ساطع الحصري والعمران التربوي في العراق
- ابراهيم العلاف
اعرف من هم الذين يكرهون ساطع الحصري المربي والمفكر الكبير صاحب القراءة الخلدونية وابو التربية والتعليم في العراق لسنين طويلة امتدت من سنة 1922 حتى سنة 1941 ، وقد كتبتُ عنها في اطروحتي للدكتوراه عن السياسة التعليمية في العراق 1869-1932 فصلا بعنوان ( السياسة التعليمية في العراق اثناء ادارة ساطع الحصري ) ..اول من يكرهه الانكليز المستعمرون بدليل انهم اسقطوا عنهم الجنسية بعد فشل حركة مايس التحررية وطردوه من العراق واتهموه انه وراء خلق جيل يقاوم الانكليز ويدعو الى الحرية .
وثاني من يكرهه هم الطائفيون ، وثالث من يكرهه هم الذين لم يتعمقوا في
دراسته دراسة تاريخية علمية وساروا وراء من كتب ضده على طريقة (على حس الطبل خفن يارجليي) .
اقول ساطع الحصري كان امينا على رسالته كانت له مبادئ قرر ان يلتزمها خلال عمله التعليمي في العراق هي :
1. بناء معارف العراق على اسس متينة ودعائم قوية وفق خطط علمية وتربوية حديثة
2. التوسل بكل الوسائل لتقوية الشعور الوطني والقومي في نفوس ابناء العراق .
واول ما الاحظه ان معارضة ساطع كانت ذات طابع سياسي اكثر منه تربوي كان يريد ان يكثر من تدريب المعلمين وان لاتكون دور المعلمين في مناهجها مقتصرة على العلوم والمواد المختلفة بل لابد ان تتعدى ذلك الى تعليمهم طرق التدريس وفنون التربية وكان له موقف سلبي من مشكلة السياسة في المدارس ويقصد السياسة الحزبية وكان يركز على الفروق الفردية بين التلاميذ ورعاية الموهوبين ويريد تحسين الجانب النوعي للتربية وتمثيل جوانب النشاط الواسع في المدرسة وركز على الجانب العملي في التدريس وربط التلميذ ببيئته وركز على الواجبات المدنية والاخلاقية وخصص كتابا مدرسيا لذلك درسناه وربط كل ذلك بالتربية الحديثة وعمل من اجل توحيد اسس الدراسة وتحقيق مبدأ وحدة التربية والتعليم الى جانب الاسهام في اتاحة فرص التعليم الابتدائية امام العراقيين كحد ادنى واشياء اخرى تطرقت اليها في اطروحتي المنشورة في كتاب يحمل عنوان ( تطور التعليم الوطني في العراق) صدر 1982 .
نعم ساطع الحصري خلص وزارة المعارف من ايدي الانكليز ، والطائفيين ، وخلق جيلا يشعر بكرامته وبقدراته في العراق ، جيل ثار على الانكليز سنة 1941 وثار على الطغمة الحاكمة 1958 ، خلق شعبا قويا وليس مسلوب الارادة كما كتب البعض ممن لم يقرأ ساطع جيدا . وانا احد خريجي مدرسة ساطع أنا ومجايللي من خريجي مدرسة ساطع القوية نعتز بمدينتنا وقبلها محلتنا وبعدها عراقنا وامتنا العربية لانعرف الطائفية نكرهها ، ولانعرف العشائرية نكرهها ولانعرف لسيطرة رجال الدين طريقا ، لانقيم وزنا للانساب والعروق بل للجهد الفردي كن ابن من شئت واكتسب ادبا ولاتقل اصلي وفصلي هكذا انما اصل الفتى ما قد حصل هكذا علمنا ساطع الحصري .جيلنا جيل يحب الوطن ومستعد للنضال من اجله .
أما من يشعر هو نفسه بالخور والضعف والانتكاس ، فالذنب ليس ذنب ساطع انما ذنبه هو ذنب بيئته ومن يسيطر عليها فلا يلومن الا نفسه .
وساطع وضع (دائرة الوطنية) ، كما وضع دائرة القومية وانا قومي عربي اعتز بالقومي الكردي والقومي التركماني وادعهم كي يعبروا عن اعتزازهم بالقومية .عقيدة الحصري التعليمية وطنية قومية وتربوية عصرية ، والحصري كان ينطلق من الفرد الذي يمتلك وطنا ولابد ان يعتز ، ومن وجد له ازدواجا في نفسه وضعفا ، فالذنب ذنبه وذنب معلميه وذنب بيئته .
اقول لمن تحدث عن ما اسماه ( الخراب التعليمي والتربوي) ، ابحث أخي عن الخراب فيما اقامه الاميركان من نظام بعد غزوهم العراق سترى الخراب بكل انواعه ، وسترى انهم صدقوا عندما قرروا ان يعودوا بالعراق الى عهد ماقبل الصناعة ، ولاتبحث عن الخراب في منهج ساطع الحصري التربوي والتعليمي الجاد ؛ فساطع وقف بوجه الخراب ، وحول العراق الى وطن كبير يحس فيه الانسان بكرامته ، وعنفوانه لكنهم أي المستعمرين واذنابهم نفوه وطردوه ، واسقطوا عنه الجنسية وعدوه مسؤولا عن خلق جيل الحرية والكرامة.
أتعرف اخي يامن لا تحب ساطع .. أتعرف من هم هم الانكليز اسلاف الامريكان .
الموصل 4-4-2021
_____________________________________________
*المربي والمفكر الكبير الاستاذ ساطع الحصري مع حفيدته من ابنته سلوى ...عابدية نزار جعفر العسكري ................صورة فريدة شكرا للاخت عابدية نزار جعفر العسكري(مواليد 1957 ) ...........اغلب الظن انها اخذت سنة 1962 أي قبل ست سنوات من وفاته رحمه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق