المؤرخ الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحدد خارطة الاتجاهات الفلسفية في الوطن العربي
واجه المفكرون العرب منذ أواخر القرن الثامن عشر تحديات كبيرة، ووجهوا لأنفسهم سؤالا مركزيا هو: (لماذا تخلفنا... وتقدم غيرنا؟. ). وكانت الإجابة بحجم السؤال، حيث ذهب المفكرون مذاهب شتى، فهناك من رأى بأن الابتعاد عن الدين هو السبب، وهناك من قال أن عدم اللحاق بالغرب هو السبب، وثالث حاول التوفيق بين استلهام منجزات الغرب مع الحفاظ على أسس وتقاليد الأمة العربية وخصائصها الدينية. وهنا لابد لنا من تأشير حقيقة مهمة وهي أن الفكر العربي المعاصر، والفكر الفلسفي العربي بوجه خاص، يواجه تحديات داخلية وخارجية تلقي على عاتق المفكرين والفلاسفة العرب مسؤوليات جمة، ليس في الدفاع عن تفاصيل ومفردات هذا الفكر وحسب، وإنما في وضع الأسس والركائز التي تساعد الإنسان العربي على فهم حقائق الكون، والحياة، والتسلح بنظرة علمية شمولية لكل المشكلات الفكرية التي تعترضه.
* في ضوء هذه الحقائق ،كيف يتم خلق تركيبة فكرية جديدة تستند إلى ركائز وطنية وقومية تسهم في بناء الإنسان العربي وتساعده في تحقيق مشروعه النهضوي المستقبلي..؟ بهذا السؤال الكبير ابتدأنا رحلة الحوار مع الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث و المعاصر في جامعة الموصل الذي قام بوضع وتأليف 35 كتاباً عالجت في موضوعاتها الرصينة قضايا الأمة العربية أبرزها: (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني/ تاريخ العالم الثالث/ الإسلام والعلمانية في تركيا/ تاريخ العراق المعاصر/ نشأة الصحافة العربية في الموصل،تاريخ العراق الثقافي المعاصر ،تطور التعليم الوطني في العراق ،إلى جانب مشاركاته التي زادت عن خمسين في مؤتمرات محلية وعربية أسهم فيها بشكل جاد وفاعل من خلال بحوثه وتحليلاته ومناقشاته المستفيضة في مجالات ابداع الفكر العربي الذي يعتبره: (استجلاب للمعلومات وتكثير للعلم). يقول الدكتور العلاف في أجابته :
*الفكر العربي في تكويناته الأساسية استند ، كما يقول الأستاذ الدكتور فاضل زكي محمد ، إلى قوى طبيعية وقوى قدسية وقوى بشرية تمثلت واعتمدت البيئة الجغرافية التي نشأ فيها الإنسان العربي وروح الرسالات السماوية التي نظمت العلاقة بين الخالق والإنسان، ومن ثم القوى البشرية التي كان لها الدور الكبير في البناء الفكري العربي، مما دفع العرب إلى الانفتاح على الثقافات الإنسانية المختلفة التي حملت قيم العدل والتسامح والمساواة.. وهكذا كانت مكونات الثقافة العربية الإسلامية لفترة طويلة من الزمن نتاج تفاعلها مع الثقافات الأخرى. وقد أسهم في بناء الاتجاه الفقهي وتطويره نخبة من الفقهاء منهم (الماوردي وابن تيمية وابن جماعة). كما ظهرت اتجاهات سياسية اعتمدت الأخلاق ووجدت أن المهم هو إيجاد صورة مثلى للمجتمع، وكان من ابرز من مثل هذه الاتجاهات (ابن الطقطقي وابو عثمان الجاحظ الذي أكد بأن الفكر الإسلامي بطبيعته (فكر عملي) وليس (مثالي أو نظري)، ومثل أبو نصر الفارابي صاحب كتاب (المدينة الفاضلة) التيار الفلسفي السياسي الذي جاء حصيلة تفاعل بين الثقافة العربية والثقافات الاخرى، وكان الفارابي قد سبق (جان جاك روسو) في ابتداع فكرة (العقد الاجتماعي) وملخص ماقاله في هذا الصدد: (أن الأفراد يتنازلون عن بعض حقوقهم في عقد متفق عليه بفعل حاجتهم إلى الاجتماع والتعاون (وكذلك ابن سينا الذي كان يرى أن الإنسان لايمكنه أن يعيش إلا من خلال التقرب من الآخرين والتعامل معهم، فهو بحاجة الى الاجتماع..) ووضع ابن خلدون مقدمته المشهورة التي ناقشت نشؤ وتطور وانحلال الحضارة) أو العمران حسب المصطلح الذي استخدمه. الفكر العربي، فكر أصيل وشمولي وغير متعصب و (لا يعيش على الماضي) – كما يدعي البعض- انه فكر ايجابي ومتفائل ومستقبلي.. ولابد هنا من القول أن هدف المجتمعات المتحضرة الآن هو تحقيق الرفاهية وهكذا كان ومايزال الفكر العربي يسعى لأن يساعد الإنسان على فهم الحياة والكون.. لقد كانت (الاصالة والمعاصرة) من ابرز الإشكاليات التي واجهها الفكر العربي الحديث وترتبط هذه الإشكاليات بمفهوم أوسع وهو (الهوية). فالاصالة هي محاورة الماضي من اجل الحاضر والمعاصرة هي الإسهام في التحول الذي تشهده الإنسانية. الاصالة ليست عبادة الماضي.. كما أن المعاصرة لاتكون بعبادة كل ماهو جديد. وثقافتنا العربية وشخصيتنا الثقافية واصالتنا إنما تتحقق باعمال أو استخدام العقل لحل مشكلاتنا وفهم ما يحيط بنا وإصلاح حياتنا. وثقافتنا وشخصيتنا لاتكون الا بالإبداع، وإذا ماتركنا الإبداع جانباً فسوف نصبح في مؤخرة ركب الإنسانية، لذلك فأن الاصالة تستدعي تسارع الخطى عن طريق العلم والتقنية.. أما المعاصرة فأنها تأخذ شكل النضال لتحقيق التحرر الوطني، وقد تأخذ شكل التنمية الشاملة وقد تكون بمزج عناصر ثقافية تقليدية مع عناصر ثقافة العصر- عصر الاتصالات والمعلوماتية- العصر الذي تحول فيه العالم إلى قرية كونية صغيرة. ولعل من ابرز خصائص المعاصرة اعتماد التفكير العلمي وما يرافقه من قياس كمي وإيمان كلي بان ظواهر عالمنا خاضعة للنقد والتقويم المستمرين.
* هل يمكنكم تحديد مواقف الفكر العربي المعاصر إزاء الفلسفة العربية ..؟
*إن للفكر العربي المعاصر منذ الحرب العالمية الأولى حتى الآن إزاء الفلسفة ثلاثة مواقف هي:- أولا موقف إزاء الفلسفة العربية القديمة يتضمن ثلاثة محاور هي: تحقيق النصوص الفلسفية ونشرها ووضع الدراسات الفلسفية وترجمة بعض النصوص القديمة إلى اللغات الأجنبية. أما الموقف الثاني فيتعلق بنظرة الفكر العربي المعاصر للاتجاهات الفلسفية الحديثة في العالم.. ويظل الموقف الثالث هو المطلوب ويتمثل بإنتاج الفلسفة في الموضوعات التي يحتاجها الإنسان. وللأسف فأن الإنتاج التاريخي في الفكر الفلسفي المعاصر هو الغالب؛ أي أن الفلاسفة العرب بمختلف مدارسهم اهتموا بالجوانب التي تؤرخ للفكر الفلسفي أكثر من اهتمامهم باستعراض لموضوعات نظرية تتعلق بالوجود والكون والزمان.
ويتركز الإنتاج النظري الفلسفي في تيارين اولهما مادي وثانيهما روحي فالاتجاه المادي العلمي نجده عند يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين مكاريوس ونيقولا حداد وجرجي زيدان وسلامة موسى، وكذلك في مقالات مجلة المقتطف التي بشرت بالتغريب وسعت إلى ربط المجتمع العربي بالمجتمع الغربي، وقد عكس هذا الاتجاه أراء (جارلس دارون) صاحب نظرية اصل الأنواع، وتنازع البقاء، والبقاء للأصلح، إذ يرى دعاة هذا الاتجاه أن المادة هي الحقيقة في الكون وان العقل وحده كافٍ لتزويد الإنسان بالمعرفة التي تساعده في بناء شخصيته ومجتمعه، وان العلم وحده أداء للمعرفة. أما التيار، أو الاتجاه الروحي فنجده في وجدانية العقاد ورحمانية زكي الارسوزي وجوانية عثمان أمين، فوجدانية العقاد (كاتب مصري) تقترب من معنى (الحدس) عند الفيلسوف (برغسون) أنها المعرفة التي تتحقق بها علاقة حميمة بالشيء وهي تجمع بين إدراك الوجود والاندماج العاطفي، فالعقاد يرى (التجديد) في (المعاني) دون (الألفاظ) كان حزيناً متشائما طموحاً، وطموحه ينتهي الى تمرد على الحياة. أما جوانية عثمان أمين (مفكر مصري) فهي عقيدة مفتوحة تأبى الركون إلى (مذهب) أو الوقوف عند (واقع) وإنما تتجه إلى (المعنى) والقصد من وراء اللفظ وتنحو إلى الفهم والتعاطف لا إلى الحفظ والتقرير وتدعو إلى العمل البناء وتلتفت إلى الإنسان في جوهره وروحه لا إلى مظهره وإغراضه. أما رحمانية الارسوزي (مفكر سوري) فهي تكوين ديني أخلاق تجاوز بريق الحضارة الغربية من اجل تحقيق الرابطة الرحمية بين الأجيال العربية. فهي ولادة جديدة للأمة وفلسفة نظرت بها الأمة إلى (الزمن) وهو متلبس بالإنجاز البطولي والعبقري العظيم للأمة في الماضي وان (العصر الذهبي) هو العصر الذي سيكون في المستقبل.
*خلال خمسينيات وستينات القرن العشرين ظهرت تيارات فلسفية غريبة عن الفكر العربي وعن المجتمع العربي روج لها مفكرون نتيجة تأثرهم بالفكر الأوربي والفلسفات الغربية منها الوجودية والشخصانية والوضعية المنطقية والبنيوية..هل لنا أن نتعرف على المفاهيم التي حملتها هذه التيارات ومدى تقاربها أو تباعدها عن الفكر الفلسفي للأمة العربية..؟
*يعد الدكتور عبد الرحمن بدوي (مفكر مصري) أول من ادخل الفلسفة الوجودية في فكرنا العربي المعاصر من خلال رسالته نال بها شهادة الدكتوراه والموسومة (الزمان الوجودي) عام 1945 في جامعة القاهرة. وللوجود عند بدوي (وجهان) وجود ألذات ووجود الموضوع، فالأول هو الوجود الحقيقي والأصيل. أما الثاني فهو الوجود الزائف. وقد رفض بدوي الكوجيتو الديكارتي الشهير (أنا أفكر إذن أنا موجود واستبداله بكوجيتو آخر هو (أنا أريد إذن أنا موجود). أما الشخصانية فقد دخلت الفكر العربي من خلال كتابات (رينيه حبشي) (مفكر لبناني) فهو لايحب الحقائق التامة التكوين ومرد ذلك رغبته في ترك باب الصيرورة والتحرر مفتوحاً، لأن الحقائق التامة التكوين كما يقول حبشي تغلق باب الصيرورة وتوقف السير في طريق التحرر. فكما لا يستطيع العقل أن يتصور للمكان والزمان (نهاية) كذلك لا يستطيع أن يتصور (للكمال) (حدوداً) بل الكمال الحق هو (التكامل) والحرية الحقة هي (التحرر). أما الفلسفة الوضعية المنطقية فقد روج لها الدكتور زكي نجيب محمود (مفكر مصري) وأكد ان التجربة والعمل يمثلان المعيار الوحيد لكل حقيقة، فلا ثقافة اذن إلا ثقافة الفعل ولافكر إلا فكر العمل المجدد والمغير، حيث ان الفكرة ليست موضوعا للفكر بل دعوة وخطة للعمل وللمستقبل، وأيقن زكي نجيب أن لا مخرج للأمة العربية ولفكرها من ورطتهما الحضارية الأمن خلال مشروع حضاري جديد يأخذ بحقائق العصر، وان الإنسان العربي لا يملك اليوم مثل ذلك الفكر العملي لهذا فهو محكوم بتقليد الغرب وبنقل ثقافته من خلال نقله لعلومه وتقنياته. وقد وجد في الفلسفة الوضعية المنطقية ضالته، حيث تقوم هذه الفلسفة على اعتبار (الخبرة المحسوسة) مصدراً وحيداً للحقيقة.
*والنتيجة.. في رأيكم..؟ *النتيجة أن الإنسان العربي أشاح بوجهه عن وجودية بدوي وشخصانية حبشي ووضعية زكي نجيب المنطقية لأنه لم يجد فيها ما يساعده على فهم محركات واقعة. بدوي دعا إلى الانعزال والانغلاق عن ألذات ووقف ليعلن أن لا انسانية بل مجموعة حيوانات مفترسة لاتأثر ولاتقالد بل انقسام وعزلة، لاتقدم بل دورة مقفلة لاغاية إنسانية بل مصير يتحكم، ذلك هو التاريخ وهذا هو سياق الوجود الحي وتلك هي الدروس... ولم يسمعه احد. أما حبشي والشخصانيين فلم ينجحوا في إنقاذ الشخصية العربية من حالة الاغتراب، بل بالعكس زاد الاغتراب ووقع الإنسان في اسر الجسد ولم يتمكن الفكر العربي من الانفتاح على الآخر. وسقطت الوضعية المنطقية في الشكلية الكلاسيكية المدرسية التي اعتمدت المنطق الشكلي ولم تستند إلى المنطق الجدلي واهتمت باللعب بالألفاظ وقادت إلى مغالطات قياسية في القضايا وحجبت الحقيقة عن الإدراك. المهم أنها أدت إلى الوقوع في الميتافيزيقيا والماورائية بدل الوصول إلى فلسفة واقعية ولم تفسر جدلية الصراع الذي تخوضه الأمة العربية إلى جانب إغفال رواد هذه الفلسفة دور الدين في المجتمع العربي. وهكذا ظل الفكر العربي حائراً وعاد مرة أخرى يجرب، فكان أن تبنى البعض مناهج حديثة، فازدهرت (الابسيمولوجية) ردحاً من الزمن.. والفكر الابسيمولوجي فكر نقدي يقوم على نقد العلم ويساعد الباحث على انتهاج الروح النقدية، إذ قيل عنها أنها تيار عقلاني. وذهب الابسيمولوجيون الى نقد التراث وتقويمه وتحليله، ولكن هذه اللون من الدراسات لم يتفق مع التوجهات الفكرية المعاصرة. وهناك من روج لما سمي بـ (المدرحية) والمدرحية (مادية-روحية) عملية مزاوجة بين النزعة المادية والنزعة الروحية، ولعل ابرز من يمثل هذه التيار (أنطوان سعادة) مفكر لبناني و (شارل مالك) مفكر لبناني هو الآخر. وينهج المدرحيون نهج (توما الاكويني) في محاولته التوفيق بين (أرسطو) والإنجيل. أما البنيوية فقد حاول لدكتور محمد عابد الجابري (مفكر مغربي الترويج لها من خلال مؤلفاته (بنية العقل العربي/ الخطاب العربي المعاصر/ نحن والتراث/ إشكاليات الفكر العربي المعاصر) وفي كل هذه المؤلفات يشير الجابري إلى المناهج القديمة التي درس بموجبها التراث. والبنيوية بنظري هي منهج أكثر من كونها فلسفة، هذا المنهج يمكنه الكشف بوضوح عن الجوانب الفيزيائية والفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية للغة والبنية (مجموعة العناصر- يقوم كل منها بوظيفة خاصة به ويرتبط ببعضه على وفق نظام صارم إذا اختلت البنية.
*بعد هذه الجولة الموجزة على خارطة الفكر الفلسفي العربي المعاصر.. هل يمكننا أن نتعرف على واقع الاتجاهات الفلسفية اليوم في الوطن العربي..؟
*يجتهد أساتذة الفلسفة اليوم في العراق أو مصر أو في أقطار الوطن العربي الأخرى في توضيح حقيقة المشهد الفلسفي العربي المعاصر.. ويصرون على أن الأمة العربية بحاجة إلى (العقلانية) والعقلانية التي يبحث عنها فلاسفة العرب المعاصرون هي موقف يتبنى التحكم بالعقل المؤمن بقيم إنسانية كبرى ، لكل ما ورثناه وما نملكه في الحاضر وما نهدف إليه في المستقبل. كما يقول الدكتور عبدالامير الاعسم (مفكر عراقي) ويعني هذا نحن بحاجة إلى تنشيط لعقل في مسيرة العلم وتقدم التقنية وصياغة التنمية وفق ما نراه. وقد رسم الدكتور عبد الستار الراوي (مفكر عراقي) خارطة الفكر الفلسفي المعاصر ووقف عند الرؤى العقلانية ووجدها (عقلانية دينية) عند عرفان عبد الحميد و (عقلانية نقدية) عند علي حسين الجابري و (عقلانية تكاملية) عند حسام الدين الالوسي و (عقلانية علمية) عند عبدالامير الاعسم وياسين خليل. ويقف (مدني صالح) (مفكر عراقي) الوحيد من بين الفلاسفة العراقيين بل والعرب الذي أنتج فلسفة- كما يشير الدكتور الراوي- إن مدني صالح سجل عبر كتابه (الوجود) ريادته الفلسفية الأولى في واحد من ارصن وأعمق الإصدارات الفلسفية العربية المعاصرة. وقد حاول مدني أن يكتشف السؤال الكبير لعصره، العقل الذي ينشغل بهموم الإنسان، الباحث عن الحرية والمستقبل.. لعقل الذي يتفوق على (ذاته) من اجل أل (نحن) الوطن- الأمة- الإنسانية. وكذلك الدكتور حسام الدين الالوسي (مفكر عراقي) فأنه يؤكد على مبدأ (العدالة) فمتى ماحققنا العدالة للإنسان يصبح له (موقف) إزاء واقعه، فالالوسي يؤمن بالجدل ويؤكد على العقل، فلا حياة للفكر والثقافة من دون عقل، ولا عقل بدون حرية. الكثير من الفلاسفة العرب يحاول أن يخلق لنفسه منهجاً عقلانياً منذ عصر النهضة العربية إلى حد الآن، والسؤال المثير للجدل دائماً أن الاغتراب لعب دوراً كبيراً في صياغة العقلانية العربية في استعادة المناهج العامة ولخاصة في الفلسفة والعلوم والآداب والثقافة. كما هي في مناحي الحياة الأخرى. إننا بحاجة إلى فيلسوف يأخذ بنظر الاعتبار مشكلات وطنه وأمته، فيلسوف يلتزم العقلانية والعلمية وبالشكل الذي يخدم التكامل الوحدوي للإنسان العربي المعاصر.. العقلانية التي نريد كما يقول (الاعسم) هو إحداث التغيير الايجابي المنشود ليس في الوعي الاجتماعي، وإنما في الواقع العربي، وهذا لايتم االا من خلال تبني منظومة فكرية تحلل الواقع العربي وتفهمه ثم تعيد تركيبه من جديد في ضوء تصورات وطنية وقومية تسهم في بناء الإنسان العربي وتساعد في تحقيق مشروعه النهضوي المستقبلي على أسس ودعائم راسخة.
*أجرى الحوار الكاتب والصحفي الراحل الاستاذ عبد الوهاب النعيمي ونشره في مجلة عمان -الاردن 1999
**الصور من الاعلى الى الاسفل الاستاذ مدني صالح (تخطيطية ) والاستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي والاستاذ الدكتور رينيه حبشي والاستاذ الدكتور حسام الالوسي (في شبابه )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق