الجمعة، 1 يناير 2010

العلاف يوثق لتاريخ العراق الثقافي


العلاف يوثق لتاريخ العراق الثقافي

يضم كتاب 'تاريخ العراق الثقافي المعاصر' حشدا كبيرا من مبدعي العراق ممن أثروا المشهد الثقافي حتى الأمس.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: د. ذنون الطائي


العراق بلد يعد موئلاً للثقافة والفكر، وشهدت سوحه الثقافية والفنية نهضة عارمة منذ أوائل القرن العشرين، وتجذرت وتعمقت منذ منتصف ذلك القرن من خلال نخب من المثقفين والمفكرين والفنانين الذين أثروا المشهدين الثقافي والفني بفيض إبداعاتهم وعطائهم الثر.

ولا جدال أن العراق تميز وبز غيره من الدول العربية متقدماً عليها في إطار علو مسيرة الإبداع الأدبي والثقافي والفني، ومثل تلك المسيرة نخب من المبدعين العراقيين وهم كثر، فحين يذكر الفن التشكيلي يرد اسم الفنانين الكبيرين الراحلين جواد سليم ونجيب يونس، وفي الفن المعماري تذكر المهندسة المعمارية العالمية زها حديد، وفي عالم الصحافة نذكر الرواد فائق بطي وسامي الجلبي وعبدالوهاب النعيمي، وفي الطب والتراث والفلسفة نذكر د. عادل البكري، وفي الشعر الحر يذكر بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي ود. يوسف الصائغ وغيرهم من المبدعين الذين مثلوا باتجاهاتهم ومشاربهم الفكرية والفنية والأدبية ثراء المدرسة العراقية بعطائها وامتزاجها وانفتاحها على المدارس الأخرى، كما كانوا خير من مثل مرحلتهم ومعاناة وآمال وتطلعات شعبهم وناسهم فهم حقاً عناوين للحياة.

أقول ذلك وأنا أتصفح (تاريخ العراق الثقافي المعاصر ـ دراسات ومقالات) الإصدار الجديد للأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف المؤرخ العراقي المعروف ومدير مركز الدراسات الإقليمية، الذي جمع عدداً من الدراسات والمقالات بلغ مجموعها (43) عنواناً يؤرخ من خلالها للحركة الثقافية العراقية بمعطياتها وأنديتها وروادها مبيناً مجالات الخصب العراقي في التدفق والعطاء في أدق المراحل الفكرية التي مر بها العراق منذ منتصف القرن العشرين وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، إذ شهدت الساحة العراقية تلاقحاً فكرياً واحتداماً ثقافية صعد من خلاله الخطاب المعرفي العراقي بوتائره الأصيلة في المهرجانات والمعارض والمسارح والإصدارات والحلقات النقاشية والمنتديات الأدبية.

ثقتي أكيدة بأن القارئ الكريم سيجد فائدة كبرى ومتعة القراءة في هذا المؤلف للمؤرخ العراقي الحصيف أ. د. إبراهيم خليل العلاف الذي أتحفنا بهذا الجهد العلمي والثقافي الذي يحمل (43) عنواناً في 331 صفحة، مبتدأً بجماعة الصحيفة 1924 – 1932 ومنتهياً بجماعة أصدقاء القصة في الموصل. وضم الكتاب حشدا كبيرا من مبدعي العراق ممن أثروا المشهد الثقافي حتى الأمس. وهو حتماً عمل مضاف للمكتبة العراقية والعربية.

أمنياتنا للدكتور العلاف بمديد العمر والصحة ومزيداً من العطاء المعرفي خدمةً لتاريخنا وعراقنا
العظيم.
*المصدر :ميدل ايست اون لاين



--------------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...