محلة
وسوق باب السراي في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث الحديث – جامعة الموصل
محلة
وسوق باب السراي ....من المحلات العريقة
في مدينة الموصل ارتبطنا بها وارتبطت بنا ولا اخال احدا من الموصل القديمة
لايتذكر هذه المدينة ويقينا ان له فيها ذكريات وذكريات حتى ان الصديق الحاج الاستاذ
عماد غانم الربيعي الباحث الجاد في التاريخ المحلي الف عنها كتابا قائما بذاته
وبعنوان : ( محلة باب السراي ) اصدره سنة
2007 .
والذي اريد ان اؤكده هنا ان محلة باب السراي
هي مركز مدينة الموصل ..مركز سوقها وحركتها التجارية ومنذ السبعينات كنا نتحدث عن
قيمة واهمية وعراقة هذه المحلة انا والاخ الاستاذ الدكتور هاشم خضير الجنابي استاذ
جغرافية المدن الاسبق في قسم الجغرافية
بكلية التربية –جامعة الموصل خاصة عندما
كان يؤلف كتابه عن (التركيب الداخلي لمدينة الموصل ) .
عرفت محلة وسوق باب السراي معرفة دقيقة وعرفت
ازقتها ودروبها وكنت على معرفة دقيقة بحركة سوقها التجارية .
كان باب السراي واحدا من ابواب مدينة الموصل
المسورة والباب ليس قديما كالاسواق الاخرى وانما يعود الى القرن الثامن عشر
فالوثائق التاريخية المتداولة وما اشرفت عليه من اطروحات ومنها اطروحة الدكتور علي
شاكر علي عن الموصل العثمانية تقول ان الباب فتح سنة 1776 في عهد الوالي سليمان
باشا الجليلي الثالثة والذي تولى ولاية
الموصل اكثر من مرة منها التي تولى ولاية
الموصل من اواسط جمادي الاولى 1192ولغاية
15 ذي القعدة سنة 1197 هجرية (1776-1197 ميلادية ) .ويقينا انها سميت بمحلة سوق
السراي نسبة الى سراي الحكم اي مقر الحكم الذي يجلس فيه الوالي وليس هذا المقر الا
مركز الشرطة العام الذي بني على ارض السراي العثماني سنة 1921 .يقول الاستاذ احمد
الصوفي في كتابه (تاريخ بلدية الموصل ) ان باب السراي هُدم في عهد رئيس البلدية
حسن افندي العمري والذي تولى البلدية بين سنتي 1887-1891 وقد تأسس مكان باب السراي
دائرة للجندرمة (الدرك ) هو المركز العام كما تأسست بناية للمحكمة الشرعية ودائرة
للبلدية وقد ادركت انا انشاء محل حسو اخوان ايضا الى جانب المركزالعام . وكل هذه
هدمت الان .
الشيءالذي اود ان اذكر به اهلي في الموصل ان
محلة باب السراي لها منافذ كثيرة منها منافذ الى سوق العطارين وسوق الشكرجية وسوق
الصياغ وسوق القوندرجية وسوق الحدادين وسوق المعاش وشارع غازي وشارع النجفي ومحلة
السوق الصغير وسوق الحصيرجية من جهة شارع الملك فيصل الاول وهو شارع العدالة .
وسوق باب السراي يسمى ايضا السوق
الكبير...وفي السوق محلات ودكاكين ابرزها دكاكين التحفجية والبسطجية والبياضاتوالسراجين والصفارين والقوطجية و.وفي
السوق جامعي الباشا والشيخ عبدال وفي السوق دكة الخبازين ومقهى باباني والتي سميت
فيما بعد بمقهى ام كلثوم وكان صاحبها كامل سارة وهو نفسه صاحب سينما كامل وسميت
بإسم الممثل الذي كان يقدم فيها عروضا مسرحية واسمها عبد الله باباني ابو محمود من
اهالي كركوك وقهوة االقزازين وفندق السعادة وكان محله قريب
من دكاكين بيع حلويات الزواج الان (العقد ) وكانت اثاره لاتزال شاخصة قبل سنوات
واخر مدير له هو حكمت جاسم العزاوي في الخمسينات من القرن الماضي .وكان فندقا
كبيرا يضم قرابة (24 ) غرفة وكانت الاجرة للسرير الواحد سنة 1959 (80 فلسا ) .
وكان هناك في باب السراي مجيد تبوني يبيع
الطوابع من اولاده البير وجورج وسالم واربع بنات ويوسف زبوني كان كاتبا لدى الشيخ
محمد الرضواني في باب السراي
طبيعي هناك تداخل باب السراي مع مناطق اخرى
مجاورة ومنها مثلا سوق الصياغ وعلوة سوق الحنطة وبناية البريد القديم لكن هذه
المناطق ليست هي باب السراي .
وانا متأكد ان محلة باب السراي كانت قبل ان
تمتد اليها الاسواق منطقة سكنية وهي عادة وجدناها ونجدها حتى كتابة هذه السطور حيث
تزحف الدكاكين لتبتلع البيوت والدور السكنية .
من هنا فإن في محلة باب السراى كان ثمة اسر
وعوائل عريقة تسكن فيها ومنها ال عبدال
ومنهم الاديب الحاج عبدال التاجر بن مصطفى
الشافعي الموصلي الذي بنى جامع الشيخ عبدال في باب السراي كما بنى مدرسة
فيه وسبيلخانة واوقف على الجامع خانا ودفن سنة 1696 تحت منارة الجامع ومن بيوتات محلة باب السراي ال الغلامي وال عفاص وال الايوبي وال الدبوني وال دلال باشي وال جليميران وال رشان وال عفر (الحلاوجي ) وال
الصقلي وال كساب وال كركجي وال قزاز وال الكتبي
وال عفاص وال كسو وال مفتي
الشافعية وال العجوز وال توفيق الصائغ وال سارة وال العناز وال حمدي العلاف.ومن
بيوتات محلة باب السراي ال حلاق وال خباز وهم اعقاب الجد القريب سرحان احمد وال
خياط اعقاب الجد القريب محمود يحيى حسن وال خيري ومنهم اللواء الركن محمد نوري
خيري 1899-1984 وهو من الضباط القدماء المؤسسين للجيش العراقي .ومن بيوتات محلة
باب السراي ال صباغ وهم اعقاب الجد القريب هاشم بن احمد مصطفى 1917 وال ملا عبد
الله ومن احفاده يحيى المختار 1900-1967 ومنهم الحاج يحيى سعيد 1885- 1968 مختار محلة باب السراي وكان متوليا على
المدرسة الاحمدية ايضا ومن احفاده غانم سعيد
مختار محلة باب السراي بعد ذلك .
لقد برز من محلة باب السراي رجال اسهموا في
بناء العراق منهم علي جودت الايوبي رئيس الوزراء العراقي السابق والمناضل الوطني
محمد رؤوف الغلامي والطيار العقيد خالد سارة .
اتذكر انه كان في باب السراي رموز موصليون
لاننساهم عملوا في التجارة والخياطة وبيع الاقشمة والزجاجيات وما شاكل ذلك وقد
ادركت انا ومجايللي اي الذين ولدوا ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945
منهم الشيخ بشير الصقال عالم الدين البارز والكبير (1906-1986 ) ، والذي كان يمتلك
دكانا لبيع الشاي والسكر وهي المهنة التي تسمى في الموصل (القوطجية) والى جانبه
الحاج يوسف الخيرو وهناك الحاج اسماعيل الحلاوجي المعروف بإسم اسماعيل عفر .واذكر
طه المَلك بائع الطرشي لابل ملك الطرشي وقد كتبت عنه والحاج صالح السراج ابو الاستاذ عبد الوهاب واخيه الحاج عبد القادر السراج ابو الصيدلي الاستاذ زهير
السراج صاحب صيدلية السراج والحاج حامد
والحاج مصطفى العناز والخياط قاسم الخياط والد الاخ الاستاذ الدكتور مزاحم الخياط
و الخياط احمد سعيد والد صديقنا الاستاذ المؤرخ عبد التواب احمد سعيد والدكتور عمار والحاج عمر الشكرجي والد صديقنا
الاستاذ مؤيد الشكرجي والشيخ صالح الشيخ داؤد والذي يبيع في دكانه مقابل جامع
الشيخ عبدال العسل والطحينية والحلاوة بأنواعها فضلا عن الجبن واللبن والقشطة .كذلك كان لوالدي صديق
في سوق السراي هو صالح التحفجي
ولاانسى عبد الغني القوندرجي الذي كنا نفصل
عنده الاحذية وكذلك في باب السراي محلات الصباح لصاحبها الحاج خليل عمر الطالب
والد زميلنا واخينا الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل ولاانسى المرحوم خليل طرية وولده اكرم وكان خليل
طرية صديقا لوالدي وله دكان يبيع فيها البياضات وهي الشراشف والمناشف والفرش
والبرنص وكانت الى جانبه دكاكين متراصة
تبيع الشيء نفسه وصل عددها في الاربعينات من القرن الماضي قرابة ال (30 ) دكانا .
ولابد ان اذكر السراجين في باب السراي ومنهم
صديقي نذير الكواز واذكر ايضا باعة القهوة ، وحدادي السكاكين و(قهوة الخضراء ) ،
والتي كانت تقدم فيها بعض العروض السحرية ومنها مثلا ذلك العرض الذي قدمه
بترونوروفتس المعروف بألعابه السحرية مساء يوم الاربعاء 2 نيسان سنة 1924
في كتاب الاخ اللواء الركن المتقاعد ازهر العبيدي
الموسوم (الارشيف العثماني ) ذكر لقرابة
(72 )
من الاسر التي كانت تسكن في محلة باب السراي وفقا للقيد العام لنفوس الموصل
لسنة 1839 فمثلا هناك اسم امام المحلة الملا محمد بن عبد السلام واسم مختار المحلة
محمد بن عبد الرزاق (في سنة 1968 توفي مختار محلة باب السراي الملا يحيى بن سعيد
عبد الله ) ومصطفى افندي الحاج حسين الغلامي (كان عمره سنة
1839 -90 سنة ) والقوطجي عبد القادر بن
الحاج عبد الرحمن والتوتونجي ابراهيم بن محمد والقوطجي محمد بن جرجيس والحائك
الحاج محمد بن الحاج اسماعيل والتوتونجي الحاج فتحي بن مصطفى والكبابجي السيد حسن
بن السيد حسن والدباغ عبد الله بن اسماعيل والقوندرجي الشيخ احمد بن الكسو والقليه
جي عبد الرزاق بن عبد الله وواليوزبكي محمد بن الحاج عمر والحمامجي سيد احمد
الحمامجي واخوه سيد علي والتاجر شيخ صالح بن فتوح والبقال حمو بن علية بن درويش
وبائع الزبيب حمو بن اسماعيل والحلاق احمد بن عبد الغني (عمره 60 سنة ) والقصاب
الحاج وهب بن احمد وغيرهم .
ذكر الاستاذ معن عبد القادر ال زكريا في
كتابه (تاريخ لواء الموصل في وثائق الصحافة العراقية 1920-1950 )الذي اصدره
سنة2016 ان (محلة باب السراي ) كانت تضم سنة 1933 استنادا الى ما نشرته جريدة (العمال ) الموصلية عدد 19 تشرين الاول سنة 1933
(180 ) دارا من مجموع الدور في مدينة الموصل البالغة (13881 )دارا موزعة على (40 )
محلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق