هل ثمة جدب ثقافي في العراق وما مهمة المثقف وما دور الدولة ؟
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
سألني احد الاخوة الصحفيين سؤالا فحواه :" هل ثمة جدب ثقافي وما مهمة المثقف وما دور الدولة ؟فأجبت كما يلي :حقيقة لابد أن اذكر بها الجميع ، وهي ان المثقف العراقي لم يفشل في ان يكون له دور في الانتاج المعرفي أو المساهمة في تعميق الوعي أو في انتاج السياسة الثقافية المطلوبة ، وانما الفشل يكمن في وقوع البلد تحت الاحتلال ، واختلال موازين الفكر ، وتراجع العلم ، وانتكاس المعرفة ، وضمور اللغة ، وفقدان السلطة الثقافية المعرفية ، وضياع كل ما من شأنه ان يبرز دور المثقف على الساحتين الثقافية والفكرية والاعلامية .
ولو تتبعنا المشهد الثقافي العراقي المعاصر ، منذ سنة 2003 حتى ساعة كتابة هذه السطور لوجدنا كما كبيرا من الانتاج المعرفي والفكري والفني أبدعه المثقفون العراقيون .
انا شخصيا اصدرت كتبا عديدة منها كتاب عن (تاريخ العراق الثقافي المعاصر) ، لكن مما ينبغي ان نؤشره هو غياب الاهتمام الرسمي عن الساحة الثقافية او لنقل غياب المرجعية الثقافية الراعية للإنتاج المعرفي ، وعدم قدرة وزارة الثقافة على ضم المثقفين من خلال مؤسساتها تحت جناحها ، وانا دائما اقول ان ما شهده ويشهده العراق منذ سنة 2003 حتى الان هو ( غياب الاستراتيجيات ) ، ليس في ميدان السياسة والاقتصاد والتعليم والاعلام والسياسة الخارجية وانما في الثقافة .
كلنا – كمثقفين لانشعر بوجود الدولة قوة ، وهيبة ، وسلطة والسبب ان الحكومات التي تشكلت منذ 2003 غير معنية بوجود ستراتيجيات لا للسياسة ، ولا للثقافة ولا للاقتصاد . لهذا نجد انتاجا معرفيا ثرا ، ولكن بدون (اطار ) مؤسسي يضمه ويبرزه.
واذا ما قررنا هذه الحقيقة ، نقول ان هذا هو السبب في ابتعاد المثقف عن ان يكون مجهوده ضمن الدولة ، وهكذا لايمكننا ان نظلمه .. هو قام بواجبه ، لكن لم نجد من يحتضن نتاجه المعرفي ، ويؤطره ضمن ستراتيجية وطنية .
وهنا اقترح على المسؤولين الاهتمام بوزارة الثقافة ماديا ومعنويا ، واعادة ربطها بالإعلام ، والسعي باتجاه تحديد (فلسفة او خطة او استراتيجية وطنية معرفية جديدة ) تبين الى اين تتوجه الدولة في فلسفتها وخططها ، وما هي الاهداف الكبرى التي تريد تحقيقها في عالم السياسة ، وعالم الاقتصاد ، وعالم الثقافة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق