الصورة لنجار ادوات الزراعة في محله تحت المنارة - من صفحة عين الموصل الفيسبوكية
الصناعات المحلية في مدينة الموصل
ا.د. ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ومدينة الموصل
مدينة عريقة عمرها 7000 سنة وهي تمتلك ارثا كبيرا في مجال الصناعات المحلية .وتوجد
اسواق خاصة تباع فيها منتجات هذه الصناعات ادركناها أبا عن جد . وأحتاج الى وقت
طويل وجهد كبير وصفحات كثيرة لكي أروي لكم قصة هذه الصناعات لكن باخصار اقول ان
الموصل شهدت فترات تاريخية ازدهرت فيها الصناعات النسيجية وصناعة المعادن ولكي
ادلل على ما كان للموصل من تاريخ في مجال الصناعات المحلية ان شيخنا الاستاذ سعيد
الديوه جي الف كتابا كاملا بحث فيه صناعات الموصل المحلية التقليدية المتمثلة
بالصناعات النسيجية وصناعة التحف المعدنية وصناعة البناء والزخارف الخشبية وتزويق
الكتب وتجليدها وسمى الكتاب (أعلام الصناع
المواصلة ) .
ومن الطريف ان
منتوجات هذه الصناعات كانت تباع في اسواق عديدة اشتهرت بها الموصل ادركت انا بعضها
منها سوق النجارين وسوق البزازين وسوق
الشعارين وسوق القتابين وسوق الحبالين .
كثيرة هي الصناعات
المحلية في الموصل فمنها صناعة ما يحتاج اليه البيت من أسرة وتخوت النوم وتختة
اللحم وتختة الجلوس وثلاجة البيت ومصائد الفئران وتوابيت الموتى والمراجيح (
الديديات ) و(القفصجة ) وحجلات الاطفال والمهد والقباقيب
والقوارب .وقد تحدث الاستاذ ازهر العبيدي في كتابه ( الموصل ايام زمان الذي
اصدره سنة 1989 عندما تحدث عن سوق النجارين وقال ان كل هذه المنتوجات كانت تصنع من
خشب (القوغ) او من خشب (التوث) بعد تشقيقه الى الواح عريضة وطويلة ويقوم
النجار بتلوين اخشاب الاطفال بالوان متنوعة ويبيعها باسعار زهيدة ومن الاخشاب التي
تصنع للاطفال فضلا عن لعب الاطفال ومنها الطير الذي يحركه الطفل ومن خلال الحركة
يصفق فيبهج الطفل ويسره المرجوحة والديدية .وهناك في باب الجسر وتحت منارة جامع
الأغوات محلات لبيع الادوات الزراعية التي يحتاجها الفلاح وهم نجارو باب الجسر
وعندما ندخل هذ السوق وهو قائم حتى يومنا هذا نرى منتوجات هذا السوق مثل (الكورك )
و(الخرماشة ) و(المجرفة ) .كما نرى ابوابا وشبابيك لبيوت الطين او ما نسميه في
الريف ب(بيوت الدوم) المبنية من الطيبن وايضا نجد من يبيع المناخل والغرابيل
للحبوب والطحين والمناخل فيها انواع للحنطة الناعمة وللبرغل الخشن وما شاكل .
واذا ما دخلنا
(سوق الحدادين ) في باب الجسر فسوف نجد الحداد الذي يقوم بطرق الحديد وتطويعه من
خلال النار القوية ليصنع منها اقفال الدور والمسامير وحديد الشبابيك والمحجلات
والادوات الزراعية وادوات البناؤ والمناقل والزناجيل المتنوعة ونى الحداد وهو
يمارس عمله وقد وضع على رأسه نوعا من الغطاء ليقي رأسه من تساقط برادة الحديد
والدخان .
وهناك النجارون
الذين كانوا يصنعون ما نسميه اليوم بالموبيليل مثل الصندلية والقنصدور والمكتبة
وتخت المنام اي السرير والقنفات والكرويتات والزوايا وقنصور التواليت والطابورية
والبوفيه والكراسي والمناضد بانواعها واتذكر انني عندما تزوجت في الستينات اوصيت
عند نجار الموبيليا (غرفة النوم) وكانت من الفورميكا البادنجاني السوداء وبالقسط
الغرفة ب(150 ) دينارا فقط وتتألف من تخت النوم والقنصور ستة ابواب والزاوية
وقنصور التواليت و( الكوميدينيات ) وكانت اثنتان توضع الاولى من يمين السرير
والثانية في يساره ومن جهة الرأس .
ومن الاصناف التي
تنتج احتياجات البيت صنف الحبالين من (الحبل ) والحبال هو الذي يصنع الحبال من
نبات القنب او السوس او القطن ولكل حبل استعمال خاص منها اي من الحبال ما يستخدم
لنشر الملابس ومنها ما يستخدم لربط الحيوانات او يستخدم لربط البضائع وما شاكل
.وكما هو معروف وكما يشير الدكتور ذنون الطائي في كتابه ( مهن وحرف موصلية ) 2014
فان الحبال يستخدم آلة خاصة لفتل الحبال ويقوم بهذه العملية اشخاص معينون يسمى
الواحد منهم (فتال حبال ) وورد في دليل مركز دراسات الموصل وصفا للحبال ومهامه
ويقال في الامثال الموصلية للشخص الماكر (فتال حبيل ) .
ونأتي الى
الاطرقجي وهو من يبيع ويصلح السجاد والبسط والفرش المنزلية وهناك القزاز الذي يصنع
العقال من شعر الماعز .وقد ادركت من يصنع الاحذية في سوق القوندرجية واتذكر
القوندرجي محمد علي في شارع النجفي كما اتذكر عبد الغني في سوق القوندرجية وكان من
يصنع الحذاء الخفيف الجلدي المحلي ذو اللون الاحمر يسمى الايمنجي والحذاء يسمى
الايمني ويبدو ان اصل هذا الحذاء الخفيف الذي كان يلبسه اجدادنا ومنهم جدي كان
بالاصل من اليمن لهذا يسمى الايمني .وكان من يصنع هذا الحذاء يسمى ايضا الخفاف .
ومن يعمل بالسراجة
ويصنع الحقائب والاحزمة والنعالات والصنادل واغلفة الاسلحة من الجلد المحلي
المدبوغ في سوق السراجين يسمى ( السراج ) واعرف عدد من السراجين كان بعضهم زميلا
لي في محلة رأس الكور في الاربعينات او كان معي تلميذا في الابتدائية . وكان
السراج ايضا يصنع كما يقول الاستاذ ازهر العبيدي يصنع سروج الخيل في منطقة
السراجخانة التي سميت كذلك نسبة الى السرج والسراجين .وكما يقول الدكتور ذنون
الطائي فان هذه المهنة انحسرت بسبب قلة استعمال الخيول في التنقل وقدوم السروج
واللجامات والاسرجة الاجنبية الصنع فانقرضت المهنة للاسف الشديد وكان فتحي جاسم النافولي في وادي حجر هو السراج
الاخير الذي يصنع الاسرجة التي توضع على ظهور الخيول . وكلمة السلراج جاءى من
السرج حيث كانت مزدهرة في الموصل وتعتبر صناعة السروج من الصناعات المهمة ثم
تطورت المهنة لفترة .
ولاننسى الخياطون
والخياطات اللذين كانوا يصنعون ملابس الرجال وملابس النساء كل حسب تخصصه واتذكر الخياط
حازم ابا اياد وكان هو من يوفر الاقمشة بانواعها للزبون وكنت اخيط ملابسي
(السترة والبنطلون واليلك ) عنده في الستينات بالاقساط وكانت دكانه وراء مصرف
الرافدين قرب المركز العام في باب الطوب
وللاسف مهنة الخياطة بدأت تندثر امام
الملابس الجاهزة المستوردة . وطبعا كانت هناك الخياطة التي تخيط ملابس النساء ووفق
الموديلات .ولاننسى المرحوم قاسم الخياط
ودكانه امام جامع الباشا في باب السراي وهو متخصص بخياطة الدمير (سترة الرجال)
والصاية ( الزبون )وهناك من يخيط العباءة العربية والعباءة النسائية .
ومما اشتهرت به
الموصل صناعة الدباغة اي تحويل جلد الحيوان الى جلد يستخدم في كثير من الاحتياجات
.وهناك صانع السيكائر اي التوتونجي والسيكائر المقصودة هي سيكائر المزبن .
وهناك من يصنع
الاواني الفخارية في رأس الكور او في الميدان وهو الكواز يصنع الحبوب حبوب الماء
والبراني والشربات والجرار والاقداح والاباريق والدنابك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق