تأسيس رابطة الدفاع عن حقوق المرأة في العراق 1952-1959
******************************************
تأسست رابطة الدفاع عن حقوق المرأة سنة 1952 حسبما اشارت الى ذلك الدكتورة نزيهة
الدليمي في كتابها :"المرأة العراقية " . وكانت الرابطة احدى واجهات
الحزب الشيوعي لذلك كان نشاطها سريا .وعندما قامت ثورة 14 تموز سنة 1958 ارسلت
الرابطة برقية تهنئة الى قادة الثورة .
وقد قدمت الرابطة طلبا الى وزارة الداخلية وأجيزت في 29 كانون الاول سنة 1958
وبعدها وافقت وزارة الارشاد على منح الرابطة امتياز اصدار مجلة اسبوعية ثقافية
بأسم "المرأة " .
ويذكر الاستاذ الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني في
كتابه "التطورات السياسية الداخلية في العراق 14 تموز 1958 -8 شباط 1963 "
، والذي هو بالاصل اطروحة دكتوراه اشرف عليها كاتب هذه السطور وقدمت الى كلية
الاداب –جامعة الموصل ان الدكتورة نزيهة الدليمي تولت رئاسة تحرير المجلة .
وقد اصدر الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة منح
الرابطة الاجازة بالعمل نشرة داخلية مؤرخة
في 29 كانون الثاني سنة 1959 حث فيها الشيوعيين على تشجيع امهاتهم واخواتهم
وزوجاتهم وقريباتهم للانتماء الى الرابطة وتوسيع نطاق عملها واشار المنشور الى ان
الحزب ليس مع اتجاه تنظيم النساء العربيات في منظمة خاصة ولا مع النساء الكرديات
في اتجاههن الخاطئ في منظمة كردستانية خاصة وان الرابطة يجب ان تضم جميع النساء العراقيات
.
اهتم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة
(1958-1963 ) بالرابطة ورعى المؤتمر الاول لها والذي انعقد ببغداد بين 8-12 اذار
سنة 1959 بحضور 240 مندوبة يمثلن 25 الف عضوة فضلا عن مندوبات من معظم دول العالم.
وقد تم انتخاب الدكتورة نزيهة الدليمي رئيسة للرابطة وكان من بين اعضاء اللجنة
التنفيذية للرابطة نساء اخريات ابرزهن ابتهاج الاوقاتي ، وسالمة الفخري، وعفيفة البستاني . وقد قامت الرابطة بدور مهم في
التدخل لتشريع قانون الاحوال الشخصية
الاول الذي صدر صدر اواخر سنة 1959 وكان القانون متقدما على غيره من قوانين
الاحوال الشخصية العربية وخاصة على صعيد اعطاء المرأة حقوقها ، ومنع تعدد الزوجات
ومساواة المرأة بالرجل في الميراث للشخص الذي لم يترك وصية ومعالجة قضايا القتل
غسلا للعار .. ومع ان القانون اثار حفيظة بعض علماء الدين الا انه عد -انذاك - انتصارا للمرأة العراقية وضمانا
لحقوقها ..... ا.د.ابراهيم خليل العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق