من أدب الظرف :
........................في سنة 1978 ، كنتُ في مدينة الرياض بالسعودية وقد اهداني الصديق الاديب الاستاذ عبد الرحمن المعمر كتابا صغيرا في حجمه ظريف في موضوعه ذلك هو : "المضيفات والممرضات في الشعر المعاصر " وهو من منشورات دار ثقيف للنشر والتأليف "الطائف 1978 .والكتاب بالاصل محاضرة القاها في نادي الطائف الادبي ..وقد كتب الدكتور احمد خالد البدلي وكيل كلية الاداب بجامعة الملك سعود بالرياض مقرظا الكتاب في مجلة اليمامة وقال انه من ادب الظرف وانه من الادب الضاحك الجاد في وقت واحد وقد كنت في قلق وتشويش نفسي رهيب عندما وصلتني هذه التحفة المعمرية من الطائف فكان لها فعل السحر في نفسي ..ارأيت الصادي وقد انفجر الماء تحت قدميه ؟ اعرفت فرحة الغريب بالاوبة الى الديار والاحباب ؟ ذلك الشعور احاط بي وغمرني وانا اتناول هذه التحفة .يقول المؤلف بأن ما يقدمه:" ليس محاضرة وانما هي خاطرة ادبية عنت لي وخطرت ببالي وانا اقلب بعض الوان من الشعر فقد رأيت تشابها كبيرا بين المستشفى والطائرة وتوالفا غير منكور بين المضيفة والممرضة ..." . ويروي قصة حدثت سنة 1959 عندما سافر عدد من شعراء مصر الى سوريا لحضور مهرجان للشعر هناك وكانت المضيفة توزع الحلوى على ركاب الطائرة واسمها "فندا " وكانت جميلة جدا جدا واخرج الشاعر محمد فوزي العنتيل ورقة وكتب :
ياحلوة كالسكر
وغضة كا لزهر
تخطري تخطري
فوق الربيع الاخضر
وخالطي ارواحنا
مثل نسيم السحر
ومرت الورقة فأضاف اليها الشاعر علي احمد باكثير قوله :
رحماك شاعر هنا
جودي له بالنظر
جودي بنصف قبلة
تنقذه من سقر
سافر يبغي وطرا
وانت كل الوطر
ومرت الورقة على الاستاذ علي الجندي فنظم قصيدة جاء في بعض ابياتها :
رعاك الله يا "فندا "
وحاط جمالك الفردا
وصان محاسنا اهدت
الى اكبادنا الوجدا
ولابرحت عنايته
لطيرك في السرى جندا
رأيت الحسن في وجه
تجلى كوكبا سعدا
فكبرنا وسبحنا
واجينا له الحمدا
وقلنا هذه حوراء
شاهدنا بها "الخلدا "
وقال الشاعر عبد الرحمن صدقي بعد هبوط الطائرة ويودع مضيفتها اللطيفة :
مضيفة تخطر في الاعالي
كأنها الملاك في خيالي
لطيفة الخطوة والتثني
في غير ما كبر ولا اختيال
بسمتها الحلوة في حياء
طارت بعقلي وقضت خبالي
انت التي اعليت تحليقنا
فزاد اميالا على اميالي
ياليتنا في الجو مابرحنا
لم نهبط الارض من الاعالي
ومن الطريف ان يوثق الشاعر علي الجندي كل هذا في كتابه :" خمسة ايام في دمشق "
ويمضي صاحبنا في عرض كل ما هو طريف من شعر قيل في الممرضات والمضيفات ....كتاب طريف ، وموضوع ظريف ما احوجنا اليوم الى مثله وسط الاجواء الخانقة التي نعيشها ....ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق