أنور عبد العزيز ..القاص المبدع، والكاتب الكبير يقيم كتاب تاريخ العراق الثقافي للدكتور إبراهيم خليل العلاف
((تاريخ العراقي الثقافي المعاصر)) .. 43 مجالاً ثقافيا، وشخصية علمية، أو أدبية ،أو فنية.. كتبت بجهد الباحث المحقق والمدقق بروحية الإنسان الباحث عن الحقيقة حتى في أبعد وأصغر معلومات البحث، وملاحقة ومتابعة أدق الجزيئات التي وردت في كتاب ،أو مجلة، أو جريدة مما يغني البحث..
كل الموضوعات والتراجم، كتبت بمسؤولية علمية وإنسانية وبخاصة من ضمير يخشى الله، ويخشي الزلل، ويخشى الانحياز مهما بلغت الدوافع والأسباب.. الباحث صياد تاريخي ماهر يقتنص (المعلومة)من صحف- بعد بها الزمن -ولم يعرف أو يسمع بها كثيرون .. وهو يسطر قناعاته ليس تاثراً بقناعته فقط، بل مدعمة برأي لآخر أو آخرين كتبوا في (الموضوعة) نفسها ، ثم هو يأتي بأسم الصحيفة التي نقل عنها وتاريخها بدقه تدعو للإعجاب، وتؤشر المديات الكثيرة التي ساح بها الباحث للملمة موضوعه وحصره في دائرة التوثيق العلمي الذي يطمئن القراء، ويكسبهم لأطروحاته وقناعاته.
كل الموضوعات أثيرة شهية تستحق البحث، والعناء ،والمثابرة ،ولكن بعض منها استهواني أكثر وأكثر... منها : (جماعة الصحيفة) و(الثقافة الجديدة) ، و(الأقلام) وكانت التفاتة تاريخية ذكية ومنصفة (للأقلام) ، فان كنا قد قرأنا (نتفا) متفرقة عن (الثقافة الجديدة) وغيرها من المجلات الرصينة ، فلم يمر بي أن قرأت شيئا أو سمعت (حواراً) تلفزيونيا عن (الأقلام) .. الأقلام_ أنت وأنا_ عاصرناها منذ بداياتها ونعرفها ، ولكني لم أعرف أحدا كتب عنها بهذه الروحية، والإنصاف، وكما حازت مجلات غيرها على سمعة دعائية كبيرة كـ (الكاتب المصري) و (لغة العرب) و(الرسالة) و (الأديب) و (علوم) و (الآداب) وغيرها .
أنت دفعتك الغيرة الوطنية ،ومحبة العراق للكتابة عنها بتلك التفاصيل التي أحيت ذكرى المجلة التي بدت مغمورة الذكر عربيا رغم أهميتها ودورها الثقافي لأجيال من الاكاديمين والأدباء ، وكذا أيضا عن مجلة: ((المجلة)) .
أما مقال ((نشأة التصوير الفوتوغرافي في العراق))، فقد استهواني وأثار عجبي .. نحن نعرف وعاصرنا : أكوب ومراد الداغستاني وكوفاديس وكاكا وحازم باك، كنت أتردد عليه في محله في الباب الشرقي ببغداد زمن دراستي الجامعية، وهو الذي التقط لي صورة بزي التخرج الجامعي سنة 1961، أما أن نتفاجا ب(ألياس سنبل) فهذه مسألة غريبة إذ لم اسمع بهذا الاسم من قبل رغم أنني من مواليد 1935، ومن هنا يأتي تقديرنا الكبير _ أنا وغيري ممن فاتهم سماع أو معرفة أي شيء أو معلومة عن هذا الفنان الرائد.
يأتي تقديرنا للباحث الألمعي الاستاذ العلاف ، الذي أزال غبار الزمن الكثيف عن (مبدع فوتغرافي) موصلي لم يسمع به حتى من تجاوزوا السبعين من أعمارهم ، فكيف بأعمار الأجيال الحديثة ... هنا يأتي دور المؤرخ الثبت الإنساني ليرفع (المظلومية) .. مظلومية الدهر، بحق هذا الرائد الذي لم نجد له ذكراً، رغم مرور سنين طويلة على وجوده، وإبداعه، وتأثيره في بدايات الاهتمام بهذا اللون من الفن : (فن التصوير الفوتوغرافي).. أخي الأستاذ ألاعز الدكتور العلاف.. مرحى (للبحث التاريخي المعاصر) بمثل هذا (التنقيب) الحاذق عن آثار الآخرين، لكي يعيد لمغدوري الذكر من المبدعين وجههم وصورتهم البهية .. متمنيا على الله العلي القدير أن يمتعكم بالصحة ،والعافية المستديمة، وان يكلاكم بحفظه ورعايته ،وان يمتعكم بالصبر الجميل والسلوان عن ما أصابكم من موجعات الأيام ووداعكم لأحبة أعزة راحلين هم الآن في رحاب الله والخلود وفي الجنان بأذن الله ، ولكم السلوى فيما تقدمونه _ وبتواصل مثابر_ بهذا الوطن والأمة من نتاجات ثقافية متنوعة في التاريخ والآداب والفنون.. وفي كل حقل مضيىء مما أبدعه العراق والأمة العربية وبإرادة قوية _أدامها الله_ لاتعرف التعب والكلل رغم العمر الذي يوغل في أعماق الزمن ورغم كل المواجع والأحزان التي هي من أقدار الله عز وجل..
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق