
10 ـ ايران وتركيا : دراسة في التاريخ الحديث والمعاصر ، 1992 بالاشتراك مع الدكتور خليل علي مراد .
11 ـ دراسات في تاريخ الخليج العربي والجزيرة العربية ، 1986 .
12 ـ دراسات في فلسفة التاريخ ، 1988 بالاشتراك .
13 ـ محافظة نينوى بين الماضي والحاضر ، 1987 بالاشتراك .
14 ـ تاريخ العالم الثالث الحديث ، 1989 بالاشتراك مع الدكتور عوني عبد الرحمن السبعاوي .
15 ـ جمهوريات آسيا الوسطى وقفقاسيا ، 1993 بالاشتراك .
16 ـ سياسة تركيا الخارجية تجاه الوطن العربي ، 1998 بالاشتراك . 17 ـ المذكرات الشخصية مصدراً لكتابة التاريخ ، 2001 بالاشتراك . 18 ـ العراق وتحديات القرن الحادي والعشرين ، 2001 بالاشتراك .
19 ـ المفصل في تاريخ العراق المعاصر ، 2002 بالاشتراك. 20 ـ العلاقات العراقية ـ التركية وسبل تطورها ، 1999 بالاشتراك . 21 ـ القضية الكردية في تركيا ، 1994 بالاشتراك .
كما أسهم في تأليف بعض الكتب المنهجية الدراسية في المدارس المتوسطة والأعدادية منها :
1 ـ التاريخ الحديث والمعاصر ، للصف الثالث المتوسط ، 1990 . 2 ـ التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي ، للصف السادس الأعدادي الأدبي، 1980.
وقد كتب بحوثاً ودراسـات أكاديمية وصل عـددها إلى قرابة ( 125 ) بحثاً ودراسةً منشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية . هذا فضلاً عن ( 500 ) مقالة صحفية . وقد حضر قرابة ( 100 ) نـدوة ومؤتمر علمي داخل العراق وخارجه كان آخرها ندوة العراق ودول الجـوار : رؤى متبادلة التي نظمها مركـز الخليج للأبحاث بدبي بدولة الامارات العربية المتحدة بين 30 و 31 آذار / مارس 2005 .
يقوم منهج الدكتور العلاف في كتابة التاريخ على أساس ثابت ومحدد وهو ( أن المؤرخ ينبغي أن يكون طرفاً نشيطاً في العملية التاريخية ) وأن ( يعتمد الوثائق والمصادر الرصينـة في توثيق كتاباته ) بشرط ( المحافظة على مبـدأ إعادة تشكيل الحدث التاريخي كما وقع بالضبط .. " مع محاولة ( وضع الأحداث وضبط تسلسلها زمنياً بحيث يستطيع القارئ معرفة حجم التطور في الأحداث وصولاً إلى النتائج المتوخاة ) .. ويدعو الدكتور العلاف إلى ( أن يكون المؤرخ صاحب رسالة ) و ( أن لا يهدف سوى إلى إظهار الحقيقة حتى لو كانت على نفسه ) و ( أن يكون شجاعاً وصادقاً وأميناً وذو مرؤة وإنصاف لأن من يتعامل معهم ، قد غادروا الحياة ولم يعد بمقدورهم الدفاع عن أنفسهم ) .., ويؤكد الدكتور العلاف على ( أن المشكلة الرئيسة في العراق هي أن الانسان فيه لا يؤمن بقيمة تراكم الخبرة التاريخية ، ويحاول أن يبدأ من الصفر دائماً لهذا فالبنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري فيه يشوبه النقصان وعدم الاكتمال . كما أن القادة والزعماء في العراق ، وخاصةً منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة لا يحظون بالاحترام والتقدير بعد خروجهم من السلطة .. وتبذل الجهود لطمس آثارهم وإزالة منجزاتهم ، بل وشن الحرب عليهم .. ولهذا الأمر أسباب سايكولوجية ومناخية واجتماعية يتعلق بعضها بفساد أولئك الحكام ، أو تراكم اخطائهم وخطيئاتهم بحق الشعب في العراق والرغبة الجامحة في عدم منحه الحرية للتعبير عن آرائه وأفكاره والسعي إلى قمعها ، وفي هذا يختلف الانسان المصري في موقفه من السلطة عن الانسان العراقي ، فمنذ العصور القديمة كان الانسان المصري يحترم قادته في حين أن الانسان العراقي يخافهم ، لهذا ما أن تتيسر له فرصة التخلص منهم إلاّ ويبدأ بهدم كل آثارهم والتخلص منها .
وهنا يواجه المؤرخ مشكلة معقدة عند محاولته كتابة التاريخ بصدق وموضوعية .. ويؤكد الدكتور العلاف أن مشكلة التاريخ الحديث في العراق وغيره من الأقطار النامية هي الأيديولوجية ، كما أن مشكلة التاريخ الإسلامي هي ارتباطه بالمقدسات الدينية التي تعيق المؤرخ في كثير من الأحيان عن أداء دوره الفاعل في عملية التدوين والتوثيق والتفسير. ومن آراءه الجديدة أن المؤرخين ينبغي أن ينأوا بأنفسهم عن الحكام وأن يناضلوا من أجل تخليص التاريخ من قيود الحكام ، وإذا كان التاريخ لا يكتبه إلاّ المنتصرون كما يقال ، فلا بد من تأشير حقيقة جسامة المسؤولية التي يضطلع بها المؤرخ الموضوعي النزيه الملتزم بقواعد المنهج التاريخي المعتمدة على اظهار الحقائق والوثائق والوقائع بالعلم لا بالعاطفة .
وأخيراً فإن الدكتور العلاف يدعو إلى استخدام التاريخ كمادة للتفاهم بين البشر ، وكوسيلة للتعاون على البر والتقوى وليس على الأثم والعدوان ، ومن الممكن أن يجتمع المؤرخون من أقطار عديدة ، لكي يتوصلوا إلى قواسم مشتركة عند كتابتهم للأحداث التاريخية المشتركة المثيرة للنزاعات والجدل وكما هو معروف فإن المؤرخين الأوربيين فعلوا مثل هذا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما اجتمعوا في باريس وأزالوا كل ما من شأنه تعميق حالات العداء والنزاع والتخاصم وأكدوا على الثوابت والأسس المشتركة التي كان من ابرز نتائجها إقامة الاتحاد الأوربي وإصدار دستور يلتزم به الجميع .
وأخيراً لابد من الاشارة إلى أن الدكتور ابراهيم العلاف يؤكد لطلبته باستمرار على عدم الاهتمام فقط بالجانب السياسي من العملية التاريخية ، وإنما لابد من الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،لهذا فهو يوجّه طلبته في الدراسات التاريخية العليا لكتابة رسائلهم في موضوعات تتعلق بتاريخ الصناعة الحديثة وأثرها في التطور السياسي ، وتاريخ الأصناف والتنظيمات المهنية ، وتاريخ الطرق الصوفية ، وتاريخ التعليم والتحديث ، والنظـم الادارية ، والحيـاة الحزبية ، والصحافة . كما ركّز على ( التاريخ المحلي ) للمدن والقصبات والشخصيات المؤثرة في صنع حركة التاريخ ، ولا يزال الدكتور العلاف يواصل مسيرته العلمية أستاذاً وباحثاً ومشرفاً على رسائل الدراسات العليا في جامعة الموصل العراقية ، وفي الوقت نفسه ، فهو مستشارتحرير جريدة ( فتى العراق ) الموصلية المؤسسة منذ سنة 1934 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق