صديق احمد .. مرآة جيل*
تأليف : حسن
عبدالحميد
إعداد :هدى صديق أحمد
الأردن ـ عمان ـ مطابع دار الاديب
الطبعة الاولى
2012 م
291 صفحة ، من الحجم الكبير
(خاص بالموروث)
الرسم هو فرع من فروع الفن الاخرى كالموسيقى والشعر والغناء والتمثيل وغير ذلك وقد لازمتني هواية الرسم منذ ضغري وبدأت تنمو وتتأصل بمرور الزمن لم يكن هدفي في هذا الاحتراف بل كان هدفي هو انماء هذه الهواية التي طغت على اي هواية اخرى.
هذا ما قاله الفنان التشكيلي صديق احمد في احدى كلماته التي نشرها المؤلف في كتابه الذي ضم بين طياته , اهم المحطات الفنية للفنان صديق احمد وكيفية تأثره بالرسم منذو طفولته التي عكست ملامح الفنان الى اخر اعماله الفنية , مستعرض معظم لوحاته الفنية عبر صفحات الكتاب الزيتية ,
يشير الكاتب الى ان خال الفنان صديق احمد وهو ( علي الموفق) كان له الاثر الكبير في حياته الفنية والعسكرية وان وفاة الخال المبكرة تركت بظلالها على صديق احمد بشكل كبير ليس بالسياسة فقط لاسيما وهو كان منتسبا الى حزب سري يدعو الى مقاومة السيطرة العثمانية انذاك, بل بالرسم والموسيقى حيث كان عازفا للعود بمهارة .
ويؤكد الكاتب تأثر الفنان بعدة شخصيات شجعته على الرسم منهم المدرس (كركيس) وهو احد اساتذته في مدرسة النجاح كان صاحب مهارة عالية في الرسم فضلا عن اخلاصه في العمل وتشجيعه للمواهب على التفتح والنمو، حيث يذكر الفنان( صديق احمد ) انه دعانا نحن تلامذته الموهبين الى رؤية اعماله في المنزل التي كانت قدعملت بأقلام الرصاص(الابيض والاسود) وكانت معظم اعماله دقيقة واكاديمية النهج.
اما الاثر الاهم والاعمق في ترسيم حدود تجربته هو تتلمذه على يد (عاصم حافظ) هو احد اهم ركائز الجيل الذي سبق جيل الرواد الذين اسسوا معهد الفنون الجميلة /فرع الرسم عام 1939 , حيث كان يطلب من (صديق احمد ) الرسم من الطبيعة وعدم استنساخ المناظر من المجلات والبطاقات وخلال هذه الفترة مارس صديق الالوان المائية بشغف الى حد قوله.
يقول الكاتب ( ليس بوسع اي ناقد ومتابع ان يقطع مسافات الوصول الى تخوم تجربة فنية حية نابضة , لم يكتب لها ما كان يجب ان يكون من استحقاق نقدي ومتابعة مخلصة ان يلغي او يتجاهل مراحل ومحطات مرت بها وتوقفت عيون وعقل ويد الفنان الكبير "صديق احمد عاشور" ليس لكونها تجربة مثمرة ومتواصلة وبناءة في نسيج تأريخ الوعي التشكيلي في العراق . بل انها متميزة ومواضبة في تمرير محاولاتها الابداعية في عدة مسارب تعبيرية ,,)
كما يقول الكاتب ايضا ( ان امكانية دراسة ماكتبه "صديق احمد " بخط يده واعتقد انها لم تكن مذكرات بالمعنى الدقيق بل هي استذكارات – اذا صح التسمية – حاول من خلالها اعادة شريط ذاكرته المشبعة بالضوء والظل والالوان والاقلام الملونة كذلكك الاسود والابيض كما زعم انه كتبها في اواخر حياته لغرض ترك توصيلات تلك الايام التي مرت هكذا مسرعة كما لم يحاول الظفر بتسجيلها كاملة لذا حذف منها اي المذكرات) الكثير من التفاصيل والاحداث التي جابهته في حياته المدنية كما في نصف حياته الاخرى ( اي مرحلة العسكرية) لكنها قد اعانته كثيرا في تلمس خيوط الحلم والرغبات المحلقة والساكنة في تجربته ومتابعة مديات الموهبة والاصرار في ذات الصيغة المتصلة والمتواصلة بابعادها التأملية مع الطبيعة) .
ويشير الكاتب في تقديمه الى ان هذا الكتاب اشبه بالاحتفاء بـ(صديق احمد) عبر الاجراء التقييمي والارشيفي له , آملا أن يعطي بعض استحقاقات ذلك الجيل الى جانب ماقدمه الفنان من عطاءات ثرية وتنويعات اسلوبية رسمت تجربته بالتميز والوضوح والثبات.
اشارت الصفحات الاولى من الكتاب التعريف بالفنان منذو ولادته الى اهم المعارض الشخصية والمشتركة حيث جاء فيها
صديق احمد في سطور:
ولد في محافظة نينوى عام 1915 وتوفي في بغداد عام 1997
تخرج في دار المعلمين الابتدائية عام 1934
تخرج في الكلية العسكرية عام 1939
عضو في جمعية الفنانين التشكليين
عضو في نقابة الفنانين
اهم المعرض الشخصية
اقامت له وزارة الثقافة والاعلام العراقية " المعرض التكريمي " في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث "كولبنكان " 1982
معرض في قاعة الاورفة لي \ بغداد 1994
معرض في قاعة دائرة الفنون التشكيلية 1997
معرض في قاعة حمورابي / عمان 1998
معرض التابني لمناسبة الذكرى الاولى لرحيله في قاعة الاناء / بغداد 1998
معرض في قاعة الدروبي / بغداد 2002
معرض في قاعة الاورفه لي / عمان 2008
معرض في قاعة ميديا / اربيل تموز 2010
معرض استعادي في قاعة مدارات / بغداد 2010
المعارضة المشتركة
معرض في قاعة " مدرسة غازي " / كركوك 1953
معرض "فرشتة" في قاعة المكتبة العامة / كركوك 1954
المعرض الزراعي الصناعي الحيواني / كركوك / 1956
معرض جماعة كركوك الاول 1957
معرض جماعة كركوك الثاني 1958
معرض نادي المنصور /بغداد 1957
معرض نادي المنصور بغداد 1958
معرض الثورة في الصين 1958
المعرض الزراعي الصناعي 14 تموز كركوك 1959
اشترك بجميع المعارض التي اقامتها جمعية التشكليين العراقيين من عام 1956 حتى 1964
معرض لواء كركوك 1965
معرض للاعمال المختارة " الخمسينيون " 1979
معرض الفنانين العراقيين /ايطاليا 1982
معرض الفنانين الرواد / بغداد 1982
معرض نادي الفروسية / بغداد 1983
معرض في قاعة الاورفه لي " مختارات من الفن العراقي 1910 – 1983 " / بغداد 1984
معرض في قاعة الاورفه لي " معرض الربيع " 1984
معرض الربيع قاعة الاورفلي -1984
معرض الفن العراقي ( بورتريت ) بغداد 1984
معرض بمناسبة مرور اربع سنوات على حرب الخليج الاولى 1994
كما تسرد هدى صديق احمد بعض الذكريات الجميلة عن الفنان منها :
(كنت اراقب طقوسه حين يزاول الرسم , كان يقوم بتهيئة كل مستلزمات مايحتاج في تنفيذ اعماله , كان يطلب قهوته ويغرق في سحب دخان سجائره واريد القول هنا – والدي كان لايحب لوحاته بيع لوحاته بل كان يفضل اهداءها ويحب خلوته متوحدا مع الرسم , ) كما تقول ايضا ( كان الالوان التي يستخدمها هي انعكاس لحالته الصحية , فحين يكون في نشوة وفرح تشعر الوانه هي الاخرى منشية بفرح , وعندما يكون في حالات الحزن والام المعدة الذي كان ينتابه او الكآبة فأن الالوان الداكنة هي التي تسيطر على مناخ ومساحات اللوحات).
وتذكر ايضا
(عندما احيل على التقاعد عام 1964 عاد بنا الى بغداد لكي يتفرغ تماما للرسم وتلبية حاجات البيت , كان الرسم اخذ المساحة الاكبر مما جعلة ينجز اعمالا كبيرة ومهمة .. كان يستيقظ مبكرا حيث لم يتخل عن عادات حياته العسكرية , كنت اتابعه يقوم بترتيب سريره وكل محتويات غرفته دون اعتماد اوطلب من احد رغم كنا نحبه كثيرا ونتدافع ( انا ومنى وسلوى ) في تلبية طلباته وبقية اخوتي , لكنه كان شديد الاعتماد على نفسه و كثير المطالعة كثير الرسم عزير بأنتاجه لايمر يوم دون رسم وقراءة واستزاده من المعرفة , نعم كان يفرد لي مساحة كبيرة من الاهتمام كوني اكبر اخواتي لكنه كان يوزع محبته وحنان ابوته للجميع وكان قد اوصى ان اتابع انا وادير كل مايتعلق برسوماته واعطاني صلاحية التصرف وهي مسؤولية –اليوم-احرص عليها جدا).
إعداد :هدى صديق أحمد
الأردن ـ عمان ـ مطابع دار الاديب
الطبعة الاولى
2012 م
291 صفحة ، من الحجم الكبير
(خاص بالموروث)
الرسم هو فرع من فروع الفن الاخرى كالموسيقى والشعر والغناء والتمثيل وغير ذلك وقد لازمتني هواية الرسم منذ ضغري وبدأت تنمو وتتأصل بمرور الزمن لم يكن هدفي في هذا الاحتراف بل كان هدفي هو انماء هذه الهواية التي طغت على اي هواية اخرى.
هذا ما قاله الفنان التشكيلي صديق احمد في احدى كلماته التي نشرها المؤلف في كتابه الذي ضم بين طياته , اهم المحطات الفنية للفنان صديق احمد وكيفية تأثره بالرسم منذو طفولته التي عكست ملامح الفنان الى اخر اعماله الفنية , مستعرض معظم لوحاته الفنية عبر صفحات الكتاب الزيتية ,
يشير الكاتب الى ان خال الفنان صديق احمد وهو ( علي الموفق) كان له الاثر الكبير في حياته الفنية والعسكرية وان وفاة الخال المبكرة تركت بظلالها على صديق احمد بشكل كبير ليس بالسياسة فقط لاسيما وهو كان منتسبا الى حزب سري يدعو الى مقاومة السيطرة العثمانية انذاك, بل بالرسم والموسيقى حيث كان عازفا للعود بمهارة .
ويؤكد الكاتب تأثر الفنان بعدة شخصيات شجعته على الرسم منهم المدرس (كركيس) وهو احد اساتذته في مدرسة النجاح كان صاحب مهارة عالية في الرسم فضلا عن اخلاصه في العمل وتشجيعه للمواهب على التفتح والنمو، حيث يذكر الفنان( صديق احمد ) انه دعانا نحن تلامذته الموهبين الى رؤية اعماله في المنزل التي كانت قدعملت بأقلام الرصاص(الابيض والاسود) وكانت معظم اعماله دقيقة واكاديمية النهج.
اما الاثر الاهم والاعمق في ترسيم حدود تجربته هو تتلمذه على يد (عاصم حافظ) هو احد اهم ركائز الجيل الذي سبق جيل الرواد الذين اسسوا معهد الفنون الجميلة /فرع الرسم عام 1939 , حيث كان يطلب من (صديق احمد ) الرسم من الطبيعة وعدم استنساخ المناظر من المجلات والبطاقات وخلال هذه الفترة مارس صديق الالوان المائية بشغف الى حد قوله.
يقول الكاتب ( ليس بوسع اي ناقد ومتابع ان يقطع مسافات الوصول الى تخوم تجربة فنية حية نابضة , لم يكتب لها ما كان يجب ان يكون من استحقاق نقدي ومتابعة مخلصة ان يلغي او يتجاهل مراحل ومحطات مرت بها وتوقفت عيون وعقل ويد الفنان الكبير "صديق احمد عاشور" ليس لكونها تجربة مثمرة ومتواصلة وبناءة في نسيج تأريخ الوعي التشكيلي في العراق . بل انها متميزة ومواضبة في تمرير محاولاتها الابداعية في عدة مسارب تعبيرية ,,)
كما يقول الكاتب ايضا ( ان امكانية دراسة ماكتبه "صديق احمد " بخط يده واعتقد انها لم تكن مذكرات بالمعنى الدقيق بل هي استذكارات – اذا صح التسمية – حاول من خلالها اعادة شريط ذاكرته المشبعة بالضوء والظل والالوان والاقلام الملونة كذلكك الاسود والابيض كما زعم انه كتبها في اواخر حياته لغرض ترك توصيلات تلك الايام التي مرت هكذا مسرعة كما لم يحاول الظفر بتسجيلها كاملة لذا حذف منها اي المذكرات) الكثير من التفاصيل والاحداث التي جابهته في حياته المدنية كما في نصف حياته الاخرى ( اي مرحلة العسكرية) لكنها قد اعانته كثيرا في تلمس خيوط الحلم والرغبات المحلقة والساكنة في تجربته ومتابعة مديات الموهبة والاصرار في ذات الصيغة المتصلة والمتواصلة بابعادها التأملية مع الطبيعة) .
ويشير الكاتب في تقديمه الى ان هذا الكتاب اشبه بالاحتفاء بـ(صديق احمد) عبر الاجراء التقييمي والارشيفي له , آملا أن يعطي بعض استحقاقات ذلك الجيل الى جانب ماقدمه الفنان من عطاءات ثرية وتنويعات اسلوبية رسمت تجربته بالتميز والوضوح والثبات.
اشارت الصفحات الاولى من الكتاب التعريف بالفنان منذو ولادته الى اهم المعارض الشخصية والمشتركة حيث جاء فيها
صديق احمد في سطور:
ولد في محافظة نينوى عام 1915 وتوفي في بغداد عام 1997
تخرج في دار المعلمين الابتدائية عام 1934
تخرج في الكلية العسكرية عام 1939
عضو في جمعية الفنانين التشكليين
عضو في نقابة الفنانين
اهم المعرض الشخصية
اقامت له وزارة الثقافة والاعلام العراقية " المعرض التكريمي " في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث "كولبنكان " 1982
معرض في قاعة الاورفة لي \ بغداد 1994
معرض في قاعة دائرة الفنون التشكيلية 1997
معرض في قاعة حمورابي / عمان 1998
معرض التابني لمناسبة الذكرى الاولى لرحيله في قاعة الاناء / بغداد 1998
معرض في قاعة الدروبي / بغداد 2002
معرض في قاعة الاورفه لي / عمان 2008
معرض في قاعة ميديا / اربيل تموز 2010
معرض استعادي في قاعة مدارات / بغداد 2010
المعارضة المشتركة
معرض في قاعة " مدرسة غازي " / كركوك 1953
معرض "فرشتة" في قاعة المكتبة العامة / كركوك 1954
المعرض الزراعي الصناعي الحيواني / كركوك / 1956
معرض جماعة كركوك الاول 1957
معرض جماعة كركوك الثاني 1958
معرض نادي المنصور /بغداد 1957
معرض نادي المنصور بغداد 1958
معرض الثورة في الصين 1958
المعرض الزراعي الصناعي 14 تموز كركوك 1959
اشترك بجميع المعارض التي اقامتها جمعية التشكليين العراقيين من عام 1956 حتى 1964
معرض لواء كركوك 1965
معرض للاعمال المختارة " الخمسينيون " 1979
معرض الفنانين العراقيين /ايطاليا 1982
معرض الفنانين الرواد / بغداد 1982
معرض نادي الفروسية / بغداد 1983
معرض في قاعة الاورفه لي " مختارات من الفن العراقي 1910 – 1983 " / بغداد 1984
معرض في قاعة الاورفه لي " معرض الربيع " 1984
معرض الربيع قاعة الاورفلي -1984
معرض الفن العراقي ( بورتريت ) بغداد 1984
معرض بمناسبة مرور اربع سنوات على حرب الخليج الاولى 1994
كما تسرد هدى صديق احمد بعض الذكريات الجميلة عن الفنان منها :
(كنت اراقب طقوسه حين يزاول الرسم , كان يقوم بتهيئة كل مستلزمات مايحتاج في تنفيذ اعماله , كان يطلب قهوته ويغرق في سحب دخان سجائره واريد القول هنا – والدي كان لايحب لوحاته بيع لوحاته بل كان يفضل اهداءها ويحب خلوته متوحدا مع الرسم , ) كما تقول ايضا ( كان الالوان التي يستخدمها هي انعكاس لحالته الصحية , فحين يكون في نشوة وفرح تشعر الوانه هي الاخرى منشية بفرح , وعندما يكون في حالات الحزن والام المعدة الذي كان ينتابه او الكآبة فأن الالوان الداكنة هي التي تسيطر على مناخ ومساحات اللوحات).
وتذكر ايضا
(عندما احيل على التقاعد عام 1964 عاد بنا الى بغداد لكي يتفرغ تماما للرسم وتلبية حاجات البيت , كان الرسم اخذ المساحة الاكبر مما جعلة ينجز اعمالا كبيرة ومهمة .. كان يستيقظ مبكرا حيث لم يتخل عن عادات حياته العسكرية , كنت اتابعه يقوم بترتيب سريره وكل محتويات غرفته دون اعتماد اوطلب من احد رغم كنا نحبه كثيرا ونتدافع ( انا ومنى وسلوى ) في تلبية طلباته وبقية اخوتي , لكنه كان شديد الاعتماد على نفسه و كثير المطالعة كثير الرسم عزير بأنتاجه لايمر يوم دون رسم وقراءة واستزاده من المعرفة , نعم كان يفرد لي مساحة كبيرة من الاهتمام كوني اكبر اخواتي لكنه كان يوزع محبته وحنان ابوته للجميع وكان قد اوصى ان اتابع انا وادير كل مايتعلق برسوماته واعطاني صلاحية التصرف وهي مسؤولية –اليوم-احرص عليها جدا).
عرض : ايمن كامل
*المصدر :مجلة الموروث العدد 60 شباط -فبراير 2013
*المصدر :مجلة الموروث العدد 60 شباط -فبراير 2013
© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 1014 لسنة 2008
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 1014 لسنة 2008
الف رحمة و نور على روح الفنان و القدوة لكل انسان محب الخير الى القريب و البعيد له الفضل على جميع العراقين ......
ردحذفمهما ذكرت فهو قليل ب حقه .
علم لم يتكرر ......