تعمير جامع الباشا في الموصل مع مدرسته
بقلم :سعود الجليلي *
يقع هذا الجامع في سوق السراجين والخبازين ويحيط به من غربه و جنوبه سوق الصفارين قريبا من سوق " باب السراي " ..وكان يسمى سابقا ب" جامع الخبازين " لوقوعه في سوق الخبازين وهو اكبر وأضخم جامع أنشأه الجليلين في الموصل . أنشأه الوزير الحاج حسين باشا وأكمل بنائه ابنه الغازي محمد أمين باشا وذلك سنة 1169 هجرية 1756 م وانشأ محمد أمين باشا المدرسة التي فيه والتي تدعى باسمه : ( المدرسة الامينية ) . وأشهر من درّسوا فيها في ذلك الزمن السيد موسى ألحدادي وأعقبه فيها الملا جرجيس ألأربلي .
وفي سنة 1192 هجرية جدد سليمان باشا ابن الغازي محمد أمين باشا مدرسة الجامع وانشأ كذلك محلاً جديداً للكتب وأوقف لها كتبا كثيرة ثمينة ومكتوب على باب غرفة المكتبة هذه الأبيات :
سليمان طوعاً شاد للعلم قبة *** تسامت لها فوق السماكين أركان
حوت من فنون العلم كتباً جليلة *** أزال بها غي الجهالة عرفان
فمنذ فاز في إنشائها قلت مؤرخاً *** لانشآء محل الكتب فاز سليمان سنة 1192 هجرية-1778 م
وهذا تاريخ آخر منقوش على غرفة الكتب وهو :
هلم مريد العلم نحو محله *** فقد شاده الفرد الوزير ونجداً
وأوقف كتباً للذي العلم دأبه *** يزيح بها العرفان عن قلبه الصدأ
على بابه التوفيق نادى مؤرخاً *** سليمان بيت العلم ينشيه بالهدى
سنة 1192 هجرية-1778 م
وفي الجامع مدفن خاص للواقفين ويقع على يمين أروقة الجامع مدفون فيه كل من :
1 . الحاج حسين باشا ابن إسماعيل باشا
2 . الغازي محمد أمين باشا ابن الحاج حسين باشا
3 . سليمان باشا ابن الغازي محمد أمين باشا
4 . الحاج عثمان بك ألحيائي ابن سليمان بشا
5 . محمد أمين باشا ابن الحاج عثمان بك ألحيائي ابن سليمان باشا .
وفي الجامع أيضا منارة عالية أنشأها الغازي محمد أمين باشا وقال عثمان أفندي العمري مؤرخا عمارتها :
لقد شاد ألامين أبو المعالي *** لوجه الله ذي الخيرات عمّر
فشاد منارة كعروس بكر *** وزيّنها فحازت كل مفخر
فخذ في وصفها تاريخ زاهٍ *** تعالى شأنه الله اكبر
سنة 1169 هجرية--1756 م
وللقمان أفندي العمري الدفتري مؤرخا بناء الجامع وكان تمام إنشائه في ذي الحجة سنة 1169 هجرية
إن الوزير حسين ذو القدر الذي *** بهر العقول وفضله متتابع
وأبو المكارم نجله أسد الثرى *** هذا الأمين حسام فضل قاطع
قد عمرا لله خير عمارة *** فنوالهم في قطر شائع
أكرم به من مسجد قد أسست *** فيه التقاوة وهو نور ساطع
كتبت لهم جنات عدن فيه إذ *** قد شيدوه فللمجرة طالع
بشرى لهم إذ قد تكامل مجدهم *** وعلت مآثرهم وهن طالع
قد قيل بعد تمامه ارخه كي *** جمع المحامد كلها ذا الجامع
سنة 1169 هجرية
وقد أعيد ترميم الجامع مرة أخرى في خمسينات القرن الماضي زمن محمود توفيق بك ألجليلي ومحمد بك بن الحاج أمين بك ألجليلي وقد قاموا بهدم القبة القديمة وعمل قبة جديدة تعد من اكبر القباب في الموصل قام بتصميمها المهندس نعمان بك بن الحاج أمين بك ألجليلي وهي القبة الماثلة إلى هذا اليوم .
*موقع ملتقى ابناء الموصل
*قائمة بمصاريف ترميم جامع الباشا وهي من لرشيف الاستاذ الدكتور محمد صديق الجليلي رحمه الله
*صورة لجامع الباشا في اربعينات القرن الماضي من ارشيف الدكتور ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق