الشاب العراقي حسن حمدان في الموصل
الشاب الرحالة حسن حمدان هاشم يصل الموصل مساء اليوم 20 شباط -فبراير 2013 مساء زارني في داري والتقطنا الصور التذكارية كان يحمل راية :" العراق واحدا موحدا " ننقل عن ((المدى برس ))ما كتبته عن هذه التجربة من ان هذا الشاب الذي يجسد معاناة أبناء جيله، فهو من مدينة تعد "صنواً للحرمان والإهمال على مدى عقود طويلة"، هي العمارة (مركز محافظة ميسان، 430 كم جنوب بغداد)، ومن الذين لم ينفع جهدهم وجهادهم العلمي ودراسته الماجستير في علم الاجتماع ، بانتشاله من جيش البطالة، لكنه بدلاً من الانكفاء أو اليأس والإحباط، انتفض وبادر بطرح فكرة يرد بها على الواقع السياسي المنحدر في البلاد بنحو بات شبح التقسيم والفرقة فكرة متداولة تطرح علناً من قبل الكثيرين، بعد أن بات "الأخ لا يطيق أخاه".
الفكرة بسيطة
ويقول حسن حمدان هاشم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفكرة بسيطة جداً وتتمثل بأن أخرج من العمارة مشياً على الأقدام باتجاه محافظة دهوك (يبعد مركزها، 460 كم الى الشمال من العاصمة بغداد)، في مبادرة لدعم السلم الأهلي، وجمع القلوب ولم الشمل وعكس الصورة الحقيقية الشعب العراقي وتآخيه بعيداً عن مشاحنات الساسة وتداعيات الأزمة الراهنة التي تنذر بدق أكثر من أسفين بالجسد العراقي".
ويضيف هاشم، هكذا "وقت خروجي في اليوم الرابع عشر من شباط 2013 الحالي حاملاً معي طيبة مشاعر أهلي في ميسان وسلامهم، إلى أهالي كل مدينة عراقية على طريقي حاملاً خارطة الوطن التي صممتها بنفسي مزينة بألوان العلم العراقي"، ويوضح أن "عدم رفعي العلم، ناجم عن خشيتي من إثارة حساسية البعض لوجود من يقبل به ومن لا يراه معبراً عنه لاسيما أنه مؤقت".
ويبين هاشم، لذلك "فضلت خريطة العراق التي لا جدال بشأنها وقد طرزت بألوان العلم التي تطابق قصيدة الشاعر صفي الدين الحلي، التي قال فيها بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا"، ويلفت إلى أن "الأبيض يدل على ما صنع العراق للعالم، وإطار الخارطة الأسود، يرمز إلى وقائعه في الذود عن حدوده والدفاع عنها، إما الأخضر فيدل على ما يضمه العراق من خيرات ميزه الله بها، والأحمر تعمدت وضعه خارج العراق، في إشارة إلى أن الدم لن يراق بالطائفية أو المذهبية داخل البلد".
ويوضح الشاب هاشم، أن "تفضيلي القيام بالرحة لوحدي على الرغم من كثرة الطلبات التي تلقيتها من الأصدقاء لمشاركتي، جاءت لحرصي على أن لا تصادر الفكرة، وتذهب إلى هذه المنظمة المدنية أو ذاك الحزب السياسي، والحفاظ على استقلاليتها مهما كانت النتائج، فضلاً عن خشيتي عليهم ورغبتي عدم تعرضهم لأي سوء".
ويزيد كما "تلقيت العديد من العروض من السياسيين وجهات أخرى، رفضتها مع اعتزازي بالجميع، ليكون العمل خالصاً لحب العراق وأهله"، ويكشف أن "مجموع ما أمتلكه من مال هو فقط (105) آلاف دينار آمل ان تكفيني لحين عودتي من رحلتي".
ويتابع هاشم، قد "يكون للصدفة دخلها في تحديد موعد خروجي وقد يكون القدر هو من رتب ذلك"، ويمضي قائلاً "أومن تماماً أن عيد الحب العراقي الحقيقي، سيعلن عن نفسه عندما أصل إلى جبال دهوك الحبيبة حاملاً معي كيساً يضم حفنة من تراب كل مدينة أمر بها، ليمتزج مع بعضه البعض من جنوب العراق إلى شماله معبراً عن وحدة البلاد وتلاحمها بعيداً عما نسمعه حالياً عن الأقلية والأكثرية وغيرها من سموم السياسة".
ويقول الشاب الرحالة وطالب الماجستير الحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة بابل حسن حمدان هاشم، إن "الرحلة بدأت تكسبني صداقات جديدة في المدن والحافظات التي أمر بها تساعدني على تأمين مكان الإقامة والمبيت والطعام، والانترنيت للتواصل مع أصدقائي على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويعرب هاشم عن "السعادة الغامرة برسالة أسهمت في رفع روحي المعنوية وردتني من صديقي مصطفى جسام انطوت على مشاعر رائعة وصادقة"، إذ يقول فيه: "السلام عليكم أخي في الإسلام بارك الله في جهدك وفكرك والقى مزيداً من النور في عقلك، حين علمت أن في بلدي نماذج تشبهك، بعد أن ظننت أن الأرض قد خلت منهم، فاسمع يا من ارتفعت كثيراً عن نفسك وأبعدت الصورة القريبة عن وجهك اسمع جزاء عملك، واعلم أن الله لا يقيس أعمال الانسان بكمها بل بنوعها، فقد يأتي الله يوم القيامة بعبد افنى عمره بالعبادة والذكر والاستغفار، يجيئ به فيعطيه جزاء عبادته، لكنه قد يفضل عليه عبداً آخر لم يصلي في حياته ولا مرة، لكنه في يوم من الأيام قال كلمه حق عظيمة في ميزان الرب، فالإنسان خلق ليصلح في الأرض، ولقد قالها ذات يوم نبينا محمد (ص)، لأن يهدي بك الله رجلا خير لك من ما طلعت عليه الشمس، وإصلاح ذات البين خير من عامه الصوم والصلاة، شكر الله سعيك أخي أحرص على أن يكون في حياتك عمل مميز أو أكثر، لا تعش حياة عادية دمت أيها المسلم".
ويتساءل هاشم، بعد أن أنهى قراءة الرسالة "هل ثمة جزاء أكبر من هذا"، ويجيب على تساؤله أنها "تؤكد صواب ما عزمت عليه ووجود من يؤيدني ويشد من أزري".
ويمضي هاشم قائلاً "كيف يمكن أن يقبل البعض بتقطيع أوصال العراق، هل يقبلوا بقطع أيديهم أو قلوبهم"، ويضيف أن "الآخر هو من يربض حول حدودنا الخارجية، من قريب أو بعيد، جنوب وشمال، شرق وغرب، يسعى لزرع الحقد والتشرذم والبغضاء بيننا، لنصنع تاريخا مشوها على أنقاض وطننا وأرواحنا".
الديوانية أول تجسدي للأحلام
في الديوانية، (180 كم جنوب العاصمة بغداد)، كانت محطة ذات دلالة للشاب الرحالة حسن حمدان هاشم، عندما تجسدت الأحلام التي خرج سعياً لتحقيها على أرض الواقع.
يقول هاشم، إن "ما لمسته في الوقف السني ومديره من حب، حين خرج معي إلى الوقف الشيعي، لأستقبل بحفاوة، ويصحباني إلى الأخوة المسيحيين، لنجتمع معا في مندى الصابئة، خير رسالة على وحدة العراقيين وتلاحمهم"، ويضيف "كم تمنيت أن يشهد الساسة المشهد ويحللون دلالاته علهم يدركون أن العراقيين لن يسمحوا بالتجزئة ولن تفرقهم عواصف السياسية لأن جذورهم راسخة رسوخ أرضهم وتاريخهم
*حسن حمدان هاشم في يسار الصورة ومن اليمين وسام وليد من الموصل وانا بينهما وهما يلفان نفسيهما بعلم العراق واحدا
** عدد من ابناء الموصل الكرام يستقبلون الشاب العمارتلي حسن حمدان هاشم وهو يطوف العراق سيرا على الاقدام ليؤكد وحدة العراق وطيبة شعبه ...وصل امس الموصل ليلا وزارني مع عدد من الاصدقاء الغيورين على العراق قولا وفعلا ...حيا الله كل رجل نظيف شريف مخلص يعمل للوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق