أيامنا.. وأيام زمان
++++++++++++++++++
خـــالــد القشـطينـى
في أيام زمان، أو ما أسميها
أيام الخير، كنت أرى الزميلات يجلسن معنا في المقاعد الأمامية من قاعة
المحاضرات والدروس. في أيامنا هذه التي أسميها أيام النحس، أصبحت أراهن
يجلسن في الصف الأخير.!
وفي أيام زمان، كن يصفقن للتلميذة المحجبة
عندما تخلع حجابها وتأتي للمدرسة سافرة...! وفي هذه الأيام،
أصبحن يصفقن للتلميذة السافرة عندما تأتي للمدرسة محجبة...!
وفي أيام زمان، كان الدينار
العراقي يساوي ثلاثة
دولارات، وفي هذه الأيام أصبح الدولار.. يساوي 1200 دينار.!
وفي أيام زمان، كان المغترب يحن
لوطنه ويحلم بالعودة. وفي زماننا هذا، أصبح المواطن يزهق من وطنه ويحلم بالهجرة...!
وعندما كان الطفل يمرض في أيام زمان كانت أمه
تأخذه للطبيب ليفحصه، وفي أيامنا هذه أصبحت تأخذه للملا ليقرأ على رأسه.!
وكان عندما يردك خبر وفاة أحد
من أصحابك في أيام زمان، تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله... وفي أيامنا
هذه، عندما يردك مثل هذا الخبر تقول: «الله رؤوف بالعباد».!
وفي أيام زمان، كنت تسمع
مظاهرات الشباب.. تجوب الشوارع وتهتف: «نريد الاستقلال ويسقط الاستعمار البريطاني»...
في هذا الزمان، تسمع الناس في المقاهي يضربون يدا على يد ويقولون: «الله يلعن الإنجليز اللي
راحوا وخلونا»...!
وفي أيام زمان، كانت الجماهير
تتظاهر في الشوارع وتهتف: «بالروح،
بالدم نفديك يا فلسطين»... وفي هذا الزمان، أصبح القوم
يتأففون: «يعني ابتلينا بفلسطين؟».
وكنا عندما نأكل في أيام
زمان، نبسمل باسم الله ونأكل، وفي هذا الزمان نبدأ بسؤال النادل: «هذا لحم
حلال أكيد؟».
في أيام زمان، كان القوم
يقولون: «كل من طعام
اليهودي ونم في بيت النصراني»... في أيامنا هذه، أصبح
محذورا عليك أن تجالس اليهودي وتدخل بيت النصراني...!
في أيام زمان، كان الناس
يقولون للحاكم: «أبقاك الله ذخرا لنا». في هذا الزمان، أصبحت كلمة «ارحل»
الكلمة الوحيدة التي تقرأها على شعاراتهم.
في أيام زمان، كان الناس يهابون الشرطة
ويتحاشونهم... في هذا الزمان، أصبحت الشرطة تخاف من الناس.. وتتحاشاهم.!
وفي أيام زمان، كنا نحلم
بالمستقبل، وفي أيامنا هذه أصبحنا نحن للماضي... ونبكي على المستقبل.!
*شكرا لسعادة السفير الاسبق الاستاذ فاروق زيادة الذي ارسل لي المقال بالايميل دون ان يذكر لي ان مكان نشره او مصدره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق