السبت، 23 فبراير 2013

الدكتور مهدي المخزومي ...علم عراقي في النحو وعلوم اللغة العربية



الدكتور مهدي المخزومي ...علم عراقي في النحو وعلوم اللغة العربية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث- العراق
كٌتب عنه الكثير، وقيل عنه الكثير ،واستذكره كثيرون ..مهدي المخزومي لم يكن استاذا جامعيا عاديا ، بل كان مدرسة في النحو وعلوم اللغة يفخر به العراق ويفخر به كل عراقي .وفوق انه كان عالما فأنني عرفته انسانا غاية في الرقة ،والكياسة، والطيبة ،والحنو ، والتواضع ، والهدوء
انه من ال مخزوم العشيرة العربية العريقة ..هو مهدي بن محمد صالح بن حسن آل زاير دهام وهذا هو اسمه الكامل من مواليد مدينة النجف الاشرف سنة 1917 توفي سنة 1993.. وبين هذين التاريخين كانت له حياة حافلة بالدرس والعلم .ابتدأ بالتعليم الديني الاسلامي ودرس في مدرسة الغري الابتدائية وبعد ان انهى دراسته المقررة سافر الى القاهرة في بعثة علمية عراقية والتحق سنة 1938 بكلية الاداب –جامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة العربية سنة 1943 ..ولم يقف عند هذا الحد بل غذ السير فحصل من الجامعة ذاتها على الماجستير سنة 1951 وكان عنوان رسالته :"مذهب الخليل النحوي " بأشراف الاستاذين امين الخولي وابراهيم مصطفى . اما عنوان اطروحته للدكتوراه فكان : "مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو " بأشراف الاستاذ الدكتور مصطفى السقا .. وقد كرم من ملك مصر الاسبق فاروق الاول لحصوله على اعلى درجة في الجامعة المصرية .
عاد الى العراق وعمل في التعليم الثانوي ثم نقلت خدماته الى جامعة بغداد عندما عين مدرسا في كلية الاداب والعلوم المؤسسة منذ سنة 1949 وبعدها صار بعد ثورة 14 تموز سنة 1958 عميدا لها . وفي سنة 1963 سافر الى المملكة العربية السعودية وعمل استاذا في قسم اللغة العربية بكلية الملك سعود بالرياض وبعدها عاد الى العراق ليعمل رئيسا لقسم اللغة العربية في كلية الاداب –جامعة بغداد .تقاعد سنة 1981 لكنه ظل متواصلا مع اللغة والنحو وقد ترك مجموعة كبيرة من الدراسات والبحوث والمقالات الممنشورة في الصحف والمجلات الاكاديمية والثقافية .
من كتبه المنشورة : :"مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو "والخليل بن احمد الفراهيدي :اعماله ومنهجه " و"في النحو العربي :نقد وتوجيه " و" في النحو العربي :قواعد وتطبيق " و" الدرس النحوي في بغداد " و" اعلام في النحو العربي " و" قضايا في النحو وتاريخه " .كما اشترك مع زملاء له في تحقيق كتاب "معجم العين " بثمانية مجلدات وفي كتاب :" مدخل الى نحو اللغات السامية المقارن " .كتب في موضوعات مهمة ونادرة منها الشعر الجاهلي ،ونبوة المتنبي، ومساهمة النجف في النهضة الادبية ،والعربية النموذجية ، والاعراب في النحو العربي ، وثعلب، وسيبويه، واللغة العربية في مدارسنا ،ورأي في اسناذ الفعل ، والشريف الرضي الشاعر المنسي ، وولادة ابن زيدون ، ونحاة اندلسيون ، ورأي في قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية .وقد علمتٌ بأن له اثارا مخطوطة ارجو الاستفادة من اعلان بغداد عاصمة للثقافة العربية سنة 2013 للعمل على طبعها الى جانب بعض الاعمال المهمة الاخرى لاساتذة عراقيين بارزين خدموا اللغة والثقافة العربية .
كان شاعرا لكنه شاعر مقل وقد ذكر بعض قصائده الاستاذ علي الخاقاني في الجزء ال 12 من كتاب :" شعراء الغري " .كان رجلا يساريا في فكره ومنهجه امن بفكرتي التقدم والحرية وقد التف حوله طلبته وتأثروا بمنهجه في دراسة اللغة وتراكيبها وفلسفتها .
قال مؤرخه الدكتور رياض السواد والذي كتب عنه عددا من المقالات والف كتابا عنه بعنوان : " مهدي المخزومي وجهوده النحوية " نشرته دار الراية للنشر والتوزيع سنة 2009 : " ان الدكتور المخزومي انتمى في النجف الى جمعية الرابطة الأدبية في النجف الأشرف ، والتي كانت تهدف إلى بث الروح العربية ، وتنمية الشعور القومي وخدمة العربية وآدابها . وقد كان رئيسها الشيخ محمد علي اليعقوبي ، ومن أعضائها البارزين محمود الحبوبي ـ ابن أخ السيد محمد سعيد الحبوبي ـ ومحمد علي البلاغي صاحب مجلة البلاغ ".واضاف انه عندما كان في مصر للدراسة تتلمذ على اساتذة افذاذ منهم طه حسين وعبد الوهاب حموده وعبد الوهاب عزام واحمد أمين ويحيى الخشاب وأمين الخولي وإبراهيم مصطفى وغيرهم . كما أنه درس الفلسفة على يد الأستاذ الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ، ودرس التاريخ على الأستاذ الدكتور حسن إبراهيم حسن .
" كتب الاستاذ حميد المطبعي في "موسوعة أعلام وعلماء العراق " الجزء الاول عن الاستاذ الدكتور مهدي المخزومي يقول : " انه نحوي مجتهد ...عني بالدراسة الصوتية ، وقد جعل اساس تبويب النحو وتصنيفه التشابه في المعنى ، لا التشابه في العمل الاعرابي ، وجمع المتفرق في ابواب مختلفة تحت باب واحد..وعمل على تقسيم الكلمات الى اسم وفعل واداة وكتابة ، وعلى تقسيم الجملة الى صورة حديثة تدل على اجتهاده وصدق حسه اللغوي " .قال هو نفسه عن منهجه :" حاولت ان انهج في معالجة المسائل النحوية نهجا اقرب الى طبيعة النحو متخذا من اراء الدارسين الاولين اساسا لدراسة النحو من اول ومن قبل ان يتخذ النحاة المناطقة اداة جدل ويمهدوا للمنطق والفلسفة الكلامية ان يتدخلا تدخلا حال به الى درس غريب ..." .من تلاميذه الدكتور حاتم صالح الضامن والدكتور طارق عبد عون الجنابي والدكتور سعيد جاسم الزبيدي والدكتور محمد خير الحلواني والدكتور محمد علي حمزة وغيرهم كثير .
رحم الله المخزومي وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه ولغته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...