رؤية في التقارب العراقي العربي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي ، زار السعودية على رأس وفد اقتصادي وسياسي . وبعد ايام ستعقد قمة عراقية - مصرية - أردنية .ووقعت عدة اتفاقيات بين العراق والسعودية ، وكلها واعدة . والتوجه العام هو ان يعود العراق الى حضنه العربي وبهذا يتحقق الامن والاستقرار .
نعم هناك تحديات كثيرة منها ان بعض القوى المتحالفة مع ايران غير راغبة في استمرارية وديمومة التعاون العراقي مع الدول العربية ، ولا اريد ان ادخل في تفاصيل الرغبات والتحديات ، لكن أقول ان ثوابت الجغرافية ، وحقائق التاريخ تدفع بالاتجاه العراقي نحو محيطه العربي ، ولابد من ان تؤتي هذه الزيارة وتلك اللقاءات أُكلها .
ويقينا ان السيد مصطفى الكاظمي وهو يمتلك الارادة ، والخبرة ، والقوة يستطيع ان يُطوع كل العوامل الداخلية لتصب في صالح هذا التوجه الذي افتقدناه منذ وقوع العراق تحت الاحتلال الامريكي لابل منذ ان دخل العراق واجتاح جيشه الكويت في الثاني من آب سنة 1990 .
اولا يجب ان يعرف الجميع ان عودة العراق الى الحضن العربي ليس معناه الدخول في تحالفات ضد الجارتين ايران وتركيا ، بل هو أمر طبيعي يكمل ويوطد العلاقات الخارجية للعراق ؛ لذلك ليس في صالح اي الدولتين ايران وتركيا الاعتراض على توجه العراق نحو اشقائه العرب . فثمة روابط لغوية وتاريخية واقتصادية تربطه بهم ولاانفكاك او تخلي عنها مهما طال الزمن وتبدلت الاحوال .
تظل هناك نقطة على السيد الكاظمي ان يهتم بها ؛ وهي ان التقارب هذا يحتاج الى تأطير نظري ، ورؤية استراتيجية ، وبيئة أمنية سليمة ؛ فالمشاريع الاقتصادية ، ومنها الاستثمارية والربط الكهربائي وغير ذلك لكي تكون ناجحة لابد من توفير البيئة الصالحة لها .
وهو يعرف معرفة يقينية أن لديه الادوات والوسائل الناجحة ، ولابد ان يعمل عليها ، وينُميها ويُطورها . واعتقد ان دعوات انضمام العراق الى مجلس التعاون لدول الخليج العربية متسرعة وليست ضرورية لكن التعاون مع دول مجلس التعاون بحجمه الكبير السكاني (55 مليون نسمة ) أمر مهم كما التعاون مع مصر والسودان ، ودول المغرب العربي ، ودول الهلال الخصيب .
انا اعتقد ان تعاون مصر والعراق والسعودية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية ، أمر في غاية الاهمية لما فيه خير ومستقبل الامة العربية ، وحتى الدول الاقليمية المجاورة ، والعالم كله فهنا في هذه الارض تتراكم ثروات العالم ، وحضاراته ، واديانه .
المهم ان يتنادى قادة هذه المنطقة ، ويركنوا الى الحق والمصلحة المشتركة ، ويستخدموا الحكمة ، والعقل لكي تنجح كل مشاريعم ، والتي ستنعكس على سكان هذه المنطقة التي تعبت من الحروب والحصارات والغزوات والمشاكل .
قومجي مابيدك
ردحذف