الجمعة، 30 أبريل 2021

الصندلية في بيوت الموصليين أيام زمان

                                                                                الصندلية 


الصندلية في بيوت الموصليين أيام زمان

- ابراهيم خليل العلاف

واقول مؤكدا قبل خمسين سنة لم يكن هناك بيت في الموصل الا وفيه ( صندلية ) وهذه الصورة من صفحة الاخ علي محمد ورابطها التالي :
والصندلية كما قال الطبيب والباحث والكاتب التراثي العلامة الدكتور داؤد الجلبي الموصلي في كتابه (كلمات فارسية مستعملة في عامية الموصل ) وصدر ببغداد 1960 هي كلمة فارسية وهي مكان تحفظ فيه الثياب وهي كما ترون اشبه بدولاب كبير طويل ذو طابقين فيهما عيون (جكامج جمع جكمجة أي مجرات ) . وللصندلية ابواب وغالبا ما توضع الصندلية وعليها الفرش والدواشك مغطاة بقماش جميل في صدر الغرفة بحيث تملأها من الجدار الى الجدار وادركت في بيتنا قبل 70 سنة صندلية في وسطها مرآة ومرة جاء والدي بغزال الى البيت فوقف الغزال امام المرآة فرأى نفسه وهجم على المرآة فكسرها بقرنه وسبب تسميتها بالصندلية انها مصنوعة من خشب الصندل وهو من افضل واثمن الاخشاب وكانت تصنع منه اول الامر والصندل هذا الخشب الثمين كان يستورد من الهند وهو اصفر طيب الرائحة ومنه ابيض واحمر . وكان النجارون في سوق النجارين في الموصل يتفننون في صنعها باتقان .
وللاسف انقرضت الصندلية ولم يعد أحد من النجارين في وقتنا هذا يصنعها مع انها كانت تؤدي وظائف كثيرة فهي تحفظ الاشياء في مجراتها (جكمجاتاتها ) وتحفظ اثاث النوم من فرش واغطية فضلا عن الملابس في دواليبها المتعددة .ولن انسى كيف كان الاطفال يصعدون على سطح الصندلية ويقفزون على الارض بعد ان تكون كل الفرش والاغطية قد انزاحت عنها بفعل شقاوتهم وتأتي ربة البيت وهي تصرخ وتلوم الاطفال على فعلتهم والتي هي لعبتهم التي يتسلون بها غير عابئين بنتائجها على ربة البيت .
وقد قرأت في موقع منتديات ( فخامة العراق) الالكتروني ورابطه :
شيئا جميلا عن (الصندلية ) أي (خزانة أو صندوق الخشب ) ما يشير الى ان الصندلية هي "عبارة عن خزانة كبيرة طولها (3-4) أمتار وعرضها (0,5) متر وارتفاعها (1,5) متر بنّية اللون من خشب الصندل الذي سمّيت باسمه، كانت تصنع من قبل نجّارين أكفّاء في سوق النجّارين في محلّة الميدان في الموصل، والجيدة منها تستوردها الأسر الغنية من الهند أو سوريا مطعّمة واجهتها بزخارف جميلة دقيقة الصنع. وكانت الأسر الموصليّة تحتفظ بها قديماً في صدر غرفة المعيشة أو (أودة القعدي)، وتوضع فوقها بترتيب جميل ( المطارح واللحف( جمع لحاف ) والجودليّات التي تصنع من قطع مختلفة من الاقمشة الزائدة عن الحاجة والجواجيم(مثل البطانية ومفردها جاجيم ) وتغطّى بجاجيم أحمر أو شرشف أبيض شفاف متعمدين إظهارها للزوار، وتوضع داخل الأقسام الأربعة الواسعة منها ملابس الأسرة والشراشف والبقج وجهاز العروس وفرش وملابس الاستحمام من الدويشم (مناشف الحمام) والبرانص والخاوليّات، وتعزل الملابس الشتوية عن الصيفية والشراشف والبياضات في بقج خاصة لكلّ نوع منها. وفي منتصفها عدّة مجرّات محلاّة بمقابض خزفية كروية ملوّنة، توضع فيها أدوات الخياطة والتطريز والحاجيات المنزلية الصغيرة الحجم، وقد تخصص واحدة منها لكلّ فرد في الأسرة لحفظ حاجياته الشخصية وكتب الدراسة.وفي أغلب الصندليّات يكون فيها درج مخفي في أسفلها لوضع المواد الثمينة التي لا تريد الأم أن تمتدّ لها يد الأولاد، أو تحتفظ الجدّة بالحلويات والنقول فيها مثل: الفستق والبندق والجوز واللوز وقلائد التين والسجق والحلقوم ومنّ السما والقسب. وتفرش على الأرض أسفل الصندلية وأمامها الفرش من الحصير أولاً وفوقها المطارح ومدّات البسط أو الزوالي، وتوضع المخاديد للاتكاء عليها مغطاة بغطاء أبيض مطرّز. وهذا النوع من الفرش يسمّى (الليان) ويفرش في ثلاث جهات من الغرفة يتصدّر عليه ربّ الأسرة في المساء ويتوزّع أفراد الأسرة على الجانبين.
الموصل 30-4-2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...