الاثنين، 1 مارس 2010

الموصل في عيون الشعراء


الموصل في عيون الشعراء

مركز دراسات الموصل يتبنى ندوة علمية لإبراز المنجز الشعري الذي يتغنى بالموصل في جوانبه التاريخية والأدبية.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: د. إبراهيم خليل العلاف



تستحق الموصل، مدينة وحضارة وتراثا ومركزا تجاريا وبؤرة علمية، أن يتغنى بها الشعراء. وهذا التغني ليس وليد اليوم فلطالما تغنى بها الشعراء والأدباء والمؤرخين والرحالة. ولدينا تراث ضخم من هذا كله، موجود في بطون الكتب، وأمهات المصادر، ولكن أن يستحضر شعراؤنا المعاصرون، مكانة الموصل شعرا، فمسألة تتطلب الوقوف عندها.

ومن هذا المنطلق تبنى مركز دراسات الموصل - وهو مركز علمي وبحثي تحتضنه جامعة الموصل العراقية - إقامة ندوة علمية لإبراز المنجز الشعري الذي يتغنى بالموصل في جوانبه التاريخية، والأدبية، والاجتماعية، والحضارية، واستطاع يوم (25 فبراير/شباط 2010)، أن يجمع نخبة من الشعراء العراقيين واستنطقهم فأجادوا، وأطربوا، ووثقوا في شعرهم خلجات الموصليين، ومشاعرهم الجياشة.

وحضر الندوة الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل وألقى كلمة أكد فيها على أهمية الندوة والملتقى في هذه الظروف التي يجتازها العراق. كما ألقى الدكتور ذنون الطائي مدير المركز كلمة بالمناسبة رحب فيها بالمشاركين وشكرهم على الاستجابة للدعوة.

من شعراء الندوة، الدكتورة بشرى البستاني، والدكتور ذو النون الاطراقجي، وظفر بشير، وعبدالله البدراني، والدكتور وليد الصراف وغيرهم. وكل هؤلاء الشعراء من البارزين الذين لهم دواوينهم المنشورة.

من قصيدة الشاعرة البستاني الموسومة "الأميرة المجروحة" نقتطف:


الموصل

أيتها الغراء

أيتها الغزالة التي تنام في العراء

لا تفزعي إن جئت للشهادة

فسارق البلدة إن صدقت

سيأمر الثور الذي يحمل فوق الماء

عرشك أن ينفض قرنيه

فلا يبقي سوى الصحراء

أيتها الأرض قفي في الجلسة الأخيرة

ولتكشفي عما وراء الدغل من حروق

ولتصحبي شهودك ...

الأشجار،

والأنهار،

والطيور..

أمام هذا الإثم الكبير


أما الدكتور الاطرقجي فكتب قصيدة بعنوان "حديقة الشهداء" وهي حديقة معروفة في الموصل وهي ملتقى الأدباء والشعراء ومحطة لاستراحة المتعبين يقول في مطلعها:


مفتوحة للعابرين والمقيمين وللجيران

لطالبي المتعة والنزهة

والمتعبون يستريحون على المصاطب الخضراء

يحلمون

والكهول ينثرون ذكرياتهم

في أخريات الضوء

والحدائقيون يشذبون ما طال من الثيل

والاس

ويزرعون شتلات جديدة تسر العابرين

والمتعبون يرمقونها ويبسمون

أبوابها الستة

مفتوحة للناس فوق مصاطبها،

يشمسون يرقبون يقظة الورود من نداها

للفصول المبطئات

للهواء ينقل العبير والغبار

والتلاميذ يروحون،

يجيئون

ساعة للدرس

ساعتين للهو وللورود

...

سياجها الطويل لم تكن له نهاية

كدجلة الطويل

كانت تسع الدنيا


ويأتي الشاعر عبدالوهاب إسماعيل ليكتب قصيدة جميلة بعنوان "ويا أنشودة الآتي القريب" وهي قصيدة عمودية يقول في مطلعها:


تهادى نور وجهك في الدروب ** فأزكى الحسن في زاكي الطيوب


أما الشاعر حسن طه السنجاري فله قصيدة عنونها بـ "الموصل الحب" قال في مطلعها:


هل أمة تخبط الأمواه والطينا ** تبقي لتاريخها المأثور نسرينا؟

حتى إذا اصطفقت أفواج تفرقة ** شالت ذنابتها سما وغسلينا

وعانقت ضرها المنبوذ تدمغه ** حينا بشذاها، أو وهمها حينا


وجاء الشاعر عبدالله البدراني ليرتجل قصيدته "لملامحي وروافدي وعطائي" يقول فيها:


بدمي أخط هواك لا بالماء ** يا آخر الأشياء والآلاء

أنا قد أتيتك والظلام يلفني ** من ذا سيصبحني الصباح النائي

من موج دجلة صغت كل روافدي ** فتوضأت في موجها أنحائي


وتتوالى القصائد ومنها قصيدة "هي بلدة جمعت مآثر أمة" للشاعر الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني، و"ثلاثة صور للموصل" للشاعر الدكتور وليد الصراف، و"ينام التاريخ .. وتستيقظ هي" للشاعر الدكتور أحمد جار الله ياسين، و"تسديد شعري لديون سابق" للشاعر الدكتور جاسم محمد جاسم، و"عشقي للحدباء .. نزف!"، و"أنين على عتبات نينوى" للشاعر الدكتور فارس عبدالله الرحاوي، و"شقائق الدم" للشاعرة الدكتورة ضباعة عبدالعزيز الحاج علاوي، و"خذي قلمي" للشاعر حسن سعيد الحيالي، و"كل الحنين عند الأرض الموصل" للشاعر مظفر بشير".

ولا يتسع المجال لعرض كل ما دار في الندوة وذكر قصائد الشعراء الأعزاء الآخرين وهم الشعراء: أحمد شهاب، واوس الافتيخات، ومحمد المشهداني، ونور خير الله محمد، وحسين السليفاني، ومحمود عبدالعزيز، وعمر القره غلي، وعمر الغريب، وصهيب الحبش، وعمار الجبوري.

كما ابتدأت إلى جانب الندوة جلسة نقدية شارك فيها عدد من الشعراء النقاد منهم الدكتورة البستاني والدكتور الاطرقجي والدكتور لأحمد جار الله ياسين.

ولا بأس من أن نشير إلى أن الندوة خرجت بتوصيات كان من أبرزها نشر القصائد الملقاة في كتاب، والتوصية لجامعة الموصل بأن تصدر مطبوعا باسم: "ديوان الشعر الشهري" وترجمة النتاجات الشعرية الموصلية إلى لغات أخرى، وإقامة مهرجان سنوي للشعر في الموصل، وأخيرا دعوة طلبة الدراسات العليا، والباحثين للاهتمام بدراسة الشعر الموصلي المعاصر.


أ. د. إبراهيم خليل العلاف

أستاذ التاريخ الحديث – جامعة الموصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...