الثلاثاء، 2 يوليو 2013

الاستاذ خليل ابراهيم مدير التوجيه والاذاعة العام في العراق واسرار تكشف لاول مرة بعد 58 عاما


خليل ابراهيم مدير التوجيه والاذاعة العام في العراق واسرار تكشف لاول مرة بعد 58 عاما
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق
*******************************في العهد الملكي الهاشمي في العراق 1921-1958 لم تكن هناك وزارة للاعلام تعكس رؤية الدولة عن ما يجري وتسهم في تقديم صورة ناصعة للحكم .. بل كانت هناك مديرية تعرف ب"مديرية التوجيه والاذاعة العامة " وقد تولاها في اواخر العهد الملكي وقبيل سقوطه خليل ابراهيم .والذي تظهر صورته الى جانب هذا الكلام وهو وراء القضبان بعد القاء القيض عليه اثر قيام ثورة 14 تموز 1958-يوليو وتقديمه للمحكمة العسكرية العليا الخاصة واتهامه بتخريب العقل العراقي ونشر الاكاذيب وتوجيه الاتهامات الكاذبة ضد الجمهورية العربية المتحدة .
كانت المديرية تنشر كتبا وكراريس دعائية منها الكراس الذي صدر سنة 1955 وطبع في مطبعة الحكومة بعنوان :" حقائق في السياسة العربية يبحثها مجلس النواب العراقي " ..قدم للكراس خليل ابراهيم وذلك بمقدمة ضافية مؤرخة في 10 شباط 1955-فبراير وكل ما في الكراس دفاع عن سياسة نوري السعيد في اقامة حلف بغداد والارتباط بالغرب ورد اتهامات الرئيس عبد الناصر بشأن ذلك مع نصوص ومحاضر جلسات مجلس النواب حول الموضوع .
كان عبد الناصر يقول ان ارتباط العراق بحلف مع تركيا والغرب معناه التحالف مع اسرائيل وحلف شمالي الاطلسي ..كان خليل ابراهيم اداة دعاية للباشا نوري السعيد ويقول انه رافق السعيد وعرفه منذ سنة 1941 وهو يقدر اخلاصه للوطن العربي وسعيه المتواصل لخدمة كل بقعة من بقاعه وكثيرا ما كان يتهم بأنصرافه عن العراق وتكريس جهوده لخدمة البلاد العربية الاخرى ... كان خليل ابراهيم -كما يقول هو عن نفسه - يشتغل في بدء حياته العملية "موظفا صغيرا في شعبة الشؤون الشرقية وكانت تضم انذاك البلاد العربية والشرقية " ويضيف :" وفضلا عن أني اكملت دراستي العالية في مصر فقد اشتغلت في السفارة العراقية في القاهرة قرابة ثلاث سنوات يضاف الى ذلك اني حضرت معظم المؤتمرات والمحادثات التي جرت بين المسؤولين العراقيين والمسؤولين في الدول العربية الشقيقة " .
يقول ايضا :" لقد رافقت فخامة السيد نوري السعيد منذ سنة 1941 ...وكان لي شرف الاشتغال بمعية سمو الامير زيد بن الحسين عندما كان سفيرا للعراق في لندن ... وكنت طيلة وجودي في مصر 1939 -1942 أتردد على مكتب الاستاذ اسعد داغر في جريدة الاهرام ...واشهد بأن الرجل كان يمتدح نوري السعيد ويذكر بكفاحه في استانبول والثورة العربية وخدماته للعرب ...كتب السيد نوري السعيد مذكرة لحل القضية الفلسطينية بعنوان " استقلال العرب وحدتهم "سنة 1942 واشتعرت بالكتاب الازرق ...كان نوري السعيد -يقول خليل ابراهيم يضع يده على ضميره حين يتكلم ولايلقي التهم جزافا وقد رفض ان يقول عن رشيد عالي الكيلاني والذي قام بحركته مع العقداء الاربعة سنة 1941 انه كان خائنا وقد علق احد القادة السوريين مٌقيُما نوري السعيد " انكم في العراق لاتقدرون قيمة رجالكم حتى يتواروا ..." .
بعد ثورة 23 يوليو 1952 في مصر عاد خليل ابراهيم الى بغداد فعينه نوري السعيد مديرا للتوجيه والاذاعة العام ..وبين 8-20 اب -اغسطس سنة 1953 انعقد في القاهرة المؤتمر الاذاعي العربي وسافر خليل ابراهيم الى القاهرة لتمثيل العراق وعندما انعقدت اجتماعات مجلس الدفاع الاعلى فب القاهرة بين 2-10 ايلول-سبتمبر سنة 1953 مثل نوري السعيد العراق واصطحب معه خليل ابراهيم .. كما حضر معه الاجتماع الذي عقد في مكتب اللواء اركان حرب محمد نجيب رئيس الجمهورية المصرية وحضره نوري السعيد وحضره فريق من الضباط المصريين وكان نوري السعيد قد تكلم بصراحة عن القضايا العربية وقال له نجيب انه مسرور بأنه تكلم امام الضباط الشبان بصراحة .ويقول خليل ابراهيم انه انتهز فرصة وجوده في القاهرة ليذهب الى دار اخبار اليوم للتعرف على الاستاذ محمد حسنين هيكل وتحدث معه كثيرا في مختلف الشؤون العربية كما حدثه هيكل عن رجلته الاخيرة الى كوريا وقبل ان يغادر مكتب هيكل الح عليه ان يحدد موعد له للتعرف على فخامة السيد نوري السعيد وفعلا التقيا في مقر السفارة العراقية وبعد الترحيب سأل فخامة السعيد الاستاذ هيكل :
هل تريد حديثا للنشر ؟ام لمعلوماتك الخاصة ؟
فأجاب الاستاذ هيكل :اريد اولا حديثا خاصا لمعلوماتي
فسأله فخامة السعيد :
هل تعدني بعدم نشره حتى يحين الوقت المناسب ؟
فقال الاستاذ هيكل
اقسم على ذلك
وتحدث فخامة السعيد اكثر من ساعتين .ولما انتهت المقابلة وخرجت مع الاستاذ هيكل اودعه ،سألته :"ما رأيك في السعيد وحديثه ؟ فقال لااريد ان اقول اكثر من كلمة "يا نيالكم وكل ما اتمناه هو ان اتلقى منكم برقية تسمحون لي فيها بنشر هذا الحديث " .يعلق خليل ابراهيم فيقول :" وانا لاادري عما اذا كان الاستاذ هيكل قد غير رأيه أم ان ظروف مصر الحالية (1955 )تملي عليه ما يكتب "
وفي شهر مارت -اذار سنة 1954 يقرر جلالة الملك المعظم فيصل الثاني 1953-1958 زيارة الباكستان تلبية للدعوة التي وجهها حاكم الباكستان العام الى جلالته ويكون فخامة السيد نوري السعيد في ركب جلالته فينتهز الفرصة لزيارة الهند ويأمرني بالالتحاق به في دلهي فغادرتٌ البصرة صبيحة يوم 20 مارت -اذار سنة 1954 ووصلت مساء الى دلهي بعد ان توقفت في كراجي بضع ساعات وفي اليوم نفسه وصل فخامته الى دلهي قادما من الباكستان وبقينا فيها حتى يوم 31 منه جرت خلالها عدة اجتماعات مع عدد من المسؤولين الهنود وعلى رأسهم المستر نهرو .ولما عدنا الى بغداد قدم فخامته الى الحكومة تقريرا مفصلا عن اتصالاته بالمسؤولين في الباكستان والهند وارسل تسخا من التقرير الى القادة العرب .ثم يتحدث خليل ابراهيم عن محادثات سرسنك التي وصلها الصاغ صلاح سالم مبعوثا من عبد الناصر الى السعيد يوم 15 اب سنة 1954 وجرت المحادثات التي حضرها خليل ابراهيم ودارت حول الترتيبات الامنية والعسكرية التي كان السعيد يريد ان يقيمها مع تركيا والتي عرفت فيما بعد بحلف بغداد وكيف ان العراق بحاجة الى ذلك الحلف مع تركيا وايران والغرب فقال له عبد الناصر من خلال الصاغ صلاح سالم :" انت حر في اتخاذ ما يلزم لسلامة بلادك " .ويعود فخامة نوري السعيد من سفرة خارج العراق على امل ان يرافق الملك فيصل الثاني في زيارة رسمية لمصر وتقوم احداث جماعة الاخوان المسلمين ويقف العراق موقفه المعروف منها وتؤجل زيارة جلالة الملك بناء على طلب الحكومة المصرية ويوقع العراق الميثاق مع تركيا ويتطور الى حلف بغداد وتشن مصر هجزما اعلاميا واسعا على العراق ويدعو الرئيس عبد الناصر الى اجتماع رؤساء وملوك الدول العربية ويتخلف السعيد عن الحضور لمرضه وتتأزم العلاقات بين العراق ومصر ويستمر ذلك حتى سقوط النظام الملكي الهاشمي في العراق صبيحة يوم 14 تموز 1958 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...